
كنت واقفة في المطبخ بحضر الغدا عشان حبيب عيوني زمانه على وصول، انا عيلتي متكونه منه هو وبنتا تسنيم مخلفتش غيرها وهي عندها 17 سنه دلوقتي، علاقتنا كأسرة حلوه اوي ودافية وقريبين من بعض بس فيه حاجه غريبه بتحصل، تنسيم بقالها كام يوم حابسة نفسها في اوضتها ومش بتطلع منها ومبتاكلش زي الاول ولما بسألها بتقول حجج غريبة ومش مقنعة بالنسبالي عشان انا اقرب حد ليها وعارفاها كويس، بحاول اقرب منها اكتر وانا عارفه انه سن مراهقة واكيد بيبقى في شوية اكتئاب وبُعد ومشاكل وعدم مسؤولية، بحاول اعملها حاجات بتحبها عشان اخفف عنها الزعل اللي بان بوضوح على ملامحها، والهالات السودا حوالين عنيها والارهاق مالي وشها وباين عليها التعب بوضوح
اتنهدت بعمق وانا بجهز الاكل ولقيت مازن واقف ساند على باب المطبخ ولما لاحظ اني خدت بالي من وجوده قرب مني وهو بيتناول مني الاكل وبيساعدني وهو بيقول بهدوء
_ لسه برضو مش عارفة مالها تسنيم؟
هزيت راسي بنفي وانا بقول بحزن عليها
_ لأ معرفتش، قلقانة عليها وحاسه ان فيه حاجه مش مظبوطة
لقيته بيلفني ناحيته وحضن وشي بين كفوفه وهو بيقول بابتسامه
_ متخافيش، ان شاء الله هنعرف مالها وهنساعدها، احنا معندناش غير هي بنت وحده، ربنا مرزقناش غيرها اكيد هنحافظ عليها ونعمل كل اللي نقدر عليه عشان نسعدها، متخافيش يا حبيبتي
خلص كلامه وبعدها كمل مساعدته ليا في تجهيز الاكل، العادة المحببة لقلبي وقلبه دايمًا هو انه يشاركني كل حاجه بعملها
كانت تسنيم واقفة قدام المطبخ على جنب وسمعت كلامهم وكانت دموعها بتنزل ومش عارفه تتحكم فيها، كانت واقفة من غير ما حد يشوفها، دخلت اوضتها بسرعة وقفلت الباب وانهارت في العياط من جديد ودموعها بتنزل على خدها بغزارة وهي بتقول بصوت مهزوز ضعيف
_ انا مستاهلش كل الحب دا منكوا، انتوا كتير عليا، انا مش عارفه عملت كدا ازاي وكستركوا وكسرت ثقتكوا فيا، اه لو تعرفوا، مش عارفة ساعتها الحب دا كله هيفضل ولا هتكرهوني، بس في الحالتين هيكون معاكوا حق متحبونيش تاني، ياريتي يا ماما سمعت كلامك
قعدت تعيط بصوت مكتوم وهي بترجع بذاكرتها من اسبوع فات، اليوم اللي غير حياتها وحولها من حياة وردية لجحيم
استأذنت والديها انها هتخرج مع صاحبتها بس كدبت عليهم وخرجت مع صاحبة ليها والدتها حذرتها قبل كدا تمشي معاها تاني لانها قلقانة منها ومش بتطمنلها، لكن للاسف هي خبت عليهم انها لسه مصاحباها وخرجت معاها اليوم دا، كانوا في كافيه غريب عليها اول مره تروحوا ومكنتش مرتاحه فيه بس كانت مضطره لان صاحبتها صممت على الكافيه دا، وللاسف الشديد هو يبان من بره مجرد كافيه لكنه بيخفي وراه اسرار كتير
قعدت تشرب قهوه مع صاحبتها وهم بيتكلموا في مواضيع مختلفه، وفجأة حست بدوخة وبعدها الرؤية بدأت تشوش والدنيا تسود قدامها لحد ما فقدت الوعي، كل دا في ثواني بسيطة ومفاقتش من اللي حصلها غير وهي لاقية نفسها في حضن شاب غريب عنها شافته كام مره لما حاول يتعرف عليها بحجة انه بيحبها وعايز يرتبط ولما يكون جاهز هيتقدملها لكنها رفضت عشان هي عارفه انه حرام وغلط وعشان متخدعش اهلها
فاقت من ذكرياتها على صوت والدتها وهي بتخبط على اوضتها بتناديها تتطلع تاكل معاهم، مسحت دموعها وفتحت لوالدتها وقالت وعنيها بتروح في كل مكان الا والدتها
_ معلش يا ماما مش هقدر اكل، لما اجوع هاكل اكيد، شكرًا يا حبيبتي
في اللحظة دي هاجر والدتها فقدت اعصابها وصوتها علي وهي بتصرخ فيها وبتقول بعصبية
_ يعني ايه مش هتاكلي انا مش فاهمه، انا مبقتش فاهمه ولا عارفة حاجه، في ايه قوليلي مالك خليني اساعدك بدل حالتك اللي بتسوء كل يوم عن التاني ومبقتيش تخرجي ولا مع صحابك ولا تروحي دروسك ولا تقعدني معانا، فيه ايه، انا عملت حاجه زعلتك او بابا عمل حاجه زعلتك، ليه اللي انتِ عاملاه في نفسك دا، انطقي ردي عليا
جه مازن على صراخ هاجر في تسنيم، ولقى تسنيم منهارة في العياط وهاجر لسه بتصرخ فيها، بعدهم عن بعض وخد تسنيم قعدها على سريرها وهو بيهدي فيها وهاجر جابت كرسي وقعدت قبالهم وهي نفسها تعرف فيها ايه، مالها بنتها ايه اللي غيرها كدا وليه بقت بعيدة ووحيدة كدا، فاقت من تفكيرها على صوت مازن وهو حاضن تسنيم وبيطبطب عليها وبيقولها بهدوء
_ حبيبة بابا مالك ايه اللي حصل خلاكي تبعدي عننا وعن صحابك وحابسة نفسك ومش بتخرجي في اي مكان ولا حتى بتروحي دروسك، احكي واحنا هنسمعك اوعدك ومحدش هيزعل منك، ماما غصب عنها خايفة عليكِ ومقدرتش تتحكم في نفسها اكتر من كدا، اهدي كدا وصلي على النبي ﷺ، وقولي ايه اللي مزعلك وانا اوعدك هنصلح كل حاجه
عياطها زاد وصوتها علي اكتر واكتر واحساسها بالذنب تجاهم وتجاه نفسها بيتفاقم جواها، واتكلمت من بين شهقاتها وهي لسه جوا حضن باباها
_ انا اسفة يا بابا سامحني، سامحيني يا ماما بالله عليكِ انا اسفة، والله مكنتش اعرف ازاي دا حصل بس انا ضيعت ثقتكوا فيا وكسرتكوا
بص مازن لهاجر وهو مش فاهم حاجه وبسرعة بتتحول ملامحهم من الاستغراب للصدمة وهم مش مصدقين اللي سمعوه
يتبع