رواية ولو بعد حين الفصل الخامس5 الاخير بقلم ناهد خالد

رواية ولو بعد حين الفصل الخامس5 الاخير بقلم ناهد خالد
ازاي يوم الفرح ما اكتشفتكيش؟ عملتيها ازاي دي كمان؟
 كملت كلام وهي لسه بتعيط وباين عليها الخوف:

- هو قبل موضوع الحمل كان ناوي اعمل عمليه,  بس بعد الحمل الدكتور قال ان ما ينفعش وان لو ده حصل مش بس الحمل هينزل ده انا ممكن اموت فيها,  فهو قال لي انه هيتصرف….

 سألها وهو حاسس بألف ضربه بتنزل على راسه:

- اتصرف ازاي؟

 بصتله وقالت:

- الحاجه اللي ادهالك يوم الفرح, هو قالي ان بعدها انتَ مش هتبقى مركز وانك لما هتفوق بعدها هكون انا اتصرفت….

 رمى راسه على ظهر الكرسي وهو بيفهم معنى كلامها…
 كعادة الافراح وكعادة بعض الصحاب في الافراح دي بيجاملوا  العريس يومها بحبوب تعمل دماغ أو تعلي المزاج زي ما بيقولوا, وفي اغلب الاوقات بيكون العريس بعدها غايب جزئيًا عن الوعي, يعني على الاغلب تاني يوم لما بيفوق بتكون في حاجات كتير مش فاكرها في الليله اللي عدت,  وده تحديدا اللي عمله معاه صبري يوم الفرح,  ومعنى انها اتصرفت فواضح ان دليل عذريتها اللي  شافه الصبح كان ماده لون صناعي…

-لعبتوها صح,  برافو…

 سند على ركبته بكوعه وقال وهو بيبصلها بتشفي:

- بس انا نسيت اقولك اصل انا قبل ما اجي عديت على المحامي قريب سعيد صاحبي, ووكلته يرفع عليكِ قضية طعن في نسب على الاغلب الصبح هتلاقي المحضر وصلك…

 صرخت وهي بتقول:

- انتَ قلتلي انك هتديني فرصه تانيه قلتلي اني مش…

 وقف وقرب منها مسكها من رقبتها وضغط عليها بكل اللي جواه من غل وقال:

- هو انتِ فاكراني مغفل للدرجه دي! بقرون انا عشان اديكِ فرصه تانيه واكتب عيل مش ابني على اسمي, ليه ده انا لو عاشق تراب رجليك مش هعمل كده, انا بس كنت بريح فضولي واعرف اللعبه دي كلها اتلعبت عليا ازاي, مش هيهمني اذا كنتِ هتعترفي في المحكمه مين ابوه ولا لا دي حاجه تخصك انتِ,  انا يهمني انك هتتحبسي المحامي بيقولي ممكن تاخدي فيها من 3 ل 10 سنين سجن على حسب, لانك زورتي في الاوراق الرسميه وكتبتِ عيل مش ابني باسمي, ده غير الفضيحه مش هقولك عليها يعني,  يا ريت بقى تاخدي ابنك و نفسك كده وتطلعي من الباب ده وما اشوفش خلقتك هنا تاني وما لكيش حاجه عندي…

 خلص كلامه وزقها بقوه لدرجه انها خبطت في الحيطه ودماغها اتفتح فيها جرح بسيط, لكن ما كانتش تقدر ترفع عينها فيه او حتى تقول كلمه واحده اعتراض على اي حاجه قالها….

—------------------

- احمد ربنا انه كشف بصيرتك ما فضلتش على عماك طول السنين اللي جايه, احمد ربنا انك عرفت الحقيقة قبل ما تتعلق بالولا وتعامله على انه ابنك بصحيح ولا تخلف منها عيل يربطك بيها.

 خرج من حضن امه وهو بيقول:

- الحمد لله, بس انا هتجنن واعرف مين اللي كان بيبعتلي الرسايل.

- اه والله, ده حد ابن حلال هو اللي نور بصيرتك.

 نحنحه خفيفة طلعت من محمود وهو بيسأله:

- هو يعني انتَ لو عرفت هتعمله إيه؟

 بصله وقال بصدق:

- هعمله إيه؟ ده لو قعدت عمري كله اشكره مش هيكفي.

- بصراحه بقى يا احمد انا اعرف مين اللي كان بيبعتلك الرسايل.

 قالتها نور وهي قاعده مش على بعضها وباين عليها التوتر وعماله تفرك في ايديها,  انتبه ليها احمد وهو بيتعدل على الكرسي وبيسألها بلهفه:

- مين؟ قولي يا نور مين؟ 

- انا.

 كلمه خرجت من محمود سمع بعدها شهقت امه المصدومة, وعينه وسعت من الدهشه وهو بيردد:

- انتَ؟ طب ازاي؟

- ممكن تهدى وانا هفهمك.

 شرب كوبايه ميه كامله وكأن ريقه نشف فجأه, واخد نفس قوي بيحاول يبعد الصدمه عن تفكيره عشان يعرف يسمع كويس وقال:

- هديت…  اتكلم.

- هبدا انا احكي عشان الموضوع يبقى مترتب…

 قالتها نور وكملت:
 
- لما كانت هدى في الشهر الخامس كنت رحت معاها مره للدكتور عشان كان عندي مشوار مهم جنبه وعرضت عليها اروح معاها, ما كانتش عاوزه تاخدني بس انا الحيت وقعدت اقولها اني عايزه اشوف الطفل في السونار,  فخدتني معاها, وقتها هي كانت حريصه جدا ان الدكتور ما يقولش اي  تفاصيل عن  الحمل,  وبعد ما طلعنا من عنده كانت محتاجه تدخل الحمام,  فقالتلي استناها لحد ما تدخل عشان ننزل سوا,  وانا قاعده مستنياها لقيت السكرتيره بتقول ان الدكتور عاوز  حد مننا جوه,  فدخلت وقتها لقيته بيقولي انه نسي يقولها تاخد حقنه الرئة, انا واحده صاحبتي كانت حامل فكنت عارفه ان حقنه الرئة دي هي اخدتها في اخر شهور حملها,  فقلتله هتاخدها دلوقتي وهي لسه في الخامس انا اعرف انها المفروض بتتاخد في السابع او في الثامن هو ده ما فيش خطر عليها,  فلقيته بيبصلي باستغراب وبيقولي في الخامس إيه دي بدأت السابع,  قعدت اجادله شويه لحد مالقيته بيقولي انه متأكد وانها عارفه انها بدأت في السابع…  خرجت من عنده وانا تايهه وكل ما احسبها من وقت ما اتجوزته الاقي انكوا اصلا ما كملتوش سبع شهور متجوزين, لما جيت حكيت لمحمود لان ما كانش قدامي حد تاني اقوله,  خفت اقول لماما عشان ما تتصرفش غلط والموضوع حساس… 

 كمل محمود وهو بيقول:

- وقتها قلتلها اننا لازم نستنى لحد ما تولد, لان اي حاجه هنعرف نعملها مش هنعرف نعملها غير لما تولد, ولما ولدت بدأت ابعتلك الرسايل عشان اشكك وتروح تعمل التحليل, ما كانش ينفع اجي اقولك لان احنا نفسنا ما كناش متاكدين و دي قضيه كبيره و شرف ما ينفعش نتكلم في حاجه احنا مش واثقين منها,  رغم انه موضوع شبه مفهوم بس برضو ماكانش عندنا دليل,  فقررنا نبعتلك الرسايل عشان انتَ اللي تدور ورا الموضوع وانتَ اللي تتأكد منه.

 بصلهم وهو مش عارف يقول إيه وفضلوا ساكتين شويه لحد ما قال في الاخر:

- مش قادر الومكم,  لاني لو مكانكم مش هيبقى سهل عليا اني اجي اقولك في وشك ان مراتك ممكن تكون بتخدعك,  وخصوصا لو انا ما عنديش دليل على ده,  بس لازم اقولكم اني لولاكم كنت هعيش طول عمري مغفل. 

واثبت المحكمة عدم نسب زين لأحمد واتحكم على هدى بأربع سنين سجن,  بتهمه تزوير النسب, واعترفت وقتها بالأب الحقيقي للطفل فاتكتب باسم صبري ولكن قانونًا صبري ما عليهوش أي مسائله قانونية, اولًا لان ما فيش ما يثبت انه اللي حرض هدى على تزوير نسب الطفل, ثانيًا لان اللي حصل ما بينهم كان قبل جواز هدى من احمد وده قانونًا لا يعد جريمة ولكنه مجرد علاقه غير شرعيه كان هيتحاسب بس لو كان العلاقة دي حصلت ما بينهم بعد جواز هدى ومع علمه انها متجوزه. 
ولكن الفضيحة اللي حصلت خلت ابوه يطرده من العيلة ويحرموا من الميراث, وكانوا عيلة غنية وعندهم مصنع كبير, عشان يلاقي نفسه فجأة في الشارع.

والحكاية دي يمكن فيها اكتر من رساله:

 اولا ان ما ينفعش نتهم حد بدون دليل قاطع وده اللي عملوه محمود ونور هم بس حاولوا يساعدوا اخوهم انه يوصل للحقيقة, لكن ما اتهموش مراته اتهام مباشر بدون دليل قاطع
  ثانيا: ان في مواقف كتير لازم فيها نحكم عقلنا في التصرف.. شخص غير احمد كان ممكن لو مهديش وفكر صح يقتلها  ويتسجن, او يعمل اي  تصرف متهور مايجيبلوش حقه,  فاحنا دايما محتاجين نفكر كويس جدًا قبل ما ناخد قرار الغرض منه اننا نجيب حقنا, والحق عمره ما بييجي بالتهور.

 ثالثا: والاهم ان أي مجرم مهما كانت جريمته مستحيل يستمر فيها من غير ما يتكشف, وعلى اتفه الأسباب بيقع في شر اعماله.
                      تـــــــــــمــــــت

تعليقات



<>