رواية ليس ذنبي الفصل التاسع9 بقلم مريم السيد

رواية ليس ذنبي الفصل التاسع9 بقلم مريم السيد
كيفَ لفؤاده، يهوى فتاة صغيره، مراهقه، لا تعلم كيفَ تصف مشاعرها، وكيفَ تتحكم بها، كيفَ لها أن تكون خائفه أمامه، وأمام العالم الذي يحميها منهُ تكـون ليست بخـائفه، يؤلم قلبهُ، ويمزق مشاعره، يـتمنى لو يملك الجرأه ليخطف فؤادها، ويتحكم به، كما فعلَ أحدهم! 
-أستاذ محمد أتفضل في اخبار هتبسطك جـدا! 
حينما أمسك بالجهاز اللوحي الذي بيدها، ورأى هذا الخبر الذي أنتشرَ بسرعة البرق، والخبر كان كالتالي (شاهد قبل الحذف، فضيحة أحمد ****الذي كان الزوج المستقبلي لابنة مدحة أشهر رجال اعمال مـصر، امسكَ المتهم أحمد بتهديد عنيف لفتاة متبنية تبلغ من العمر 17 عام من عائله الدكروني ببعض الصور، وأثبت أنّه كان يريدها رغمًا عنها لفعلَ أشياء لا تناسب طفولتها!) 
أبتسمَ وهو يشاهد خطته التي نجحت، قام بمشاركة هذا المنشور وهو يضع جـملة على الخبر قائلاً بجملة سخرية بجانب إيموجي يضحك شبه ضحكة خبيثة (إنها ذات العمر ال18،وليستْ بطفله، بل امرأه ناضجه، تحلّت بالصبر لتنال فوزها ونصرها ونصر براءتها، وأقسمُ انا كمحمد من عائله الدكروني ولاول مره أظهر ظهوري على مواقع التواصل، من يزعج أبنتي، سينال عقابه كما نال غيره!) 

من طرف إخر كنت أنظر للاخبار، أبكي.. لا أعلم لماذا؟ هل لفرحتي؟ لكوني أنتصرت؟ أم لكون علمَ الجميع بفضيحتي وعلم بشأن الصور؟ كنت لا أعلم ماذا أفعل، لكن! جذبني كلمة.. جعلت انفاسي تتوقف للوهله، وجسدي الذي ارتعش! أقال أبنتي؟ أأقسم حقا؟ أيراني حقا فتاته الصغيره التي عليه حمايتها؟ لا لا لا يعقل! ربّما لأنني من العـائله! لا يمكنني فضحهم! 

في منتصف الليل، شاهدت بعض التعليقات، آلمت قلبي كقولهم (أكيد هي كانت معاه!، ماهو العيب من البنت ازاي تثق في راجل زي ده!.... إلخ) 
حينما لمحت دخوله نهضت بضيق وقلت: 
-بردوا أصـࢪّيت على أنك تعمل شوشره وتثبت لاهلك أنك قد إيه ابن مثالي ومناسب وكُل ده على حسابي! 
نظر لي ببرود وقال: 
-أنتِ محتاجه ترتاحي بسبب الحكايات دي، روحي نامي ونتكلم بكره! 
حينما كاد ينصرف، امسكته من ذراعه وجذبته بعنف قليلا وقلت بغضب: 
-أنتَ ايه جمود قلبك ده؟ اي قساوة قلبك دي؟ أنتَ معملتش ده علشاني، أنتَ بس عملت كده علشان بس تنتقم من شخص قدر يكسب قلبي مش زيك! 
كـانت نظراته بارده، خاليه من أي رد فعل، وكإنه لا يبالي، زفرت بضيق ورحلت للصعود لغرفتي! 

جلسَ هـو على سريره بإرهاق، يعيد حديثها، أحقا أنانيتي دفعتني لفعل ذلك؛ لأسترجاع كرامتي؟ لكن كيف؟ وأنا كان كُل همّي هي! 
طفلتي!، فتاتي المراهقه أن تعيش بسلام، أن تكون لديها كامل الأحقيه بأن تعيش بسلام وهدوء تام؟ اهذا ذنب قلبي الذي هلكَ لأجلها، ودمّره عقلهُ بحديثهُ الذي مثلَ ملوحة البحرْ!، وعيناي كأنها بحرٌ لا ينتهي أمواجهُ! 

-خلاص بقى يا ندى قلتلك والله كان شويه مشاكل ومحمد كان بيحلها واتحلت الحمدلله! 
اتخضيت لما لقيتها صرخت ف وشي وبتقول: 
-فـرحي أنا ووقفتك جمبي ملقتهاش يا مريم... الملجأ كله كان مستنيكي وكان متوقع هتكوني أنتِ اول الحاضرين، لكنك خذلتيني وخذلتي حبي واخويتي ليكي! 
عيوني دمعت وقلت: 
-والله العظيم مكنش بإيديا يا حبيبي، قسمًا بالله مكنتش كويسه، حقك على عيني، عارفه اني قصرت، بس المصيبه اللي كُـنت فيها أذت قلبي جامد ووجعته ومشاكل كتير وحكايات كتيره! 

وبما أنّ الاخرى قلبُها يستطيع نسيان ما حدث وتسامحها، لأنها صديقتها وأختها الوحيده، همست وقالت وهي تفتح ذراعيها: 
-طيب تعالي بقى في حضن اختك. 

حقيقي مترددتش للوهله بإني أكون ف حضنها، زي وكأنها ملجئي في كل حاجه، وفي اي وقت، حنيتها لا تتقارن تمامًا ولا استطيع وصف حبها لي، تكون كضوء القمر في ظلمة ليلي، وكالشمسُ مصدر طاقتي! 

-أنتَ تتصرف بأي طريقه وتخطفلي البت دي، لأنّي قسمًا بالله ما هسيب حق بنتي والفضيحه اللي عملهالي ابن الدكروني! 


تعليقات



<>