رواية فراس ابن الليل الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12 بقلم سلمي سمير

        

رواية فراس ابن الليل الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12 بقلم سلمي سمير


ظلت مهرة تنظر طويلُا الي قسماته الحادة وعيونه الغاضبة، والساكن فيهم حزن عميق وقاتل ومن خلفهم حنان ليس له اخر، كانت هائمة مع عذب كلماته الرقية التي اطرب بها اذناها واستكترتها  هي علي نفسها، لانه تعلم بان فراس لم ولن   يكون له نصيب معه ،
ولكي تريح روحه المعذبه في عشقها ردت عليها بحسم:
فراس انت عمرك ما تهون عليا، مش لجل خاطرك لكن لجل خاطر الغلبانه خيتك اللي ما ليها غيرك، اكيد بتمنا تعتر فيها 
وتعيشو بسلام وما تتحرم منيك

ثم تنهدت بقوة وقالت:
ايوة يا فراس انا مريداش يصيبك سوء وربنا يطول في عمرك
بس وحياة كل غالي هملني لنصيبي انا مش ليك يا واد الناس
ولا عمري هكون ليك ونصيبي وجسمتي مع غيرك

غامت عيناه بشكل خطر جعلها ترتجف بين احضانه مما جعلها تحاول باستماته ان تخرج من بين ذراعاه المطبقة عليها بقوة، ابتسم لمحاولتها الضعيفه بالنسبة اليه وقال بحسم وثقة:
حضني هو سجنك اللي مش هتجدري تخرجي منيه، انت ملكي ومش هتناول عنيكي  افهمي اكده هترتاحي وتريحيني 

هزت راسها بالرفض واصرت علي ان يطلق صراحها الا انه ظل محتضنها كانها الدنيا والحياة بالنسبة البه فقالت بضيق:
بالله عليك يا فراس هملني لحالي ، انا مش نصيبك ولا هكون ليك لا برضايا ولا بالغصب، افهم احنا مش لبعض،طريجك غير طريجي انت واد ليل والجتل والسرقه واكل الحرام سبيلك، وانا بت الخواجا سمعان حمدان المربي الفاضل الوحيد اللي علم بته بالبلد كلتها،لا اعرف الحرام ولا عمره دخل جوفي 
افهم انت وريح بالك وانزعني من جلبك لاجل ترتاح 

اخذت تضرب علي صدره بقوة وصاحت فيه:
جلبك ده جلب الصخر الجاسي جاسية عليا كي الكل وانساني بالله عليك وبيكفي فضايح من مراجبتك ليا انا مش ليك ولا دنيتي دنيتك افهم بجي ان....

فجاة وقبل إن تنهي حدبثها الصادم، والذي يؤكد رفضها المستميت له، ضغط علي راسها بقوة ودفعها في جوف صدره لكي يسكتها ثم اخذ نفس عميق ، حتي تهكأ انفاسه الثائرة كي لا يغضب عليها وقال بهدوء:
ياريت اجدر يا مهرة اخرجك  من جلبي ووحياتي كلتها، لكن انت اللي سكنتي جلبي بكيفك انا مغصبتكيش، واصل 
انا خرجت من الاصلاحبة مشيفش غير انتجامي  وتاري اللي هيطول الكل والدم اللي لازم اسيحه، واشفي بيه غليله من كل اللي جم علي اهالي وظلموهم ومنهم اهل البلد اللي هملو اماي بنت العز تتهان وانكرو خير جدها اللي كان علي الكل،  ده غير خيتي اللي هجت ومخبرش فين اراضيها،
وفي وسط المي وكل حياتي السواد، ريت عيونك طاجة النور اللي نورت ظلمة أيامي، نضرت روحي الميته حية فيهم ،لما نضرة بعيونك  جلجك وخوفك عليا، 
خوفك من اني اموت جبل ما اخد تاري وانتجم من اللي جتلو برائتي واغتالو احلامي  واتسببو في موت اماي وابوي
وجلجك اني مجدرش عليهم ويكسروني ومتجومش ليا جومه
ايوة يا مهرة انا عشجتك مش بكيفي، ،لكن لانك دنيتي اللي اتحرمت منيها ولو اتحرمت منيك هبجي كي الميت وجلبي كي الصخر الجاسي كي ما جولتي لكن ليكي بيلين
بلاش تجتليني يا مهرة انت كمان لان مليش غيرك انضر معاه فراس الانسان ، ولا ريداني اكون وحش كاسر ياكل الكل

زفر انفاسه بقوة لكي تخرج ما بداخله من الم واكمل:  
يا مهرة انت الخير اللي جواتي واللي علشانك بحافظ عليه، بلاش تهمليني في الدنيا تايه من غيرك يا جليبي
ولو علي اني من المطاريد،انا مش منيهم لكن لي غرض معاهم اول ما اوصل ليه، هتعرفي فراس علي حقيقته، فلجل كل غالي علي جلبك، بلاش تجفلي بابك في وشي وهملي حالنا للنصيب وانا  عندى ثجة في الله، بانك هتكون  نصيبي وجسمتي وتعويضي عن كل اللي ضاع مني 

استكانت مهرة بين احضانه بعدما سمعت حديثه عن عشقه لها الذي هو طوق النجاة له، وردت عليه بارتباك:
طيب هملني مدام خلصت حديتك،واسمعها مني وافهمها زين لو علي النصيب فهو غلاب صح، لكني بجولهالك وباكد عليك، انا مريدكش، واوعاك تتوقع ان  في اب هيجبل يجوز بته ليك حتي لو انصلح حالك سمعتك سبجاك يا واد الليل

ضحك فراس واطلق سراحها وقال بثقه وتصميم ادهشها:
والله جلبك رايدني بس بتكابر يابت سمعان الخوجا، بس مش ده الحديت اللي كنت رايدك فيه، 

انكست مهرة راسها ارضًا،  خجله منه لا تعلم مشاعرها تجاهه هل هو اعجاب به وبقدرته علي سطرته علي الكل ام بوسامته  وحدة ملامحه التي تاسر العيون والقلوب، ام اصراره علي انتقامه الذي تعلم جزء منه وهو اصابة ابيه وموته، لكن الي الان لا تعلم سبب  قتله للعمدة وشيخ الغفر بكل هذة القسوة
رفع وجهه الي عيناه وابتسم من خجله وتورد وجنتاها وقال:
لو بيدي اكتب عليكي دلوك واخبيكي في داري عن كل العيون لحد ما تجري بعشجك ليا رغم رفضك  يا جليبي 

ثم اخذ نفس عميق وقال:
انا عايش نفس حالتك يا مهرة مع رئيسة انا رفضها وهي عشجاني،لكني عكسك متؤكد من مشاعري، وده السب اللي رايد اتحدد  معاكي فيه 

رمقته بتعجب وحدة واستغراب ثم دفعته بحده وسالته:
مالي انا برئيسة بت الغجر، هما دول حياتك وعيشتك اللي بتحياها والكل خابر انها عشيجتك ما تروح ليها وعيش بين احضانها لياليك وانساني مالك بي مدام هي معاك وحباك

ضحك بشدة وارجع راسه للخلف من قوة ضحكته الصاخبه وجذبها اليه فجاة وقال:
اباه بتغيري عليا والله انا ساكن جلبك كي ما انت ساكنه جلبي يا جليب.فراس، بس متجلجيش انت وبس اللي فيه  مهرة حبيبتي و فرستي الجامحه اللي مينفعش يكون ليكي شريك 

اخذت تضربه بحرقه وغيرة لا تعلم سببها ونهرت بعنف:
بيكفي مسخرة وحديت ماسخ ، وبعد يدك عني وخلص في يومك ده ،  اتاخرت علي مدرستي يا واد الليل

تنهد بقوة وابعدها عنه بهدوء  ورمقها بغموض وقال:
رئيسة كرهاكي وحاقدة عليكي، لانك بتشاركيها فيا،وبحج ربنا انا خايف عليكي منيها لتتهور وتاذيكي
خابر انك بتتعامل مع انعام الغجرية الدلاله اللي بتشتري منيها خلجاتك،  وبتدخل داركم كتير  حذاري منيها اليومين الجايبن لانها ممكن تخدم رئيسة في اذيتك خدمه ليها،  بما ان يدها طيلاكي معلش يومين بس  لحد ما انضر ليها طريجة اوجفها عند حدها معاكي 

قطبت ما بين حجباها بغضب وعنفته بغيرة شديدة:
ادي اللي كسبته منيك الكره والعداوة من ناس معرفهمش اصلا، روح الله يسامحك،انا همشي وبيكفي بجي وحاضر لو  ده هيريحك ويخليك تهملني لحالي اني اخد بالي  من نفسي ، حاضر هاخد بالي يلا  سلام بجي لاني اتاخرت

وقبل ان تتحرك قيد انمله لم تشعر بنفسها الا ويداه انتزعتها عن الارض واحتضنها بقوة واعتصر خصرها بين يداه واخذ يتنفس بقوة وعمق ثم حملها علي حصانه وقال:
انا هوصلك اسرع من الجطر نمشي  وسط زراعات الجصب ومتجلجيش محدش هينضرنا لانه من بره البلد

قبل ان ترد عليه جلس خلفها وانطلق مسرعا الي مدرستها ولم تستطبع ان تنطق من سرعة الرياح حولها،  او من دقات قلبه التي تسمعها وتصم اذانها
كانت تشعر انها داخل كتيب للحوادبت تعيش مغامرة مثيرة لم  تشعر بالخوف منه او اللوم من احد
كيف تخاف وهي مع من وهبها قلبها وييخاف علبها اكثر من نفسه، او قد يلومها احد وهو كل من يعرفه بهابه ويخشاه
كانت رحلة قصيرة ام طويلة لا تعلم لكنها كانت تشعر بين يداه المطبقه علي خصرها بانها في  الجنه تسبح مع الهواء ورياحه السريعه التي تنقلها من عالم الي الاخر
لم تشعر بنفسها الا وهو بنزلها بعيد، عن مدرستها حتي لا يراه احد وقال لها بعشق:
نزلتك بعيد لاجل ما حد ينضرك معايا ويجيب في سيرتك يلا همي روحي لمدرستك وانا هرجبك لحد ما تدخلي

هزت راها بالموافقة وهي تشعر بانها تائه في بحر عيناه الغامضة والحزينه وقبل ان تخطو بعيدًا عنه نادها ، فالتفتت  اليه كالهائمة فقال وهو يبتسم لها بحنان:
هتوحشك جوي يا جليبي ، بحبك يا مهرة وبعشجك موت

وقفت مكانه لا تتحرك ساكنًا، ابتسم فراس من صدمتها التي الجمتها وكاد يقترب منها الا انه  لاحظ مجموعة من البنات تقترب، فابتعد حتي راها تنضم اليهم وتسير معهم لكن طول طريقها كانت تلتفت اليه كي تلقي عليها نظرة بين الحين والاخر الي ان دخلت مدراستها واطمن قلب فراس عليها ، فابتسم براحه وانطق بحصانه الي وجهته المعتادة 
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. 
عاد فراس  بعد اذان العصر الي داره فرأي جعبل بانتظاره 
قطب جبينه بضيق وارهاق وساله:
خير يا قرد المطاريد، ريسك بعتك تاني ولا مصيبة إيه وراك

ضحك عجبل بمرح وود، فهو يعز فراس ويعتبره رئيسة وليس الغول بعد موقفه معه اثناء مرض أمه، حين اخذها وذهب بها الي مستشفي المركز وظل معه الي إن  قامو باجراء جراحه لانقاذها من الموت ولم يتركه الي إن اطمئن عليها،  عكس رئيسة  الذي كان يسخر منه ورفض مساعدته،
دنا منه عجبل ولاحظ علامات الارهاق علي ملامحه بشدة فساله قلق حقيقي:
مالك يا ريس فراس فيك إيه، وكنت فين من الصبح جيت دارك كذا مره اخبط عليك وملجتكش، جولت اكيد عند مدرسة مهرة وانتظرت تعاود بعد ما عاودت لدارها لكنك  معاودتش انت صوح بتروح كل يوم فين بالوجت ده

اغمض فراس عيناه بتكاسل ورد علي بفتور:
ملكش فيه يا عجبل رد جول رايد ايه، مريجش ليكي انا 

جفل  جعبل  من عصبيته ورد عليها بارتباك:
جيت ابلغك ان الحمولة اتسلمت للتاجر كي ما جولت ومفيش ناجص منها خردله،وكمان رايدك تفهم ان الغول خابر مطرح خلدون واكد علي الكل ميجولش ليك،لاجل تفضل محتاج ليه

حدق فراس به بحدة  ثم جذبه من جلبابه وثار عليه:
خابر لو حديتك ده صوح ريسك هعمل في ايه ،جبل ما ادفن خلدون هكون دافنه جبليه حي
مشي من جدامي دلوك يا جعبل، وجول لريسك ان فراس هيطلع ليه عشيا لاني رايده في شغل كبير ومكسبه كتير
هما من جدامي بدل غصبي ما يطولك

جري جعبل من امامه غير نادم علي ما قاله، سعيد بأن فراس لن يرحم الغول الذي هضم حقه ورفض اعطاءه نصيبه، فيما اخذ من التاجر مثل كل الرجال ساخرًا منه بانه ليس مثلهم

دخل فراس الدار وهو يشعر بالانهاك ياخذ منه ماخذة، نزع جلبابه وكل ثيابه وملس علي الخطوط الحمراء التي طبعت علي جسده من  كتفه الي منتصف صدره
اخذ قطعة مبلله من القماش وملس عليها فاقشعر جسده بالم، بعد ذلك اخذ منشفة ودخل المرحاض اغتسل وغير ثيابه، ثم  تمدد علي الفراش واغمض عيناه وهو يشعر بالالم والحزن، الا إن مر طيف مهرة في خياله فابتسم وغفا سريعًا

كانو ساعتين فقط الذي نامهم فراس لكنهم كافين لكي بعود الي قلب الاسد نشاطه ويقف علي اقدام ثابته من جديد،
بعد ما انتهي من اعماله الروتينية،لبس جلبابة وربط الشال الاسود علي راسه ،ثم خرج من داره وهو يزفر بضيق وعيونه يملاءها الغضب،اطلق صفيره الخاص مره فاتي حصانه رماح ووقف امامه  امتطاها ولكزه بقوة وانطلق كالبرق الي الجبل،
لم يهدأ عن لكز حصانه الي ان وصل الي كهف المطاريد، ظل علي حصانه ونادى بصوت  كالرعد الساحق :
غول  يا غول 

سمع الغول صوت فراس الحاد والقوى شعر بان وراءه شر قادم خرج مسرعا اليه ورحب به بارتباك:
اهلا اهلا بشيطان الليل،  اتفضل بيتك ومطرح يا واد عمي

ضاقت حدقتاه وامسكها من جلبابه وبيد واحدة رفعه الي مستواه فاصبح طائر في الهواءواقدامه لا تطال الارض، وهو هكذا، لكز حصانه وقرب من احد حواف الجبل وقال بحدة:
شايف شكل الجبل كيف من فوج كله صخور وديابه متعطشه للدم ، انا هرميك من انهي لو منطجتش فينه خلدون  وخيتي مهجة وليه دريت عني مكانه وانت خابر مطرحه

اخذ الغول يصرخ  ويضرب ارجله في الهواء ويستنجد برجاله الذي رأو قوة وبأس فراس الذي حمل رئيسهم بيد واحدة كانه طفل، فلم يستطيع احد ان يسعي لانقاذه او الاقتراب منه،
اخذ الغول يسعل بشده لشعوره بالاختناق فتوسل الي فرس  الي إن بنزله قائلًا برجاء:
ارجوك هملني يا واد عمي وانا هجولك كل حاجه وكمان علي مطرح  خلدون،لكن اجسم بالله ما اعرف مطرح خيتك

غامت عين فراس وبعد  به عن حافة الجبل والقاه ارضًا وقال:
جول اللي عنديك ومتكدبش عليا، بس اتوكد ان  هودرك علي كذبك عليا وانك خابر فينه خلدون ودريته كي خوه اللي مش هرحمه بس اوصله لول وبعد اكده الحساب يجمع

ابتلع الغول ريقه واخذ يجفف عرقه عن جبينه ويداري نفسه بعيد عن عين  فراس الناظر اليه باسمئزاز بعد ان تبلل جلبابه
 بفعل الخوف فنكس راسه ارضا وقال وجسده يرتجف بشدة:
خلدون واد غلبان، وبوه الشيخ رجب كان راجل صالح انت نفسك امنة علي خيتك في داره
لما وصلت ليه فضل يترجاني ويبوس في يدي لجل ما ادلك عليه   طاب مني ادرية عنيك مجابل اتاوه يدفعه للرجاله.
خابر اني غلطان بس انا مريدش اخسرك جتلك ليه وجريك ورا تارك ما هيجلبش ليك اللي وجع الجلب مع الحكومة،
 يا فراس انت راجل شديد وجوي ربنا اعطاك جوه في جسمك وعجلك اللي زيك يحكم بلد بحاله مش مطاريد بس، طاوعني وانا هخلي الكل يعرف جيمتك ويهابك ويطاطي راسه ليك

ضغط فراس علي اسنانه بقوة حتي سمع صوتها الغول فارتعد من الخوف خوفًا من بطشه به بعد ان اغضبه الي هذا الحد فمد يده دخل جلبابه واخرج حافظة نقوده واعطاه له بيد مرتجفه وهلع  كبير وقال:
خد العنوان في المحفظة، بس الله لا يسئك اسمع منيه لول
الولد ميت في جلده خايف من بوم لجاه بيك

ثم مد يداه اليه وقال باستجداء:
اما انا فبطلب منيك العفو، ارحمني يا واد عمي، ومن اليوم هكون تحت مداسك خدام مطيع، خلاص هيبتي راحت بين الرجالة ومعدش حد  منيهم هيحترمني واصل،
احب علي رجلك ارحمني او خليني اهمل الجبل واروح اتاوي في مكان بعيد ميعرفنيش فيه حد

ترجل فراس عن حصانه ووقف امامه ، ثم اغمض عيناه بقوة وفتحهم فرأي فيهم  الغول نيران مشتعله لها القدرة علي ان تحرق الاخضر واليابس، فضغط علي اعصابه بقوة حتي لا يزيد غضبه ويظلم من امامه ببطشه، وامسك الغول اوقفه ونزل بيده  علي ذراعاه فكسرها 
فصرخ الغول من شدة الالم ، فقال له فراس :
انا عملت حساب للعشرة اللي بيناتنا، لكن اقسم بعزة جلال الله اللي يوجف بيني وبين تاري لينول غضبي اللي ما هيجدر حد يوجفه او يتوجع كي هو واعر وصعيب

تركه يولول مثل النسوان من شدة الالم وعاد وامتطي حصانه ثم اقترب من رجالة الغول وصاح فيهم:
من اليوم مفيش امر بالجبل غير امري، واللي يفكر يدس عني حاجه هخليه يتمني انه ما اتولد من اساسه،
 ثماشار الي الديب وقال :
 خد ريسك عالجه وبعد اكده طلعه الجبل يجعد معاكم كي الحريم ياكل ويشرب وبس  فاهم
 اؤما له جميع الرجاله بالطاعة والخنوع والاستسلامه له فقد.كانت هذه اول مره يرو فراس الذي لقب بالشيطان ولم يعلمو لماذا، الا الان فقط عرف انه في غضبه كالشيطان،
تركهم وانطلق بحصانه قاصدًا بيت الشيخ رجب، طرق الباب  بعنف عدة طرقات متواصله، فتح وهيب الباب بذعر، وحين راي  ملامح فراس الغاضبة توجس خيفا منه وساله :
في ايه يا فراس هو كل يوم زيارة، مش اتحدت معاك عشيا وجولتلك مخبرش مكان خلدون فين  واجسمت ليك  

ضحك بشر ومال اليه وسحب من جلبابه وقال:
لاه ما خلاص انا عرفت مكانه بس جيت اجولك جهز صوانه وجيم عزاه، لاني هدفنه حي بعد ما اكسر عضامه

امسك وهيب يده واخذ يقبلها برجاء:
احب علي رجلك يا فراس بلاش تموت خلدون خوي مظلوم، هو صح غلط بس خيتك كي انت حره ومجبلتش يمسها،
وطفشت جبل حتي ما احاول اصلح اللي عمله،كنت ناوي اخليه بكتب عليها، وتبجي مرته بالحلال
خابر ان ليك حج عنديه بس بلاش تموته انا  مليش غيره،  بيكفي ست سنين عايش فيهم كالميت مرعوب منيك،
ابوس يده ورجلك ارحمه علي الاجل  لجل خاطر العيش والملح  اللي كانو بيناتنا 

امسك فراس من رقبته وكاد يضغط عليها فاخذ يسعل بشده ويرفس باقدامه شاعرًا بالاختناق فقال له  بغيظ:
يعني كنت خابر خوك عمل ايه في خيتي، كان رايد يفضحها
وانت تجولي مجتلوش،انت تحمد ربنا لو عرفت تلم لحمه
ام انت حسابك معايا عسير لما اعود يا عويل، هبتم ولدك وخلي مرتك ارملة ومفيش اللي ياخد عزاك او يدفنك

القاه ارضًا  بعدما سمع صراخ زوجته وطفله وكثير من الجيران كانو يترجوه ان يرحمه، فصاح فيهم بشدة  وقال:
اكتمو كلتكم انا رايد احرج جلوبكم كي اماي ما اتحرجت ومش هرحم منيكم لا كبير ولا صغير،بس الاول ارد حج اللي هملتها امانه عند ناس اتخيلتهم ولاد اصول وطلعو اندال
ام انتم فيسواد ليلكم وايامك الجاية معايا لو كانت خيتي ميته او بجت خاطيا، وجتها جولو علي نفسكم يا رحمن يا رحيم، لان بعدها معنديش لا عزيز ولا غالي اخاف عليه،
كرً
تركهم ينظرون الي بعضهم   البعض بذعر وخوف من انتقام فراس الذي منع  إن تقام افراحهم سابق وكان يامرهم الا يقيم احد فرح قبل الرجوع اليه واستشارته فاصبحت البلد لا يقام به فرح او زفاف الا باذنه والان يهددهم بالويل والثبور
ام وهيب فنهض عن الارض وكل عظامه تأن  من الالم،كأن فراس ضربه ولم يلقيه فقط، واخذ  يدعو ان ينجي الله اخيه من شره وسر غضبه
  
ركل فراس حصانه بعنف وصار الي طريق طويل خارج البلد الي ان وصل الي العنوان الذي يسكن به خلدون
لم يطرق الباب بل دفعه بيداه فتحطم تحت قوة قبضته،
فنهض خلدون من علي فراشه ونظر الي فراس وانهار تحت اقدامه وبكي بحرق وقال:
ريحني يا فراس انا خلاص لا حياه بحياها ولا دنيا عايش فيها انا كي الميت من يوم هجت مهجة وخدت  روحي معاها  وان الاوان اخلص من حياتي اللي بلا روح 

حدق به فراس بقوة وجذبه من راسه فاوقفه امامه وراسه تتدلي الي الاسف وساله فراس بصوت غاضب:
جولي عملت ايه في خيتي وفين ارضيها  يا ندل يا عويل

ابتلع خلدون ارياقه بشدة واخذ يقص عليه كل ما حدث منه وبعدما انتهي وضع فراس يده علي رقبته وصغط عليها بشده فتناثر الدم من حوله ووقع خلدون ارضًا بلا حراك......؟!
12
جلس وهيب امام زوجته كسير الفؤاد قليل الحيلة، بانتظار ان ياتيه فراس بجثة أخيه او يخبره عم فعل به وعن مكانه
نهضت انعام زوجته، واحتضنت راسه واخذت تربت علي ظهرها بحزن مواسيا له في مصيبته التي هربًا منها كثيرًا، فجأت الفاجعة سريعة ومؤلمه،
اخذ وهيب يبكي اخيه،وهذا اصعب ما يكون بكاء الراجل حين شعر بعجزه امام جبروت فراس الذي لا يستطيع احد مجابهته او الوقوف امامه 

رفع كفاه يدعوه الله بأستجداء ان ينقذ خلدون من غضب فراس الذي عماه،فلم يراعي العشرة والعيش والملح بينهم

ظل يدعو  ربه ويبكي بحرقه  الي ان سمع طرق عنيف علي باب داره، هب نهضًا وفتح الباب بلهفه، فرأي بوجهه فراس بمتطي حصانه وجثة اخيه ملقاه امامه علي الحصان 

صاح بلوعه علي فقده أخيه الوحيد الذي اوصاه به ابيه قبل مماته،  جري عليه يحتضن بحسرة جثمانه المسجي بتراخي علي حصان فراس فتاوة خلدون متالمً بصوت ضعيف:
يدك عني ياو واد بوي جتتي خوك مش متحمله لمستك 

لم يصدق وهيب نفسه، بأن أخيه حي يرزق وان وفراس قد  ابقي علي حياته ولم يقتله كم توعد

انزل اخيه  من علي الحصان وحمله علي كتفه وهو يصرخ من شد الألم، واخذ ينظر الي فراس بحيرة وشكرا وأمتنان للأبقاء علي حياته، لم يساله عم فعل به، لكن معني ان احضره الي داره فهذا يعني انه سمع منه واعطاه فرصه 
ساعد اخيه  الذي كان جسده مسحوق ورقبته وراسه ينزفُا بشده، ادخله الدار وعاد الي فراس يشكره:
واد اصول صوح وطمر فيك العيش والملح، مخبرش اجولك ايه يا واد عم فودة لكن

رفع فراس يده في وجهه ومنعه من الأسترسال ورد عليه:
متجولش حاجه يا واد الحج رجب، خوك امانه عنديك، لحد ما  اعتر في خيتي لو كذبته خد عزاه  لانه هفرفط روحه جدامك ولو صادج هجوزهاله كي ما وعدته فاهم يا وهيب خوك أمانه لو خرج من دارك او دسيته عني  يبجي يتمت ولدك ورملة مرتك واصل  سلام

انطلق بحصانه جعلًا التراب خلفه غبار كثيف اختفي داخله  مخلفًا وراء الف سؤال وسؤال ، ليس له اجابة غير عنده وعند خلدون، بما دار بينهم، وجعله يعفو عنه حتي لو مؤقتًا 
دلف وهيب الي داره وهرع الي أخيه الذي كان يصرخ من الألم
وزوجته تضمد له جروحه وتساله عن جرح عميق في رقبته،
ينزف بشده كان احدهم ادخل رصاصه الي عنقه وتركها :
ارحميني يا انعام بيكفي فراس واللي عمله في ، الجرح ده من يده غرز صباعه في حنجرتي كان هيخرجها لولا اجسمت  ليه علي كتاب  الله اني ما مسيت خيته بسوء
ووجف ضغطه علي رجبتي  دوخت وجعت علي الارض فحط رجله علي رجبتي وفضل يضغط لحد ما كان دمي هيتصفي وجلي جولي ايه خلي خيتي هجت وهي في امانيتكم
عملت معاها ايه انطج انجد بنفسك وجول  الصدج وكل اللي حوصل بيناتكم 

ضمه وهيب الي صدره واخذ المنشفة من زوجته وراح يمسح الدم عن جرحه، ودمعه لا يتوقف وقال:
كله بهون يا واد بوي والحمد لله ان فراس سمع ليك، وصدجك ورجعت لينا حي،كنت خايف غضبه يغلب حلمه ويجتلك قبل ما يتوكد انك مش السبب في هججان خيته
رغم غلطك في حجها واللي خدت جزاءك منيه بتكسير عضامك

اخذ خلدون نفس عميق  مما زاد احساسه بالالم، فكشف اخيه عن ذراعه وساقه ليتاكد بانها مجرد.كدمات تحول لونها الي اللون الازرق، وهذا ما سيجعله يتالم ليالي طويلة
طلب من زوجته احضار اناء لعمل كمادات دافية وبعده  ذلك دهن جسدها بزيت الزيتون لكي يهدا من الالم
ما ان انتهي غفا خلدون بين يداه لكنه ظل يأن وهو مغمض العينان، دثره وهيب وظل يقراء له قران وقال لزوجته:
خدى سيف وادخلي انعسي انا هفضل جاره،مش هاين عليا اهمله وهو تعبان اكده ده غير اني اتوحشته جوي، متخيلتش انضره تاني بعد تهديد فراس ليه، بجد يا انعام عودة خوي دي معجزة من الله وبركة بوي الشيخ رجب الله يرحمه

ربتت علي كتفه وابتسم له بحنان:
الف بركة با خوي ردته لداره، عجبال ما يخف ويجوم لينا بالسلامه
ان شاء الله انا هجهز ليك لجمة لاجل لو صحي  تاكله،جسمه عدمان ومحتاج يتجوت لجل يشد حيله ويجوم بالسلامه
اؤما له وهيب بالموافقة وشكرها علي مساندته له وخوفها علي اخيه، واخذ يتأمله بفرحه  غير مصدق عودته اليه سالمًا من شر فراس 
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. 
بعد مغادرة فراس دار وهيب لما يعود الي داره المجاورة له بل انطلق الي المقابر وشق سكون الليل وجلس امام قبر امه وابيه وقال بحرقه والم يتزايد بداخله :
جايلك خزيان منيكي يا اماى،اجسمت يوم موتك جدام عيني اني  هدفع كل من ظلمك وظلم بوي الثمن غالي، وهيكون  من دمهم ومالهم  وعمرهم اضعاف مضاعفه عن وجعك والمك
لكن نسيت في عز انتجامي خيتي اللي هملتها امانه لحد ما اخرج من حبستي،وخرجت لجتها اختفت،ولحد دلوك مجدرش اعثر عليها، اه يا خجلي منيكي يا اماي من اني اوصل لمنصور الخسيس وانتجم منيه واتحاكم عليه واجابل وجه رب كريم جبل ما اطمن علي خيتي واطمنك عليها او اغسل عارها لو خطت،اه يا اماي اه يا اماي يا مر لياليك الجاية  يا فراس 
وردد فراس رثاء امه قائلًا
بكيتك امي سرا  بكيت ظلمكِ جهرا وبقدر عزك وحبك سأنتقم لك شرا، حبيبتي لن تهدأ نار انتقامي حتى احفر لهم قبرا، سأعود لكي انتقم مٍن من ابكى امي واحرقها  قهرا 
اراح راسه علي قبرها ونزلت دمعته الابيا من قلب مثخن بالالم،فتذكر حين كان سيقتل خلدون واقسم له بكتاب الله وشرف امه انه لم يمس شرف اخته وهروبها كان بكيفها لكنه هو الملوم ،
 حين ذكر هذا تركه فراس واستمع له لعل يعرف سبب اقدام  مهجة علي عصيان امره وترك البيت الذي تركها فيه:
تركه فراس بحده فوقع علي الارض وسالت دماءه وظن لوهله كل من راه ان روحه فاضت الي بريها ،الا انه سعل بشدة ورفع عيناه الي فراس يترجاه ان يستمع له، ويقدر ما حدث وهو نصيبه معه، فاوضع فراس رجله فوق راسه وقال بغضب:
هسمعك لاجل ما احس اني ظلمتك جول يا واد الشيخ رجب
ايه حصل بينك وبين خيتي خلاها هجت وانت الملوم في أيه

حاول خلدون ان يبتلع ريقه فلم يستطيع من شدة الالم  فسعل بشده وبصق بعض الدم وقال بصعوبة:
انا هحكيلك اللي حوصل، انا بعد خيتي ما اتجوزت برات البلد وخوي وهيب خطب انعام طلبت من بوي انا كمان اخطب وبالذات اني بشتغل عن وهيب، وافج بوي وجالي نجوز خوك وانت السنه اللي وراها علي ما اجهز ليك الدور الفوجاني، وسالني عيني من بت مين من  بنات اعمامي
جولتله ان  عيني من بتك اللي ربيته علي يدك خمس سنين وامانه عنديك،رايد مهجة يا بوي هي منايا وجلبي رايدها

فرح بوي ورحب وسأل مهجة اللي مرفضتش لكن جالت ليه :
انا مجدرش ارفض خلدون اللي بيخاف عليا  اكثر من نفسه وبيحرسني من النسمة الطايرة، لكن جواز وخوي محبوس وجلبنا لسته حزين ومولع فيه نار  علي فراج بوي واماي لاه

كانت بترفض بشده كأنك موصيها، احترم بوي رغبتها لكننا جرينا الفاتحه وبقت مجسومالي لحد انت ما تخرج،

لكن  الجدر كتب كلمته وبوي مات جبل جوز وهيب بشهر، وبيجت انا ووهيب ومهجة لحالنا بالدار
وجبل ما يمر سبوع علي موت بوي لجيت خيتك بتلم خلجاته وبتجولي هات مفتاح دارنا انا هروح اجعد فيها لحد ما خوي ربنا يفك حبسه ويعاود لي بالسلامه
طبعا رفضت وجولت ليه كيف اهملك لحال،لو علي وجودي بالدار وهي خجلانه مني انا ههمل الدار
لكنها رفضت وجالتلي تهمل الدار او متهملهاش انا مليش جعاد فيها تاني غير لما يتجوز خوك جبل اكده لاه
مجدرتش اهملها تهمل الدار وتخرج وجولت ليها اني في حكم جوزها وانه مجسومالي والحل الافضل اننا نتجوز، ولا انها تجعد لحالها في دار بوها، انا جولت ليه اكده ومخبرش جراله أيه كاني ولعت فيه نار هبت فيا وودرتني وجالت:
اتجنيت انت اياك يا خلدون ، منكرش اني رايدك لكن جواز لاه مفيش جواز ولا فرح يدخل جلبي، جبل ما خوي يشفي غليله من اللي اتسببو في حرق اماي لنفسها،انا منتظره فراس يخرج بالسلامه ويجتل الندل والعويل اللي فتح ليه داره
يمكن بعدها  اتجوزك اما ناري تبرد وخوي ينتجم لشرفنا وياخد.بتار اماي وحج بوي فهمت جواز لاه

حديتها لخبطتني ومبجتش فاهم تجصد منين بالخسيس  والندل لكنها مفسرتش واصرت تهمل الدار وتعصاني

النار ولعت فيا من الخوف عليها وجفت جدامها ومنعتها تخرج وفضلت اهز فيها محستش بنفسي غير وهي وجعي جدامي مغمي عليها، شيلتها ونيمتها علي السرير وخرجت ادور علي حاجه افوجها بيها لجيت وهيب خارج يزور خطيبته وبتفج معاهم علي ميعاد الزفاف، وبجينا انا وهي لحالنا في الدار
دخلت وفضلت جارها لحد ما فاجت اول ما شفتتي دفشتني وخرجت من اوضتها  تنادي خوي وتشهده عليا
لكني وهمتها اني  اني اني

دفعه فراس في صدره بعنف وقال:
كمل يا محروج وهمتها بانك فضحتها مش اكده، انا دلوك فهمت ليه  هربت كانت خايفه من الفضيحه، دا انا هصفي دمك واكسر عضامك
 واخذ يركله  برجله  بعنف وقوة :
صرخ خلدون واقسم ان هذا ليس السبب وقال له:
اسمعني للاخر بالله عليك، فعلا انا وهمتها بكده، وجلت ليه
 لورايده استر عليك نكتب وناجل الزفاف لما تخرج
لكنها رفضت و فضلت تلطم وتصوت وتصرخ وتجول، يامرك يا فراس خيتك ضيعت شرفك وشرف بوها،  فينك يا خوي تغسل عارك وتخلص مني ومن عاري 
يامرك يا حسنه بتك اتسرج شرفها كي ما اتسرجتي واتفرض عليكي لكن كي ما طهرتي نفسك هطهر نفسي واخلص روحي
وجريت علي المطبخ وخدت السكين وكانت هتقتل روحه
مسكت يدها بالعافية كانت شديدة وعافية وحره بحج ربنا، نزلت على ركبي جدامها وفضلت اقسم ليها انا ما مستها وكنت بضحك عليا لجل اجبرها نتجوز ومتهملش الدار وتعيش لحالها،
لكني غلطت وهددتها لو رفضت تتجوزني هفضحها بجد واللي يحصل يحصل لكن تخرج من الدار وتهملني مش هيحصل

شكت في كلامي وجابت لي المصحف احلف عليه،انها لسته بعفتها واني ملمست توبها  الطاهر
اقسمت ليها ولانها واثقة اني مش انا اللي اجدر ااذيها هديت وقالتلي يعني افهم من حديتك انك مش هتهملني اهمل الدار مهما حصل، ولاما اتجوزك لتدنس توبي بالغصب واصل 

اتخبطت في نفوخي وجولتلها اه لاني شريها وجوازنا اسلم
حل بدل ما اهديها واطمنها وافهمها ان جوازنا هيكون مجرد.حبر  علي ورج لحد ما تخرج انت بالسلامه، خوفتها وخليتها تجرر تهرب مني لانها اتوكدت اني مش ههملها لحالها 

لجيتها بتبتسم لي بمكر، ياريتني فهمته يومها لما جالتلي:
وانا موافجة يا خلدون بكرة كلم خوك واتفج معاه واللي يجوله وهيب انا راضية بيه،  بس خليك فاكر اللي عملته هتتحاسب عليه وحسابه هيبجي واعر  افتكر حديتي ده زين

بس صحينا تاني يوم لجيتها هجت وخوي شك اني مسيتها وخلاني اقسم علي  البشاعه من شكه فيا 
وجالي ان يوم انت ما تخرج من السجن هيكون اخر يوم في عمري لانك مستحيل تصدق اني ما مسيت خيتك بسوء
لكني واقسم برب العزة ان ما مسيتها انا كنت عشاجها ورايد اتجوزها واحافظ عليها لو كانت جبلت انا ما كنت هلمسها غير لما تخرج وتوافق علي جوازنا واصل
هو ده  كل اللي حصل، خيتك عنيده وجوية كي انت بالظبط
خابر اني غلطان بس من ميتي علي العاشج ملام، كنت ريدها في حلال ربنا وما مستها بسوء لكني غلطت وخوفتها مني وخليتها هجت هربانه من ارغامي ليه رغم انها ريداني

انزل فراس قدمه عن صدره وقال لها:
كلامك زين وحاسس بصدقك لكني مش هرحمك ولا ههملك لحالك غير لما اعتر عليها واسمع منيها
ومدام بوك قرا فتحتكم وهي وافجت انا مرجعش في كلمته
لو كنت صادق خيتي من نصيبك وهجوزهالك
لكن كي ما جالت ليك عقاب عن اللي عملنه فيها وجولته ليها وخلعت جلبها وكانت هتموت حالها بسببه، وبسبب غباؤك انت نولت عقابك علي خداعك ليه وكذبك عليها بهروبك  اللي شككني فيك وفيها،
يلا هما معايا اوصلك لخوك يرعاك وهتفضل بداره لحد ما اوصل ليها وهي بس اللي هتحكم عليك لاما بموتك  او بجوازك  منيها،عد ايامك وادعي ربك ان خيتي تصدق علي حديتك معايا

حاول خلدون ان ينهض لكنه لم يستطيع فامسك بجلباب فراس وطلب مساعدته ثم ساله بريبة:
بس انا ليا سؤال عنديك نفسي افهم هي بجد عما حسنه حرجت نفسها وكان السبب راجل ومسها بالسوء

حدق به فراس بشده وضغط علي فكه بحدة لكي يحكم السيطرة علي نفسها حتي لا يقتله وقال:
انا ممكن اسامح في اي حاجه الا انك تجيب في سيرة اماي بالسوء، حسنه اشرف حريم البلد كلته، لو رايد ابجي علي حياتك تكتم خشمك وتنسي حديت مهجة للأبد فاهم

هز خلدون راسه بالموافقة وقول له وهو يرتجف من الخوف:
اللي تجول عليه يا واد عمي هنفذه وحديت مهجة عن عما حسنه نسيته لاه انا مسمعتوش من اصله زين اكده
غامت عيناه بشر وحمله فوق كتفه والقاه علي حصانه وقال:
زين اكده اشتريت عمرك يا واد الحج رجب انت وخوك وكل ناسك، وانا عند كلمتي لو صح حديتك عن خيتي هجوزهالك
ومش هلومك علي عشجك ليها وخوفك عليهة ،لان ملناش علي جلوبنا سلطان، انا اكتفيت باذينك عقابك علي خداعك لكن عمرك رهن اشارته لما تعاود

ابتسم خلدون بصعوبة وحزن ورد عليه:
ياريت تعاود ترد لي روحي، صدجني يا فراس انا ميت من يوم فراجه خدت جلبي وروحي وهجت وجتلتني بهروبها

كان حديثه عن عشقه لاخته دليل علي براءته لان العاشق لا يؤذي من يحب كم هو في عشقه لمهرة 

غفت عيناه قليلًا ومع اذان الفجر نهض من غفوته فجأة نفض جلبابه وعدل هندامه وقال:
اه يا مهجة يا تري الوجوه هتتجابل ولا لجانا عند رب كريم
يارب عترني فيها وردها ليا بالسلامه حره طاهرة عفيفة،
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
ثلاث ليالي وفراس يخرج من الصباح الباكر يراقب معشوقتها ويختفي عن العيون الي ان تعود الي دارها
كان يختفي عن نظرها ويلاحظ بحث عيناه عنه وكان هذا يسعد قلبها وياكد انها تكن له المحبه
في اليوم الرابع ضاق صدره من عدم عثوره علي اخته التي  لم يترك مكان في قبلي كله الا وبحثه فيه عنها

واثناء عودته الي داره بعد العشا طرق دار جاره وهيب، فتح صغيره سيف وابتسم في وجهه وقال:
عم فراس اتفضل  بوي وعما جوي واماي بتجهز الوكل تعالي كل معانا، انا بحبك جوي ورايد اكون زيك

ضحك فراس وحمل الصغير ذو الست اعوام وقال له:
رايد تبجي واد ليل وتجتل الناس وتخلع جلوبهم يا واد وهيب

هز الطفل راسه وؤد علبه وهو يحتضن رايه بحب:
لاه رايد اكون شجاع وفارس بحج ربنا  يجدر يعمل كل حاجه وما حد يجدر يكسره او يجل منيه ويدافع عن حجه بروحه

انتفخت اودجته بالسعادة لم قال الطفل وشعر بالامل يتغلل بداخله،اذا كان الطفل راي ما فعل فراس بعمه خلدون حقه اذا مهرة ستقدر قتله للعمدة وشيخ الغفر حين تعلم الحقيقة المرة التي لا يعرفها  احد غير فراس ومهجة، تنهد بقوة وقبل الطفل علي خده وانزله وقال له:
ادخل خبر بوك وعمك ان رايد اتحدت معاهم  ضروري

اؤما الطفل برأسه وهرع الي الداخل ليخبر ابيه،بعد قليل خرج وهيب ووجه شاحب ومرتبك وقال له:
خير يا فراس حوصل ايه تاني ،ايه وصلت  لخيتك مهجة

غامت عيناها بحزن وتنهد بقوة ورد عليه:
لاه لسه مخبرش مطرحه، بس انا رايد اتحدت مع خلدون 

حدق به وهيب بذعر وتعرق وجهه بهلع وقال:
والله يا فراس خيتك هجت بشهور جبل ما يهرب خلدون واسال البلد كلتها، هيجلولك انه فضل يدور علبها شهور لحد ما خبر  بخروجك خاف منيك، وهرب من مواجهتك

خبط فراس جدار الدار بيه وصاح في وهيب قائلًا:
لان خوك غبي واتت اغبي منيه، لما هي مجسومه ليه، مجاش لي وخبرني عن اللي حصل بيناتهم، كنت سامحته ولفلفت انا وهو  عليها يمكن كنا عترتًا عليها،بدل ما كنت بدور علبه وعليها، منكم لله ضيعتو ست سنين من عمري بلفلف علي سراب، فينه خوك الغبي رايد اساله عن حاجه مش همسه 
انا سلمت امره لخيتي لما تعاود

هدات روح وهيب رغم خوفه من غضب  فراس وقال:
اعذرنا يا فراس جتلك للعمدة وشيخ الغفر بالبشاعة دي وانت لستك ابن ١٢ سنه خوفًا منيك، وبعد ما خرجت جتلك لفتوح المكاري بيدك موت خوي في جلده وهرب
اتفضل خلدون في فرشته مش بيتحرك جسمه كله كدمات زرجه وحاسس إن عنده ضلع في كتفه مكسور

زفر فراس بضيق وربط حصانه ودخل الي غرفة خلدون الذي كان يرتعد بخوف، جلس امامه ورفع ثيابه وملس علي ضلعه
الذي يشك اخيه انه مكسور،ابتسم بغموض وفجأة حدق به بقوة مما جعل خلدون يهرب بعيناه منه، كانت هذا فرصة فراس الذي ضغط بقوة علي ضلعه فصرخ خلدون بالم لكنه هدأ سريعًا، فقال له فراس:
يومين وهتطيب انا رديت ضلعك كان مخلوع مش مكسور،
المهم دلوك من حديتك انك كنت جريب من خيتي، واكيد كنت تعرف كل حاجه عنيها، جولي خيتي كان ليها صاحبات
او بتروح تزور حد بالبلد ولا كان وضعها أيه

ابتلع خلدون ريقه بقوة ورد عليها بصوت متهالك:
خيتك مكنتش بتخرج من الدار غير لدار الخوجا سمعان كانت رايدة تتعلم، وبامانه الله كانت ذكية وشاطرة،  وانا ضغط علي بوي لحد ما وافق تكمل علامها والخوجا سمعان شجعها تتعلم من البيت وكان بيخدها معاه ايام الامتحانات،  

حدق فبه بقوة وذهول وسأله لكي يتاكد:
يعني خيتي ومهرة كانو صاحبات، الفرج في السن بيناتهم مش كبير ٤ سنين ، دلوك فهمت ليه مهرة مبتخافش مني 

نهض فجاة وقال في سره:
ياتري يا بت بوي جولتي لمهرة سرنا كله ولا حافظتي علي ستر اماي من الخوض في سيرتها الشريفه

خرج دون ان يستكمل حديثه معه، فلقد ظهر امامه طريق اخر سيسلكه من اجل الوصول لاخته وهو طريق معشوقته التي كانت تعلم سره او بعض منها، ولهذا لم تلومه لقتله العمدة او تخاف منه لقتله المكاري، ايضا حرصت علي إن يشفي و يقوم لهم ويكمل انتقامه، اذا مهجة تعلم اين اخته،ولهذا قالت له انها تتمنا ان يطيل الله من اجلها،
امطتي حصانه وانطلق الي دار الخوجا سمعان، ركل بابه بقوة 
فجعل سمعان وبناته ينتفضون من الخضه ،
طلب منهم ابيهم ان يدخلو غرفتهم ويغلقو  الباب علي نفسهم وذهب هو يفتح الباب حين راس فراس بردائه الاسود شعر بالسوء وهاب من هيئته وقال له بتردد:
رايد ايه يا واد فودة علي المسا، بجي دي الاصول اللي اتربيت عليها تخبط علي الخلج بالطريجة دي وتخلع جلوبهم

ترجل فراس عن حصانه واقترب منه وقال بحسم:
نادم علي مهرة هسالها عن حاجه وهملكم لحالك،واوعاك تفكر ترفض لادخل دارك  بالغصب وهحددتها علي فرشتها يلا هما

ضغط سمعان علي فكه بغيظ ورد عليه:
رايد بتي في ايه يا فراس، الدنيا ليل واللي بتعمله ده غلط كبير

تنهد فراس واجابة بهدوء مخيف كالهدوء الذي يسبق العاصفة وقال بحسم:
بتك كانت صاحبة خيتي وعرفت ده من خلدون، رايد اسالها عن حاجه واقسم بالله هملكم لحالكم  ها هتنادم عليها ولا ادخل انا ليه خلص في ليلتك

اخذ الخوجا سمعان نفس عميق وقال له:
مدام جاي في خير اتفضل ادخل انا هعتبرك ضيفي 

دلف فراس الي داره وجلس علي الدكة واستدعي سمعان ابنته التي اتت اليه وهي ترتجف ووقغت امامه تساله بتحدى:
رايد إيه تاني يا فراس، 

حدقك الي عيناها التي يعشقها ويدوب فيها،
 اليست دنيته التي يتمنا ان يحيها، ويغرق في حسنها ودفاها، اغمض عيناه حتي يطرد افكاره التي تروده عنها وقال بجدية:
خيتي مهجة كانت صحبتك متنكريش، خلدون جال ان بوكي كان بيساعدها تتعلم وانت البت الوحيدة اللي بالدار  وسنكم متقارب من بعضه صوح

رد عليه سمعان وقال:
حصل خيتك كانت ذكية وعندها طموح تتعلم، وشاطرة وجبل ما تطفش انا جبت ليها الدوسية بتاعها لانها خلصت الاعدادية بتفوق،بس خلدون رفض تكمل علامها وتروح البندر كل يوم ده غير انا مكنتش اجدر اساعدها اكثر من  اكده،  فاستكفي بنجاحه بالاعدادية وجالي انه هبتجوزها بعد ما اتفق مع بوه
علي اكده ،
ضاقت حدقتاه بحدة ونظر الي مهرة وسالها:
وانت يا مهرة كان في بيناتكم اسرار ولا لاه، وياتري خيتي حكت ليكي عن سري ولا عطفك عليا يوم جتل فتوح كان صدفه

ارتبكت مهرة من نظرات فراس لها التي تسبر اغوارها او نظرات ابيها المتسائلة عن عطفها عليه، فقالت لابيه بتوتر:
بعد اذنك يا بوي مهجة موصياني اجول لفراس حاجه سر،ممكن تسمح لي دقيقة واحدة بس اجولهاله

تنهد الاب بحيرة نعم هو يثق في ابنته لكن كيف يتركها مع شيطان الليل وحدهم، لكن امام اصرارها وافق علي مضض
تركهم ووقف خارج الغرفة لم يطاوعه قلبه ان يبتعد اكثر من ذلك، اقتربت مهرة من فراس وقالت له:
يوم جتلك لفتوح البلد كلتها كانت خابرة برجعتك وكنت نفسي اشوف فراس اللي خيتك كانت بتحكي عنيه بطولات وانه مجبتهوش ولاده لا جبله ولا بعده كنت مبهوره بيك، 
رجبتك من بعيد لحد ما طخك فتوح،جلبي اتخلع عليك وعلي خيتك اللي  كانت بتنتظر رجوعك بفارغ الصبر، وفضلت وراك 
لحد ما جتلك فتوح، ووجعت بعيدها في ذراعات الجصب

هو ده كل اللي حوصل، لكن خيتك ما حكت عنيكم شئ غير ان جتلك للعمدة حجك ولسه ليك حج كبير عند واحد اسمه منصور بيه، وهو ده اللي هربت من البلد علشان تلفلف عليه لجل ما تعاود انت تخلص منيه طوالي، لكنها رحت ومرجعتش كي ما وعدتني رغم انه عاشجه خلدون وعذرته في كذبه عليها ، وجالتلي بالحرف
ياريت اجدر اكمل مع خلدون وانسي الحمل اللي شيلهولي خوي لكن ده دم اماي وابوي كي اسامح فيهم واعيش مرتاحه وهما في جبرهم بيتحرجو من الظلم والظلومه

خرجت اها قوية من حلق فراس  مزقت سكون الليل وقال:
ياريتني ما جولتلك حاجه يا بت بوي،كنت صغيره وحملتك الهم، لكن كيف كنت هتعذري خوكي في بعده عنيك واللي هيعمله في كل من ظلم بوي واماي 
اه يا وجع جلبي عليكي وياتري لفين خدتك رجليكي

تماسك سريعا بعد عودة سمعان الي الغرفة لدي سماع صرخت المه وقال لابيها:
مخبرش اشكرك كيف عن وجفتك جار خيتي مهجة، لكن ده مش هيخليني ارجع عن اللي في راسي، من ان بتك نصيبي وبعد امتحاناتها هكتب عليها ،ووعاك تفكر تعاندني يا حضرت الخوجا، مهرة مجسومالي ومش هتكون لرجل غيري فاهم

قبل ان يرد عليه القي نظره شامله علي مهرة ، وغادر دارهم 
لكي يبحث عن اخته التي ضاعت في زحام الحياة، 
وبعد ثلاث شهور عاد الي البلد وهو منهك القوى حزين لعدم عثوره عليها،  وقبل ان يذهب الي داره لكي يرتاح ويستعيد  نشاطه  اخذ حصانه ومر علي دار سمعان لكي يجدد حياته الضائع بالنظر الي معشوقتها التي تبث فيه الحياة
ليري شادر  منصوب امام دار الخوجا سمعان ليسال بريبة:
معجول اتجنن وعملها واد حمدان النبراوي  وجوز مهرة، دي يبجي قضي علي روحي وعلي بته

واقتحم  الشادر ليفر كل الموجودين عند رؤياه:........؟!

تعليقات



<>