رواية كيان
الفصل السادس 6 والاخير
بقلم سبا النيل
أتجاوز سؤالو وقاليهو بنبرة تهديدة:" انت والمعاك، لو عايزين تطلعو من هنا والبت دي تتخلص مني وما ارجع الاحقها، مليحة لازم تطلع من هنا، وماف طريقة بتتطلعها من هنا غير جسم البت دي، وأنا ما بعمل كدة عشانها، انا بس برد ليها معروف هي عملتو، لو ما كده كنت اول زول ضبحتها".
قصي عاين ليهو بصدمة ما كانت اقل من صدمتي وحيرتي والفضول الكان ح يقتلني عشان اعرف هم بتكلمو في شنو وعن منو وانا دخلي شنو وح نرجع أحياء ولا اموا.ت من هنا ولا لا.
صاحب قصي كان براقب الحديث بدون ما يتدخل.
قصي قال بنبرة مستغربة: " أنا ما فاهم، هي قالت إنها عملت كده عشان زواجكم، عملت ليك شنو البتتكلم عنو مانعك من انك تقت.لها بنفسك بعد العملتو؟، انت مفروض تكون فرحان بالعملتو ده".
رد عليهو بنبرة حادة وقاليهو:" هي ما عملت اي شي عشاني ، هي عملت كده عشانك انت وعشان الغبي المعاك ده".
حصل نوع من الصمت في المكان، انا وحازم كنا بنراقب في البحصل ده وكأننا في حلم ما حقيقة بينما هو ادا ضهرو لقصي وكان باين عليهو الغضب وسكت مسافة قبل ما يقول: " أنا ولد دهليز".
ظهرت ملامح الصدمة الشديدة في وش قصي وصحبو وحسيت وكأنو لسانهم اتلجم بينما هو واصل وقال بنبرة اهدا شوية: " قبل 14 سنة بي زمنكم انتو، كان عمري 8 أو 9 سنه، كنت متشكل في هيئة كلب وراقد في الشارع واثناء ما انا راقد كان في شاحنة جاية علي وما شايفها وكانت خلاص ح تدهسني بس فجأة ظهرت هي من وين ما عارف، كان عمرها 7 سنة تقريبا بي زمنكم، في لحظة جات جارية زحتني من الشارع بس الشاحنة ضربتها هي ضربة قوية، وقبل ما الناس تجري على المحل الطار فيهو جسمها سبقتها انا وشلتها وجبتها معاي قريتي دي، وفي حدود الحِلة لقاني ابوي شايلها وحكيت ليهو الحصل كلو، كانت حالتها صعبة ومغمى عليها، سقناها انا وابوي ودينها البيت وهناك اشرفو على علاجها واهتمو بيها لغاية ما اتعافت بس كانت ما متذكرة اي حاجة.
عاشت معانا من بعدها وكل ما كانت بتكبر كل ما ملامحها كانت بتظهر وكانت جميلة جميلة شديد وبشهادة الكل، الكل كان عينو عليها بس ما كان في زول عارف انها انسية غيرنا انا وابوي.
ومع الزمن هي بدت تتذكر شوية شوية لغاية ما اتذكرت الحصل وهي عمرها 13 سنة، وقتها جات طلبت من ابوي يرجعها ويطلعها من القرية دي بس هو رفض رفض قاطع، وبسبب طلبها ده مسوها مجموعة من الجنيات بطلب من ابوي وبسبب الحاجة دي بقا عندها نفس المقدرات والطبيعة العندنا نحن.
واتعايشت بعدها معانا، الناس عرفو انها نص انسية ونص جنية، بس كانو بخافو منها لأنها واحدة من بيت دهليز.
ولمن عمرها بقا 20 سنة بقت أجمل واحدة في القرية دي، وعشان كدة انا طلبت من ابوي اتزوجها، هي رفضت، بس ابوي ما اهتم برأيها وفرض عليها تقبل بالموضوع ده".
التفت على قصي الكان بعاين ليهو بصدمة وقاليهو:" موضوع انها تنقذكم ما ليهو اي علاقة بوقف الزواج او استمرارو، ما عارف السبب الخلاها تعمل كده شنو بس العملتو ده يعتبر خيانة لينا ولكل عشيرة الجن الهي كبرت وسطها، بس عشان المعروف القدمتو لي زمان ده، انا اتلبست البت دي عشان اصل ليك واجيبك هنا عشان تطلعوها وتطلعو معاها يا اما تموتو كلكم".
انا حسيت بقشعريرة سرت في جسمي وما كنت قادرة انطق بحرف واحد.
هو واصل كلامو وقال:" عندكم الليلة اخر ليلة من ليالي اكتمال القمر، في آخر ساعة من اليوم ده، عالمنا ح ينشق من عالمكم وينفصل لغاية دورة اكتمال القمر الجديدة، بي زمنكم انتو عبارة عن شهر، اما بي زمننا نحن ف ماف داعي تعرفو".
بعدها قبل علينا كلنا وعاين لينا مسافة وقال بصوت شبه عال وهو بخت يدو على كتف قصي: " حياتكم في يد الزول ده، لو عرف يتصرف ح تنجو، ولو ما عرف، ح تهلكو، وأنا العلي عملتو وحدي معاكم هنا".
عاين لقصي مسافة وقاليهو:" انت بقيت جزء مننا، انا عملت العلي وجبتك، تاني انقذتها ما انقذتها بطريقتك".
قال كلامو ده وبعدها اتحرك وطلع من الكهف بكل بساطة.
حازم قام بسرعة واتجه على قصي وقاليهو :" قصدو شنو الزول ده؟، نحن ح نطلع من هنا ولا لا؟؟!".
رد عليهو وهو بربت على كتفو وبحاول يهديهو وقاليهو:" ما تخاف، بإذن الله ح نطلع واختك ح ترجع زي اول واحسن.
صحبو اخيرا نطق وقاليهو:" طيب ح نعمل شنو؟".
اتقدم عليهو شوية وقاليهو "الساعة كم؟".
عاين في ساعة تلفونو ورجع قاليهو " 11:58" دقيقه.
سكت ثواني قبل ما يقولهو: " نحن لازم نطلع من هنا قبل نص الليل لانو الساعة 12 شوكة العالمين ح ينفصلوا من بعض".
انا اتخلعت وفتحت عيوني بصدمة وقلت ليهو:" نطلع قبل نص الليل؟، الساعة اسي 11 و58 دقيقة يعني باقي لينا دقيقتين بس، مستحيل نقدر نطلع".
رد علي بهدوء شديد وقالي:" الزمن هنا مختلف، الساعة هنا بي يوم كامل، التلاتة ساعات بي تلاتة ايام".
سكت ثواني قبل ما يواصل ويقول:" يعني الدقيقتين ديل 48 دقيقة حاليا".
حازم قاليهو بعدم تصديق:" يعني اسي قدامنا 48 دقيقة؟".
حرك راسو بإيجاب وقاليهو:" ايوا، 48 دقيقة بنقضيها في العالم ده، في عالمنا هناك بتكون مرت دقيقتين بس، ونحن حاليا لازم نتحرك لانو زمننا ضيق، لازم نمشي نجيبها ونطلع من هنا بأقصى سرعة ممكنة".
هنا حازم سألو سؤال مفاجئ حسيت وكأنو هو اتفاجأ بيهو شديد وخلاهو يسكت لمن قاليهو:" وطيب نحن ما ممكن نطلع ونخلي الزولة دي هنا ونكسب زمننا؟، ما اعتقد موضوع اننا نسوقها معانا الزامي والزول الاسي ده قال كده، قاليك انا جبتك بس، انقذتها ما انقذتها تاني بطريتك".
قصي سكت، وصحبو عاين ليهو بي صمت، كنا سامعين صوتها الجاي من بعيد شايلو لينا الهوا، السؤال كان واضح، بس قصي كان وكأنو ما لاقي إجابة أو ما عايز يجاوب، الصمت الحصل خلانا ما سامعين حاجة غير صوتها البعيد، وقصي عاين للارض، وكأنو بفكر أو بيتذكر، انا حسيت في اللحظة دي انو هو ما ح يطلعنا من المكان ده إلا وهي معانا.
تمت بحمد الله
