رواية قرار خاسر الفصل الاول1 بقلم اسماء مصطفي

رواية قرار خاسر الفصل الاول1 بقلم اسماء مصطفي

 مالك مهموم ليه

_ مفيش بس شوية تعب

ابتسمت بسمة صغيرة واتكلمت وقولت

 مش معنى اني ملتزمة بضوابط الخطوبة وبعمل زي ما ربنا بيقول فا لما اشوفك مهموم وزعلان دا يمنع اني اعرف مالك، احكيلي يمكن اقدر اساعدك ونلاقي حل لمشكلتك سوى، مالك يا كريم، احكيلي


بصلي شوية وبعدين اتنهد وقال


_ انتِ عارفة يا رؤية اني مضغوط الفترة دي عشان نجهز شقتنا عشان فيه حاجات كتير لسه مخلصتش، بس دا مكنش عاملي إشكال عشان الحمدلله ربنا ساترها وقادر اني اخلص كل حاجه، بس ... 


وقف كلام واتنهد تنهيدة تعب، بعدين وزع نظراته على الاوضة ورجع كمل كلامه تاني وقال


_ اترددت كتير قبل ما اقولك لكن حقك انك تعرفي وتشوفي هتكملي ولا لأ، بقالي اسبوع مفصول من الشغل و... 


قبل ما يكمل شهقة بسيطة طلعت مني من غير قصد، لقيته ابتسملي بحزن وقال


_ انا في خلال الاسبوع دا دورت على شغل لكن لسه ملقتش، وبصراحة مش عارف اذا كنت هلاقي شغل تاني بسرعة ولا لأ، في حياة كاملة هتتبني على الشغل، ما هو اكيد مش هتاخدي واحد مش عارف هيلاقي شغل امتى ولا هتمشوا حياتكوا ازاي وهو معهوش شغل مسقر وممكن ينفصل في اي لحظة، عشان كدا جيت اقولك وليكِ كامل الحق في اختيارك، هسيبك تفكري براحتك وتبعتيلي الرد مع والدك خلال اليومين الجايين


قاطعته وقولت بهدوء 


_ اولاً انا اسفة على ردة فعلي، مكنتش اقصد اي اهانة ليك لكني اتصدمت بس، وان شاء الله هفكر وردي هيوصلك مع والدي، لكن ممكن اسالك سؤال؟ 


_ عايزة تعرفي اتفصلت ليه مش كدا؟ 


هزيت راسي بإيجاب وانا بقول


_ اصلك كنت بتحب مجال شغلك جدا واعرف عنك انك شغوف بيه، فاكيد شغلك هيكون تام على اكمل وجه


_ في حد اخد شغلي وقدمه على انه شغله، مكفاهوش انه سرق مجهودي وتعبي راح اتهمني بإني انا اللي سرقت شغله لما حاولت ادافع عن مجهودي اللي راح هدر، وللاسف الشخص دا ليه واسطة ومعارف في الشركة دي، فا طبعا اتفصلت من شغلي بحجة اني غير أمين ودي شركة محترمة لا يمكن انها تشغل ناس غير أمينة زيي


كنت مصدومة وزعلانة عليه اوي، عشان عارفه قد ايه هو بيحب شغله ومهتم بيه وبيطور من نفسه ازاي، دلوقتي هو خسر شغله اللي بيحبه وكمان الحاجة اللي من غيرها مفيش اب هيفرط في بنته ويديها لحد هو مش عارف هيأمن مستقبله ازاي عشان لسه هيأمن مستقبل واحدة تاني معاه

مكنتش عارفه اواسيه ازاي او اقول ايه لحد ما فوقت على صوته بيقول


_ انا همشي دلوقتي وهعرف والدك باللي حصل، دا حقه


سابني ومشي وانا دخلت اوضتي محتارة مش عارفه اعمل ايه، بعديها بتلت ساعة بابا خبط فسمحتله بالدخول، جه قعد جنبي على سريري وانا كلي خوف انه يرفض يدي كريم فرصة


بدأ يتكلم وقالي 


_ ايه رأيك


هزيت راسي بعدم معرفة فكمل كلامه وقال


_ انا دايمًا بسيبك تاخدي قراراتك لوحدك وعمري ما اجبرتك على حاجه، لكن دا قرار لازم تاخدي فيه برأيي ووجهة نظري، هتسمعي كلامي للآخر من غير ما تقاطعيني؟ 


هزيت راسي بموافقة فبدأ يتكلم ويقول


_ كريم شخص محترم مشوفناش منه غير كل خير ومسمعناش عنه غير كل خير وانا عارف انك بتحبيه وعشان كدا انا مش هقولك خلاص تسيبوا بعض وكل واحد يروح لحاله

 لكن اقدر اقولك خليكِ معاه الفترة دي، اكيد هو محتاجك جنبه، بس لو عدى فترة كافية وملقاش شغل فا كده اقدر اخد قراري بإنه مينغعكيش ويشوف نصيبه بعيد عننا

انا معنديش اغلى منك ومش مستعد افرط فيكِ وارميكِ للنار بايديا، انا شايف ان دا انسب قرار يتاخد في موقف زي دا، بكدا نكون عملنا بأصلنا ومظلمناش كريم

ها يا رؤية اية رأيك


اتكلمت بحماس وقولت وانا مقتنعة بكلام بابا


_ معاك حق، كدا هيكون احسن حل لينا كلنا


ضحك عليا وشدني من ايدي وقعدنا في البلكونة، عملت لينا شاي وقعدنا قعدة كل يوم، الفرق ان من خمس سنين كانت ماما موجوده لكنها اتوفت، ربنا يرحم اموات المسلمين اجمعين 

في وسط كلامنا افتكرت صحبتي، كانت من كام يوم بتحكي ان خالها عنده شركة محتاج فيها موظفين، بعد ما خلصت قعدتي انا ووالدي ودخلت اوضتي اتصلت بصحبتي اتواصلت معاها وحكتلها، وعدتني خلال يومين هتكون قالت لخالها


تاني يوم بالليل صحبتي كلمتي وقالت ان خالها وافق انه كريم يقدم الـ CV بتاعه ولو كويس في شغله هيتقبل

في اللحظة دي كنت مبسوطة اوي واول مرة اجرب شعور الناس اللي بتقول الغرفة لا تسع اجنحتي

يمكن عشان انا تخطيت مرحلة اعجابي وانجذابي لكريم وانا دلوقتي بحبه! 

يمكن لسه معترفتش بحبي ليه ومش هعترف غير لما يبقى جوزي وحلالي كلامي ليه لكن... لكن دا ميمنعش اني حبيته


اتكلمت مع كريم وقولتله يجهز ورقه وحقيقي كان مبسوط وشكرني وقال


_ انا بشكرك سواء اتقبلت او لا، اصل مفيش ست هتعمل كدا غير لما يكون معدنها اصيل


استأذن من والدي انه هييجي عندنا بعد ما ييجي من تقديمه في الشركة، يقعد معايا شوية ويحكيلي حصل ايه


تاني يوم جه وكنت متحمسة يحكيلي ايه اللي حصل واشوف الفرحة في عيونه انه اتقبل، اصل خال صحبتي يعرفني وبيعزني جدا وبعتلي مع صحبتي بيقولي لأجل عين تُكرَم ألف عين

لكن كل طموحاتي وأحلامي اتبخرت اول ما فتحتله الباب وقابلني بملامحه اللي متبشرش بالخير

يتبع 

                 الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>