
وأيه يعني أنا أهلك يا مريم، وندى أهلك، واهلي أهلك، إي المشكله في إنّي أكون جزء من ده؟
•زفرت بضيق وكنت عاوزه أتعصب، أضربه، مبيحاولش يفهم ليه؟ مانا لو عاوزه أقوله أهلي ميتين هقوله أهلي راحوا، لكني بقولك مليش اهل!! يعني إفهم أني بدون اهل، إني يتيمه، إني بنت ملجأ.
دخلت العربيه وقفلت الباب ورايا بعصبيه دخل ورايا والمرادي فعلاً جاب آخره مني، بصلي بضيق وكان بيحاول يتمالك أعصابه:
-وماذا بعد يعني؟ لينا شهرين كاملين وأنتِ على الوضع ده، كل يوم تنكدي خروجه ليا أنا وأنتِ، حتى لما عرفتك على أهلي علشان تثقي فيا، قمتي من نص الجلسه ومشيتي، قوليلي أعملك إيه تاني يا مريم، قوليلي بإيديا أعمل إيه تاني يخليكي تشوفي قلبي وحبه ليكي، ومستعد يضحي بأي حاجه عشانك، بس بجد كفايه عليا أنا مبقتش قادر أفهم مين اللي قدامي دي؟؟
عيوني دمعت وغطيت وشي بإيديا الأتنين، مسك إيدي ومسح دموعي وقال بهدوء:
-يا مريم كفايه، دموعك دي بتوجعلي قلبي مبتنكدش عليا! بالله عليكي كفايه، إهدي وإحكيلي مالك وإيه مضايقك؟
بصيتله وعينيا محمره وقلت:
-هتفهمني ولا هتشوفني بنظره تانيه غريبه عني؟
كان باصصلي بعدم فهم، لكنه مسك إيديا وقال:
-هفهمك وهحاول مبصش ليكي بنظره غريبه عنك لو الموضوع هيوجعني!
سكت، كنت خايفه، مرعوبه، وكإنّه بإيديا القرار أكمل ف العلاقة بهدم السر اللي ليا، يا أحكيله وأخسره!
كُنت لسه هتكلم، سكت لما لقيت ست بتخبط على إزاز العربيه، كُنّا متوقعين ست على باب الله، لكن كان العكس لما خرجت ليها وأحمد واقف جمبي، لقيتها بتبتسم ليا وبتقولي:
-إإي ده؟ أنتِ مش فاكراني يا مريم؟
لقيتها كملت بنفس الإبتسامه:
-أنا رقية إللي كنت هتبناكي بس أنتِ رفضتي!
جسمي تلج وحسيت كأن الدنيا دي كلها بتلف بيا، كملت وقالت:
-ده خطيبك؟ من الملجأ ولا بره الملجأ!
أتصدمت لما لقيت أحمد بيبتسم ليها وبيقولها:
-بره الملجأ بس كُنت على معرفه بيها وواخدين بعض عن حب، قريب هعزمك على الفرح!
إبتسمت وهي بتباركلنا ومشيت، بصيت لاحمد إللي بصلي بنظره كنت بتمنى لو بصلي بقرف ولا إنّي أشوف نظره مش مفهومه، وكإنها شملت كل النظرات، عتاب، لوم، قهر، ندم، اشمئزاز، حب، حرب، محاوله، وكإنه بيقولي ليه هحارب أكتر من كده لوحدي.
وقفلي قدام شقتي الجديده، كُنت هنزل من العربيه لكني وقفت مكاني وأنا عينيا بتدمع من كلامه:
-سرك كان هيتفضح في النهايه يا مريم بكل سهوله!! مكنتيش هتعرفي تكملي اكتر من أكده وأنتِ مخبيه عن أصلك!
مسحت دموعي وبصيتله بعتاب وقلت:
-عـندك حق... مصيره أصلي كان هيتعرف، ومصيرك كُنت هتعرف إنك حبيت بنت ملاجئ!
نزلت من العربيه وهو مستناش الباب يتقفل وأتحرك بأقصى سرعه، طلعت الشقه وأنا رجليا تقيله عليا، حسيت بدوخه غريبه، وكأن كل حاجه بتتلاشى قصادي، غمضت عينيا بإستسلام وأنا بَقَعْ قدام باب الشقه!
-مَريم أنتِ كويسه دلوقتي؟
حطيت أيديا على راسي وأنا بتألم هزيت رأسي بأيوه، وقلت ليها بهدوء:
-ندى عاوزة أطلب منك طلب؟!
لما لقيتها سكتت كملت وقلت:
-محتاجه منك تكلمي أحمد وتفهميه ليه كنت مخبيه عنه و...
قاطعتني بضيق وقالت:
-ممكن تنسي أحمد؟
-مالك يا ندى ف اي؟
لما مردتش عليا قلت بهدوء:
-حصل اي يا ندى؟
قالت بعصبيه:
-مريم أنتِ ليكي شهر في غيبوبه وأحمد محاولش مره يتطمن عليكي أو يتصل بيكي!
قلبي وجعني، عنده حق، عنده حق يقطع عنّي، عنده حق والله، يعني إزاي هيعرف يبصلي وهو كان شايف إنّي بنت أصل؟ بس أنا ذنبي إيه؟ ذنب قلبي إي؟ ذنب عيوني إيه؟ عيوني اللي شافته وقلبي إللي حبّه! ذنبي إيه كبرت قالولي لقيناكي مرميه قدام ملجأنا وإنه أهلي مهانوش عليهم يكتبوا جواب إنّي لما أكبر أرجعلهم، اسأل عنهم أعرف اصلي علشان متأذيش في حياتي الجايه بسبب غلطه هما إرتكبوها!
كُنت واقفه مصدومه وأنا شايفاه قاعد مع بنت جميله، جميله وشكلها حنينه، لابسه لبس محتشم وواسع، مامتها جمبها ومامته معاه، أكيد دي مامة البنت نظراتها ليها شبه نظرات الأم لبنتها، أكيد دي جلسة أنا عارفة ضمنها!! أكيد... أكيد هتكون حلاله مع الوقت، حسيت قلبي هيقع مني، هيقع إزاي؟ وأنا قلبي معاه! حسيت بدوخه رهيبه بس سندتني ندى وطـارِقْ جوزها عقدوا قرآنهم ولسه معملوش إشهار كفرح!، قعدت على الرصيف وأنا بعيط، ندى حضنتني، مسكت فيها جامد، محتاجه اعيط، محتاجه اصرخ، محتاجه أجري وأمشي من مكان لـ لامكان!
-أنتِ عاجبك وضع مريم ده؟ لازم تعرف الحقيقه يا ندى!
ندى بصتله بضيق وقالت:
-أنا مش مستعده أرمي مريم مع حد هيحارب أهله يا طارق، أهله هيزرعوا كره ناحية مريم، مامته صعبه يا طارق، مامته مؤذيه وهتهلكها بأصلها، أنا مش مستعده أخسر مريم وأخسر الحنيه اللي باقي في قلبها، أنا ضيعت 4سنين من عمري في إني أعيش حياتي حره بره الملجأ وفضلت ف الملجأ بس علشان مريم، دي ليا فيها أكتر من أي حد، ومش مستعده أخليها مع أحمد وأهله!
قعدت ندى وهي بتدمع طارق قعد جمبها وهو بيقول بهدوء:
-متزعليش نفسك، بس مريم لازم تعرف إنه أحمد فضل كل يوم يتطمن عليها وأنتِ كنتي ترفضي وتخليه يمشي، مريم لازم تعرف إنّ أحمد هيحاول معاها، وإنّك رفضتيه وقلتي ليه إنها مبقتش عاوزاه!
كمّل بهدوء:
-مريم مصيرها هتعرف يا ندى، ولو عرفت صدقيني أنتِ اللي هتخسري ثقتها بيكي.
كُنت حاسه بالخنقه، وحاسه إني محتاجاه! ماهو مينفعش يسيب بنته كده تايهه، وهو وعدني أستحاله أنه يبعد عني، مهما كانت الدُنيا مخبيالنا إيه؟
واقفه قدام شغله، كُنت لسه هدخل لقيت حد خبطني لحد ما وقعت، لما قمت وبنضف نفسي لقيته مشي ومعتذرش ليا، شتمته في سري ودخلت الشركه اسأل عن مكتب أحمد؟ وداني حد من الأمن، اول ما شافني بصلي بنظرات غريبه عني، عيونه كانت بارده أوي، دخلت لما لقيته شاورلي أدخل قعدت فضلت ساكته، وقف قصادي ومدلي بونبوني، خدتها منه بعد ما بصيتله وعيطت!
-ممكن تهدي؟
كانت نبرة صوته حنينه، بس لسه بارده، بصيتله وأنا عينيا محمره وقلت:
-أأنا عارفه إنّي غلطت وأنا...
قاطعني وقال:
-مَـريم أنا قفلت الموضوع ده، وربنا يزرقك بالأحسن مني، وأنا واثق هتلاقي حد أنسب مني بكتير!