
الحوار كان كالتالي نقاش بيني وبينه كان حاد شويه، وختام كلامنا قالي:
-أيـوه شفقه!
بصيتله بهدوء وتعمقت النظر وبعدين بصيت بعيد وخدت الجاكيت وقمت من مكاني وقلت بهدوء:
-والدتك قلقانه عليك، ومش قادره تنام غير لما ترجع البيت، ياريت ترجع!
أصبحَ كل شئ مخالف لي، مجبره التأقلم، ولكني سئمت من كوني أحاول!
غريبه يا دُنيا وأنتِ بتعشمي قلوبنا، وبعد فترة تخلينا نعيط دموعنا، ذنبي إيه؟ أكون وحيدة بدون نسب، زرعتي في قلوب البشر، ملكش أهل يعني إبن حرام، لكن معاك أهل وراميينك بره المهم ليك أهل، مشافوش قلوبنا إزاي؟حياتنا بتتعاش إزاي؟ إبن الباشا يكون سكران بس إبن باشا، والدكتور والمهندس لو ملوش اهل؟ إسمه ملهوش نسب وأبن حرام! وكإنهم مالكين الكون والارض ويحكموا على قدرنا وحياتنا، ويسلبوا منّا الحُـب وقدرنا!
-أنا مش فاهم حضرتك هو إيه اللي ترفدني؟
حط رجل تلو الأخرى وقال ببرود:
-شركتي وأنا حر فيها! ومش شايف إنّك مناسب تكون هنا؟! أنا بس وافقت بيك لأني مبكسرش كلمة والدي لوالدك!
الطرف التاني زعّق وقال:
-هـو أنتَ فاكر كُل حاجه بمزاجك ولا اي؟ لا فوق لنفسك كده وأعرف أنتَ بتكلم مين؟
-بكلم عيّل!
قالها بكل تلقائيه وهو بيقف من على كرسيه وبيقرب منّه رغم فرق السن اللي بينهم إلا إنه بطوله قدر يكسبه بهيبته، بصّله بسخرية وقال:
-حتت عيّل ميسواش في السوق جنيه، باع حبيبة عمره لمجرد عرف أصلها من فصلها، وجري يبص على بنت كل ليلة سهرانه في ديسكو شكل!، حتت عيّل مبصش لتصرفاتها المقرفه وبص لنسبها!
كمّل بضيق:
-وبما إنّه مريم ليها جزء من الشࢪكه بـمشيئة الله، أنا بقولك نيابة عنها هي مش عاوزاك في شركتها!
كـان لسه أحمد هيتكلم كان محمد شاور للأمن يطلعوه بره، بعدها بنص ساعه إتعدل من قعدته لما لقيها داخله عليه، أبتسم بسخريه لا أراديا لكنه تلاشى ذلك وسمحلها تقعد وقال بسخرية كعادته:
-جـاية هنا ليه؟
بصيتله بتوتر وقلت:
-جـاية أعرف كلامك اللي كان من ٤أيام ده اي نظامه؟ وانت قلت جملتك من هنا ومشيت من هنا، حتى شقتك الجديده مامتك مش راضيه تقولي عليها حتـى بنت الملجأ موافقت....
أتنفضت من مكانها أول ما ضرب بإيديه المكتب وقال بغضب:
-فوقي لنفسك يا روح امك... البنت دي أنضف منك ومن أشكالك، وقسما بالله لو لمحتك بس بتقربي ليها، ولا بتفكري تزعليها بكلامك السم ده، صدقيني يا نـور همحيكي في أقل من ثانيه!
وقف من كرسيه ووقف واراها وهي قاعده على الكرسي وهمس في ودنها وقال بخبث:
-وهعيدلك كلامي من اول وجديد.... أنا بقيت قرفان من إني أكون معاكي، قـرفت من المتاح، ولما حبيت أستنضف، نضفت حياتي منك أولا!
كمّل بسخرية:
-مش عيب طيب خطيبك يتطرد من شركتي وخطيبته بتصاحب مدير الشركه؟
بحركة سريعه لف الكرسي وكان مواجهها وقال وهو بيبصلها نظرات مشمئزة:
-يا تـرى لو والدك عـرف، يا ترى هيقدر يكسب الصفقه بعد فضيحته؟ ولا خطيبك؟ يا ترى هيقدر يكمّل معاكي بعد ما يتفضح ويتقال عنه زوجته المستقبليه مُـنقرفه؟
-مُـنقرفه؟ ييعني اي؟
سألتها بتلقائيا، ابتسم بسخريه على تلاشيها لكل الحديث وتركيزها على شئ غريب لها كهذه الكلمه، أضاف ببرود:
-مـش هقدر أقولها عيب! أنتِ عاوزه الكـاتبه مريم السيد قراءها يكرهوا شخصيتي؟؟
نظرت له بعدم فهم فأكمل حديثه واعاد نظراته المشمئزة قائلا:
-قُـدامك ٢٤س، لو مكلمتيش باباكي وقولتيله رافضه جوازتي من أحمد لأن مامته خبيثه ومقرفه، صدقيني هتلاقي فضحيتك أنتِ وأهلك على كُـل السوشيال ميديا.
غمزلها وهو بيقرب منها في ودنها:
-خـاصة بعض الصور اللي عيب تنتشر!
أعاد نظره لملابسها فقال بسخرية:
-أعتقد الصور م هتطلع تريند، خلينا في الريكوردات وكلامك المقرف معايا؟! بـس يا ترى مين مين هيكون معاكي بدالي في التريند؟!
بصتله بعدم فهم فكمّل ببراءة:
-حبيبك القديم؟ مراد إللي باباكي طرده من شركته وصدقيني مراد مستني أي لحظة يركب التريند معاكي!
كانت بتبصله بصدمه، وهي بتحاول تستوعب شخصيته اللي ظهرت فجأه، وكأنه بينتقم من اللاشئ، كونه مفيش عداوه بينهم بس ليه؟ وحصل اي؟ وبعد لحظات تنهض هي تعدل ملابسها، اللي تكاد أن تظهر جميع منحنياتها، بصتله بإيجاب وتوتر وقالت:
-النـهاردة بليل إعتبر خطوبتي أتفركشت مع أحمد!
كان بيبص على أثر وجودها بإنتصار، وهو بيعيد نظره لصورة بنت مراهقه وقال بحب:
-وحياتك عندي لهخليكي تحبيني غصب يا مريم! وقلبك ده مش هخليه ينبض غير ليا، وعقلك ههلكه بتفكيره فيا!
~~~~~~~~
-بقيت ملاحظة هدوء محمد معاكي؟؟
كنت لسه هتكلم قاطعنا صوت والد محمد وهو باصص على شاشة التليفون وبيقول بصدمه:
-تخـيلي نـور بتعلن فسخ خطوبتها مع أحمد؟؟
بصتله بعدم فهم تحت حديث والدة أحمد وهي بتقول:
-على اعتقد من كلام محمد قالي إنه كان خطوبة مصلحه، وإنه أحمد كان نفسه ياخدها علشان يقدر يرجع ثروته من حيث معارف والد نور!
لما شـوفت الصوره قلبي اتقبض، كان هو؟! اللي سابني علشانها وعلشان نسبها وثروتها،وهي قدرت تسيبه هي بكل سهوله.
دخل بهدوءه كعادته وقعد جمب والده وقال:
-بابا أنا خلصت الميتينج اللي قلتلك عليه، وأعتبر الصفقه كسبناها!
والده بصله بانتصار وفخر وقال:
-واثق فيك يا حبيب بابا أنتَ.
بصلي وقال:
-عاوزك تاخد مريم تروح تزور قريبتها ندى لأن بقالها شهر مريم مراحتش ليها، وخاصة إنه ندى فرحها قرّب!
بصلي ومقالش حاجه، بعدها بلحظة قال بهدوء وهو ماشي ناحيتي:
-قدامك ١٠دقايق تكوني لبستي!
بصتله ببلاهه وجريت على الاوضه ألبس، نادى بصوت عالي وقال:
-إلبسي حاجه واسعه علشان الدنيا زحمه النهارده!
والدته بصتله وقالت:
-أنا معجبه بيك أوي يا محمد!
بصلها بهدوء وسكت، قـربت منه وقعدت جمبه وهي بتمسك إيديه:
-أنتَ كده بتعيق الوالدين؟ لينا شهر كامل وإحنا بنتعامل زي برود القطب الجنوبي!!
كمّلت بمزح:
-أنتَ فاكرني الدب القطبي يبني هتقابلني كل صيف بس؟
ضحك رغما عنه على مرحها فباس إيديها وقال:
-حـقك عليا لإني بدأت أتصرف من فتره بغيره على مشاعرك ناحيتي وحبك ليا، وده لإني أتعودت على كُل حبك ليا أنا لوحدي.
كمّل وقال بتساؤل:
-لأول مره هسألك يا أمي..مريم حبك ليها شفقه؟
بصتله ببلاهه وقالت بضيق:
-وأنتَ يا محمد شايف والدتك بتحب كده؟ أو شايفني مجبره أعوض مريم كُـل ده؟
ضغطت بصباعها على قلبه وقالت:
-زي ما ده قدر يحب الشخص اللي قدامه متلاشى كُـل عيوب حياتها،و هي ملهاش ذنب فيها؟! أنا قلبي اللي بطني شالتك جواها 9شهور علمتك يعني اي تحب؟! تفتكر ممكن المدرس التلميذ يبقى أشطر منه؟
أبتسم وباس أيديها، بعدها أستوعب جملة حبه ليها وقال:
-على فكره أنا مبحبهاش غير يعني... بدأت يعني.
فجأه ضحك والده وربت على كتفه وقال:
-عـادي يا حبيبي عادي بكره تتعود!
في مكان آخر وجهة أخرى في غرفتي، التي كادت أن تضيق على صدري من ضيقها عليّ رغم مساحتها المناسبه بيدي هاتفي وأنا أنظر لهُ بصدمه وعيني اللي ملئتها دموعي، رساله قدرت تهدم كل أمل كان جوايا مصدرها:
-إزيك يا مريومه، أكيد وحشتك مش كده؟ كُـنت حابب أوريكي شوية صور كنت بتدرب على أني أركبها على جسم حلو كده! إيه رأيك لو كانوا على النت؟