رواية معشوقه الصقر الفصل الخامس والعشرون 25 والاخير بقلم سامية صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل الخامس والعشرون 25 والاخير بقلم سامية صابر



"الإستسلامِ للإشتياق مِش غباء ، بالعكِس دا حُبَّ بدافِع القلبَّ".
____
أقترب مِنها بخُطي بطيء، وجِلس مُقابِلاً لها ، ثُم قالِ بأبتسامة
=خلاصِ بَقِي يا روان ، صدقيني صقر ما كنِش يقصُد ابداً.
قالتِ وهي تبكي
=انا عارفة اني زعلته مِني بالكلام دا، انا اول مرة أعلي صوتي وازعق ل صقر ، بس غصبٍ عني انا مِش قادرة أستوعبَّ ال عمله..
قال أمجد بهدوء
=بس لازم نسامحه ونتفهمه كفاية ال هُو عاشه وانتِ اكتر حد عالم هُو تأذي اد ايهِ.
بكِت أكثر لأنها فعلت ذلك باخيها فقلبها بريء لا يُحبَّ إيذاء أحد، ربط علي كِتفها وقال
=نامي دلوقتِ، نبقي نتكلم بعدِين.
تابع بمرح
=وانا ارجع لامي أحسن ما يرجع يضربني تاني، وانا شاب وداخل علي جواز .
أصدرت ضِحكة خفيفة مِن بيَّن شفتيها ليقُوم بأسنادِها لتنامِ وقام بجذب الغِطاء عليها وخرج مُقفِلاً البابَّ، هبط للأسفل بتعبَّ وهُو يتكأ علي عصاة الخشبية ، رأي عليا واقِفة كالصنم تتأمِل طيفُه الذي تبخر، قال بأستغراب
=اومال صقر فيَّن؟
مسحتِ دمعه فرت مِنها وقالتِ بثبات
=مِشي ...
قالتها ودلفت الي الغُرفة، أقفلت البابَّ بهدوء، قامت بإعادة ملابسها وترتيب بعضِ الكُتِبَّ والمُصِحف، ووضعت سِجادة الصلاة أمامها حتي كُلما رأتها تتذكر الفروضِ، وتِلك وسيلة حتي تُواظِبَّ علي الصلاة، وضعت جِدوُل صغير للمُذاكرة حتي تنتهي مِن هذا العام الأخير لها بالكُلِيَّة.
ابدِلت مِلابِسها وقامِت بالاستلقاء علي الفِراش ، وغطِت بالنُومِ.
___
دِلف صقر الي هذا المكان الضخِم المليء بالجرادِل الزرقاء الضخمه، جِلس أعلي مقعدهُ ليدِلف أحد رجِال صقر قائلاً
=عملنا ال طلبتهُ يا فندِم وهيَّ معانا دلوقتِ.
أشار صقر بيديهِ لهُ، لياتِ بها وبالفعل اتي بها ووضعها امام قدمُه بالقوة، بشعرها المُشعث وحالها المُزِري ، ما ان رأت صقر حتي انِقبضت ملامِح وجهها لا إرادياً مِنهُ.
مال إليها صقر وأمسك شعرها بالقوة لتصرُخ بتآوه قائلة
=ااه سيبني ..
قال بغضب وحقِد
=بَقِا حتة بنت معفنة زيك تضحك عليا وتعملني عبيط، وتخليني اخِسر الكُل .. واللهِ لاندِمك علي ال عملتيه واخليكِ تعرفي ميَّن الصقر..
ألقاها بعيداً وقال بحذر
=خودوها
بالفعل حملوها بالقوة وذهبُوا بها تحت صراخها واستغاثِتها، ولكِنها حيَّه وستنال عقابَّها حتماً.
غادر المكان وذهبَّ الي الجِناح الخاص بهِ بالفُندِق ، فقد رفض أن يُقيم بالشقة، اقفل الباب بالكارت والقاه مِن الشبَّاك، القي بجسدُه علي الأريكة واغمضِ عينيهِ ببطيء بعدما قام بقفل هاتفه لا يوّد اي تواصُل، سينام لشهر كامِل ، حتي لا يعيش بمفُرده بعيداً عنها هذا الشهر .
___
مر اسبُوعِ علي تِلك الأحِداث، لم يظهر صقر قطِ فقد بَقِي حبيث الغُرِفة، بينما عليا حاولت بقدِر الامِكانْ ان لا تُفكِر بهِ، لكِن قلبَّها كان دوماً يغلِبَّها .
بأحد الايام وكان اليُوم الأخير لامتحانات عليا وروان، قامِ أمجد بتوصيلهُم الي الكُليَّة، وقام بتركِهُم حتي إنتهُوا، ثُم عاد إليهم واخذهم بالسيارة وقامِ هُو بالقيَّادِة، حتي رن هاتفهُ فِي مُنتصِف الطريق ، توقف برفق وقال بهدوء
=هرُد معلش.
قالتِ عليا بهدوء
=اتفضل طبعاً.
قام بالإجابة وقال بضيق
=اه يعني ازاي بقاله اسبوع ما خرجش وانت ساكت كده عادي افرد حصله حاجة ؟
قال العامِل بضيق
=ما هُو مِش راضي يفتح لحد وهددني لُو حاوِلت اعِمل حاجة هيرفدِني بسهُولة، ورافض اي اكل واي حاجة ..
قال أمجد بعصبية
=خلاص خلاص انا شوية وجاي .
اقفل الهاتف وأعاد إدارة المقُودِ ، قالتِ روان بقلق
=فيَّه ايهِ يا امجد مالِك؟
قال بضيق
=ماليش يا روان ..
بعد فترة مِن القيَّادِة، اوقف السيارة امام الفيلا لتنهض عليا وهي تُثبت حِجابها الذي ارتدته قريبًا، خطت خطوتين للأمام لكِنها توقفت عِند سؤال روان لامجد بقلق
=كُنت بتتكلم عن ميَّن؟
قال أمجد بضيق
=صقر حابس نفسه مِن ساعة ما مِشي والمُشكلة انه مِش بيرُد علي اي حد وخايفين ليكُون فيَّه حاجة بسِ انتِ عارفة هُو هددهُم قبَّل كده .
شهقت وهي تبكي بارتجاف قائله
=طيب خُودني ليَّه يا امجد عايزة اشوفه انا بجِد خايفة يكُون عمل ف نفسُه حاجة زي زمان.
التفتت عليا بفزع واقتربت من روان وقالتِ بلهفة
=عمل ايهِ زمان ؟
رمقتها روان لدقائق ثُم قالتِ بضيق وبُكاءِ
=بابا حبسُه ف أوضة زمان علشان جاب درجة وحشة وفضل يضربَّه علي جسمه بالجلد والكورباك، ومن ساعتها صقر يحبس نفسه ويفضل يضربَّ نفسه ويجرح ف جسمُه ..
شهقت عليا وهي تتراجِع للخِلف ، ثُم قالتِ بسُرعة
=هُو ف انهي فُندِق؟
قال أمجد بثبات
= في فُندِق (...).
اسرعت عليا الخُطي اوقفت تاكسِ وركبت تحت نداء روان ودهشتها، اوقفها أمجد وقال بهدوء
=سيبيها يا روان الحيَّاة بقِت صعبة ببعدهُم عن بعضِ وجه الوقت يرجعُوا بَقِا.
قالتِ بقلِق
=ايوة ، بسِ انا عايزة اطمن علي اخُويا.
امِسك كفيها بحنان وقال
=ما فيش اخوكِ ، فيَّه صاحبُة ينفعِ؟؟
أبتسمت من بيَّن قلِقها، ليسحبَّها للداخِل قائلاً
=هيبقي كُويس وهنشوفه بعدِ فترة، لحد ما عليا ترجِع يعني.
___
كان يجِلس يدِرس بعضِ الملفات الخاصة ببعضِ القضايا، حتي تجرع مِن كأس القهوة، وراي ان المُسلِسل المُفضِل لدي اميرة، يبدء فقال بصوت عالي مُتذمِر
=يلا بَقِا يا أميرة كُل دا فِي المطِبَّخ .. مُسلسلك بيبدء.
لم يتلقي اي رد، فقال بصوت مُتضايق
=يا اميرة.
لمِ تُجيبَّ أيضاً، حتي نهض بضيق ودِلف قائلاً
=ايهِ يا حبيبتي كُل داا تأخيَّر.
توقف بصدمه عِندما رأها مُلقاه ارضاً فاقِدة الوعي، جسي علي رُكبتيهِ بصدِمة حملها برفق وقلق ووضعها أعلي الفراش، وقام بالأتصال علي طبيبة جارتهُم.
____
توقف التاكسيِ امام الفُندِق، أعطته المال الذي طلبُه وشكرتهُ ودِلفت للداخِل بقلق، وقفت عِند الاستقبَّال وقالتِ بلهفة
=لُو سمحتِ عايزة اعرف رقم اوضة، صقر الجِبَّالي؟
قال موظف الاستقبَّال وهُو يبتلع ريقة بقلق
=ايوة بس هُو رافض اي مُقابلة من حدِ ، وبعدِين انتِ ميَّن؟
قالتِ بضيق
=انا مراته لُو سمحتِ عايزة رقم الأوضة.
صمت قليلاً ثُم قال بطاعة
=حاضر ... الرقم ٤٥٥.
اخذت الرقم وصعدت للأعلي بسُرعة، تطلع لأرقام الغُرف بلهفة، حتي رأت ٤٥٤، وبعدها رقم غُرفته، توقفت أمامها بلهفة وقامِت بالدِق علي البابَّ سريعًا، لم يُصدر اي رد ، قالتِ بصوت عالي باكٍ
=صقر لُو سمحتِ افتح انا عليا ارجُوك تفتح ..
حرك اهدابُه للمرة الاولي وهُو يتنفس بصعوبة، وجسدُه ينزف الدماء بغزراة، وهُناك علامات علي جسدُه بأحترافيَّة شديدة، نهضِ بألم ووجِع ردد بتعبَّ
=عليا .
أستمعت للصوت لتهز رأسها وهي تبكي قائلة
=ايوة انا افتح بَقِا.
ادار المُحرك بصعوبة لكِنه لمِ يُفتح يحتاج الي الكارت لكِنهُ القاه من النافذة، لذلك استخدِم البديل ف حالة فُقدان الكارت، وقام بفتحه ما ان فتحهُ، حتي أقتربت مِنهُ بقلق وهلع، رمقها بنظرات زائغة، قال بنفس مُتقطِع
=عليا .
وقع بعِدها أرضاً فاقِد الوعي، صرخت وهي تجسُو علي قدميها لجانِبُه، أضاءت الأنوار بدلاً مِن هذا الظلام، ليتضح أساليب ضربَّ عنيفة يبدُو انه اذي نفسهِ كثيراً، حاولت حمله لكِنها تفشل بسبب ضخم جسده، الي ان استطاعت توصيله الي الأريكة، تنفست بصعوبة فقد بذلت مجهوداً شاقاً.
أمسكت عُلبة الاسعافات الاولية، واتت بطبق ووضعت بهِ مياة باردة، بدأت فِي تضميد جِراحة الكثيرة، بوضع المُرطِب ولف بعدها بالشاشِ والقُطِن، وقامت بفعل كمدات لهُ لانه كان عالي الحرارة، قامِت بترتيب الغُرفة وجلست بجانِبُه، تطلع لملامِحهُ براحة، كم ملامح طفولية بريئه، كيف لهُ أن يكُون بتلك الوحشية؟ أم انهُ يتصنِع الوحشية؟
وسيم! جداً وسيم للغاية، اعيُن صقرية ورمُوش سودِاء كثيفة، ملامِح رجُولية صقرية، امتدت انامِلها تبعث بلحيتهِ الجميلة التي تعشقها ولن تدعهُ يوماً ان يقُوم بحلقها والا ستقتله!
أبتسمت بهدوء وغطت بالنُوم وراسها علي كفي يديهِ، فقد عشقت الصقر.
"احببتك وكأنك اخر احبتي علي وجهة الارضِ .. وعذبتني وكأنني آخر أعدائك علي وجهة الارض".
(مُقتبَّس).
___
"بعد مرور عِدة ساعات".
حرِك اهدابُه بأرهِاق وتعبَّ، ثُم تململ بخِفة ونظِر لجانبُه ليراها نائمه كالملاك، ظن انهُ بحلِم كالعادة، لكِنهُ تفاجيء، عِندما استيقظت وابتعدت عنهُ بخجل واحراج، ثُم قالتِ بنبرة جاهدت لجعلها بارِدة!
=انا لازم امشي، جيت بسِ وعملت بأصلي وعملت ال عليَّا.
جاءت لتتحرك امِسك كفيها يضغط عليهُما، ونهض بألم ووجع شديد وقف أمامها بعد مشاقة، وقال بنبرة رجاء
=خليكِ معايا يا عليا ما تسبنيش.
قالتِ وهيَّ تُحاول الا تستلِم
=بسِ لسه فاضِل ثلاث اسابيع، بعد اذنك عايزة امِشي.
قال برجاء
=عليا ..
رفعت نظرها لهُ بقلة حيلة، ليقُول بصِدق
=ف الاسبُوع دا انا اتغيرت كتير علشانك .. وعايزك توثقي فيَّا المرة دي .
قالتِ وهيَّ تبعد كفيها عنهُ
=لُو اتغيرت علشان نفسك مِش علشاني ولا علشان حد ، وبالنسبة للثقة لو ادتها لأي حد الا انت يا صقر .
لم يُحاول إيقافها تلك المرة فقد انهت العلاقة بيديها وبكلامها الجارح، هُو فقِد كبريائه وجبروته من اجلها، فقد رجولته وترجاها كثيراً لكِنها ما زالت علي رأيها لذلك فلتفعل ما تراه صحيحاً.
جِلس أعلي المقعد وتركها تتحرِك دُونْ أدني مُقاومة، بينما تذكرت هيَّ انهُ مريض، ومِن المُمكن ان يأذي نفسُه لذلك تراجعت بقلق وخُوف عليهِ ، قالتِ بتوتر وحرج
=ماما دايماً كانت بتبقي مع بابا ف أشد أوقاته حتي لُو فيَّه مُشكِلة ما بينهُم .. وانا هفضل علشان دا واجبي.
تمتم بسُخرية
=كتر الف خيًّرك
عادت اليهِ وقالتِ بصرامة
=اتفضل نام.
قال بضيق
=مِش عايز انام انا .
قالتِ بنفاذ صبَّر
=بطل تبقي عامِل زي الاطفال اتفضل نام بَقِي.
رمقها بنصف عين وجذبها بقوة لتقع بجانبه أعلي الاريكة، شهقت بخجل ليقُول بتلذذ
=طيب بم ان يعني عايزاني انام يبقي تنيميني ولا ايهِ.
____
بالسِجن، تم حبَّس سناء وصفاء مُدة لا بأس بها ، جِلست سناء تلعن حظها وعليا بانٍ واحد ، بينما جلست صفاء تُريد ان تفرغ ما بداخلها لكِنها لا توّد حتي لا تشُك والِدتها، حتي لم تعُد قادِرة علي الكِتمان ف استفرغت ما بِداخِلها، نهضت سناء بفزع واقترب مِنها قائلة
=مالك يا بنتي بس فيَّه ايهِ؟
قالتِ صفاء بتعبَّ
=حاسة بدوخة يا ماي، ونفسي غامة عليا جوي.
صمتت سناء وعينيها اتسعتا بصدمة من ان يكُون ما بعقلها صحيحاً.
"كمَّا تُدينْ تُدِان".
قامت سناء بأستدعاء العسكِري لان ابنتها فقدت الوعي، فقام بأرسال طبيبة وقامِت بفحصِها لبعضِ الوقتِ ، ثُم قالتِ بِوضُوحِ
=هيَّ حامِل ف الشهر الأول ، ياريت تخلّي بالك مِنها ..
تجمَّدت ملامِح سناء ولم تعُدي تقوي علي النُطِق، حتي خرجت الطبيبة لتقترب مِن صفاء صارخة بهيستريا
=يعني ايهِ حامِل يعني ايهِ ي بت بطني ازاي
قالتها وهيَّ تضِربها بقوُة، لتصرُخ صفاء بهلع وتعبَّ، امسكتها مِن رقبَّتها بغل وقسوة قائلة
=عايزة اعرف ازاااي ؟
قالتِ سناء وهيَّ تبتلع ريقها
=سامح .. ابن الحاج سعوُدي .. ف.. ف الأوضة ال ال كانت فيَّها عليَّا.
تركتها سناء بصدِمة ، لتجِلس بصدِمة فِي أرضية السِجن، وضعت يديها علي رأسها بحسرة، مُتفهمه عقابَّ الله لها، حاولت أن تسوء شرف فتاة ليس لها ذنبَّ، ف تسوءت شرف ابنتها .
____
أنتهي الطبيب مِن فحصها، ليبدء بكتابة بعضِ الادوية، قال مالِك بقلق
=أميرة مالها يا دكتور انا قلقان.
قال الطبيب بأبتسامة
=لا ما تقلقش هيَّ كُويسة بس دا بيحصل عادي لل بيبقُوا ف بداية الحمِل .
قال مالِك بصدمه
=بجد أميرة حامِل.
قال الطبيب بأستغراب
=ايوة بس مالك مستغرب كده ليَّه.
قال مالك بأحراج
=اصل برضُوا المرة ال فاتت فيَّه دكتور قالنا انها حامِل وطلع كدبَّ.
قال الطبيب بوضُوح
=لا هيَّ حامِل ودا معمل تحاليل ابَقِي اتأكد برضُوا، مع السلامة.
أعطاه الكارت وغادر، اتبعهُ مالِك وقام بتوصيلُه ثُم عاد اليها، جلِس لجانِبَّها وربط علي خديَّها بإبتسامة حانيَّة بادِلتهُ بأبتسامة مُرهقة.
____
ابعدتهُ عنها بالقوة ونهضتِ قائلة بحِدة غليظة
=الزم حِدودك لُو سمحتِ يا صقر .. انا فضلت هِنا علشان اعمل بأصلي لأني مِش قليلة الاصِل، إنما ما تفكرش تقربَّ مِني ابداً، احنا عِلاقاتنا انتهتِ .
امسك مِعصمها وضغط عليهِ بقوُة قائلاً
=انتِ بقيتِ علشان بتحبيني يا عليَّا وخايفة تقُولي، أو تفكيرك المريض صورلك اني كده هبَّقي ضعيف واتغيَّر، لا فوقي ال عملته بعمله كُل فترة من حيااتي، مِش علشان اعاقبِ نفسي علي ال عملته معاكِ .. انا يمكن بحبَّك بسِ حُبَّك لُو هيقربَّ مِن كرامتي وكبريائي، هفعصه تحتِ رجلي ولا يهِمني، فاهمه يا عليَّا؟
ترك يديها بعُنِف وأشار علي البابَّ قائلاً
=عايزة تمِشي مع السلامة انا ما بقتِش عايز ابَقِي معاكِ، لأن أهم حاجة ف علاقاتِنا الاحترام وانتِ ما احترمتنيش يبقي الحُبَّ اختفي، لأنه الحُبَّ مِش كُل حاجة ف العلاقة.
لمِ تتفوه بأي كلِمة، بينما سحبت حقيبتها وغادِرت بهدوء، لمِ يُبَّالي فهي خاطِئه وسيُعاقِبَّها، بينما ركضت هي علي السلالم وهيَّ تبكي بقهر والم، فهُو أخطأ بحقها للمرة آلالف ولن تتهاون تلك المرة.
اتجهت جيهان الي غُرفة صقر وقامت بالدِق عليها، فتح لها صقر ليحتل الغضبَّ ملامِح وجهُة، امسك فكها بعُنف وقال
=انتِ ايهِ جابك هِنا، مِش قولتلك للمرة آلالف مِش عايز اشُوف خلقتك تاني.
قالتِ بدلال
=وحشتني قُولت آجي اشوفك.
قال بصرامة وحِدة
=وانتِ ما وحشتنيش خالص يا جيهان وأحسن ليكِ وليَّا، امشي مِن هِنا فوراً، علشان ما اقلش بأصلي معاكِ، انا بحبَّ عليَّا وانا ليها وبسِ ومُستحيل اخونها، ولُو فكرتِ تفرقِي ما بينا هتتعبَّي اوي ..
ازاحها بعيداً واقفل البابَّ بوجهها بقوُة بينما قالتِ جيهان بغضب
=واللهِ لاوريك يا صقر وافرقك عن عليا غصب عنِك.
____
دِلفت عليَّا الي المنزِل بعد مرور اسبُوع مع لقائها مع صقر ، فلم تراه مُنذ هذا الوقتِ ..
رات روان جالسة تهز قدمها بقلق ، قالتِ بتساؤل
=ايهِ يا روان مالكَ حصل ايهِ؟
قالتِ روان بقلق
=أمجد راح يجيب النتيجة، انا خايفة اوي يا عليَّا كُل مرة بطلع الأولي علي دُفعتِ ودي آخر سنه عايزة اطلع كمان علشان اتعيَّن ..
جلست عليَّا بقلق قائلة
=انا مِش عايزة اطلع الأولي علشان اتعين.. عايزة اطلع علشان يجيلي مِنحه انا حلم حياتي اسافر تُركيا ياروان وعلشان كده خدت اللُغة التُركيَّة ونفسي يبقي ليَّا شرِكة ترجمه هناك.
قالتِ روان بأبتسامة
=ان شاء الله تحققي حلمك.
تابعت وهي تضغط علي شفتيها بقلق
=بسِ تفتكري صقر هيوافق؟
قالتِ عليَّا بشرودِ
=وحتي لُو رفضِ انا مِش ههتم دا حلمي وهحققه.
دلف امجد بتلك اللحظه علي وجهُة ملامح الضيق ، نهضت عليَّا بقلقٍ تليها روان، قالتِ روان بلهفة
=ايه النتيجة يا أمجد؟
صمت بقلق جارف، فِي حيَّن قالتِ عليَّا بقلق
=يلا بقا يا أمجد اتكلِم ..
قال أمجد بضيق
=للاسف ...
صرخ وهُو يقفز
=امتياز والاوائل علي الدُفِعة.
صرخت روان بفرحة بينما عليَّا صمتت مِن الصدمه حتي رأت روان تُعانقها لتبتسِم وهي تحمِد الله علي ما حصلِت عليَّه، فها هي بمُنتصف طريق حِلمها وستحصُل علي منحه وتُحقق أحلامها بمدينة الأحلام.
قال امجد وهُو يُعطي عليَّا ورقة
=دي من حد طلبَّ ادهالِك .. وانتِ ياروان تعالي معايا .
اخذ روان وترك عليَّا تتمسك بالورقة ، فتحتها برفق لتري عِدة صُور لهُما بسيطة وجميلة وتحت أحد الصِوُر
"مبروك يا عليائي".
بينما علي اخري كِلمة بسيطة لكِنها جعلت قلبُها يقفز مِن مكانُه
"وحشتيني".
أبتسمت بعشق مهما حاولت ان تخفي العشق وان تقُول انها نست، إلا أن كلمة، موقف، اي شيء يُذكرها بهِ هيَّ تعشقه وصعبَّ ان ننسي عِشق حقيقي.
أمسكت الظرف لتري عليهِ كلمه دوماً يُردِدها وأصبحت مألُوفة لقلبها
"معشوقِة الصقر".
أمسكت الظرف وضمتهُ لقلبَّها بأبتسامة عاشِقة، لكِنها أقسمت الا تُجيب وستظل علي حالها عقاباً لهُ ولغروره المُصطنع وكلامُه القاسي معها ..
____
قال وهُو يقُدِم لها عُلبة
=مبروك يا روان.
أبتسمت بخجل وفتحتها لتري انهُ يحتوي علي عُقد ألماس رائع، صرخت بفرحة وعانقتهُ قائلة بفرحة
=الله جميلة اوي اوي ربنا يخليك يا حبيبي.
امسك فكها بصدمه وقال بفرحة
=قولتِ ايهِ؟
قالتِ باستعبَّاط
=ربنا يخليك ..
قال بضيق
=لا ال بعدها.
قالتِ بخُبث
=ليا .
قال بنفاذ صبَّر
=ال بعدها.
قالتِ بخُبث
=يا ..
قال بغضب
=امشي يا بنت انتِ مُستفزه.
قهقهت بخفة وقالتِ بحنان
=هقولهالك كتير بسِ فاضل أسبوعين ونكتبَّ الكتابَّ .
قال بأمل
=يارب .
_____
مَر اسبُوعين دُون أحداث تُذكر، حياة عادِية ومُمله نوعاً ما، لكِن عليَّا قررت بعدِ زواج روان وأمجد ستُسافِر، ولكِنها نست تماماً الوعد .!
دلف مالِك الي تلك العيادة الكبيرة ومعهُ أميرة حتي تقُوم بفعل السُنار فهي أصبحت ف شهرها الثاني تقريبًا، بعدما قامت بعمل السُنار قال لها بأبتسامة
=مبروك انتِ حامل ف تؤام.
أبتسمت بفرحة ودِمُوع غيَّر مُصدِقة قائلة
=بجد يا دكتُور.
اومأ لها بأبتسامة ثُم قال بتحذير
=الاهم تخلّي بالك مِن نفسك كُويس اوي ، علشان ما يحصلِش مُضاعِفات.
هزت رأسها بالإيجاب وقالتِ بتساؤل
=طيب ينفع اعرف نُوع الجنين ؟
قهقه الطبيب بهدوء قائلاً
=لا ما ينفعش مِش هنعرف الا ف السادِس او السابع كده .
اومأت برأسها لتضغط علي يد مالِك المُمسكه بكفها، ليميل يُقبَّل رأسها قائلاً بعشق
=مبَّروك يا ملِكة قلبَّي.
___
بحديقة قصِر صقر، التي كانت مُزينة بطريقة لائقة وهُناك معازيم كثيروُن وطاولات كثيرة، وبعيداً عن تلك الطاولات، مقاعِد العروسين، جلِس أمجد علي ناحية اليسار وصقر علي ناحية اليمين وبالمُنتصف المأذون، عقِدوُا كفيهِما معاً وبدؤا يردِدُون ما امر بهِ المأذون، حتي اعلن ان أمجد زوج رسمي لروان ، نهض صقر وعانق أمجد رابِطاً علي كِتفهُ ثُم قال بتحذير
=خلي بالك مِن روان يا امجد دي سينيوريتا حياتي.
أبتسم أمجد وقال بعشق
=ما تقلقش يا صقر دي فِي عنيا.
قال صقر بضيق
=عينيك! لا ياعم طلق اختي انا كده هغير
قهقه أمجد بينما أبتسم صقر برفق وقال
=هطلع اجيبها .
بدء يخطُو للأعلي بثبات، بينما بالغُرفة ارتدت روان فُستان زفاف رائع طُويل للغاية ومُحتشِم بناءً علي طلبَّ امجد، وأرتدت طرحه لِف ووضعت بعضِ الزينه، كانت جميلة للغاية ورقيقة، أبتسمت بدِمُوع وهيَّ تطلع لنفسها عبَّر المِرآه ، تلك المرآه التي شهدت علي وجعها وبُكائها المُتواصل لحُبها لامجد ..
وها هيَّ الان تشهد علي زفافها من ذاك الشخص الذي ظنتهُ يوماً حِلماً مُستحيلاً يوماً ما، لكِن مع الله ليس هُناك مُستحيلاً، تفائلُوا.
دِلف صقر بثبات ليري روان جالسه ، اختهِ الصغيرة الطفلة ستتزوج وأصبحت عروُس جميلة، رمقها صقر بأبتسامة وحُزن ..
أقترب مِنها ليلمح عليَّا الواقفة، التي نظرت لهُ بدِوُن اي تعبير وغادرت الغُرفة، يليها باقي الفتيات، بينما نهضت روان التفتت الي صقر ، لتٌعانقهُ بقوُة وتبكي بألم، ربط علي رأسها وقال بأبتسامة وحنان
=ششش.. انا اسف يا سينيوريتا اسف جداً يارب امُوت لُو زعلتِك مِني تاني.
قالتِ بلهفة
=بسِ ما تقولِش كده.
أبتسم وهُو يربُط علي خديها
=هتسبيني خلاصِ يا روان .؟
قالتِ برفض
=لا طبعاً احنا هنفضل سوا عُمري ما هسيبك ابداً
أبتسم وقال لها بحنُو
=طيب يلا عدلي مكياجك علشان أمجد مستني علي نار تحِت.
أبتسمت بإيمائه خفيفة، انتظرها انتهت مِن آخر التعديلات، وتابطت ذِراعه واتجهُوا للأسِفل ..
قامِ المُوسيقار بتشغيل الزفة، فُور ظهُور روان، قام صقر بتقديمهْا ل أمجد الذي امسك كفيها بحبُور، وفرحة انتظرها كثيراً، وقفُوا فِي المُنتصف يرقصُون علي نغمات هادِئة ويتحدِثُون، حتي قال المُوسيقار ل صقر
=مُمكن اخُو العروسة يتفضل معانا علي المسرح.
اتجه صقر الي المسِرح وأمسك كف روان يرقُصان علي نغمة "الفرحة اللي انا حاسس بيها لا انا قادِر اقولها ولا احكيها .. اختي حبيبتي وضي عيوني".
ظل يرقُصان تحت فرحة فوزية بأبنائها، وعليَّا التي تبكي بفرحة تمنت أن يكُون لها اخاً للحظة .
أبتسمت بفرحة ل روان واعيُن تتأمل صقر، تتمني لُو كانت هيَّ من يديهِ
بكِت روان علي تلك المقطوعه
"اوعي تنسي أن انا حضُنِك سرك اخوكِ .. سندِك ضهرك".
رمق صقر أمجد بنظرات كي يجعله يخاف لكِنهُ كان فقط يمزح معهُ.
انتهت الرقصة، ليتجه أمجد اليهُم ويقُول بامتعاض
=انا العريس مُمكن توعي بقا علشان ارقُصِ معاها ولا ايهِ؟
قهقه صقر وتركهُما، ثُم اتجه الي والِدته التي كانت ترمقه بعتابَّ، قبَّل كفيها بأبتسامة وقال
=لسه زعلانة مِني يا ست الكُلِ؟
قالتِ بهدوء
=ما فيش ام تزعل من أبنها يا صقر بسِ لُو عايزني اصالحك بجد يبقِ تروحِ تصالح عليَّا.
رمق عليَّا التي تقف بعيداً، بفُستان رِمادي رقيق، وخِمار ذات لُون هادِئ، أبتسم بفرحة عِندما علم انها ارتدت الحِجاب واخيراً، جميلة ورقيقة كم اشتاق لعبيرها وقُربها المُحبب لقلبُه .
أبتسم لوالِدتهُ وقال
=حاضر.
اتجه ناحية عليَّا لكِن جيهان قطعت عليهِ الطريق، امسك كفها بقسوة واتجه إلي أحد الزوايا وقال
=انا مِش قولتلك مِش عايز اشوف وشك بس شكلك ما بتفهميش وعايزة تتربي.
قالتِ ببرود
=ريح نفسك ما جتش اشوف جيت اشوف عليَّا حبيبة القلبَّ علشان اقولها علي الي كان ما بينا زمان .
كاد أن يتحدِث لُولا لمحهُ لِظل احد، نظر هُناك ليري أنها عليَّا!

تمت بحمد الله 
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
            💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل جديد
حصري ورومانسى وشيق ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار بكل جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   
لقراءة باقي الفصول اضغط هنا             



تعليقات



<>