
يعني ايه اللي بتقوليه دا يا تسنيم
كان دا رد مازن لتسنيم على اللي سمعه منها، كان بيرد عليها وصوته مليان قهر وكسرة، وسارة!!.. سارة كانت ساكته خالص، منطقتش ولا كلمة وهي لسه مصدومة، حاسة بالكلام اتكتم جواها وصوتها هرب منها، اتكلمت تسنيم من بين شهقاتها ودموعها اللي مغرقة وشها وهي بتقول بصوت مقهور
_ انا روحت مع صحبتي الكافيه دا، شربت القهوة وبعدين محستش بحاجة غير وانا جنب الشاب دا ومفيش هدوم عليا خالص ودم موجود مكاني، وهو كان مصورني وبيهددني بالصور والفيديوهات دي عشان اروحله واقضي معاه ليلة في الكافيه دا، الكافيه يا بابا ظاهر انه من برا كافيه عادي، بس فيه حيطة فيها كتب كتير على شكل ارفف زي مكتبة صغيرة بتتلف ولما تتفتح وتدخل جوه!
بتلاقي هناك حاجات كتير وحشة اوي، وناس بتعمل كل الحرام اللي يخطر على بالك، اللي بيشرب مخدرات وحشيش واللي بيغتصب بنات واللي بيزني، والخمور والرقص، والدعارة!!، بنات بتاجر بشرفها عشان الفلوس، مكان مشبوه ومقرف، مقرف اوي يا بابا، انا اسفة، سامحوني
حذرتوني ممشيش مع صحبتي دي، خصوصًا ماما، حذرتني بكل الانواع، بالأدب والكلام اللطيف والنصايح والتخويف والزعل والخصام مني، بس انا كلمتها من وراكوا عشان متزعلوش وفي الآخر ضحت بيا، وبعد اللي حصل بعدت عني وسابتني، سلمتني ليه بسهولة عشان هو كان ماسك حاجات عليها ومسحهم لما وصلي انا عن طريقها، انا اسفه، سامحوني
خلصت كلامها وعياطعها بيزيد اكتر واكتر وصوتها بيعلى، بصت لوالديها بخزي ولقت مازن مصدوم وودموعه بتنزل من غير سابق انذار فيها قهر عمرها ما شافته، وآهٍ من قهر الرجال، بصت على مامتها لقتها بتعيط بصمت وبعد كدا صوتها بدأ يعلى وفضلت تصرخ بوجع لحد ما فقدت وعيها ووقعت بين ايدين مازن، اللي شالها وجري بيها وهو بيقول لتسنيم
_ تعالي معايا انا مش هسيبك لوحدك، امشي بسرعة عشان الحق هاجر
ركبوا العربيه، هو بيسوق بسرعة، وهي قاعدة مع هاجر في الكنبة ورا وبتحاول تفوقها وهي بتقول بندم ودموعها نازلة زي الشلالات
_ فتحي يا ماما ارجوكي اوعي تسيبيني، انا اسفة سامحيني، والله مكنت اعرف كل دا، قومي يا ماما متسيبنيش
وصلوا المستشفى ومازن شال هاجر وهو بيجري بيها بسرعة، خدوها منه طاقم الممرضين والدكتور دخل يفحص حالتها، ومازن ساند راسه على الحيط ومغمض عينه باستسلام، وتسنيم واقفة بتدعي ربنا يرجعلها مامتها ويقومها بالسلامه، بعد شوية الدكتور خرج فساله مازن بلهفة وعيون كلها امل
_ ها يا دكتور طمني، هي كويسة؟
رد عليه الدكتور بتنهيدة وهو بيقول
_ هي الحمدلله دلوقتي كويسة، عندها اشتباه جلطة، الحمدلله لحقتوها في الوقت المناسب وخدتت حقنة تفتت الجلطة، ركبنالها محاليل وهي بس محتاجة راحة ومفيش اي ضغط عليها، وعلى اخر اليوم تقدر تروح بيتها بسلامة، ودي روشتة فيها علاج هتنتظم عليه الفترة الجايه، وتقدروا تدخلوا تطمنوا عليها بس مينفعش تضغطوا عليها بأي حاجه عشان متتعبش
خد مازن الروشتة من الدكتور وشكره ودخل بسرعة لهاجر، دخل ولقاها نايمة على سرير المستشفى باستسلام، باين على وشها التعب والارهاق وملامحها كلها حزن، قعد على كرسي جنبها ومسك ايديها يبوسها وهو بيقول والدموع بتلمع في عنيه
_ اسف يا هاجر، انا كمان مركزتش اوي في موضوع صاحبتها دا وكنت بقولها بس عادي، كنت شايف انها هتغلط وتتعلم وانها هتسمعنا وتسيبها، بس في امور بيبقى لازم فيها الحزم والشدة، مينفعش فيها اللين ابدًا، انا اسف، سامحيني
كانت تسنيم بتسمعه وهي بتعيط والندم بينهش في قلبها وهي خايفة من المواجه الجايه بينها هي واهلها، بس اتصدمت لما لقت باباها بيقرب منها وبيحضنها فجأة وهو بيقول بأسف
_ حقك عليا، كان لازم اشد عليكِ انتِ لسه صغيره وفي فترة مراهقة، فترة وحشة وصعبة، وانتِ لسة مش واعية كفاية، هجبلك حقك، ثقي فيا، بس عايزك تسامحيني
شددت حضنها ليه وهي بتقول بندم
_ مفيش حد غلطان غيري، انا كان لازم افهم انكوا خايفين عليا وان دا مش تحكم، انا اسفه، بس هيفيد بإيه دلوقتي بعد ما شرفي ضاع، انا مقهورة على نفسي
بعدت عن مازن وهي بتكمل كلامها وبتقول
_ عارف يا بابا انا ربنا رحمني اني عرفت اخرج من المكان، المكان دا اي بنت بتتخطف عشان يحصلها زيي كدا، بيخلوهم فترة يغتص•بوهم وبعدها فيه منهم اللي بتتقتل وفيه منهم اللي بياخدوا اعضائها، وفي بنات بيخلوهم عشان يخلفوا والأطفال دي عاملين ليهم ركن مخصص برضو في نفس المكان بيبوعوهم فيه زي العبيد، الناس اللي مش بتخلف واللي عندها مشاكل في الخلفة واللي خلفتها بنات، فا بيشتروا الاطفال دي ويربوهم على اساس انهم ولادهم وكدا، بيبيعوا الاطفال متخيل، وفيه جزء من الاطفال مخليينهم عشان الناس الشاذه دي تعمل معاهم حاجات مش كويسة، مكان بشع، انا هربت ومحدش شافني، كان في اليوم اللي اتأخرت فيه وحضرتك كنت زعلان مني عشان خايف عليا
سكتت وهي بتبص على ملامح وشه المصدومة وبعدها همست بصوت واطي وهي بتنزل راسها للارض بكلمة وحده
_ اسفة
خدها مازن تاني في حضنه وهو بيطبطب عليها ويهديها وبيوعدها انه هيجيب حقها هي وكل بنت حصل فيها كدا
في الليل روحوا من المستشفى وهاجر كانت واخده تسنيم في حضنها وهي بتعيط بصوت مكتوم ومازن بيحاول يهديهم، لحد ما اتكلمت تسنيم بابتسامة باهتة وصوت مخنوق وهي بتقول
_ هروح احضر انا الاكل ألهي نفسي في حاجه مش عايزه اعيط تاني، انا تعبت، وحضرتك يا ماما صلي لحد ما اخلص، انتِ مصلتيش لسة
قامت باست راس مامتها وسابتها ودخلت المطبخ وفي وسط ما هي بتحضر الاكل، جالها رسالة صوتية من الشاب المختل دا بيقول فيها
_"ها يا جامدة، قررتي ايه قوليلي، تحبي تجيلي برجليكي... ولا الصور توصل لاهلك وصحابك وتنزل على الـ social media، براحتك... القرار قرارك"
بدأت الدموع تتجمع في عنيها وهي بتنزل بغزارة، بعدها بدأت تكتب على التلفون بإيد بتترعش، بعتتله رسالة وحدة واللي كان محتواها
" انا موافقة، هاجي"