
على أساس إني ما ذلت بحبك مثلاً!
بلعت ريقي بتوتر وهو فضل باصصلي في عيوني، قال بشماته:
-مـبسوط أوي إنه أحمد خذلك! لمجرد إنّك تجاهلتي مشاعري وبصيتي لمشاعر واحد سابك في أول خطوة عرف فيها أصلك!
كمّل بجمود وهو محاوطني بين أيديه:
-وتجاهلتي شخص كان بيحاول معاكي بدل المره ألف ترجعي وزي العبيط اثناء محاولاته وقع في حبّك، ومبصش لمره علشان أصلك ولا فصلك! وأهله كانوا هيحطوكي على الراس!
بعد عني وانا قدرت وقتها أخد نفسي، بصّلي وقال بغرور:
-إنسي إنك هتمشي من هنا، علاقتي باهلي ترجع، هتمشي بمزاجك لما أسمحلك أنا بكده، غير كده، لا هتلمحي ندى صحبتك، ولا هتلمحي أحلامك اللي بتعيطي علشانها!
إترميت على السرير وأنا بعيط بعد ما قفل الباب وراه جامد.
أهكذا يا دُنيا، عشمتَ الحب فيكي والأمان! وهكذا كنتِ تقسي علي! أحلامي أبسط منها لا يوجد وأنتِ سلبتيها مني حينما حصلت عليها!
شهقت لما حسّـيت بوجوده في المطبخ والنور هادئ، قلت بجمود:
-كان ممكن تبسبس او تحمحم!!
قال بسخرية:
-ليه قطّـة أبسبسلك؟ ولا شايفه نفسك صاحبة بيت علشان أخد اذنك؟
لسه هاخد بعضي وأمشي لقيته سحبني وزقني على التلاجه وهو بيبصلي بشر:
-فكرك إني ناسي المذله اللي انا كنت فيها؟ ولا طفله زيك استهترت بمشاعري لمجرد لقيت عيّـل قالها كام كلمتين رومانسيه؟!
كمّل وهو بيبتسم بسخرية وأيديه بتشد على معصم أيدي بغضب:
-هستنى إيه من واحده فاقده الحنان فدورت عليه مع واحد زباله ميستاهلش يتقال عليه عيّل!؟
جسمي كله تلج لما لقيته همسلي ف ودني وهو بيقول بخبث:
-وغلاوتك يا مريومه ما ناسيلك كُـل مشاعر خلتيني أهدمها بسبب أختياري ليكي!!
قعدت على الأرض وانا سانده على التلاجه وعينيا بتدمع! فاقده حنان؟ يمكن عنده حق! واحده فقدت اهلها من صغرها، وسلمت مشاعرها لشخص كان باصص ليها على أنها من أهل ونسب، ومن أول سلّمة سابني ومشي!!
-أنتِ مين سمحلك تلبسي السويت شيرت بتاعي؟
سبت كوبايه الأيس كوفي بتوتر وقلت:
-أنا... أنا ملقتش الهدوم اللي فوق مناسبه لانها ضيقه فلبست ده لما لقيته في المنشر!
زفر بضيق وسابني ومشي، والدته بصت على أثره بعتاب وقربت عليا بابتسامة وقالت:
-قـومي إلبسي أي سويت شيرت من اللي جيتي بيهم وننزل نشتري أحلى لبس لمريومة حبيبة قلبي.
أبتسمت بتوتر وقلت:
-ملوش لزوم يا مام... يا طنط
قرّبت مني وهي بتبتسم وبتمسك إيديا:
-مكمّلتيش ليه؟ هو أنا مش ماما بردوا؟ هو يعني الأم اللي بتخلف بس؟ مش الام اللي بتحن وبتربي وبتطبطب؟
هزّيت رأسي وابتسمت ليها ولسه هتكلم لقيت ضحكة سخرية:
-يـعني بنت ملجأ وبتديها مكانتي في حياتك؟ هو أنا من دمك ولا هي؟ والله اعلم ماضيها أصله أيه ولا اهلها رموها لي...
مكملش كلامه غير وصوت قلم على محمد، شهقت بتوتر وقلق وهو بصلها بصدمه وقال:
-بتضربي أبنك علشانها؟
قالت بقسوة:
-وأدّيك بأوسخ جزمه يا أبن بطني؟ بقى أنا ربيتك كده؟ ولا أنا ربيتك على أن مشاعر اللي حواليك لعبه؟ تقدر تتسلى بيهم؟ ولا إنه بأيدك تقدر تعمل اللي عاوزه!
كمّلت بزعيق:
-فوق لنفسك يا محمد، وراجع أسلوبك الفتره دي!
مشي وقفل الباب وراه جامد، قلبي أتنفض، ووجعني اوي، كان لازم أمشي، وكان لازم أبعد، كان لازم أرفض رجوعي معاه، عدى ساعات مرجعش البيت، جات الساعه ١٢ ولسه مرجعش، كلمت مامته على إني هروح أقابله، كُنت متأكده هلاقيه في الجنينة اللي بعيده شويه بكام متر، وبالفعل لما روحت هناك لقيته، كان بيدخن، وكآن شويه دخان قادره تخرج غضبه، قعدت جمبه بهدوء، إتوترت لما قال:
-مـش خـايفة بعد اللي حصلي ده أعمل فيكي حاجه تأذيكي وأنتِ لوحدك معايا؟!
لما بصيتله عيونه كانت محمره، كان عيط جامد، هدومه كانت مبلوله، كنت لابسه جاكيت تحتيه سويت شيرت قلعته ولبستهوله وقلت ببرود:
-اللي بينزل البحر بينزل بهدوء البحر مـش بلبس البيت ولا لبس الشغل!
رمى الجاكيت وقال بغضب:
-أنتِ عاوزه اي؟
قلت بهدوء:
-عـاوزة حياتي يا محمد... خساره فيا؟ أنتَ اللي قدمتلي فرصه ارجع لاهلك، عاوزني أسيبهم ليه وأنا حاسه إني في مكان هيطبطب عليا جروح الدنيا كلها!
كان لسه متضايق بس بيحارب جواه شعور الندم، هدمه جواه وقال بغضب:
-بس هيفضلوا شفقه يا مريم في حياتك!
-وأنتَ لما حبتني كان شفقه؟
واجهته بطريقه دايركت، وكإنه عاوزه أوصله اللي ربّوك زرعوا جوّاك الخـير.
ضحك بسخرية وقال:
-أيـوه شفقه!