رواية قرار خاسر الفصل الثاني2 بقلم اسماء مصطفي

سلم على بابا وبعدين بابا سابنا لوحدنا بس كان قريب مننا

كنت مش عارفه ابدأ كلام منين او اقول ايه، لحد ما هو اتكلم ولسه ملامحه واخده معالم الجمود وقال

_ عايز اعرف ايه الناس اللي وديتيني اقدم لشغل عندهم، ازاي اتعرفتي على ناس كدا

مصدومة؟ كلمة قليلة 

مكنتش فاهمة ليه بيتكلم كدا، ايه اللي حصل يخليه مش طايقهم بالشكل دا

سألته وانا مترددة

_ ايه اللي حصل يا كريم، انا مش فاهمه حاجه 

لقيت منه ابتسامة صغيرة وهو بيرد عليا وبيقول

_ رؤية انا اسف اني خضيتك، كنت ناوي اعمل فيكِ مقلب بس شكلك اتوتر خالص وخفتي، بصراحة هم ناس كويسة جدًا وكمان الراجل اللي اتكلمتي عليه طلعلي بنفسه وقالي اني اتعينت خلاص وهبدأ شغل من بكرا 

تغاضيت عن الجزء الاولاني من كلامه واتكلمت بصوت باين فيه الفرحة

_ انا فرحانه لفرحتك، ربنا جميل جدًا بس لازم احنا اللي منيأسش ونفضل متمسكين بربنا ومتأكدين انه كاتبلنا كل خير

_ دا حقيقي، الحمدلله على كل نعمه التي أنعم علينا بها

بس حقيقي شكرًا انك وقفتي جنبي وساعدتيني

رؤية انتِ متعرفيش غلاوتك عندي قد ايه وازاي نفسي جوازنا يتم النهارده قبل بكره، ربنا ميحرمنيش منك ويديم وجودك في حياتي 

كنت مبسوطة بكلامه وحماسه وهو بيتكلم، قعد معايا شوية اتكلمنا فيهم عن ترتيبات وتجهيزات لشقتنا

الفرحة كانت ظاهرة على ملامحي وانا مبسوطة عشانه

البني آدم مننا بيكون في أسعد لحظات حياته لما يشوف أكتر شخص بيحبه مبسوط وحياته تمام، بيفرحله على أتفه الأسباب

من بعد اليود ده وهو بيثبت نفسه في شغله واترقى وكان مبسوط اوي، كل حاجه في شقتنا بدأت تخلص وكنا بنجهزها بكل حب ووِدّ

بس الفترة الأخيرة، كنت ملاحظة تعامله اللي بدأ يتغير معايا، مبقاش زي الاول، بقى بيتجاهلني، ومش بيزورني ويسأل عليا، بيطنشني كتير، حاولت اتكلم معاه وافهم لو كان زعلان مني في حاجه بس مكنتش واخده بالي لكنه كان بيتهرب

لحد اليوم اللي كسرني فيه

طلب من بابا انه يزورنا لإنه حابب يتكلم معايا ضروري، بابا وافق وجه عشان نتكلم، كنت بقول انه اكيد جاي عشان يعتذر عن معاملته ليا الفترة اللي فاتت او على الأقل يوضح فيه ايه

هو فعلاً وضح أسبابه، لكن مكانتش زي الاسباب اللي توقعتها، بل كانت اسباب تجرح أي بنت

بدأ يتكلم ببرود ويقول

_ رؤية انا مش هقدر اكمل انا... 

انا اسف بس حقيقي مش هقدر اكمل معاكي، انا في وحدة تانية بحبها و... 

_ معاك في الشركة؟ 

دا كل اللي قدرت اتكلم بيه وانا في وسط صدمتي فيه، كان باين الاستغراب على ملامحه في الأول لحد ما فهم قصدي، هز راسه بآه، فاتكلمت بسخرية وقولت

_ وحدة من الشركة اللي انا كنت السبب انك تشتغل فيها، فبدل ما تكون مبسوط اني وقفت جنبك، خونتني

_ رؤية انا مخونتكيش انا.. 

سبته قبل ما يكمل كلامه ودخلت لبابا فهمته باختصار اللي حصل واننا مش هنكمل مع بعض، بابا خد كل حاجته يطلعهاله، وقفت اسمعهم هيقولوا ايه

اتكلم بابا وقال بنبرة استهزاء حسيتها في صوته

_ اتفضل يا أستاذ كريم حاجتك وياريت منشوفش وشك تاني ولو صدفة، اصل الناس اللي زيك ملهمش نصيب مع المحترمين اللي زي بنتي

كريم خد اهانته ومشي، بعدها بابا دخل عندي، قرب مني مسح دموعي وقال بصوت هادي

_ قومي نتمشى شوية

هزيت راسي وقومت معاه

كنا بنتمشى واحنا ساكتين، محدش بيتكلم

لحد ما اتكلم بابا وهو واخدني تحت دراعه وقالي

_ عارف انك كنتِ ملتزمة بضوابط الخطوبة وعامله حدود، يمكن معترفتيلهوش بحبك عشان متغضبيش ربنا لكن محدش ليه سلطان على قلبه وانتِ حبتيه

نفيت كلامه بكبر وقولت

_ من استغنى فنحنُ عنه أغنى

يمكن حبيته بس بصراحة مش هعيش دور الضحية، الحياة مبتقفش على حد وفيه حاجات في حياتي اهم منه أكيد

الزعل على واحد زيه ميصحش، دا واحد متقاش ربنا في الست اللي معاه وهي مش مراته وبص لبرا ومغضش بصره، اومال لما تكون مراته ويحصل بينهم مشاكل و الحياة تكون روتينية هيعمل ايه

دا واحد معملش حساب ان بفضل ربنا كنت انا السبب انه يشتغل في المكان دا، فا يجحد عليا ويحب قال ومعملش حساب ليا

اللي زي دا ميتزعلش عليهم، بالعكس نقول الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا

بابا كان فخور بيا وبيبصلي بحب، اتكلم معايا كتير وقضينا وقت اكتر عشان يخفف عني

كان ظاهر عليا اني قوية ومتماسكة بس انا كنت زعلانة اوي عشان حبيته اوي، اتمنيت لو اني كنت محبتهوش، بس دا نصيب ومكتوب

عدى اسبوع على اليوم دا وعرفت انه خطب، حسيت بنغزة في قلبي لكن مهتمتش، احتسبت جرحي أجرًا عند الله

عدى كام يوم تانيين وبابا قالي ان في عريس متقدملي، رفضت..

رفضت ادخل في علاقة دلوقتي وانا لسه عندي مشاعر تجاه كريم، محبتش اظلم الراجل اللي هيكون في حياتي ومش هكون حابة نفسي لإن هحس اني خاينة، مخطوبة لواحد وبفكر في واحد تاني استغفر الله العظيم واتوب اليه