رواية معشوقه الصقر الفصل السادس عشر 16 بقلم ساميه صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل السادس  عشر 16 بقلم سامية صابر 

دلف أمجد الي القصِر ليري روان جالسه بمُفردِها تقرء بالجريدة، تنحنح بحرج لتعتدِل بجلستِها ووقفت بتوتر، قال بأرتباك
=صقر كان طلب مِني اجيلكُم علشان لو احتاجتُم حاجة.
قالتِ بجمُود
=مِش عاوزين مِنه حاجة.
قال أمجد بهدوء
=بعيد اني ماليش دخل ف الحوارات دي، بس انا شايف انكُوا غلطنين ، علي حُكمكم علي عليا ف النهاية كُلِنا بشِر وبنغلط وهي اكيد كانت عاوزة تتكلم ف الموضُوع دا بس ما جتش فُرصة، بلاش تُحكمي علي الشخص من برا يا روان ..
قالتِ روان وهي تجز علي اسنانِها بغضب
=احنا غلطنا والست عليا ما غلطتش ما هي الملاك !
قال أمجد بهدوء
=انا ما قُولتِش كدا بس هي صاحبتك والمفرُوض علي الأقل تسمعيها وتديها فُرصة تتكلم ، وانتِ بنفسك اقترحتي علي صقر جوازه من عليا ايهِ ال اتغير دلوقتِ؟
قالتِ بإندفاع
=وانا مالك تدخل ف حياتنا ليه اصلاً؟ انت يدوب شغال عند اخُويا ف متدخلش ف ال مالكِش فيَّه.
رمقها أمجد بعتاب ثُم قال بجمود
=شُكراً يا آنسة روان .. واذا كُنت شغال عند صقر ف دا مِش هيمسكني من ايدي ال بتوجعني، صقر صديقي وانا كُنت بساعده انما انا الف شركة تتمناني علشان خبرتِ وكفأتي بس الصداقة غير العمل وانا هسيب الشُغل عند صقر وأسف لو ازعجتك .. عن اذنك.
قالها وغادر بقلبَّ مكسُور، بينما أغمضت عينيها بضيق وقالتِ
=غبيه غبيه يا روان ليه قولت كدا واللهِ ما اقصُدش ازعله انا بحبُه بحبُه بس زعلانة ومخنوقة.
القت الوسادة ارضاً وتركت المكان وصعدت وهي تبكي بقهر علي ما فعلته لكِنها قالتِ هذا مِن قلبها الذي يؤرقها.
"كُلما اتيتُ لأقول أحبَّك صمتُ خوفاً علي إنكسار قلبَّي."
_____
كانت صدمتها كبيرة للحد الذي لا حد لهُ، نهضِت ببطيء تُحاول استيعاب حديثُه، ليقُول مرة اخري بقسوة
=أتفضلي يلا.
رمقتهُ بأعيُن حمراء دليل علي الدِمُوع التي بها، لكِنها حبستها بكُل قوتها، وهوت يديها بقوة علي وجنتيهِ بقسوة وهي تصرُخ وتقُول
=انت انسان حقير ومُتخلف .. نُسحة طبق الأصل مِن هيثم وحقارته .. لُو مفكر اني هبقي مكسورة تبقي عبيط اوي، انا حُبي ليك ال خلاني سكت عن حاجات كتير لكن تفكر تقول الكلام دا يبقي لازم اوقفك عند حدك.
تابعت بغضب
=القرف ال انت بتقوله دا تروح تعمله مع واحدة تانية مِش مع عليا يا صقر بيه.
تابعت بصرامة
=ف نفس اللحظة ال اتجوزنا فيها هتطلقني ما هُو انا مُستحيل أفضل مع انسان حقير زيك ..
جاءت لتُغادَر الغُرفة امسك يديها بقوة شديدة، حتي احمرتا بشِدة اداراها بقوة لهُ وقال وهُو يصك علي اسنانُه
=هتندمي علي القلم دا يا عليا .. هتندمي اوي ومِش هقول مين فينا حقير انتِ عارفة نفسِك ، ولُو ما حصِلش بمزاجك هيحصل غصب عنّك.
امسكها بقوة وهي تصرُخ وتبتعد عنهُ ومازال مشهد هيثم يؤثر بها بقوة، صرخت بألم وهي تستفرغ ما بمعدِتها، ابتعد عنها بصدمه وذهُول، لأنها لم تستفرغ الا دم أحمر .
أرتجفت يداهُ بقوة خوفًا عليها، وقعت أرضاً وهي مازالت تستفرغ دم مِن فمها، هبط لمُستواها، وهُو يمسكها برفق وخُوف أبتعدت بغضب وهي تبكي ومازالت تستفرغ، حتي أحست أنها تغيب عن ارضِ الوُاقع تمامًا.
لم تري سوي نظراته الصقرية التي ظهر بها الخُوف والقلِق ..
____
دِلف الي الشقة بضيق واعيُن بها دِمُوع، قام بلملمة ملابسهُ داخِل تلك الحقيبة الكبيرة ، وبدء بلم باقي الأشياء بالحقيبة، دلفت والِدتهُ لتقُول بتساؤل
=انت مسافر ولا ايهِ يا أمجد؟
قال بضيق
=مسافر للأبد مِش راجع تاني.
قالتِ بأستغراب
=الله .. طب وشُغلك مع صقر وحُبَّك لروان؟
قال بصراخ
=روان روان مين دي؟ دي بنت أكابر مِش هتحس بمشاعر واحد زي بس خلاص بقا انا قررت اني هنساها للأبد ..
قالتِ والِدتهُ بضيق
=ما تبقاش ابني امجد، انت اتعودت تحارب علي الحاجة لحد ما توصل ليها، ف دراستك حاربت ووصلت ف شُغلك حاربت ووصلت ، كمان ف روان لازم تحارب علشان توصلها لازم تكُون أقوي من كدا ...
اخذ الحقيبة وقال
=مِش هوصل علشان الطريق مسدود.
اخذ الحقيبة وغادر بينما رمقت امُه طيفُه بيأس وتعبَّ.
_____
كانت أميرة جالسة تعمل فُستان علي مكنة الخيَّاطة التي لديها، حتي تذكرت حديث وكيل النيابة معها "مالك".
(الرجُوع بالزمن)
قطبت حاجبيها مِن تعريفُه لنفسُه وقالتِ
=ل ايهِ؟
قال بهدوء
=اميرة، يمكن كلامي يبقي غريب عليكِ شوية بس انا حقيقي صادِق ف اي كلمة بقُولها، انا بحبَّك.
ربطت ساعديها امام صِدرها وقالتِ بإستهزاء
=واللهِ! وانت مفكر اني هصدق كلامك ؟ واحد زيك هيحبني انا ؟ ليه البنات خلصت من البلد، وكيل نيابة وغني يحب بنت فقيرة زي ، قول من الآخر انت جاي تلعب بيا ، قولت بنت فقيرة ومالهاش حد، اول ما هقُولها حاجة هتوافق علي طول، مِش كده يا مالك بيه ؟
تنهد مالك بهدوء وقال
=كلامك طبيعي بنت زيك تفكر فيه، بس،انا مِش اول مرة اشوفك ف السجن .. لا انا شوفتك كذا مرة عند رشا صاحبتك ودي خطيبة اخُويا او الاصح ابن عمي بس بعتبرة اخُويا.. شوفتك اكتر من مرة ، راقبت كلامك وحركاتك وطبيعتك، رشا كمان حكتلي عنك كتير، الحُبَّ ما اسمُوش فرق طبقات ، والقلبَّ ما بيقُولش اختار دا وما تخترش دا ..
قالتِ بضيق
=بش برضُوا ما توصلش تحبَّني مِن كام يُوم، وخصوصاً انك عرفتِ اني كُنت ف السجن وقضية قتل وكمان ف..
صمتت بخجل لا تقوي ان تقُول إغتصاب ..
نهض برفق وأمسك كفيها بحنان وقال
=ال عرفته مِش هيغير حاجة من حُبي ليكِ، اه اتوجعت اوي لما عرفت بس سجنك ولا يفرق معايا وربنا يعلم .. اني كُل كلامي صح.
قالتِ بدِمُوع
=طيب وأهلك هيوافقوا عليا ؟
تنهد بهدوء وقال
=انتِ ما تعرفيش اهلي، هُما أبويا وامي وعايزين راحتي، وفي يُوم من الايام كُنا ناس غلابة ، لحد ما بقينا حاجة بالعمل والسعي، وانتِ حلوة وطيبة وخلُوقه وبحبَّك ف دا يكفي انك تكُوني زوجتي، أميرة موافقة تتجوزيني وتبقي ملِكه؟
أبتسمت رغماً عنها وقالتِ بخُوف
=انا خايفة صدقني الموضُوع كُله يخوف..
مسح دِمُوعها التي تساقطت رغماً عنها وقال
=صدقيني هشيل الخُوف من قلبَّك ومِش هخليكِ تحسي الا بالأمان ..
تابع برجاء
=وافقي؟
أبتسمت وهي تهز رأسها بعشق، عانقها بفرحة وسعادة، بينما أغمضت عينيها تبكي تحمد الله علي ما رزقها بعد طول سنين عذاب، أحست انها لن تعشق مرة اخري، لكِن العشق اتاها من رجُل جعلها تشعُر بأسمها للمرة الأولي علي التوالي.
(الآن)
إبتسمت بخجل وأكملت تطريز فُستانها استعداداً لكتب الكتاب، فهُو اراد ان يتم كتب الكتاب بسُرعة، ووافقت والِدتها واهلهُ، واتفقتا علي ان تعيش والِدتها وأخوتها مع اهل مالك بدلاً من عيشهُم بمفردهُم.
وسيتم كتبَّ الكتابَّ بعد إسبُوع مِن الآن.
____
يركُض بأرجاء المكان، كمن يبحث عن وسيلة للنجاة، وصِل الي الغُرفة المطِلُوبة ومازالت علي الفراش وهُو يجرُه بسرعة خوفًا عليها ..
توقف امام باب الغُرفة وقال الطبيب بنبرة ثابته
=ما ينفعش تدخُل معاها خليك هِنا ..
اغمض صقر عينيهِ وأسندِ ظهرهُ علي الباب، بخُوف وقلق، بينما قال سُليمان بقلق
=ايهِ ال حصل بس يا صقر يا بني، دي كانتِ فرحانة أوي.
قال صقر بندِم
=ما اعرفش .. ف لحظة لاقيتها بتستفرغ دم من بوقها مِش عارف ازاي دا حصل او ليه مِش فاهم حاجة.
اغمض عينيهِ بألم وقال بقلب مُنفطِر
=انا السبب يا عليا .. اسف !
وضع كفيهِ علي رأسه لا يعلم ماذا يفعل اينسي حديث هيثم الجارح ام يتمسك بحُبَّ الي نمي بقلبُه؟
خرج الطبيب بعد مرور نِصف ساعه ومرت كأنها ادهُر، قال بصدمه
=انتوا ازاي تسكتوا علي المرضِ ال هي فيَّه دا ؟
نهض صقر بخُوف وقلق وقال برجفة
=مرضِ ايهِ؟
قال الطبيب بشرحِ
=مريضة بسرطان ف الدِم.



تعليقات



<>