رواية ليس ذنبي الفصل الرابع4 بقلم مريم السيد

رواية ليس ذنبي الفصل الرابع4 بقلم مريم السيد
عـندك حَـق
قمت من مكاني وأنا حاسة بالهزيمه، مهزومه أوي والله، طيب إزاي؟ وليه؟ إزاي يحكم عليا لمجرد مليش أهل؟ إزاي هان عليه قلبي وحياتي إللي عاشوا سنتين معاه؟! 
اتأوهت لما خبطت في حاجه، أو مش حاجه هو شخص، رجعت خطوتين لورا وأنا بعتذر، لقيت نبرة جـمودية بتقول: 
-يـعني مش مكفيكي أهلي كانوا هيتبنوكي وكمان جايه شركة أبنهم؟ 
شهقت بخضة لما كـان هو واقف قصادي، محمد!! إبن عائلة أعجبت بهدوءي في سن ال16وكانت مصره تاخدني تتبناني لأكون أخت لابنهم محمد، لكن قعدت 3أيام معاهم مقدرتش أتحمل تصرفات أبنهم اللي عنده 19سنه، فقررت أهرب وأروح للملجأ، ولما رجعوا يرجعوني، رفضت. 
بصيتله بخنقه وقلت: 
-أنا معرفش إنها شركتك، وبعدين هي الشركه دي كلها بتخبط في الناس ومبتعتذرش، عرفت ليه مش بيعتذروا قليلين الزوق زي حضرتك! 
لقيته بيضحك بسخريه وبيقول: 
-على أساس حد غيري خبطك؟ للأسف يا مريومه محدش غيري هنا قليل الزوق! 
بصيتله بهدوء وكُـنت ماشيه لما لمحت أحمد مقرب مننا، محمد مسك إيدي لما حس بهدوءي وقال: 
-غريبه مردتيش عليا؟ القطه أكلت لسانك؟ 
-هـو في حاجه يا أستاذ محمد؟ 
محمد بص لمصدر الصوت كان أحمد، محمد بصله بحاجب مرفوع وقال: 
-وأنتَ مالك؟ 
بصيت بصدمه على رد فعل محمد ونظرات أحمد ليه، تقريبا عداوه جديده؟ أحمد بصلي وقال بضيق: 
-ممشتيش ليه؟ 
-وهي تخصك في حاجه؟ أنتَ مش تقريبا خـاطب بنت مدحت باشا؟وأنتَ وحيد أمك وأبوك، والأكيد عارف مين مريم؟ 
بصلي محمد بجمود: 
-هـو وعدك بالجواز وخلى بيكي ولا اي؟ 
بعدت إيديا بضيق وقلت: 
-كفايه!
•محمد وقف قصادي وقال: 
-لأ مش كفايه، أنتِ هتيجي معايا البيت، لأن أهلي لحد دلوقتي بيتمنوا لحظة منك، ولحد دلوقتي بيعاملوني بغرابه على إنّي خليتك تهربي!! 
أحمد حط إيديه على كتف محمد وبيوجهه ليه: 
-ما تسيبها في حالها، تخصك في. اي؟؟ 
قاطعت كلام محمد وقلت: 
-وأنا أخصك في اي؟ مش قلتلي ربنا يرزقك بالأحسن مني؟ بس نسيت تقولي يرزقك بالأرجل مني! 
بصيت على محمد وقلت: 
-ممكن تاخدني لأهلك؟ 
محمد بصلي بغرابه وخدني ومشينا، كُنّا في العربيه ساكتين، وقف لما لقيني عيطت وبسأله: 
-هـو مش أنا من حقي أحب وأتحب ويبقالي عيله وأكوّن العيله إللي أتحرمت منها؟ 
كان باصصلي وأنا بتكلم، كُنت زي الطفله اللي ضيعت مقدرتش تشتري اللعبه اللي فضلت سنين تقنع اللي حواليها بيها، وفجأه لقيتها أتباعت لطفلة تانيه كان متوفر معاها كل حاجه. 

مُجتمع غريب، حكموا على أصلي بإني اعيش مقيدة حتى لو كنت عايشة بكامل حريتي، وكإنهم مصرين يدوسوا على جرحي، وكإنهم بيقنعوني بأني لا شئ من غير ورقة تثبت أنّك من أهل وليكي أصل! 

كُنت قاعده ساكته ووالدة محمد بتحضني وبتقولي: 
-على قد أنك 3أأيام بس قعدتيهم إلا أنّي إتعودت عليكي يا مريم وعلى وجودك! 
لقيتها بتطلع إنسيال سبته ليها قبل ما أهرب من البيت، ابتسمتلي وقالت: 
-لسه محتفظه بيه، ومسمحتش لأي بنت غيرك تدخل البيت هنا! 
قاطعها والد محمد وهو بيضحك: 
-إلا الشغاله إللي طفشها محمد! 
بصيت على محمد وأنا ببتسم وهو فرك في شعره بخجل، قومت من مكاني وقلت: 
-هجيلك وقت تاني، أوعدك! 
وقفت بلهفه ومسكت إيديا: 
-أوضتك لسه موجوده، ومترتبه ونضيفه، خليكي علشان خاطري! 
-بـس... 
قاطعتني وهي بتشدني لأوضتي: 
-مبسش أنا مش هفرط فيكي تاني، وبعدين أنتِ 18سنه يعني ملكيش غيري تقعدي معايا! 
لما دخلت الاوضة كانت كل حاجه زي ما هي، الفرق ترتيب الأوضه ونضافتها. 

أهانَ عليكَ عيناي وأنتَ كنتَ عيوني؟ ورغمَ هلاك الدُنيا لي كُنتَ أنا أمانك! ورغمَ قسوة الجميع ماذالت عيني تنظرُ لكَ بحنان، وضلوعي ستحتويك بحنانها! 

أهانَ عليكَ ࢪوحي؟ وكنتَ أنتَ ࢪوحي وهي الآن سلبت منّي حينَ كان ثالثنا الفُـࢪاق.

بعت مسج لـندى بإني هبات بره في بيت والدة محمد المتبنيه اللي كنت عندها، رفضت ف بداية الامر لكني أقنعتها! 

كُنت قاعده في جنينة البيت وأنا شردانه، فقت من شرودي لما حسيت بوجوده جمبي لقيته قال بنفس نبرته السخريه: 
-متتعوديش كُـل يوم تفضلي هنا! 
أبتسمت بسخرية وقلت: 
-محدش اجبرك تجيبني لحد هنا! 
شهقت لما حسيت بقبضة أيديه اللي وجعتني وهي بتمسك دراعي: 
-وأنتِ فـاكرة عملت كده حبا فيكي؟ ده شفقة وعطف وعلشان أقدر أرجع لمكانتي مع أهلي! 
بعدت إيديا بهدوء وقلت وأنا ببتسم ببرود: 
-مجتش عليك يا محمد! 
قمت من مكاني ومشيت رجعت لأوضتي، فضلت واقفه أبص من الشباك عليه، ماهو عنده حق يقولي كده، طيب لحد إمتى وأنا هفضل مستمره كده؟ لحد أمتى وهفضل أواجه مجتمع كامل وأصرخ فيهم واثبتلهم أنه ليا حق؟ ليا حق في كل حاجه زي ما كلكم ليكم حق؟ يعني اي أفضل متحاوطه وسط شفقه ووسط نزرات حزن وإشمئزاز، وكإنهم عارفين بإنّه هيتسلب منّي كُل حاجه وأي حاجه! 
-بـترن عليا ليه؟ 
كمّلت لما لقيته سكت: 
-أأنا لحد دلوقتي مقدراش أكرهك ولا قادره أطلعك غلطان في قصتنا يا أحمد... بس أنتَ سبتني في أول مطب في طريقنا! 
-عاوزاني أحارب أهلي يا مريم؟ 
قلت بغضب: 
-على أساس أنك حاولت تقنعهم؟ حاولت تثبتلهم إنّك حبيتني ومش فارق معاك ليا اهل ولا مليش؟ إنّك تشوفني المرادي بمشاعر حقيقيه لبنت هتواجه صعوبات أوي علشان تقدر تعيش حياة طبيعيه! 
كمّلت وأنا بضحك بسخرية: 
-أنا مش هلومك يا أحمد، لإنّه فعلاً مش مجبر تحارب أهلك، ولا مجبر تواجه المجتمع، بـس أنا مجبره أواجه وأحارب كل شخص شايف إنّي مليش حق حتى في الحُب! 
كمّلت بهدوء: 
-وزي ما سلبوا مني فرحتي، وسلبوا مني أعيش وسط أهل؟.. هكّون عيله جديده حتّى لو كان الحساب دم

-مـريم أنتِ فاضيه؟ 
قفلت الفون لما سمعت صوت والدة محمد وابتسمت ليها تدخل، قعدت جنبي وهي بتمسك أيديا وبتقول: 
-أنا آسفه إني غصب عني سمعتك، بـس إتظاهر في مشكله معاكي، تقدري تحكيلي يا مريم لو عاوزة! 
بلعت ريقي بخنقة وحسيت جوايا كبت محتاجه أخرجه، فجأة عيوني دمعت وقلت ليها: 
-مُـمْكن تحضنيني؟ 
مترددتش لحظة ولقيتني في حضنها وأنا بعيط، حضنها دافي اوي، يا بخت وجود محمد معاها، عيونها حنينه، ولمسه إيديها كإنها أمان! 
كانت بتربت على راسي وهي بتهمس بحاجات مقدرتش أفهمها، بس اللي استوعبته إنه قرآن، حاجه في منتهى الحلاوة حقيقي، بعدت عنها وأنا بمسح دموعي لما لقيت محمد خبط قبل ما يدخل وأبتسامه سخريه على وجهة وهو بيقول: 
-لحقتي تعيطي وتنزلي دموعك على كلامي؟ 
مامته كانت هترد عليه لكني ضغطت علي ايدها وقلتلها تسيبها لوحدنا، كان باصص لوالدته بغيره وعتاب على إنه يستحق هو حنانها ده مش هي، بعد ما مشيت بصيتله بهدوء وقلت: 
-أنتَ عـاوز أيه؟ مشي من هنا؟ وهمشي! لـكن أرجوك يا محمد متستخدمش لهجة وكلام يخليني أزرع جوايا كره ناحيتك! 
ضحك بسخرية وهو بيتعدى مساحتي الشخصية: 
-على أساس فارق معايا يا مريم بتحبيني ولا لأ؟ 
كمّل بنبرة هادية: 
-على أساس إني ما ذلت بحبك مثلاً! 
تعليقات



<>