بقلم ايمان طايل
بدر هيخرج ف البلكونه لحد ما أميرة تنام.. وفجأة تجيله رسالة من الرقم الي كان بيتصل عليه ..يفتحها وهو بيهمس: وبعدين معاكي بقااا..
واول ما يفتحها هيتصدم جدا ويفتح عينيه جامد بذهول..هيلاقي مكتوب فيها :
"بدر أنا حامل.."
بدر ع ملامحه الصدمة م الخبر وعينيه لسه ع الرسالة وبيحاول يقرأها تاني وكأنه مش مصدق انها حقيقية .. نبضات قلبه زادات وبتزيد اكتر واتوتر جدا ويهمس وهو بياخد نفسه بصعوبة : يانهااارسووود..
ويقف لحظة مذهول وبيحاول يستوعب الرسالة وفجأة هيتصل عليها وهو متوتر جدا ورايح جاي ف البلكونة..
هيلاقي جرس ..وبسرعة هيبص ع أميرة م ورا الستارة ويلاقيها نامت.. وبعد شوية حد يرد.
بدر هيتكلم بلهفة وهو بيحاول يوطي صوته ويمسك أعصابه : ايه الرسالة الي انتي بعتهالي دي؟؟ الكلام دا بجد ولا لا يا مي؟؟
مي بتبكي وبصوت حزين
ومتقطع : انا انا حاولت أكلمك كتير واقولك.. بس انت مش بترد عليا..انا محتجاك يا بدر ..حاول تجيلي ف أقرب وقت.
بدر بعصبية وبيحاول يكتم صوته: حصل ازاي دا؟؟؟؟ انا مش مصدق.. مي انا عارف انك بتعملي كدا عشان اجيلك ..مش كدا !!!
مي ساكتة وبتبكي بس ..
بدر بعصبية وغضب: ردي عليااااا ..
وبصوت واطي وحزين يقول .. قوليلي ان الكلام دا مش صحيح .
صوت بكاها هيزيد وتقول بضعف وتوتر : انا مش بكذب عليك يا بدر... انت انت لازم تيجي و.. ونشوف هنتصرف ازاي.
بدر هيسمع كلامها ويحس
بدر بعصبية وبيحاول يكتم صوته: حصل ازاي دا؟؟؟؟ انا مش مصدق.. مي انا عارف انك بتعملي كدا عشان اجيلك ..مش كدا !!!
مي ساكتة وبتبكي بس ..
بدر بعصبية وغضب: ردي عليااااا ..
وبصوت واطي وحزين يقول .. قوليلي ان الكلام دا مش صحيح .
صوت بكاها هيزيد وتقول بضعف وتوتر : انا مش بكذب عليك يا بدر... انت انت لازم تيجي و.. ونشوف هنتصرف ازاي.
بدر هيسمع كلامها ويحس
كأنه ف كابوس وهيغمض عينيه بيأس وهو بيكتم غضبه وبصوت ضعيف يقول : اقفلي يا مي.. اقفلي.
مي بصوت مكتوم وتنهيدات عالية : هستناك يا بدر.. لازم تكون جنبي.
بدر هياخد نفس عميق ويسكت ... وبعدين يرد بصوت ضعيف: هكلمك تاني..
مي تبكي بشدة وبانكسار تقاطعه : لااا.. انا عايزاك تيجي.. اوعي تتخلى عني يا بدر..ارجوك .
بدر هيقرب بهدوء م باب البلكونة ويبص ع أميرة وهي نايمة وملامحه كلها يأس وحزن شديد.. وعينيه لسه عليها هيرد ع مي وبصوت ضعيف يقولها : متخافيش.. هاجي.
ويقفل المكالمة وهو شبه مش ف وعيه وحاسس بخنقة وضيقة.. وبشويش هيسند راسه ع باب البلكونة ويغمض عينيه ..ويبدأ يعاتب نفسه م جواه ويفتكر لما شافها اول مرة كان حاله ازاي ويحس انه كان
مي بصوت مكتوم وتنهيدات عالية : هستناك يا بدر.. لازم تكون جنبي.
بدر هياخد نفس عميق ويسكت ... وبعدين يرد بصوت ضعيف: هكلمك تاني..
مي تبكي بشدة وبانكسار تقاطعه : لااا.. انا عايزاك تيجي.. اوعي تتخلى عني يا بدر..ارجوك .
بدر هيقرب بهدوء م باب البلكونة ويبص ع أميرة وهي نايمة وملامحه كلها يأس وحزن شديد.. وعينيه لسه عليها هيرد ع مي وبصوت ضعيف يقولها : متخافيش.. هاجي.
ويقفل المكالمة وهو شبه مش ف وعيه وحاسس بخنقة وضيقة.. وبشويش هيسند راسه ع باب البلكونة ويغمض عينيه ..ويبدأ يعاتب نفسه م جواه ويفتكر لما شافها اول مرة كان حاله ازاي ويحس انه كان
شخص تاني مش بيهمه اي حاجة..وقد ايه هو اتغير دلوقتي وحاسس بالذنب ع الي عمله .. ويتندم ع كل تصرفاته الي وصلته لكدا..
وبعد شوية يفتح عينيه ويتحرك بشويش يدخل الاوضة ويرمي نفسه ع الكنبة ويفضل يتحرك وهو مش مرتاح ومشغول وبيفكر..
أميرة نايمة وعيونها مغمضة بس لسه صاحية وحاسة بكل حاجة وحاسه بقلقه وحركته كل شوية ..
(عند البنات..)
الليلة انتهت ورضوى قاعدة مع اخواتها ف الاوضة وهما بيضحكوا ويهزروا وبيتفقوا ايه الحجات الي أمل هتحتاجها للجامعة.. وأمل قاعدة مبسوطة جدا بكلامهم ورجعت تتكلم طبيعي ونسيت تعبها.
رضوى بفرحة: طبعا ماتنسوش قبل ماتناموا كل واحدة تصلي ركعتين حمد وشكر لربنا..
هدي وأمل هيقوموا وهما فرحانين وبيقولوا حاضر.. وسميرة قاعدة سرحانة..
رضوى هتقرب من سميرة وبصوت هادي: مالك يا سميرة.. حاسه انك مش مبسوطة !
سميرة بابتسامة حزينة : بالعكس انا فرحتي متتوصفش.. بس حاسة بغياب أميرة اوي.. وحشني وجودنا كلنا مع بعض.. ووحشني ضحكنا وفرحتنا سوا احنا الخمسة..
رضوى هتمسك ايديها بحنية وبحزن تقول: ان شاءالله هنتجمع كلنا تاني وأميرة هتبقا وسطينا قريب.
سميرة هتبصلها بيأس: ما اظنش قريب..
رضوى بتعجب :ليه بتقولي كدا يا سميرة!
سميرة تهمس: رضوى انتي مش شايفة احنا كتبنا طلبات قد ايه هتحتاجها أمل..سواء حجات شخصية او للتقديم ف الكلية.. ولسه الطلبات هتزيد لما تدخل الجامعة.
رضوى بابتسامة حزينة: متشليش هم بكره.. خلينا ف فرحتنا وان شاءالله ربنا هيسترها معانا.. وصدقيني انا هعمل كل جهدي عشان نكفي المصاريف.. ومن بكره ان شاءالله انا هاخد شيفت ليلي.
سميرة :بس دا هيبقا كتير اوي عليكي يا رضوى.
رضوى بابتسامة : بالعكس.. انا لو اقدر اعمل اكتر م كدا هعمل والله.. انا اهم حاجة عندي هي انتم وانتا نتجمع تاني .
سميرة هتبتسم ولسه هتتكلم..
تدخل هدي وأمل وهما مبتسمين ويروحوا ع رضوى يحضنوها..
أمل: واحنا محظوظين انك اختنا .
هدي: ربنا يباركلنا فيكي يا رضوى وما يحرمنا منك..
(بعد نصف الليل ف بيت عاشور..)
ف اوضة بدر..
بدر لسه صاحي وقاعد ع الكنبة مشغول وكل شوية يقوم يمشي ف الاوضة ويقعد تاني وحاسس انه مخنوق وبيفكر هيعمل ايه..
وبعد شوية يقوم ويروح يقعد ع الارض قدام البلكونة ف الهوا ويغمض عينيه وهو سرحان وبيفكر ..
فجأة أميرة هتفتح عينيها وتلاقيه قاعد قصادها ناحية البلكونة وهتحس انه مش طبيعي وفيه مشكلة..
هتقوم بهدوء وتقرب منه وهو مش حاسس بيها..اميرة هتفتكره نام وبعدين تقعد جنبه وبشويش تلمس كتفه وهي بتقول بصوت هادي:بدر!
فجأة بدر هيفتح عينيه ويبص جنبه ويلاقيها..
بدر بتعجب وصوت ضعيف: انتي صحيتي امتي!
أميرة بتوتر تهمس: انا انا اصلا مانمتش..
بدر هيلتفت ليها وتبقا قصاده بالظبط وبدهشة: مانمتيش خالص!! طيب ليه؟ انتي مش كنتي تعبانة وعايزة ترتاحي!
أميرة هتبص للارض وبارتباك: اصل.. اصل..
يقاطعها بدر وبلهفة: انتي سمعتيني لما كنت بتكلم ف الموبايل ؟!!
أميرة ترفع عينيها ليه وبتوتر: لا.. لا انا بس كنت حاسه بيك وانت بتتحرك وحسيت انك قلقان ومش جايلك نوم.. هو ..هو انت تعبان ولا حاجة!
بدر يتنهد براحه ويرجع يبصلها وبصوت حزين : يبقا انا السبب ف انك معرفتيش تنامي..
أميرة بلهفة وتوتر : لا خالص.. انا انا اصلا كنت مش عايزة انام.
بدر بتعجب: اميرة انتي كويسه!!
أميرة بتعجب: ايوا انا تمام.. بس واضح انك الي تعبان.
بدر هيرجع يبص قدامه وهو بيقول بهدوء :متشغليش بالك.
أميرة بلهفة وصوت هادي: بدر انت فعلا واضح انك مش طبيعي.
بدر يبصلها بدهشة : وانتي تعرفي انا بكون طبيعي امتي!
أميرة بارتباك وعينيها مش ثابتة :يعني.. انا عايشة معاكم بقالي فترة.. واكيد كنت بشوفك كل يوم واخدت بالي بتكون عامل ازاي لما حاجة تضايقك.
بدر بابتسامة حزينة :يعني انتي شيفاني دلوقتي متضايق!
أميرة بصوت هادي وحزين : وحاسه ان فيه حاجة شغلاك كمان.. مش كدا؟
بدر عينيه عليها ومش بيرد..
أميرة هتبص للارض وبتوتر : انا آسفة.. مش اقصد اني اتدخل ف حاجة تخصك والله.. بعد اذنك..
ولسه هتقوم بدر هيشدها من ايديها وبنظرة حزن يقول : استني.. خليكي .
أميرة هتفضل جنبه ومش هتقوم..
بدر هيبصلها وبصوت ضعيف: انا فعلا مشغول شوية...وبتوتر يقول.. أميرة ممكن اسألك سؤال!
أميرة بتوتر : نعم..
بدر هيفكر شوية.. وبعدين يبصلها بتوتر ويقول : هو انتي شايفة انـ .. يعني كان ممكن انـ..
وبعدين ياخد نفسه ويهدا ويبصلها تاني وبصوت هادي يقول.. أميرة انتي شايفة إن كان ممكن يبقا فيه احتمال ان ..ان جوازنا يستمر ؟!
أميرة هترفع عينيها عليه بصدمة وقلبها هيدق جامد وتتوتر وبعدين تنزل عينيها للارض وهي مرتبكة وعايزة تقول حاجة بس مش عارفة تتكلم وترد ..
بدر هيرجع يبص قدامه بيأس وبصوت حزين جدا هيقول : انا عرفت اجابتك... اصلا مش المفروض كنت أسال سؤال زي دا..
أميرة هترفع عينيها ليه ولسه هتنطق.. يقاطعهم صوت رسالة ع فون بدر..
هيقوم بهدوء م جنبها ويروح يشوفها ويلاقيها من صابر ومكتوب فيها :
"سعيد لسه راجع البيت "
بدر هيقفل الفون ويبص لأميرة ويقول بهدوء : انا هنام.. وانتي كمان لازم تنامي وترتاحي عشان بقالك يومين مش عارفة تنامي وهتتعبي..
أميرة هتقوم بشويش وتروح ناحية السرير وهي متوترة وجواها حاجة عايزة تقولها..
بدر قبل ما ينام هيبصلها ويقول: و ع فكرة..
أميرة هتبصله بلهفة..
بدر : اعتبريني مسألتش السؤال دا.. تصبحي ع خير.. وينام.
أميرة لسه واقفة وعينيها عليه بحزن وتوتر وعايزة تتكلم ومش قادرة.. وبيأس هتروح ع السرير وتنام وهي عينيها عليه وبتفكر ف سؤاله واجابته الي كانت عايزة فرصة تقولها..
وبدر نايم وغمض عينيه.. بس عقله بيفكر ف حجات كتير ..
( الصبح ف الكافتيريا... )
رضوى وصلت وغيرت لبسها وبتشتغل..
بيراقبها م بعيد المدير م مكتبه وبيراقب حركاتها وبعدين هيقول للمساعدة بتاعته تنادي عليها..
تروح تناديها ورضوى تطلع وتدخل مكتبه وهي قلقانة وبصوت هادي: نعم!
المدير هيبتسم ويقولها : اتفضلي يا رضوى اقعدي..
رضوى بتوتر هتقعد وتبصله :نعم! فيه مشكلة او حاجة؟
المدير بابتسامة: بالعكس.. انا مبسوط منك خالص.. انا بس عايز اتكلم معاكي كلمتين.
رضوى بتعجب : بخصوص ايه يا فندم!
المدير : بخصوصك انتي يا رضوى..
رضوى بدهشة: مش فاهمة!
المدير : بقا باختصار كدا ..انتي عجباني.. رضوى انتي بنت محترمة وجميلة وانا يشرفني اني اتقدم لخطبتك والزواج منك.
رضوى هتتصدم وتتوتر جدا وبصوت ضعيف: بس يا فنـ..
المدير يقاطعها : ارجوكي يا رضوى مترديش عليا بأي كلمة حالا.. انا بعرض عليكي الموضوع وبس.. وانتي معاكي الوقت الكافي تفكري وتردي عليا..
بس حابب أوضحلك حاجة.. انا سألت عنك كويس أوي وسألت ف المنطقة الي قولتيلي عليها وعرفت كل حاجة عنك وعن اخواتك البنات وصدقيني انا متفهم الوضع تماما ومتمسك بيكي بالرغم من اي ظروف انتي بتمري بيها.. وان شاءالله لو هتوافقي انا اوعدك انتي واخواتك هتكونوا عيلتي الجديدة وانا هتكلف بأي شيء تطلبوه وهعوضكم عن اي يوم وحش شوفتوه ..
وعشان تعرفيني اكتر وتعرفي تحكمي عليا ..
ف انا كنت متجوز وطلقت وكان بسبب عدم قدرتها ع الخلفة ويمكن سني كبير لكن زي ما انتي شايفة انا مش واضح عليا لاني مهتم بصحتي..
ثانيا انا مقتدر وعندي فروع للكافتيريا ف كل مكان ف اسكندرية وعندي بيت كبير جدا قصاد البحر .
رضوى انا فعلا يشرفني ويسعدني انك تشاركيني حياتي .. اتمني انك تفكري كويس جدا قبل ماتردي عليا.. وبالنسبة لشغلك ف تعاملي عادي وكأنك ماسمعتيش مني اي كلمة لحين ما تردي عليا.. تمام يا رضوى!
رضوى عينيها ف الارض وهي مذهولة وقلقانة وعايزة تتكلم بس خايفة تخسر الشغل وهي محتجاه اكتر من اي وقت فات.. وفجأة هترفع عينيها وبهدوء تقول : تمام يا فندم.. بعد إذنك..
المدير بابتسامة : اتفضلي يا رضوى.
وتقوم بسرعة وتخرج وهي بتاخد نفسها ومتوترة وتنزل ع السلم بلهفة وفجأة تخبط ف شاب طالع وتتكعبل ع السلم وتصرخ ولسه هتقع الشاب دا بسرعة هيلف ايديه ع وسطها ويشدها..وفجأة يسيبها وهو بيقول :حصل خير..
رضوى هترفع نفسها وهي بتاخد نفسها بصعوبة ولسه مش مركزة ومخضوضة وبترفع عينيها عليه هتلاقيه طلع بسرعة ..
تنزل رضوى وهي بتفتكر كلام المدير تاني.. وتهمس لنفسها بحزن: مش وقته خاااالص.. وتروح تكمل شغل.
(ف بيت عاشور.. )
ف اوضة بدر..
أميرة فاقت ع صوت حد بيخبط بقوة ع الباب..
هتقوم مفزوعة وتبص ع الكنبة مش هتلاقي بدر.. هتاخد حجابها بسرعة وتقوم تفتح تلاقيها سمية..
سمية بتمضغ لبان وتزعق بصوت عالي: جرا ااايه.. ناموسيتك كحلي ليه كدا ياختي!! ..دا جوزك خارج قبلك بساعتين بالرغم انك خلعتي بدري بدري انبارح بليل وانا مش هنسالك الحتة دي..
أميرة بغضب : ع فكرة انا فعلا كنت عايزة ارتاح لاني كنت تعبت انبارح و..
سمية تبرق بعينيها وتعمل حركات بايديها : الله الله.. ماتيجي تاخديلك قلمين احسن.. جرا ايه يابت.. القطة المغمضة طلعلها صوت وبتتكلم وهي غضبانة كمان!! ولا يكونش عشان بدر قال لأسماء كلمتين قدامك انبارح يبقا خلاص هتاخدي نفسك علينا بقااا!... لا يا حبيبتي لما جوزك يجي ماااشي ابقي اطلعيله.. لكن هو مش هنا يبقا تنزلي لانك كدا بتدلعي.. ايواا
أميرة بزهق : أووف.. عمتي سمية حاضر انا جاية حالا.. هصلي واجي.
سمية تمضغ اللبانة جامد وتقول : خمس دقايق وتبقي تحت.. فيه شغل كتير بسبب عزومة انبارح يا عروسة ..وتمشي وهي بتمتم.. كنا ناقصين احنا.
أميرة هتقفل الباب بالمفتاح وتروح ع الدولاب وتطلع الموبايل وتفتحه وهي متوترة وتلاقي رسالة م البنات وتقراها وهي مبسوطة وتفرح وتهمس لنفسها : ان شاءالله هكلمكم انهارده ..بس اخلص م سمية وقرفها الاول..
(ف الوكالة..)
كلهم متجمعين عند عاشور ف المكتب..
بدر بثقة : ايوا مظلوم يا حج.. واحنا اتأكدنا..
وهيبص لصابر ويغمز ويرجع يبص لعاشور وهو بيقول.. وانا وصابر روحنا المكان الي كان فيه طول اليوم انبارح وقالوا انه هناك ماتحركش ..وبعدين انا الصراحه مصدقه وعمري ما كنت اتخيل انه الي يعمل كدا ..انت نسيت انه الي صد الضربة عني وهو الي مسك الواد وكتفه معانا !!!
عاشور بنظرة شك : يعني فعلا الواد دا الي مش عمل كدا؟؟
صابر : ايوا يا حج.. انا كمان اتأكدت من دا.
عاشور بنظرة تخمين : طيب ليه الواد الي مات قال اسمه؟؟؟
صابر : اكيد لان حمادة هو الي ثبته ومسكه وهو الي كان واقف معانا واحنا بنخليه ينطق وسمعنا واحنا بنقول اسمه.. ف قال يخلينا نشك ف رجالتنا ويشغلنا ع الفاضي ع اساس يهرب تاني.. وكمان لما كنت هتأكد منه كنت حاسس انه هيتكلم ويقول اسم تاني..
ويبص لسعيد بقرف ويقول.. بس ملحقتش للاسف.. ويرجع يبص لعاشور.. بس احنا مش هنسكت وهنعرف مين الحرامي الخاين الي عايز يسرقنا دا ..
طارق هيبص للارض وهو متوتر.. بدر واقف عينيه بتروح ع سعيد وعليه وهيلاحظ دا ..
عاشور بغضب: خلاص روحوا فكوه.. والموضوع دا نشوفه بعدين.. دلوقتي احنا بنجهز لعملية كبيرة.. ويلا كل واحد يشوف شغله.
كلهم هيخرجوا وبدر هيفضل..
بدر هيقرب من عاشور وبتردد وصوت واطي: انا مش هفضل هنا.. انا عايز اروح مشوار ضروري انهارده يا حج.
عاشور بغضب : وانت يعني مش عارف اننا بنجهز لعملية كبيرة وانا كل اعتمادي عليك؟؟
بدر : مش هتأخر.. بس لازم امشي.
عاشور بنرفزة: انت لو مشيت كل حاجة هتقف عليك.. كل حاجة متوقفه عليك اصلا.. مروحتش مشوارك انبارح ليه؟؟ وبعدين مشوار ايه دا الي هتسيبنا يوم كامل عشان تروحه!!
بدر بتردد : واحد صاحبي عمل حادثة وكنت هروح أشوفه بس من مكان بعيد ..
عاشور بغضب: خلاص يا سيدي ..صاحبك يعني مامتش.. نخلص العملية دي وابقا روح وخليك يومين تلاته كمان ومحدش هيطلب منك حاجة.
بدر ياخد نفس عميق ويقول : تمام يا حج.
ويسيبه ويخرج .. ويطلع الفون ويكتب رسالة ل مي :" مش هعرف اجيلك دلوقتي.. هكون عندك بعد يومين ".. يبعت الرسالة ويقفل الفون.. ولسه بيرفع عينيه هيلاقي صابر جاي عليه ومعاه حسام ..
بدر هيروح ع حسام بلهفة ويهمس : ها! الي توقعته حصل؟؟
حسام هيبص حواليه وبتردد : ايوا..
بدر بتعجب: مين!!
حسام هيبص لصابر ويرجع يبصله ويهمس: حصل تغيير بسيط بسببك والموضوع وصل لنهاية مش هتعجبك.
بدر : انا عايز اعرف الي حصل بالظبط..
صابر واقف مذهول ويقول: انا مش فاهم حاجة!
حسام هيبص لبدر : انا هحكيلك كل حاجة.. بس دلوقتي انا محتاج ارجع الشقة واشوف علاج للجروح دي واعوض الدم الي نزفته.
بدر : تمام.. وانا هبقا ع تواصل معاك ولما ترتاح ابقا فهمني كل حاجة.. ويبص لصابر.. رجعتله الموبايل بتاعه!
صابر : ايوا.
حسام : طيب تمام.. انا همشي بقا.. السلام عليكم.
بدر : استني صابر هيوصلك.. انت مش هتقدر تمشي كدا.
حسام بلهفة: لا لا مش ضروري.. انا تمام كدا.. ويمشي يطلع م الوكالة وهو ماسك دراعه م الوجع الي فيه.. وفجأة يلاقي صابر بينادي عليه.. يلتفت ويلاقيه جاي وراه ويقف ويقول بنظرة خبيثة : انا طالب منك خدمة يا حمادة.
حسام بنظرة شك: بخصوص ايه بالظبط!
صابر بخبث: بخصوص هدي بنت عمي.
حسام بتخمين : المطلوب!
صابر بابتسامة خبيثة: حاجة بسيطة.. انا بدور عليها.. عايزك تدور عليها معايا.. بما انك عارف ملامحها وكدا.. ماشي!
حسام هيبصله بقلق وبعدين بابتسامة خفيفة يقول : طبعا..
ويلمح من بعيد سعيد واقف قدام الوكالة وعينيه عليهم بتركيز...حسام هيبتسم ويقول : سعيد كمان بيدور عليها مش كدا!
صابر بدهشة : وانت عرفت منين؟!
حسام هيتوتر ويفكر بسرعة ويقول : يعني.. اصله سمعك انبارح وانت بتكلمني ع البنت الي كانت عندي ولما مشيتوا دخل سألني عنها تاني بس كان واضح عليه انه مهتم بيها أوي..
صابر هيبص للارض بغضب ويقول : ايوا.. ويرجع يرفع عينيه ويقول.. واوعي تعرفه اني طلبت منك تدور عليها.
حسام : تمام.. بس حاول انت متوقفنيش ولا تتكلم معايا قدامه عشان هو مش يشك ف كدا.
صابر بتعجب : قدامه!
حسام يهمس: اخوك واقف عند الوكالة وعينيه علينا.. ويرجع يتكلم بصوت عالي.. تمام.. همشي انا بقا.. سلام... ويسيب صابر ويمشي .
صابر بشويش هيلف ويرجع ويلاقي سعيد كان واقف وبيدخل الوكالة هيغضب ويهمس لنفسه: مهما عملت مش هتطولها يا سعيد .
حسام مشي ووصل للشارع الي فيه شقته وهو حاسس بحد ماشي وراه.. فجأة هيقف ويلف ويلاقيه واحد من رجالة سعيد وبيتداري .. هيرجع يبص قدامه ويكمل مشي وهو بيهمس لنفسه : كدا كملت خااالص..
يوصل البيت ويطلع الشقة ويدخل وياخد نفس عميق وكأنه كان ف كابوس وخرج منه ويقول :الحمد لله انها وصلت لكدا..
يقعد ع الكنبة يرتاح ويبص جنبه ويفتكر هدي لما كانت نايمة عليها ويبتسم وهو بيقول: مش هخلي حد يوصلك ولا يمس شعره منك ولو آخر يوم ف عمري يا هدي..
وبسرعة هيفتكر ويطلع الموبايل ويغير الخط ويتصل ع رضوى..
حسام بلهفة : ازيك يا رضوى.. أمل عاملة ايه دلوقتي.. طيب الحمد لله... بجد!! ..ما شاء الله.. ربنا يوفقها يارب.. طبعا هتقدم ف جامعة اسكندرية؟..تمام والورق بتاعها الي ف المدرسة هنا هيوصلكم لمكانكم بس عرفيني العنوان بالظبط وارجوكي يا رضوى مترفضيش لان مش لازم تتأخروا ف التقديم .. طيب تمام.. بكره ان شاءالله هيكون عندك.. انا تمام الحمد لله.. وبتوتر يقول.. ايه اخبار هدي وسميرة !.. تمام.
احنا بنحاول يا رضوى.. متفقديش الامل وان شاءالله عمك هيتقبض عليه قريب ..تمام وانا هكلمك تاني اتطمن عليكم واطمنك بالجديد.. سلام.
(بليل عند البنات..)
رضوى عدت ع سميرة واخدتها ورجعوا البيت..
هيتعشوا ويدخلوا الاوضة قاعدين ورضوى بتحكيلهم الي حصل م مدير الكافتيريا..
فجأة الباب يخبط..
سميرة هتلبس الحجاب وتخرج تفتح وتلاقيه مصطفي وأكرم ومعاهم هدية..
أكرم بابتسامة : مساء الخير ياسميرة.. اخواتك هنا؟
سميرة هتبتسم وبلهفة : ايوا يا عمي اكرم اتفضلوا ..
ويدخلوا يقعدوا عند الترابيزة وسميرة تبصلهم وبتوتر: بعد اذنكم ..
وتدخل بسرعة وهي مرتبكة وتهمس : دا دا مصطفي وعمي أكرم... تقريبا جايين يباركوا لأمل ع نجاحها.
رضوى هتقوم بسرعة والبنات يغيروا لبسهم ويطلعوا..
هيسلموا عليهم وهدي هتروح تعمل حاجة يشربوها وسميرة قاعدة مركزة مع مصطفي وأمل بتتكلم مع أكرم وبتضحك وهو بيعطيها الهدية ويقولها : دي م مصطفي وهو الي جايبها ع ذوقه.
رضوى هتبتسم : اكيد هتبقا جميلة جدا.. وتبص لمصطفي.. شكرا جدا يا أستاذ مصطفي بجد مش عارفة اقول لحضرتك ايه..
يقاطعها مصطفي بابتسامة : اولا بلاش أستاذ دي.. ثانيا متقوليش حاجة.. انتو ف مقام اخواتي وربنا يعلم انا بعزكم قد ايه ..تماما زي بابا..
يقاطعه أكرم بهزار : لا ماسمحلكش.. رضوى واخواتها بجد دخلوا قلبي ولا يمكن حد هيحبهم ويعزهم قدي..
البنات كلهم هيضحكوا وأمل تقول : طبعا يا عمي اكرم ..واحنا والله بنعتبرك عمنا بجد.
مصطفي يضحك ويقول : وبقيت انا الغريب كدا يا أمل!
سميرة ترد عليه بلهفة : عمي أكرم بجد بقا عزيز اوي علينا وأي حد من ناحيته اكيد هيبقا ف مقامه.
أكرم بضحكة : الله الله ع الكلام الجميل.
هدي تدخل بالشاي وهي بتقول : والله انت الي كلامك جميل ياعمي أكرم.
أكرم يبصلها : وجات ست البيت الجميلة ..
ويقضوا شوية وقت ف الضحك والهزار ورضوى تلاحظ مصطفي بيبصلها كتير وف نفس الوقت سميرة مركزة مع مصطفي..
وفجأة أكرم يقطع سرحانها ويقول : مصطفي ان شاءالله يا رضوى هيساعد أمل ف التقديم للجامعة وهيخلص الورق بتاعها..هو محتاج بس ورقها من مدرسة الثانوي.
مصطفي يبصلها : وانا عرفت التنسيق وجيبته عشان أمل وان شاءالله تقدم طب اسكندرية.. ويبص لأمل ويعطيها الفون ويقول.. اتفضلي يا أمل شوفي.
أمل هتاخده منه وتشوف التنسيق.. هتبصلهم بفرحة وبلهفة هتقول : الحمد لله.. انا متشكرة اوي يا استاذ مصطفي.
مصطفي بضحكة : ما قولنا بلاش استاذ دي انا ف مقام أخوكم..وان شاء الله انا هفهمك النظام وكل حاجة انتي هتحتاجيها.. تمام يا أمل !
أمل بابتسامة وفرحة : تمام جدا يا مصطفي.
بعدين أكرم يقوم وهو بيقول : طيب نستأذن احنا بقا..والله لولا انكم بتتجمعوا بليل كنا هنيجي بالنهار.
رضوى بابتسامة خفيفة: عارفين والله يا عمي أكرم.. واتمني تكرروا الزيارة تاني.
أكرم : ان شاء الله يابنتي.. السلام عليكم.. ويمشي هو ومصطفي.
البنات هيدخلوا الاوضة وسميرة هتجري ع الشباك وتشوف مصطفي وهو بيركب عربية ويمشي.. هتلتفت للبنات وبدهشة تقول: دا مصطفي عنده عربية!!
هدي بتعجب : وفيها ايه!!
سميرة بتوتر هتبتسم : ها! لا مفيش
هدي بابتسامة تقول : لا فيها.. ع فكرة انا كنت ملاحظة انك عينك كانت عليه واحنا قاعدين.. وتغمز وهي بتقول.. هي ايه الحكاية يا سوسو!
سميرة بدهشة: بجد كان واضح عليا!!
رضوى بابتسامة: ايوا يا سميرة.. انا كمان اخدت بالي.
سميرة هترتبك وتقول بتوتر : الصراحة يا بنات ..انا معجبة بيه.. يعني شاب وسيم ومؤدب ومحترم وكفاية انه ابن عمي أكرم.
هدي بضحكة : كنت حاسة..بس احنا منعرفش عنه حاجة وانتي شوفتيه من يومين بس.
أمل بدهشة: ايواا بقااا.. ولسه لما يجي يقدملي الورق هنتعرف عليه اكتر.
رضوى واقفة مبتسمة ومش بتتكلم لانها مش مرتاحة للموضوع..
هدي هتسرح شوية وترجع تبصلهم وتقول بحزن :بس احنا مش عارفين هو مرتبط ولا لا.. عشان ..عشان متتعلقيش بيه ويطلع مرتبط او خاطب.
سميرة هتفهم وتبص لرضوى وتقول : مش متهيألي.. وبعدين اكيد هنعرف ونتأكد .
رضوى هتنتبه وتبص للبنات وتقول : ع فكرة الرائد حسام كلمني انهارده..
هدي هتبصلها فجأة وبتوتر : كان كان عايز ايه !!
رضوى : كان بيتطمن ع أمل.
أمل: ربنا يطمنه.
هدي بتعجب: بس؟؟؟
رضوى هتقرب منها بهدوء وتقول : وسأل عليكي يا هدي.
هدي بابتسامة حزينة : بجد يا رضوى!!
رضوى هتسكت شوية وبحزن تبصلها : اسمعيني يا هدي ..
انا عارفة انك اتعلقتي بيه ف الفترة الي قعدتيها معاه .. بس دا بالذات مش هينفع يا هدي..مش هينفع حتي تفكري فيه لانه مش من حقك.. ف ارجوكي تنسي الوقت الي قضتيه معاه وكأنه محصلش..انتي لسه قدامك فرص تانية كتير ف متربطيش نفسك ع حاجة شبه مستحيلة.
هدي هتتوتر ووشها هيحمر ودموعها هتنزل وتقول بصوت ضعيف وهي بتمسح عينيها وتداري دموعها : والله حـ حاولت.. حاولت ومش قادرة يا رضوى.
سميرة هتقرب منها هي وأمل وتحضنها وهي بتقول بحزن: يا حبيبتي ..ان شاءالله هتنسيه مع الوقت..
هدي تقاطعها وهي بتبكي :بالعكس يا سميرة..انا انا يمكن محستش بدا اكتر غير لما بعدت عنه.. وف اليومين دول انا انا حسيت بعذاب اكتر وبحس اني حبي ليه بيزيد وبحس اني نفسي أشوفه جدا.. معرفش لما الوقت يمر اكتر من كدا انا هوصل لايه.
رضوى بحزن شديد : بقا كل دا جواكي ومش بتتكلمي يا هدي!
هدي بنظرة ضعف : انا معرفتش اني اتعلقت بيه كدا غير واحنا ف المستشفي وهو ماشي خلاص..حسيت ان غيابه فرق معايا جدا وكأني كنت عايشه معاه سنين مش أيام.. انا نفسي أشوفه أوي يا رضوى.
أمل هتطبطب عليها وبحزن تقول : واضح ان الظروف الي كنتي فيها كانت السبب ف انك تكتشفي حبك ليه بعد ماتبعدي عنه.
رضوى بحزن: هدي.. انتي عارفة انه ماينفعش..
دي كانت فترة وخلاص خلص وقتها.. لازم تتعاملي ع اساس انها كانت تجربة وعدت مش أكتر زي بالظبط ما انتي بالنسباله كنتي مهمة وخلصت..
حاولي يا قلبي متفكريش فيه واشغلك نفسك بأي حاجة تانية واحنا جنبك وهنساعدك.. وانتي هتنسيه ان شاءالله..
سميرة هتحاول تهديها وتبصلها بابتسامة تقول : دا انتي يا هدي اجمل واحدة فينا وست البنات والف واحد يتمناكي ...بقا ف الاخر تقعي ف واحد خاطب وهيتجوز.. لا وكمان ظابط ومكلف بالقبض ع عمنا دا!
هدي بابتسامة حزينة : حظي بقا يا سميرة..
رضوى: حاولي ع الاقل يا هدي.. تمام
هدي بهدوء : تمام.. هحاول ان شاء الله انساه .. وتسرح وهي بتقول.. زي بالظبط ماهو كمان هينساني .
رضوى : ربنا يقدرك يا حبيبتي و.
فجأة يقاطعهم صوت المنبة ورضوى تقوم وتمسك الموبايل وهي بتقول : ميعاد شيفت بليل.. طيب يلا يا بنات انا همشي دلوقتي وان شاءالله هحاول مش اتأخر.. وتبص لهدي وتقرب عليها وتهمس.. سيبيها لله يا هدي.. اعملي الي عليكي وسيبيها لله وان شاءالله ربنا يكتبلك ويقدرلك الي فيه الخير .
هدي بابتسامة خفيفة: حاضر يا رضوى.
وتسيبهم رضوى وتمشي وهي بتوصي سميرة عليهم...
(ف بيت عاشور...)
كلهم قاعدين تحت ومتجمعين..
عاشور : يعني خلاص هتتجوز!
أشرف : ايوا يا حج.. انا معرفش بنات عمي راحوا فين ومش هفضل مستني ع أمل اني الاقيهم!
عاشور بعصبية: وعشان كدا انا كنت رافض وعايزكم تلاقوهم الاول لانكم هتيأسوا ومش هتدورا عليهم بضمير.. دول شرفكم.. انتو مش شايفين
وبعد شوية يفتح عينيه ويتحرك بشويش يدخل الاوضة ويرمي نفسه ع الكنبة ويفضل يتحرك وهو مش مرتاح ومشغول وبيفكر..
أميرة نايمة وعيونها مغمضة بس لسه صاحية وحاسة بكل حاجة وحاسه بقلقه وحركته كل شوية ..
(عند البنات..)
الليلة انتهت ورضوى قاعدة مع اخواتها ف الاوضة وهما بيضحكوا ويهزروا وبيتفقوا ايه الحجات الي أمل هتحتاجها للجامعة.. وأمل قاعدة مبسوطة جدا بكلامهم ورجعت تتكلم طبيعي ونسيت تعبها.
رضوى بفرحة: طبعا ماتنسوش قبل ماتناموا كل واحدة تصلي ركعتين حمد وشكر لربنا..
هدي وأمل هيقوموا وهما فرحانين وبيقولوا حاضر.. وسميرة قاعدة سرحانة..
رضوى هتقرب من سميرة وبصوت هادي: مالك يا سميرة.. حاسه انك مش مبسوطة !
سميرة بابتسامة حزينة : بالعكس انا فرحتي متتوصفش.. بس حاسة بغياب أميرة اوي.. وحشني وجودنا كلنا مع بعض.. ووحشني ضحكنا وفرحتنا سوا احنا الخمسة..
رضوى هتمسك ايديها بحنية وبحزن تقول: ان شاءالله هنتجمع كلنا تاني وأميرة هتبقا وسطينا قريب.
سميرة هتبصلها بيأس: ما اظنش قريب..
رضوى بتعجب :ليه بتقولي كدا يا سميرة!
سميرة تهمس: رضوى انتي مش شايفة احنا كتبنا طلبات قد ايه هتحتاجها أمل..سواء حجات شخصية او للتقديم ف الكلية.. ولسه الطلبات هتزيد لما تدخل الجامعة.
رضوى بابتسامة حزينة: متشليش هم بكره.. خلينا ف فرحتنا وان شاءالله ربنا هيسترها معانا.. وصدقيني انا هعمل كل جهدي عشان نكفي المصاريف.. ومن بكره ان شاءالله انا هاخد شيفت ليلي.
سميرة :بس دا هيبقا كتير اوي عليكي يا رضوى.
رضوى بابتسامة : بالعكس.. انا لو اقدر اعمل اكتر م كدا هعمل والله.. انا اهم حاجة عندي هي انتم وانتا نتجمع تاني .
سميرة هتبتسم ولسه هتتكلم..
تدخل هدي وأمل وهما مبتسمين ويروحوا ع رضوى يحضنوها..
أمل: واحنا محظوظين انك اختنا .
هدي: ربنا يباركلنا فيكي يا رضوى وما يحرمنا منك..
(بعد نصف الليل ف بيت عاشور..)
ف اوضة بدر..
بدر لسه صاحي وقاعد ع الكنبة مشغول وكل شوية يقوم يمشي ف الاوضة ويقعد تاني وحاسس انه مخنوق وبيفكر هيعمل ايه..
وبعد شوية يقوم ويروح يقعد ع الارض قدام البلكونة ف الهوا ويغمض عينيه وهو سرحان وبيفكر ..
فجأة أميرة هتفتح عينيها وتلاقيه قاعد قصادها ناحية البلكونة وهتحس انه مش طبيعي وفيه مشكلة..
هتقوم بهدوء وتقرب منه وهو مش حاسس بيها..اميرة هتفتكره نام وبعدين تقعد جنبه وبشويش تلمس كتفه وهي بتقول بصوت هادي:بدر!
فجأة بدر هيفتح عينيه ويبص جنبه ويلاقيها..
بدر بتعجب وصوت ضعيف: انتي صحيتي امتي!
أميرة بتوتر تهمس: انا انا اصلا مانمتش..
بدر هيلتفت ليها وتبقا قصاده بالظبط وبدهشة: مانمتيش خالص!! طيب ليه؟ انتي مش كنتي تعبانة وعايزة ترتاحي!
أميرة هتبص للارض وبارتباك: اصل.. اصل..
يقاطعها بدر وبلهفة: انتي سمعتيني لما كنت بتكلم ف الموبايل ؟!!
أميرة ترفع عينيها ليه وبتوتر: لا.. لا انا بس كنت حاسه بيك وانت بتتحرك وحسيت انك قلقان ومش جايلك نوم.. هو ..هو انت تعبان ولا حاجة!
بدر يتنهد براحه ويرجع يبصلها وبصوت حزين : يبقا انا السبب ف انك معرفتيش تنامي..
أميرة بلهفة وتوتر : لا خالص.. انا انا اصلا كنت مش عايزة انام.
بدر بتعجب: اميرة انتي كويسه!!
أميرة بتعجب: ايوا انا تمام.. بس واضح انك الي تعبان.
بدر هيرجع يبص قدامه وهو بيقول بهدوء :متشغليش بالك.
أميرة بلهفة وصوت هادي: بدر انت فعلا واضح انك مش طبيعي.
بدر يبصلها بدهشة : وانتي تعرفي انا بكون طبيعي امتي!
أميرة بارتباك وعينيها مش ثابتة :يعني.. انا عايشة معاكم بقالي فترة.. واكيد كنت بشوفك كل يوم واخدت بالي بتكون عامل ازاي لما حاجة تضايقك.
بدر بابتسامة حزينة :يعني انتي شيفاني دلوقتي متضايق!
أميرة بصوت هادي وحزين : وحاسه ان فيه حاجة شغلاك كمان.. مش كدا؟
بدر عينيه عليها ومش بيرد..
أميرة هتبص للارض وبتوتر : انا آسفة.. مش اقصد اني اتدخل ف حاجة تخصك والله.. بعد اذنك..
ولسه هتقوم بدر هيشدها من ايديها وبنظرة حزن يقول : استني.. خليكي .
أميرة هتفضل جنبه ومش هتقوم..
بدر هيبصلها وبصوت ضعيف: انا فعلا مشغول شوية...وبتوتر يقول.. أميرة ممكن اسألك سؤال!
أميرة بتوتر : نعم..
بدر هيفكر شوية.. وبعدين يبصلها بتوتر ويقول : هو انتي شايفة انـ .. يعني كان ممكن انـ..
وبعدين ياخد نفسه ويهدا ويبصلها تاني وبصوت هادي يقول.. أميرة انتي شايفة إن كان ممكن يبقا فيه احتمال ان ..ان جوازنا يستمر ؟!
أميرة هترفع عينيها عليه بصدمة وقلبها هيدق جامد وتتوتر وبعدين تنزل عينيها للارض وهي مرتبكة وعايزة تقول حاجة بس مش عارفة تتكلم وترد ..
بدر هيرجع يبص قدامه بيأس وبصوت حزين جدا هيقول : انا عرفت اجابتك... اصلا مش المفروض كنت أسال سؤال زي دا..
أميرة هترفع عينيها ليه ولسه هتنطق.. يقاطعهم صوت رسالة ع فون بدر..
هيقوم بهدوء م جنبها ويروح يشوفها ويلاقيها من صابر ومكتوب فيها :
"سعيد لسه راجع البيت "
بدر هيقفل الفون ويبص لأميرة ويقول بهدوء : انا هنام.. وانتي كمان لازم تنامي وترتاحي عشان بقالك يومين مش عارفة تنامي وهتتعبي..
أميرة هتقوم بشويش وتروح ناحية السرير وهي متوترة وجواها حاجة عايزة تقولها..
بدر قبل ما ينام هيبصلها ويقول: و ع فكرة..
أميرة هتبصله بلهفة..
بدر : اعتبريني مسألتش السؤال دا.. تصبحي ع خير.. وينام.
أميرة لسه واقفة وعينيها عليه بحزن وتوتر وعايزة تتكلم ومش قادرة.. وبيأس هتروح ع السرير وتنام وهي عينيها عليه وبتفكر ف سؤاله واجابته الي كانت عايزة فرصة تقولها..
وبدر نايم وغمض عينيه.. بس عقله بيفكر ف حجات كتير ..
( الصبح ف الكافتيريا... )
رضوى وصلت وغيرت لبسها وبتشتغل..
بيراقبها م بعيد المدير م مكتبه وبيراقب حركاتها وبعدين هيقول للمساعدة بتاعته تنادي عليها..
تروح تناديها ورضوى تطلع وتدخل مكتبه وهي قلقانة وبصوت هادي: نعم!
المدير هيبتسم ويقولها : اتفضلي يا رضوى اقعدي..
رضوى بتوتر هتقعد وتبصله :نعم! فيه مشكلة او حاجة؟
المدير بابتسامة: بالعكس.. انا مبسوط منك خالص.. انا بس عايز اتكلم معاكي كلمتين.
رضوى بتعجب : بخصوص ايه يا فندم!
المدير : بخصوصك انتي يا رضوى..
رضوى بدهشة: مش فاهمة!
المدير : بقا باختصار كدا ..انتي عجباني.. رضوى انتي بنت محترمة وجميلة وانا يشرفني اني اتقدم لخطبتك والزواج منك.
رضوى هتتصدم وتتوتر جدا وبصوت ضعيف: بس يا فنـ..
المدير يقاطعها : ارجوكي يا رضوى مترديش عليا بأي كلمة حالا.. انا بعرض عليكي الموضوع وبس.. وانتي معاكي الوقت الكافي تفكري وتردي عليا..
بس حابب أوضحلك حاجة.. انا سألت عنك كويس أوي وسألت ف المنطقة الي قولتيلي عليها وعرفت كل حاجة عنك وعن اخواتك البنات وصدقيني انا متفهم الوضع تماما ومتمسك بيكي بالرغم من اي ظروف انتي بتمري بيها.. وان شاءالله لو هتوافقي انا اوعدك انتي واخواتك هتكونوا عيلتي الجديدة وانا هتكلف بأي شيء تطلبوه وهعوضكم عن اي يوم وحش شوفتوه ..
وعشان تعرفيني اكتر وتعرفي تحكمي عليا ..
ف انا كنت متجوز وطلقت وكان بسبب عدم قدرتها ع الخلفة ويمكن سني كبير لكن زي ما انتي شايفة انا مش واضح عليا لاني مهتم بصحتي..
ثانيا انا مقتدر وعندي فروع للكافتيريا ف كل مكان ف اسكندرية وعندي بيت كبير جدا قصاد البحر .
رضوى انا فعلا يشرفني ويسعدني انك تشاركيني حياتي .. اتمني انك تفكري كويس جدا قبل ماتردي عليا.. وبالنسبة لشغلك ف تعاملي عادي وكأنك ماسمعتيش مني اي كلمة لحين ما تردي عليا.. تمام يا رضوى!
رضوى عينيها ف الارض وهي مذهولة وقلقانة وعايزة تتكلم بس خايفة تخسر الشغل وهي محتجاه اكتر من اي وقت فات.. وفجأة هترفع عينيها وبهدوء تقول : تمام يا فندم.. بعد إذنك..
المدير بابتسامة : اتفضلي يا رضوى.
وتقوم بسرعة وتخرج وهي بتاخد نفسها ومتوترة وتنزل ع السلم بلهفة وفجأة تخبط ف شاب طالع وتتكعبل ع السلم وتصرخ ولسه هتقع الشاب دا بسرعة هيلف ايديه ع وسطها ويشدها..وفجأة يسيبها وهو بيقول :حصل خير..
رضوى هترفع نفسها وهي بتاخد نفسها بصعوبة ولسه مش مركزة ومخضوضة وبترفع عينيها عليه هتلاقيه طلع بسرعة ..
تنزل رضوى وهي بتفتكر كلام المدير تاني.. وتهمس لنفسها بحزن: مش وقته خاااالص.. وتروح تكمل شغل.
(ف بيت عاشور.. )
ف اوضة بدر..
أميرة فاقت ع صوت حد بيخبط بقوة ع الباب..
هتقوم مفزوعة وتبص ع الكنبة مش هتلاقي بدر.. هتاخد حجابها بسرعة وتقوم تفتح تلاقيها سمية..
سمية بتمضغ لبان وتزعق بصوت عالي: جرا ااايه.. ناموسيتك كحلي ليه كدا ياختي!! ..دا جوزك خارج قبلك بساعتين بالرغم انك خلعتي بدري بدري انبارح بليل وانا مش هنسالك الحتة دي..
أميرة بغضب : ع فكرة انا فعلا كنت عايزة ارتاح لاني كنت تعبت انبارح و..
سمية تبرق بعينيها وتعمل حركات بايديها : الله الله.. ماتيجي تاخديلك قلمين احسن.. جرا ايه يابت.. القطة المغمضة طلعلها صوت وبتتكلم وهي غضبانة كمان!! ولا يكونش عشان بدر قال لأسماء كلمتين قدامك انبارح يبقا خلاص هتاخدي نفسك علينا بقااا!... لا يا حبيبتي لما جوزك يجي ماااشي ابقي اطلعيله.. لكن هو مش هنا يبقا تنزلي لانك كدا بتدلعي.. ايواا
أميرة بزهق : أووف.. عمتي سمية حاضر انا جاية حالا.. هصلي واجي.
سمية تمضغ اللبانة جامد وتقول : خمس دقايق وتبقي تحت.. فيه شغل كتير بسبب عزومة انبارح يا عروسة ..وتمشي وهي بتمتم.. كنا ناقصين احنا.
أميرة هتقفل الباب بالمفتاح وتروح ع الدولاب وتطلع الموبايل وتفتحه وهي متوترة وتلاقي رسالة م البنات وتقراها وهي مبسوطة وتفرح وتهمس لنفسها : ان شاءالله هكلمكم انهارده ..بس اخلص م سمية وقرفها الاول..
(ف الوكالة..)
كلهم متجمعين عند عاشور ف المكتب..
بدر بثقة : ايوا مظلوم يا حج.. واحنا اتأكدنا..
وهيبص لصابر ويغمز ويرجع يبص لعاشور وهو بيقول.. وانا وصابر روحنا المكان الي كان فيه طول اليوم انبارح وقالوا انه هناك ماتحركش ..وبعدين انا الصراحه مصدقه وعمري ما كنت اتخيل انه الي يعمل كدا ..انت نسيت انه الي صد الضربة عني وهو الي مسك الواد وكتفه معانا !!!
عاشور بنظرة شك : يعني فعلا الواد دا الي مش عمل كدا؟؟
صابر : ايوا يا حج.. انا كمان اتأكدت من دا.
عاشور بنظرة تخمين : طيب ليه الواد الي مات قال اسمه؟؟؟
صابر : اكيد لان حمادة هو الي ثبته ومسكه وهو الي كان واقف معانا واحنا بنخليه ينطق وسمعنا واحنا بنقول اسمه.. ف قال يخلينا نشك ف رجالتنا ويشغلنا ع الفاضي ع اساس يهرب تاني.. وكمان لما كنت هتأكد منه كنت حاسس انه هيتكلم ويقول اسم تاني..
ويبص لسعيد بقرف ويقول.. بس ملحقتش للاسف.. ويرجع يبص لعاشور.. بس احنا مش هنسكت وهنعرف مين الحرامي الخاين الي عايز يسرقنا دا ..
طارق هيبص للارض وهو متوتر.. بدر واقف عينيه بتروح ع سعيد وعليه وهيلاحظ دا ..
عاشور بغضب: خلاص روحوا فكوه.. والموضوع دا نشوفه بعدين.. دلوقتي احنا بنجهز لعملية كبيرة.. ويلا كل واحد يشوف شغله.
كلهم هيخرجوا وبدر هيفضل..
بدر هيقرب من عاشور وبتردد وصوت واطي: انا مش هفضل هنا.. انا عايز اروح مشوار ضروري انهارده يا حج.
عاشور بغضب : وانت يعني مش عارف اننا بنجهز لعملية كبيرة وانا كل اعتمادي عليك؟؟
بدر : مش هتأخر.. بس لازم امشي.
عاشور بنرفزة: انت لو مشيت كل حاجة هتقف عليك.. كل حاجة متوقفه عليك اصلا.. مروحتش مشوارك انبارح ليه؟؟ وبعدين مشوار ايه دا الي هتسيبنا يوم كامل عشان تروحه!!
بدر بتردد : واحد صاحبي عمل حادثة وكنت هروح أشوفه بس من مكان بعيد ..
عاشور بغضب: خلاص يا سيدي ..صاحبك يعني مامتش.. نخلص العملية دي وابقا روح وخليك يومين تلاته كمان ومحدش هيطلب منك حاجة.
بدر ياخد نفس عميق ويقول : تمام يا حج.
ويسيبه ويخرج .. ويطلع الفون ويكتب رسالة ل مي :" مش هعرف اجيلك دلوقتي.. هكون عندك بعد يومين ".. يبعت الرسالة ويقفل الفون.. ولسه بيرفع عينيه هيلاقي صابر جاي عليه ومعاه حسام ..
بدر هيروح ع حسام بلهفة ويهمس : ها! الي توقعته حصل؟؟
حسام هيبص حواليه وبتردد : ايوا..
بدر بتعجب: مين!!
حسام هيبص لصابر ويرجع يبصله ويهمس: حصل تغيير بسيط بسببك والموضوع وصل لنهاية مش هتعجبك.
بدر : انا عايز اعرف الي حصل بالظبط..
صابر واقف مذهول ويقول: انا مش فاهم حاجة!
حسام هيبص لبدر : انا هحكيلك كل حاجة.. بس دلوقتي انا محتاج ارجع الشقة واشوف علاج للجروح دي واعوض الدم الي نزفته.
بدر : تمام.. وانا هبقا ع تواصل معاك ولما ترتاح ابقا فهمني كل حاجة.. ويبص لصابر.. رجعتله الموبايل بتاعه!
صابر : ايوا.
حسام : طيب تمام.. انا همشي بقا.. السلام عليكم.
بدر : استني صابر هيوصلك.. انت مش هتقدر تمشي كدا.
حسام بلهفة: لا لا مش ضروري.. انا تمام كدا.. ويمشي يطلع م الوكالة وهو ماسك دراعه م الوجع الي فيه.. وفجأة يلاقي صابر بينادي عليه.. يلتفت ويلاقيه جاي وراه ويقف ويقول بنظرة خبيثة : انا طالب منك خدمة يا حمادة.
حسام بنظرة شك: بخصوص ايه بالظبط!
صابر بخبث: بخصوص هدي بنت عمي.
حسام بتخمين : المطلوب!
صابر بابتسامة خبيثة: حاجة بسيطة.. انا بدور عليها.. عايزك تدور عليها معايا.. بما انك عارف ملامحها وكدا.. ماشي!
حسام هيبصله بقلق وبعدين بابتسامة خفيفة يقول : طبعا..
ويلمح من بعيد سعيد واقف قدام الوكالة وعينيه عليهم بتركيز...حسام هيبتسم ويقول : سعيد كمان بيدور عليها مش كدا!
صابر بدهشة : وانت عرفت منين؟!
حسام هيتوتر ويفكر بسرعة ويقول : يعني.. اصله سمعك انبارح وانت بتكلمني ع البنت الي كانت عندي ولما مشيتوا دخل سألني عنها تاني بس كان واضح عليه انه مهتم بيها أوي..
صابر هيبص للارض بغضب ويقول : ايوا.. ويرجع يرفع عينيه ويقول.. واوعي تعرفه اني طلبت منك تدور عليها.
حسام : تمام.. بس حاول انت متوقفنيش ولا تتكلم معايا قدامه عشان هو مش يشك ف كدا.
صابر بتعجب : قدامه!
حسام يهمس: اخوك واقف عند الوكالة وعينيه علينا.. ويرجع يتكلم بصوت عالي.. تمام.. همشي انا بقا.. سلام... ويسيب صابر ويمشي .
صابر بشويش هيلف ويرجع ويلاقي سعيد كان واقف وبيدخل الوكالة هيغضب ويهمس لنفسه: مهما عملت مش هتطولها يا سعيد .
حسام مشي ووصل للشارع الي فيه شقته وهو حاسس بحد ماشي وراه.. فجأة هيقف ويلف ويلاقيه واحد من رجالة سعيد وبيتداري .. هيرجع يبص قدامه ويكمل مشي وهو بيهمس لنفسه : كدا كملت خااالص..
يوصل البيت ويطلع الشقة ويدخل وياخد نفس عميق وكأنه كان ف كابوس وخرج منه ويقول :الحمد لله انها وصلت لكدا..
يقعد ع الكنبة يرتاح ويبص جنبه ويفتكر هدي لما كانت نايمة عليها ويبتسم وهو بيقول: مش هخلي حد يوصلك ولا يمس شعره منك ولو آخر يوم ف عمري يا هدي..
وبسرعة هيفتكر ويطلع الموبايل ويغير الخط ويتصل ع رضوى..
حسام بلهفة : ازيك يا رضوى.. أمل عاملة ايه دلوقتي.. طيب الحمد لله... بجد!! ..ما شاء الله.. ربنا يوفقها يارب.. طبعا هتقدم ف جامعة اسكندرية؟..تمام والورق بتاعها الي ف المدرسة هنا هيوصلكم لمكانكم بس عرفيني العنوان بالظبط وارجوكي يا رضوى مترفضيش لان مش لازم تتأخروا ف التقديم .. طيب تمام.. بكره ان شاءالله هيكون عندك.. انا تمام الحمد لله.. وبتوتر يقول.. ايه اخبار هدي وسميرة !.. تمام.
احنا بنحاول يا رضوى.. متفقديش الامل وان شاءالله عمك هيتقبض عليه قريب ..تمام وانا هكلمك تاني اتطمن عليكم واطمنك بالجديد.. سلام.
(بليل عند البنات..)
رضوى عدت ع سميرة واخدتها ورجعوا البيت..
هيتعشوا ويدخلوا الاوضة قاعدين ورضوى بتحكيلهم الي حصل م مدير الكافتيريا..
فجأة الباب يخبط..
سميرة هتلبس الحجاب وتخرج تفتح وتلاقيه مصطفي وأكرم ومعاهم هدية..
أكرم بابتسامة : مساء الخير ياسميرة.. اخواتك هنا؟
سميرة هتبتسم وبلهفة : ايوا يا عمي اكرم اتفضلوا ..
ويدخلوا يقعدوا عند الترابيزة وسميرة تبصلهم وبتوتر: بعد اذنكم ..
وتدخل بسرعة وهي مرتبكة وتهمس : دا دا مصطفي وعمي أكرم... تقريبا جايين يباركوا لأمل ع نجاحها.
رضوى هتقوم بسرعة والبنات يغيروا لبسهم ويطلعوا..
هيسلموا عليهم وهدي هتروح تعمل حاجة يشربوها وسميرة قاعدة مركزة مع مصطفي وأمل بتتكلم مع أكرم وبتضحك وهو بيعطيها الهدية ويقولها : دي م مصطفي وهو الي جايبها ع ذوقه.
رضوى هتبتسم : اكيد هتبقا جميلة جدا.. وتبص لمصطفي.. شكرا جدا يا أستاذ مصطفي بجد مش عارفة اقول لحضرتك ايه..
يقاطعها مصطفي بابتسامة : اولا بلاش أستاذ دي.. ثانيا متقوليش حاجة.. انتو ف مقام اخواتي وربنا يعلم انا بعزكم قد ايه ..تماما زي بابا..
يقاطعه أكرم بهزار : لا ماسمحلكش.. رضوى واخواتها بجد دخلوا قلبي ولا يمكن حد هيحبهم ويعزهم قدي..
البنات كلهم هيضحكوا وأمل تقول : طبعا يا عمي اكرم ..واحنا والله بنعتبرك عمنا بجد.
مصطفي يضحك ويقول : وبقيت انا الغريب كدا يا أمل!
سميرة ترد عليه بلهفة : عمي أكرم بجد بقا عزيز اوي علينا وأي حد من ناحيته اكيد هيبقا ف مقامه.
أكرم بضحكة : الله الله ع الكلام الجميل.
هدي تدخل بالشاي وهي بتقول : والله انت الي كلامك جميل ياعمي أكرم.
أكرم يبصلها : وجات ست البيت الجميلة ..
ويقضوا شوية وقت ف الضحك والهزار ورضوى تلاحظ مصطفي بيبصلها كتير وف نفس الوقت سميرة مركزة مع مصطفي..
وفجأة أكرم يقطع سرحانها ويقول : مصطفي ان شاءالله يا رضوى هيساعد أمل ف التقديم للجامعة وهيخلص الورق بتاعها..هو محتاج بس ورقها من مدرسة الثانوي.
مصطفي يبصلها : وانا عرفت التنسيق وجيبته عشان أمل وان شاءالله تقدم طب اسكندرية.. ويبص لأمل ويعطيها الفون ويقول.. اتفضلي يا أمل شوفي.
أمل هتاخده منه وتشوف التنسيق.. هتبصلهم بفرحة وبلهفة هتقول : الحمد لله.. انا متشكرة اوي يا استاذ مصطفي.
مصطفي بضحكة : ما قولنا بلاش استاذ دي انا ف مقام أخوكم..وان شاء الله انا هفهمك النظام وكل حاجة انتي هتحتاجيها.. تمام يا أمل !
أمل بابتسامة وفرحة : تمام جدا يا مصطفي.
بعدين أكرم يقوم وهو بيقول : طيب نستأذن احنا بقا..والله لولا انكم بتتجمعوا بليل كنا هنيجي بالنهار.
رضوى بابتسامة خفيفة: عارفين والله يا عمي أكرم.. واتمني تكرروا الزيارة تاني.
أكرم : ان شاء الله يابنتي.. السلام عليكم.. ويمشي هو ومصطفي.
البنات هيدخلوا الاوضة وسميرة هتجري ع الشباك وتشوف مصطفي وهو بيركب عربية ويمشي.. هتلتفت للبنات وبدهشة تقول: دا مصطفي عنده عربية!!
هدي بتعجب : وفيها ايه!!
سميرة بتوتر هتبتسم : ها! لا مفيش
هدي بابتسامة تقول : لا فيها.. ع فكرة انا كنت ملاحظة انك عينك كانت عليه واحنا قاعدين.. وتغمز وهي بتقول.. هي ايه الحكاية يا سوسو!
سميرة بدهشة: بجد كان واضح عليا!!
رضوى بابتسامة: ايوا يا سميرة.. انا كمان اخدت بالي.
سميرة هترتبك وتقول بتوتر : الصراحة يا بنات ..انا معجبة بيه.. يعني شاب وسيم ومؤدب ومحترم وكفاية انه ابن عمي أكرم.
هدي بضحكة : كنت حاسة..بس احنا منعرفش عنه حاجة وانتي شوفتيه من يومين بس.
أمل بدهشة: ايواا بقااا.. ولسه لما يجي يقدملي الورق هنتعرف عليه اكتر.
رضوى واقفة مبتسمة ومش بتتكلم لانها مش مرتاحة للموضوع..
هدي هتسرح شوية وترجع تبصلهم وتقول بحزن :بس احنا مش عارفين هو مرتبط ولا لا.. عشان ..عشان متتعلقيش بيه ويطلع مرتبط او خاطب.
سميرة هتفهم وتبص لرضوى وتقول : مش متهيألي.. وبعدين اكيد هنعرف ونتأكد .
رضوى هتنتبه وتبص للبنات وتقول : ع فكرة الرائد حسام كلمني انهارده..
هدي هتبصلها فجأة وبتوتر : كان كان عايز ايه !!
رضوى : كان بيتطمن ع أمل.
أمل: ربنا يطمنه.
هدي بتعجب: بس؟؟؟
رضوى هتقرب منها بهدوء وتقول : وسأل عليكي يا هدي.
هدي بابتسامة حزينة : بجد يا رضوى!!
رضوى هتسكت شوية وبحزن تبصلها : اسمعيني يا هدي ..
انا عارفة انك اتعلقتي بيه ف الفترة الي قعدتيها معاه .. بس دا بالذات مش هينفع يا هدي..مش هينفع حتي تفكري فيه لانه مش من حقك.. ف ارجوكي تنسي الوقت الي قضتيه معاه وكأنه محصلش..انتي لسه قدامك فرص تانية كتير ف متربطيش نفسك ع حاجة شبه مستحيلة.
هدي هتتوتر ووشها هيحمر ودموعها هتنزل وتقول بصوت ضعيف وهي بتمسح عينيها وتداري دموعها : والله حـ حاولت.. حاولت ومش قادرة يا رضوى.
سميرة هتقرب منها هي وأمل وتحضنها وهي بتقول بحزن: يا حبيبتي ..ان شاءالله هتنسيه مع الوقت..
هدي تقاطعها وهي بتبكي :بالعكس يا سميرة..انا انا يمكن محستش بدا اكتر غير لما بعدت عنه.. وف اليومين دول انا انا حسيت بعذاب اكتر وبحس اني حبي ليه بيزيد وبحس اني نفسي أشوفه جدا.. معرفش لما الوقت يمر اكتر من كدا انا هوصل لايه.
رضوى بحزن شديد : بقا كل دا جواكي ومش بتتكلمي يا هدي!
هدي بنظرة ضعف : انا معرفتش اني اتعلقت بيه كدا غير واحنا ف المستشفي وهو ماشي خلاص..حسيت ان غيابه فرق معايا جدا وكأني كنت عايشه معاه سنين مش أيام.. انا نفسي أشوفه أوي يا رضوى.
أمل هتطبطب عليها وبحزن تقول : واضح ان الظروف الي كنتي فيها كانت السبب ف انك تكتشفي حبك ليه بعد ماتبعدي عنه.
رضوى بحزن: هدي.. انتي عارفة انه ماينفعش..
دي كانت فترة وخلاص خلص وقتها.. لازم تتعاملي ع اساس انها كانت تجربة وعدت مش أكتر زي بالظبط ما انتي بالنسباله كنتي مهمة وخلصت..
حاولي يا قلبي متفكريش فيه واشغلك نفسك بأي حاجة تانية واحنا جنبك وهنساعدك.. وانتي هتنسيه ان شاءالله..
سميرة هتحاول تهديها وتبصلها بابتسامة تقول : دا انتي يا هدي اجمل واحدة فينا وست البنات والف واحد يتمناكي ...بقا ف الاخر تقعي ف واحد خاطب وهيتجوز.. لا وكمان ظابط ومكلف بالقبض ع عمنا دا!
هدي بابتسامة حزينة : حظي بقا يا سميرة..
رضوى: حاولي ع الاقل يا هدي.. تمام
هدي بهدوء : تمام.. هحاول ان شاء الله انساه .. وتسرح وهي بتقول.. زي بالظبط ماهو كمان هينساني .
رضوى : ربنا يقدرك يا حبيبتي و.
فجأة يقاطعهم صوت المنبة ورضوى تقوم وتمسك الموبايل وهي بتقول : ميعاد شيفت بليل.. طيب يلا يا بنات انا همشي دلوقتي وان شاءالله هحاول مش اتأخر.. وتبص لهدي وتقرب عليها وتهمس.. سيبيها لله يا هدي.. اعملي الي عليكي وسيبيها لله وان شاءالله ربنا يكتبلك ويقدرلك الي فيه الخير .
هدي بابتسامة خفيفة: حاضر يا رضوى.
وتسيبهم رضوى وتمشي وهي بتوصي سميرة عليهم...
(ف بيت عاشور...)
كلهم قاعدين تحت ومتجمعين..
عاشور : يعني خلاص هتتجوز!
أشرف : ايوا يا حج.. انا معرفش بنات عمي راحوا فين ومش هفضل مستني ع أمل اني الاقيهم!
عاشور بعصبية: وعشان كدا انا كنت رافض وعايزكم تلاقوهم الاول لانكم هتيأسوا ومش هتدورا عليهم بضمير.. دول شرفكم.. انتو مش شايفين
الناس ف المنطقة بيبصولنا ازاي!!.. شوية بنات هينزلوا راسنا ف الارض ولا ايه؟؟
أشرف بغضب: يا حج اوعدك مش هبطل ادور عنهم وهفضل وراهم لحد ما الاقيهم..ولما نلاقوهم انا هاخد سميرة زوجة تانية ومش هتروح برا بردو..
صابر : فكرة بردو.
عاشور يبص لبدر : وانت ايه رأيك يا بدر؟!!
بدر كان سرحان وبيفكر وفجأة يبصله وينتبه: نعم!.. الي تشوفه يا حج..
عاشور بتعجب: انت مش مركز معانا ولا ايه!
بدر بصوت تعبان : عندي صداع ومش قادر اركز.. انا هطلع أنام..
ويقوم بدر ويطلع ع فوق وهو مشغول وحاسس بصداع رهيب من التفكير ..
يقرب من الاوضة ولسه هيفتحها يسمع صوت أميرة بتتكلم مع حد ..
بدر هيقرب اكتر م الباب بهدوء ويحاول يسمع بتقول ايه وبتتكلم مع مين..
يسمعها بتتكلم بصوت واطي وتقول: لا بدر غيرهم صدقيني.. انا واثقة فيه جدا.. بقولك ماحستش براحة ولا آمان غير لما فعلا بقيت معاه يا ..
بدر لسه بيتصنت واول ما يتأكد انها بتتكلم ف موبايل هيفتح الباب فجأة ويزقه بقوة يقفله ..
أميرة هتتخض وتصرخ اول ماتشوفه وتخبي الموبايل ورا ضهرها وتبعد عنه وهي متوترة وبترتعش..
بدر بيقرب عليها وعينيه كلها غضب ووشه احمر من عصبيتة ..أميرة بتبعد عنه وهي مش قادرة تاخد نفسها وبتوتر شديد ومش عارفة تجمع الكلام هتقول :بـ بدر.. انا انا هـ هفهمك والله.
بدر بنظرة غضب شديدة وصوت حاد : كنتي بتكلمي مين!!!
أميرة دموعها هتنزل وخلاص وصلت للحيطه ومش عارفة تروح فين ولا تبعد وبتبكي بشدة .. بدر هيقف قدامها وملامحه كلها غضب.. أميرة هترفع ايديها عند وشها وخايفة يضربها..
فجأة بدر هيضمها ليه بقوة بايديه ويشد من ايديها الي ورا ضهرها الموبايل وياخده وهيزقها تاني ..أميرة هتروح عليه وتمسك ايديه وهي بتتوسل بدموع شديدة: والله هفهمك.. اسـ اسمعني بس.
بدر هيزقها بعيد وهو بيزعق: اخرررسي.
وهيفتح الموبايل وهيجيب اخر رقم ويتصل عليه.. هيلاقي جرس.. هيبص لأميرة بشك ونظرة عتاب وفجأة هيلاقي حد رد..
بدر اول ما يسمع صوتها هيتصدم وبدهشة شديدة هيقول: رضوى!!!
الجزء الثاني عشر من هنا
أشرف بغضب: يا حج اوعدك مش هبطل ادور عنهم وهفضل وراهم لحد ما الاقيهم..ولما نلاقوهم انا هاخد سميرة زوجة تانية ومش هتروح برا بردو..
صابر : فكرة بردو.
عاشور يبص لبدر : وانت ايه رأيك يا بدر؟!!
بدر كان سرحان وبيفكر وفجأة يبصله وينتبه: نعم!.. الي تشوفه يا حج..
عاشور بتعجب: انت مش مركز معانا ولا ايه!
بدر بصوت تعبان : عندي صداع ومش قادر اركز.. انا هطلع أنام..
ويقوم بدر ويطلع ع فوق وهو مشغول وحاسس بصداع رهيب من التفكير ..
يقرب من الاوضة ولسه هيفتحها يسمع صوت أميرة بتتكلم مع حد ..
بدر هيقرب اكتر م الباب بهدوء ويحاول يسمع بتقول ايه وبتتكلم مع مين..
يسمعها بتتكلم بصوت واطي وتقول: لا بدر غيرهم صدقيني.. انا واثقة فيه جدا.. بقولك ماحستش براحة ولا آمان غير لما فعلا بقيت معاه يا ..
بدر لسه بيتصنت واول ما يتأكد انها بتتكلم ف موبايل هيفتح الباب فجأة ويزقه بقوة يقفله ..
أميرة هتتخض وتصرخ اول ماتشوفه وتخبي الموبايل ورا ضهرها وتبعد عنه وهي متوترة وبترتعش..
بدر بيقرب عليها وعينيه كلها غضب ووشه احمر من عصبيتة ..أميرة بتبعد عنه وهي مش قادرة تاخد نفسها وبتوتر شديد ومش عارفة تجمع الكلام هتقول :بـ بدر.. انا انا هـ هفهمك والله.
بدر بنظرة غضب شديدة وصوت حاد : كنتي بتكلمي مين!!!
أميرة دموعها هتنزل وخلاص وصلت للحيطه ومش عارفة تروح فين ولا تبعد وبتبكي بشدة .. بدر هيقف قدامها وملامحه كلها غضب.. أميرة هترفع ايديها عند وشها وخايفة يضربها..
فجأة بدر هيضمها ليه بقوة بايديه ويشد من ايديها الي ورا ضهرها الموبايل وياخده وهيزقها تاني ..أميرة هتروح عليه وتمسك ايديه وهي بتتوسل بدموع شديدة: والله هفهمك.. اسـ اسمعني بس.
بدر هيزقها بعيد وهو بيزعق: اخرررسي.
وهيفتح الموبايل وهيجيب اخر رقم ويتصل عليه.. هيلاقي جرس.. هيبص لأميرة بشك ونظرة عتاب وفجأة هيلاقي حد رد..
بدر اول ما يسمع صوتها هيتصدم وبدهشة شديدة هيقول: رضوى!!!
الجزء الثاني عشر من هنا
