رواية هيبة الفصل السادس والخمسون56 بقلم مريم محمد غريب

رواية هيبة بقلم مريم محمد غريب
رواية هيبة الفصل السادس والخمسون56 بقلم مريم محمد غريب
تتجوزيني يا ريري؟ 

في فيلا السفير ..

يستدعي "عاصم البدري" حارسه الشخصي  بمجرد خروج ابنه "عمر" من المنزل، كان يجالس ابنته في غرفة المعيشة، يشاركها شغفها بمشاهدة الرسوم المتحرّكة ..

عندما أتى "زين نصر الدين".. ابتسم ما إن رآها وقد كانت أول شيء لاحظته عيناه ...

-مساء الخير!

انتبهت "ريهام" لصوته الذي تحفظه عن ظهر قلب ..

وفورًا قفزت من مكانها صائحة وهي تلتفت نحوه:

-زيــــن!!!

ابتسم لها "زين" متأملًا هيئتها الطفولية المتمثّلة برداء منزلي زهري اللون بنقوش على شكل دببة، بالإضافة لجمالها الفريد الذي لا تخطئه الأبصار أبدًا، ليس لديه أدنى شك بجاذبيتها وبراءتها، لكن من قال أن هناك وجود للمثالية؟

لديها كل شيء.. لكنها تفتقر إلى الحظ.. إلى النضج ...

-أهلًا يا زين تعالى.

يلبي "زين" أمر السفير ويقترب أكثر دون أن يزيح ناظيه عنها، لاحظ اختفاء ابتسامتها ومرحها كله، بل إن عبوس شديد افترش محيّاها الجميل وقد قلبت شفتها السفلى دلالة على انزعاجها ...

-إزيك يا ريري؟ .. قالها "زين" بأريحية وهو يقف على بُعد خطوتين منها

ريهام بحدة طفولية:

-ريري مش بتكلّمك يا زين.. ريري مخمصاك!

لم يستطع "زين" إلا أن يضحك على خطأها اللغوي بينما يزداد اعجابه ببراءتها أكثر فأكثر، ثم سألها باهتمامٍ دون أن يتخلّى عن ابتسامته:

-يا خبر أبيض. معقول ريري مخمصاني؟
ده أنا مقدرش أزعلك أبدًا يا حبيبتي.. قوليلي أنا عملت إيه غلط؟

-بقالك يومين كتير مش جيت ولا سألت عليا.

-صح. فعلًا أنا كنت غايب عنك شوية.. بس صدقيني يا حبيبتي غصب عني
كان عندي مشكلة بحلّها وأول ما لاقيت نفسي ماعنديش سبب قوي يمنعني عنك جيت فورًا.

رفعت حاجبها متسائلة:

-يعني انت خلاص حلّيت المشكلة؟ طيب المس أدت لك كام من عشرة؟

ضحك بقوة للمرة الثانية وجاوبها بلطفٍ:

-لأ يا حبيبتي ده مش امتحان. أنا قصدي ان أهلي كانوا محتاجين لي اليومين إللي فاتوا. عشان كده فضلت معاهم لحد ما بقوا كويسين.

همهمت بإدراكٍ: اممممم.. ماشي.. طيب انت مش هاتفسحني بقى؟

حانت منه نظرة نحو والدها الذي وقف يراقب ما يجري بصبرٍ وآناة ..

ابتسم لها "زين" من جديد وقال بهدوء:

-أنا طبعًا جاي عشانك مخصوص. وهافسحك وهاعملك كل إللي نفسك فيه يا حبيبتي
بس الأول نستأذن بابا!

عقدت حاجبيها ملتفتة نحو أبيها، ثم قالت ناقلة عينيها بينهما:

-بابي موافق. مش بيقول حاجة لما بتفسحني.. صح يا بابي مش انت موافق؟

رمقها "عاصم" بنظرة ملؤها التعاطف والتأثر، بينما يقترب "زين" خطوة أخرى قائلًا:

-باباكي كان بيوافق لما بفسحك شوية وأرجعك.. لكن أنا عاوز أفسحك شوية كتير.. عاوز أخدك ونسافر
مش انتي نفسك تشوفي ديزني لاند؟ والأكواريوم؟ وكاندي سبيس سنتر؟

إلتمعت عيناها وصاحت من شدة الحماسة:

-أيـوووة. ديزني لاند فيها إلسا وربونزل. وأكواريوم فيها إيرييل. وكاندي سبيس سنتر فيها بااااظ.. أيوة عايزة أروح يا زين
خدني هناك بلييييزززززز خدني!!!

أومأ لها واعدًا:

-هاخدك.. هاوديكي كل الأماكن دي
بس لازم الأول ناخد أذن باباكي بالطريقة الصح.

تلاشى مرحها من جديد وهي تسأله بضيقٍ:

-إيه الطريقة دي يعني؟!!

أقترب "زين" الخطوة المتبقيّة مغلقًا المسافات بينهما، نظر بعينيها مباشرةً، بينما أضطرت لرفع عنقها عن آخره لتتمكن من رؤيته ...

-تتجوزيني يا ريري؟ .. سألها بصوتٍ رخيم هادئ

أجفلت غريزيًا وهي تشعر بشيء غريب يدغدغ معدتها، لكنها استوضحته ببراءة:

-يعني إيه تتجوزيني؟!

زين مبتسمًا بوداعةٍ:

-يعني تفضلي جنبي. وتعيشي معايا علطول.. موافقة؟

الحقيقة إنها لم تفكر مرتين ..

أومأت له قائلة على الفور:

-أيوة.. ريري موافقة!

اتسعت ابتسامته وهو يرد عليها بنفس الهدوء:

-يبقى هانتجوز إنهاردة.

أمالت رأسها وسألته بشيء من الاضطراب مجهول المصدر:

-وهاتيجي تعيش معايا هنا؟

-لأ يا حبيبتي. انتي إللي هاتيجي تعيشي معايا.

-فين؟

-في بيتي.. بمجرد من ما نكتب كتابنا.. هاتيجي معايا على هناك.

تراقصت الابتسامة فوق ثغرها الدقيق، وقالت بحماسة:

-ماشي
تعليقات



<>