رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الاول 1بقلم اسماعيل موسي

رواية غرام في قلب الصعيد
الفصل الاول 1
بقلم اسماعيل موسي 

يا جد عبد الكريم؟ يا جد عبد الكريم
ادار عبد الكريم رأسه تجاه الصوت وضيق حاجبه ، كان عوض العلاف يركض نحوه قابضأ على طرف جلبابه بين أسنانه
همس عبد الكريم فى سره عوض العلاف بوشه الفقرى مش بيجى من وراه خير
صرخ عبد الكريم، خبريه ياد انت عمال تصرخ زى نمس الزرع؟
وقف عوض العلاف قرب الجد وهمس انا لسه جايه من المحطه يا جد
رفع عبد الكريم حاجبه بغضب، تذكر الزرعه القبليه وخلافه مع عائلة اولاد صقر
هما الصقورة عملو حاجه تانى ياد يا عوض؟
لا يا حج، همس عوض بقلق وارتباك
صرخ عبد الكريم بغضب، امال فيه ايه جاى تجرى بزوابعيك
لكن عوض العلاف صمت، فلا يمكنه توقع ردة فعل الجد عبد الكريم
انطق ياد فيه ايه؟
همس عوض العلاف بصوت خافت، اقول يا جد؟ 
حك الجد عبد الكريم دقنه وسند رأسه على العصا
قول يا فقرى؟
البقيه فى حياتك يا جد، جبر ابنك تعيش انت
ارتعشت يد عبد الكريم فقد كان رجل مسن عمره تخطى السبعين
جبر مات؟
ايوه يا جد.
صمت عبد الكريم وجسده مستند على العصا ثم صوب بصره تجاه حقول البرسيم والجارو
جبر؟ لا حول ولا قوة الا بالله
وكان ابنه جبر على خلاف مع والده عبد الكريم عندما انتقل الى القاهره وتزوج من هناك على غير رغبة والده ثم جرت بينهم قطيعه على أثرها جرد عبد الكريم ابنه من كل املاكه وحرم عليه ان يرث منه
وكان عبد الكريم يكره زوجة ابنه جبر ويلعنها فى كل صلاة لكنه ابدا لم يبدى ضعفه وحرم على نفسه وكل بيته ان يذكر أمامه اسم جبر او زوجته

همس عبد الكريم بنبره حازمه اجمع لى الاولاد بسرعه فى الدوار
ثم وقف ومشى بترنح نحو الدار الكبير وجلس فى المنضره ذات الشراعات المفتوحه المطله على الحقول وأمامه موقد فحم يستدفيء منه
وصل اولاد عبد الكريم يركضون من كل جهه وتجمعو امام والدهم

اخوكم جبر مات، الخبر لسه واصلنى قبل شويه
لم يتجراء واحد من أبنائه على فتح فمه، كان جبر عصا والده وحقت عليه لعنته
حضرو العربيه وجهزو نفسكم احنا لازم نسافر مصر قبل الدفنه 
وصلت السيارة القاهره قبل العصر وكانت استعدادات الدفن تجرى بسرعه وزجة جبر ليلى هانم تتابع الاستعدادات بفستان اسود ضيق وتحجيبه غير محكمه
نزل عبد الكريم من العربيه خلفه أولاده ووقف امام باب البيت
هندخل يا ابوى؟
همس عبد الكريم انا مدخلتش بيت جبر وهو حى ومش هدخله وهو ميت
نادولى مراته الملعونه اتكلم معاها
وصل الخبر ليلى هانم وكانت اول مره تشوف عبد الكريم او واحد من أبنائه
وقفت أمامه بتردد ورهبه قبل أن تهمس ازيك يا حج؟
ابنى هيتدفن فى البلد وسط اهله وناسه
انت بتقول ايه يا حج؟ جبر هيندفن هنا
 اسمعى سواء كنتى هانم او حتى اميره ابنى جبر هيتدفن فى مقابر اجداده، خدتيه منى حى مش هسمحلك تاخديه منى ميت
انا ما اخدتش حاجه يا جد انت لازم تحترم حزنى دا مش وقت الكلام ده
صرخ عبد الكريم الكلام خلص يا حرمه
هاتو اخوكم يا اولاد على العربيه

اقتحم اولاد عبد الكريم ألبيت وحملو جسد اخيهم نحو السياره
مين دول يا ماما وواخدين بابا على فين؟ صرخ صوت ناعم خجول من على السلم تغطيه الدموع
رفع عبد الكريم بصره كان يعرف ان لجبر أبناء لكنه لم يكن يعرفهم ولم يراهم قبل ذلك
همست ليلى دا جدك يا لارا
جدى؟ همست لارا بخوف وصدمه، مما سمعته من والدتها كانت تعرف ان جدها رجل قاسى متوحش لا يملك اى قلب
انا عايز احضر دفنة والدى يا ماما!!

زعق عبد التواب اخ جبر من عندناش حريم بتروح المقابر
جبر أخوى فى العربيه عايزه تبصى على ابوكى بصى عليه وكان يتحدث بقرف
لا انا عايزه اكون مع بابا، لازم اودعه لحظة الدفن
اسكتى يا مره كفايه إلى حصل منكم جاء صوت سعيد من داخل العربه
رفع عبد الكريم عينه تجاه سعيد وعبد التواب فوضع كل واحد منهم لسانه داخل فمه
انا اصلا لسه موافقتش ان جبر يندفن فى البلد وبالشكل الغوغائى ده انا هتصل بالشرطه
شرطه؟ كررها عبد الكريم بغضب
والله لو جبتى الشرطه كلها جبر ما هيندفن غير فى قبر جدوده خلص الكلام
ثم سار يترنح تجاه السياره
ركضت لارا خلف جدها وفجأه امسكت يده التى تستند على العصا، ارجوك يا جدى عايزة احضر الدفنه!!
تحضرى ايه يا بت فتح سعيد فمه مره اخرى قلنا معندناش حريم تروح المقابر
قبلت لارا يد جدها الذى راح جسده يرتعش لقد ذكره صوت لارا بابنه جبر عيونها تحمل عيونه وحاول ان يجذب يده لبعيد لكنه ربت على رأس حفيدته خلاص يا بتى اركبى معانا
معاكم ايه؟ صرخت ليلى لارا هتركب العربيه معايا وبعد كده هيكون ليا تصرف تانى معاكم
#القصه بقلم
اسماعيل موسى 

2

رفع عبد الكريم يده، حفيدتى هتركب معايا، وكان قد شعر بالحين تجاه لارا انها تذكره بأبنه الذى حرك منه قطعة لازالت حيه تمشى على الأرض
صرخت ليلى، لارا اركبى العربيه خلينا نخلص
اطلق الجد نظرة غاضبه تجاه زوجة ابنة جبر، انتى متفهميش فى الأصول يا بتى لكن انا راجل كبير والموت ليه حرمه
ومش هبوظ جنازة ولدى عشآن واحده زيك
اركبى مع امك يا بتى خلى اليوم دا يعدى على خير
وقبل ان تتحرك السيارات ظهر شاب وسيم يرتدى قميص وبنطال اسود، رفع يده وصرخ انتو رايحين فين؟
ومين دول يا ماما

نزل عبد الكريم من سيارتة وتأمل الشاب وملامحة الغاضبة
انا جدك يا ولدى
صرخ صقر انا مليش جد، انا كان لى اب وخلاص مات ومفيش حاجه تربطنا بيكم
صرخ عبد الكريم عيب الكلام دا يا ولد

لكن صقر لم يقبل اى كلمه من جده، وصرخ حكمت على ابنك بالقطيعه فى حياتك ايه إلى خلاك تظهر دلوقتى؟
ولم يكن كلام صقر يخلو من الحقيقه لكن عبد الكريم لم يكن يقبل الآهانه ورغم سنه الذى تعدى السبعين رفع يده وصفع صقر على وجهه
لما تتكلم مع جدك تتعلم الاحترام يا ولد، رفع صقر بصره وشع الغضب من وجهه
انت راجل كبير وانا مش همد ايدى عليك
صرخ عبد الكريم انا مش راجل كبير، انا جدك يا ولد وكلام هيمشى على الكل
كان أعمام صقر نزلو من العربيه ومستعدين يضربو صقر
صرخ عبد الكريم كل واحد فى مكانه ورفع عصاه فى الهواء
صقر اركب مع والدتك خلينا ندفن جبر والدى وبعدها هيقبالنا كلام كتير وكل واحد ياخد حقه
صرخ صقر لا يا جدى والدى هيندفن هنا
همس عبد الكريم بصوت مهتز خلاص بقا يا ولدى متصعبهاش علي كفايه إلى انا حاسس بيه
قلتلك كل إلى ليه حق هياخده

انطلقت السيارات نحو الصعيد وكان فى انتظار الجد عبد الكريم البلد كلها متجمعه على المقابر، كبراة البلد والمأمور ونائب المحافظ
وكان الصوان نصب ووزعت الطاولات والدكك والمقاعد
وذبح العجل من أجل الضيوف والمشايخ
دفن جبر فى قبر اجدادة وجهزت غرف فى البيت الكبير
ليلى ولارا وصقر
وقد كانت غرف فاخره وليس كما توقعت ليلى ولارا
اسره كبيره فاخره، مكيفات هوائيه
خزانة ملابس ضخمه وكبيره ولكل غرفه حمام خاص بها
كان الجد عبد الكريم قد أصدر اوامره ان لا يقترب احد من نساء الدار من ليلى وابنائها
انتهى الدفن وجلست الناس فى الصوان تتلقى العزاء
اقترب الجد من صقر الذى كان يجلس على مقعده بشرود
صقر!؟
نعم يا جدى
تعالى ورايا يا ولدى
سار صقر خلف جده حتى وصل غرفه واسعه تتوسطها خزانة ملابس
افتح الدولاب يا ولدى
فتح صقر خزانة الملابس
همس الجد اخترلك جلابيه تليق بمقاسك ابن جبر عبد الكريم مش هيقعد فى عزا ابوه بقميص وبنطلون
غير هدومك وتعالى على الصوان اقعد جنبى

نزع صقر ملابسه وجرب أكثر من جلباب حتى وجد واحد على مقاسه، وكان مظهره داخل الجلباب رائع ووسيم
اندفعت فتاه شابه إلى داخل غرفة الجد فجأه
ثم تسمرت لما لمحت صقر وكاد يغمى عليها
هسمت بخوف، انا اسفه كنت فاكره جدى هنا وافتكرته محتاج حاجه
ثم خرجت دون أن تتلقى رد بوجه محمر وخجل حد الموت
لأنها انكشفت على شخص غريب
بعد ما وصلت غرفتها همست سادين اكيد دا مش شخص غريب طالما جدى سمح ليه استخدام غرفته
وهى بتفكر شافت صقر خارج يقعد جنب جده فى العزا

كان الجد المسن يعرف للمعزين بفخر صقر ابن المرحوم جبر ولدى وكأنه قد شعر للحظه ان ابنه جبر هو الذى يجلس جواره وليس ابنه صقر فقد كان صقر قطعه من والده ويحمل نفس ملامحه
               الفصل الثاني من هنا 
تعليقات



<>