الخمس بنات
(الجـزء 12 )
بقلم ايمان طايل
فجأة بدر هيضمها ليه بقوة بايديه ويشد من ايديها الي ورا ضهرها الموبايل
وياخده وهيزقها تاني ..أميرة هتروح عليه وتمسك ايديه وهي بتتوسل بدموع شديدة: والله هفهمك.. اسـ اسمعني بس.
بدر هيزقها بعيد وهو بيزعق: اخرررسي.
وهيفتح الموبايل وهيجيب اخر رقم ويتصل عليه.. هيلاقي جرس.. هيبص لأميرة بشك ونظرة عتاب وفجأة هيلاقي حد رد..
بدر اول ما يسمع صوتها هيتصدم وبدهشة شديدة هيقول: رضوى!!!
رضوى هتتصدم لما تسمعه وقلبها هيدق جامد من القلق والتوتر وحاسة ان لسانها تقل ومش قادرة ترد..
بدر بغضب يزعق: انتي
رضوى مش كدااا!!
رضوى تبلع ريقها وبتوتر شديد وهي بتحاول تتمالك اعصابها : اايـ ـوا يا بدر..
بدر هيبص لأميرة بنظرة تعجب شديد ويرجع يكلم رضوى وبصوت كله غضب وحدة : ازيك يابنت عمي.
رضوي مترددة وحاسة انها مش قادرة تفكر وف نفس الوقت لازم ترد عليه..
وبسرعة هتحاول تجمع كلامها و بتوتر هتقول : بدر.. انا انا عارفة انك قد كلمتك واكتر واحد ف اخواتك احنا ممكن نثق فيه.. ارجوك يا بدر.. كله الا أميرة..
بدر عينيه هتروح ع أميرة بنظرة عتاب وهيعرف انها قالتلهم اتفاقه ووعده ليها وعشان كدا هما اتطمنوا ومارجعوش ... بدر هيقرب منها وعينيه لسه عليها بغضب وهي بتبعد عنه بخوف
شديد وهيرد ع رضوى بنبرة تهديد : انا فعلا كنت ع وعدي ليها لحد النهارده.. بس واضح انكم عارفين ومش مهتمين.. يبقا انا كمان مش ههتم ولا هبقا ع وعود..
أميرة هتبكي بشدة وهي بتبعد عنه اكتر وبتقول بضعف : لا يا بدر بالله عليك..
رضوى بغضب ولهفة تقاطعه وتزعق: لا ياااا بدر.. لا ..أوعي تعملها حاااجة يابدر ..أميرة ملهاااش ذنب..
يقف بدر مكانه وبعصبية شديدة وعينيه تحمر يقاطعها: وطالماااا انتي عااارفة كدا..
طالما عارفة ان ملهاااش ذنب.. سيبتوهااا ليــه!! اختك دلوقتي هي الي بتدفع التمن عنكم كلكم.. عملتي كدا ليه؟؟!!
وفجأة هيقرب من أميرة اكتر ويمسكها من دراعها جامد ويشدها عليه وهو ضاغط عليها بقوة وهي بتبكي وتصرخ م الوجع وهيفتح الاسبيكر ويقول بعصبية : سااامعة يا رضوى!!! سااامعة صوتها!
رضوى دموعها نزلت بحرقة وحسرة لما سمعت اميرة بتبكي وتصرخ لكن رفعت ايديها ع بوقها وبتحاول تكتم صوتها عشان ميحسش
انها ضعيفة قدام تهديده.. وبتحاول تسيطر ع اعصابها عشان تعرف ترد عليه بس مش قادرة.. وفجأة هتصرخ أميرة اكتر وهي بتتوجع : آااه..آااااه
فجأة رضوى مش هتتحمل وتصرخ بصوت عالي : قولتلك أميرة لاااا يا بدر ..خلي حسااابك معاياااا انا.. اختي لا..
بدر بغضب وتهديد : اسمعي بقا يا رضوى..
أنا ممكن ببساطة اوي
ارجع ف كلامي الي قولته لأختك وانتي عارفة انا ممكن اعمل ايه حالا وأجبركم تيجوا غصب عنكم... بس انا اصلا مش عايز الجأ للطريقة دي لأن أختك ملهاش ذنب ف غلطة انتو عملتوها.. بس صدقيني لو دا الحل الاخير الي قدامي فأنا مش هتردد اني اعمله..
بس انا هديكي فرصة يا رضوى.. ارجعي انتي واخواتك احسنلك...ارجعوا والا تنسوا ان ليكم اخت اسمها أميرة ولا هتشوفوها باقي عمركم.. فاااهمة يا رضوى.. وهيقفل المكالمة بسرعة..
هيبص لأميرة وهي بتتوجع من ايديه ويرفع الموبايل قدامها وبغضب يسألها : جبتيه منين دا؟؟؟؟ انطقي!!
أميرة رافعة ايديها التانية قدام وشها وهي خايفة وبتحاول تبعد او تفلت منه لكن قبضته قوية ع دراعها وبيشدها كل ماتبعد..صوت بكاها بيزيد ومش قادرة ترد.
بدر يضغط ع دراعها اكتر وبعصبية يزعق: قولتلك جيبااااه منين!! ردي علياااا؟ ردي وااالا هكسرلك دراعك خالص!
أميرة هتتخض من صوته وبترتعش وبتحاول تجمع الكلام : هـ ..هـ ـدي ..هـ ـدي جـ جابـ تـه لـ لـمـ ـا كـ ـانت بتـ بتـ ـزورني.
بدر بنظرة قاسية ونبرة عتاب: و هي دي بقا الثقة الي مابنا؟؟!! هو دا المقابل لثقتي فيكي!!
أميرة تبكي اكتر وتقول بتوتر شديد : والله دي دي أول مـ مرة اكلمهم من بعد جـ جـ ـوازنا.. ومعرفش عـ عنهم أي حاجة.
بدر بغضب : وهتبقا آخر مرة..فاااهمة!
أميرة بخوف تهز راسها لتحت وبلهفة تقول: حـ حاضر ..حاضر.
بدر هيزقها بعيد بعنف ويسيب دراعها..
ويطلع الفون بتاعه وياخد رقم رضوى يحفظه عنده ..وبعدين هيفتح الموبايل الي كان مع أميرة ياخد منه الخط يحتفظ بيه ف جيبه ويرمي الموبايل ع الارض وبعصبية يكسره ..
أميرة بعدت عنه وواقفة مرعوبة ورفعت ايديها ع بوقها وهي خايفة وبتبكي وعينيها عليه..
بدر هيرفع عينيه عليها بغضب ويقرب منها وهي بترتعش: انتي طبعا عارفة هما فين.. قوليلي هما فين ومش هعملك حاجة.
أميرة بتبعد بس خلاص هو وقف قدامها وحبسها وهي مش عارفة تتحرك وبتوتر : لا.. لا مـ ماعرفش..
بدر بعصبية هيرفع ايديه ويخبط الحيطة جنبها بالظبط : لاااا اكيد عاارفة ومتكذبيش.
أميرة هتتخض جامد وبصوت بكاء عالي : و.. والله ماعرفش .. لو لو أعـرف اكيد مـ مكنتش هلجأ لأشرف لما قالي انه عـ عارف مكانهم.
بدر بنظرة شك :يعني ماعرفتيش م اختك دلوقتي؟؟
أميرة بلهفة وارتباك : لا محصلش.. هي كـ كانت بتعرف مني الي حصل وفهمتها ان ان مابينا اتفاق ومـ ملحقتش اسألها هما فين ..
صدقني معرفش والله يابدر.
بدر هيغضب اكتر وهيزعق بنظرات عتاب : وانا مش قولتلك ان الاتفاق دا هيكون مابينا وبس!!
انا وعدي كان ليكي انتي وبس وكان عشاااانك انتي..
دلوقتي اخواتك اتطمنوا ومش هيرجعوا بسببك ..وبالرغم اني هددت اختك قدامك
الا اني متأكد انها مش هتيجي ومش بعيد فعلا ينسوكي ويضحوا بيكي لانك لو فارقة معاهم كانوا ماتخلوش عنك وهربوا كلهم..وبكره تتأكدي من كلامي ..
وبحزن يقول.. وانا الي
بيضايقني اكتر ان بعد دا كله انك بردو مش فااااهمة ومش عايزة تفهمي وبتخليني اغضب منك..
وبعصبية شديدة يقول.. اعمل فيكي ااايه دلوقتي !! اااعمل فيكي اااايه!
ويرفع ايديه ولسه هيضربها أميرة هتصرخ وترفع ايديها ع وشها وهي خايفة وبتقول : انا آسفه.. والله آسفه.
بدر هيبصلها بحزن وهيحاول يكتم غضبه وينزل ايديه وهو بيقول : انتي عارفة لو عمك عرف هيعمل فيكي ايه!! انا مش هعملك حاجة.. بس كفاية عليكي عمك.
أميرة هترفع عينيها عليه بلهفة وبتوتر شديد: لا يا بدر.. بالله عليك ماتقوله..عمي لا يا بدر والنبي..
بدر هيقاطعها وبتهديد :
انتي اصلا تستاهلي الي يجرالك ..وهيتحرك من قدامها ويمشي وهو غضبان..
أميرة هتجري عليه وتشده بتوسل : لا يا بدر ارجووك لا ..
لكن بدر مش بيرد عليها
وقرب ع الباب وهيخرج..
أميرة هتجري تقف قدام الباب وتسده وهي بتقول بصوت مكتوم ومهزوز ودموعها نازلة : لا يابدر.. حـ حاسبني انت.. بس متقولش لعمي ارجوك..انت مهما تعمل ف بالنسبالي أهون بكتير م اي حد تاني ف البيت..
بدر هيقف لحظة وعينيه
عليها وبياخد نفسه بصعوبة ومش بيرد.. وبعدين يقرب عليها ويهمس ليها بغضب: عشان تحرمي بعد كدا ..ويشدها من قدام الباب ..ولسه بيفتحه.
أميرة هتمسك ايديه وتشدها وهي بتبكي بشدة: خلاص يا بدر.. حرمت خلاااص.. مش هعمل كدا تااني.
بدر اصلا من جواه مش
ناوي يقول لعاشور ..هو كان بيخوفها مش اكتر.. وبعد توسلها ليه هيقف شوية ساكت وبعدين هيقفل الباب تاني ويرجع يبصلها بغضب ويقول : اسمعيني كويس يا أميرة لاني خلاص مش هسامح تاني ع اي غلطة تعمليها..
لو عملتي اي حاجة من
ورايا او حاولتي تتواصلي مع اخواتك تاني.. انا وقتها مش هعطيكي فرصة تتكلمي أصلا.. ورد فعلي انتي هتندمي عليه باقي حياتك.. أظن كدا كلامي واضح..
أميرة دموعها وقفت وهي مركزة معاه وعينيها مرفوعة عليه وبتسمعه وهتسيب ايديه بس نظراتها ليه كلها خوف وضعف وهتهز راسها لتحت ببطء يعني تمام.
بدر هيكمل كلامه وبعتاب : انا المفروض كنت طالع عشان انام وارتاح بس انتي تعبتيني اكتر..
انا مش عايز اشوفك قدامي اليومين دول خالص وحاولي تبعدي عن المكان الي انا موجود فيه لحد ما انسي الي حصل دا.. وانا مش هنام هنا.. بس الصبح الاقيكي مش موجودة..فاااهمة!
أميرة بتوتر شديد: حـ حاضر..
بدر هيفتح الباب ويمشي ويشد الباب بعنف وراه.
أميرة هتقعد ع الارض مكانها بشويش وهي منهارة وبترتعش وتضم ايديها ورجليها وتسند راسها ع ركبتها ودموعها نازلة.
بدر هيروح ع اوضة صابر وهيدخل بسرعة يقلع الجاكت ويقعد ع السرير وهو بياخد نفس عميق ويهدا ويطلع فونه ويعمل اتصال..
بدر بلهفة : ازيك يا باشا.. كنت طالب منك خدمة كدا..
هبعتلك رقم كدا وعايزك تعرف مكانه فين بالظبط.. تمام.. لا براحتك خد الوقت اللي انا عايزه.. تسلم ياباشا..سلام.
ويقفل معاه المكالمة ويدور ع رقم رضوى عشان يبعته..
يقاطعه صابر وهو داخل الاوضة بتعجب شديد : بدر!!! بتعمل ايه هنا؟
بدر هيرفع عينيه عليه وهو لسه ماسك الفون وبيبعت رقم رضوى وهيرجع يبص للفون وهيرد عليه بصوت ضعيف: انا هنام هنا يومين كدا..
صابر هيقرب منه وبضحكة : يومين كدا !! هو فيه حاجة حصلت ولا ايه!
بدر بهدوء :لا مفيش.
صابر بتعجب: مفيش ازاي!.. واضح انك متضايق يا بدر..انت زعلان مع أميرة ولا حاجة؟؟
بدر انا بكلمك ..انت مشغول ف ايه!
بدر هيقفل الفون ويبصله ويقول :قولتلك مفيش يا صابر.. انا زهقان شوية بس وعايز اكون لوحدي.. وانت روح نام ف اوضة الضيوف عشان لو روحت انا وحد شافني انت عارف الكلام والاسئلة هتكتر وانا مبحبش كدا.
صابر بنظرة شك :لا واضح فعلا انك متضايق جدا.. بدر انت طول اليوم سرحان وحاسك ف مكان تاني كدا.. حتي بردو كنت سرحان واحنا قاعدين تحت و معرفتش اخر كلام كان ايه.
بدر م غير ما يبصله وبلا مبالاة : ومش عايز اعرف.
صابر بابتسامة: لا لازم تعرف بقا..
اشرف هيتجوز ع فكرة.. واقولك ع حاجة.. انا حاسس انه غيران منك عشان كدا قرر يتجوز.
بدر بهدوء: ربنا يتممله ع خير يا سيدي..وعقبالك.
صابر بابتسامة حزينة : وانت طيب يا باشا ..بس انا مش هعمل زيه.. انا مش هتجوز غير هدي.. هدي وبس.
بدر هيرفع عينيه عليه وبتعجب : هو انت للدرجادي بتحبها يا صابر!
صابر بابتسامة خفيفة : يبني هدي دي ساكنة قلبي من اول يوم عرفتها فيه..كانت لسه ف ابتدائي وكنت مع ابوك وهو رايح يتكلم مع عمي ف مشكلة م ضمن المشاكل الي كانت مابينهم.. ولما شوفتها بهرتني بجمالها وقولت هي دي نصيبي .. و كنت بتعمد اروح ازور عمي من ورا ابويا بسببها.. وع فكرة انا قولت للحاج اني الي هتجوزها ان شاءالله..ومش هبطل ادور عليها غير لما الاقيها.
بدر هيبتسم ابتسامة خفيفة ويسكت شوية.. وبعدين يبصله بتعجب : طيب هسألك سؤال يا صابر.
صابر بفضول : اسأل طبعا.
بدر بتعجب: افرض يعني انك لقيت هدي.. بس هي موافقتش ورفضت جوازها منك! هتتجوزها بردو!
صابر بلهفة : اولا مش هترفض لان لما يبقوا كلهم هنا هيوافقوا عشان يفضلوا مع بعض.. ولو مش موافقة عليا انا هخليها توافق.
بدر بدهشة : تقصد هتجبرها !!
صابر بتردد : بص يا بدر ..بالمعاملة هي هتعرف وتحس اني فعلا اكتر حد بيحبها وعايز يسعدها وهثبتلها دا كل يوم ومع العِشرة والايام.. ودا مش هيحصل غير لما اتجوزها.. يبقا مفيهاش حاجة طالما هوصل لحبها بالطريقة دي.
بدر هينزل عينيه للارض ويسرح ومن جواه بيقول : يا خسارة يا صابر..كنت متوقع منك رد تاني.
صابر بيشاور لبدر : ايه يا بدر سرحت فين!!
ايه رأيك ف الي قولته؟؟
بدر هينتبه ليه ويبصله وبهدوء وثقة يقول : انا شايف انك لو اجبرتها دا هيخليها تكرهك وترفضك اكتر ومش العكس.. وشايف انك لو بتحبها بجد مش هتجبرها ع جوازها منك لانك اكيد مش هتبقا مبسوط وانت شايفها حزينة وبتتعذب قدامك .. وهتحاول تثبتلها حبك بأي طريقة تانية.. ومن حريتها انها ترفضه بردو.. الاجبار مش الحل يا صابر.
صابر هيبصله بدهشة وتعجب ويسكت شوية..وفجأة هيبتسم بتردد وهو بيقول : انت بتهزر صح؟!!
بدر بجدية : انت شايف كدا!
صابر بذهول شديد : اصل مش معقول!!!
مش معقول انك تقول كدا يا بدر!
بدر : وليه يعني؟!
صابر بتردد : بدر انت نسيت انك متجوز أميرة وهي مجبرة ع كدا؟؟ وانا شايفها حاليا متقبلة الوضع وعايشة عادي..ثم احنا بندور ع بنات عمك ليه! مش عشان هما هربوا لما عرفوا اننا هنتجوز منهم؟
بدر هيقوم من مكانه وبتوتر وغضب : ع فكرة يا صابر انا معملتش كدا غير عشان اضمن رجوع بنات عمك.. لان الي يهمني اكتر هو انهم يرجعوا ويعيشوا تحت عينينا ومسؤوليتنا مش اننا نتجوز منهم..
دلوقتي الله اعلم بيهم هما فين ولا عايشين ازاي وبيصرفوا منين.. دول شوية بنات ميعرفوش يتصرفوا لوحدهم ..ثم نظرة الناس لينا بعد ما هربوا م المنطقة نظرة مش كويسة .. وكأننا الي طردناهم!
ومهما كان دول بنات عمنا يعني عرضنا وشرفنا وف مكان اخواتنا وقبل اي حاجة لازم ندور عليهم عشان نحميهم.. نحميهم م الحياة والي بيجرا فيها مش عشان نجبرهم ع الجواز!
صابر بدهشة : انا بجد مش مصدق.. مش مصدق ان دا كلامك.. وحتي لو دا انت شايف كدا.. ف ابوك شايف ان الحل الوحيد لحمايتهم وعشان يفضلوا معانا هو الجواز.. ودا هيبقا لمصلحتنا كلنا .. ويمكن انت بس شايف دا دلوقتي عشان اتجوزت أميرة خلاص!
بدر بانفعال: يا صاابر افهم..
يقطع كلامهم اتصال لبدر ..
بدر هياخد الفون ويلاقيه رقم مجهول..
بدر يرد : الو.. مين!...وبتعجب يقول.. مي؟؟ ..رقم مين دا!.. هيمشي ويبعد عن صابر ويروح البلكونة وبغضب يقول.. ياستي ما بعتلك رسالة وفهمتك الي فيها بس انتي الي زهقتيني بمكالماتك كل شوية وانا مشغول فعلا... مي انا فعلا مش ناقص.. وبزهق يقول.. طيب يا مي خلاص..خلاص بقا والا والله ماهتعرفي توصليلي فعلا.. يلا سلام.
يقفل معاها ويدخل يلاقي صابر كان مركز معاه وسمعه وبتعجب يقول : هو انت لسه بتقابلها؟؟
بدر هيقعد ويرمي الفون جنبه وهو بيقول بحزن : لا..انا كنت نسيتها اصلا.
صابر بتعجب : طيب ما تشوفها عايزة ايه وفهمها تبعد عنك..
بدر هيرفع عينيه وبتردد وصوت ضعيف هيقول : مصيبة يا صابر.. عايزاني ف مصيبة..
صابر بقلق : مصيبة ايه؟؟!!!
بدر هياخد نفس عميق ويقول : بتقول انها حامل ..
صابر بصدمة ولهفة: ينهااااراسسسسسمر ..دا ايه الداهية دي!! حصل امتي دا؟؟؟
بدر بتوتر : انا لسه عارف م يومين..
صابر بنظرة عتاب : وانت ازاي اصلا متاخدش بالك م حاجة زي كداااا؟؟؟
بدر بعصبية: انا اصلا مش مصدقها...حاسس انها بتكذب..
صابر بتعجب : وهتعمل ايه؟ هتتجوزهااا؟؟
بدر بضيقة : معرفش يا صابر.. لما اتأكد الاول.. لاني مش متطمن لكلامها الصراحة.. وكمان هي بدأت تزن عليا وتتصل كل شوية من يوم جوازي من أميرة ..ومن ليلة ما أميرة جات عندي وهي لازم تكلمني قبل مانام ..انا حاسس انها عرفت اني اتجوزت وبتعمل عليا كذبة عشان ارجعلها..
صابر بلهفة: يبقا لازم تتأكد علطول قبل ما الامر يتطور ومتعرفش تتصرف..
بدر يقاطعه بعصبية : انا فعلا كنت هروحلها ..بس ابوك مارضيش.. وهي مش بتزهق وبتتصل عليا طول اليوم ولما تجاهلتها جابت رقم جديد وكلمتني منه حالا..
احنا اول مانخلص العملية دي هروحلها وهنهي الموضوع دا عشان تعبت اصلا م التفكير..
صابر بتخمين : هو دا بقا الموضوع الي شاغلك ومضايقك كدا !!
بدر هيبصله ويبتسم بحزن وتعب ويرجع يبص للارض وهو مشبك ايديه ف بعضها وبيفكر ويقول : انت مش فاهم حاجة يا صابر..
صابر بقلق: طيب ما تفهمني انت.
بدر يتنهد وبصوت ضعيف : افهمك ايه ولا ايه بس.. روح نام يا صابر.. روح نام وارتاح.
صابر بحزن: واضح انك تعبان جدا يا بدر..
بدر بهدوء : انا هبقا تمام.. متقلقش.. روح انت يلا عشان نخلص شغل بكره وافضي للمشاكل دي.
صابر وهو بيقوم بشويش : طيب يابدر.. وانت كمان ارتاح وربك هيسترها ان شاءالله.. تصبح ع خير.
وهيمشي وياخد لبسه ويطلع من الاوضة ..
بدر هيفضل قاعد شوية ويرفع ايديه يمشيها ع شعره وهو بيفكر ويسند ع المخدة.. وفجأة هيفتكر حاجة وهياخد الفون ويعمل اتصال..
بدر بلهفة : ايوا يا حمادة.. بقيت تمام دلوقتي!!..طيب عايزك بقا تحكيلي الي حصل بالتفصيل.. تمام وانا سامعك...
(بعد نصف الليل عند رضوى..)
ف الكافتيريا..الشغل بقا هادي ومفيش ناس كتير..
رضوى قاعدة ع ترابيزة ف جنب وساندة راسها ع ايديها وتحت ايديها مذكراتها الي غرقانة دموع ..
فجأة حد يلمسها من كتفها وبصوت هادي : رضوى انتي كويسة؟!!
رضوى هتتخض وترفع راسها فجأة وتلاقيه المدير.. هتقف وهي بتحاول تمسح دموعها وعينيها ف الارض وترد بارتباك : ايـ ايوا انا كويسة .
المدير هيشوف وشها أحمر وعيونها تعبانة من البكا .. بقلق هيقول : لا طبعا انتي مش كويسة خالص.. انا شايفك م المكتب م فوق من فترة وانتي قاعدة كدا وواضح انك متضايقة جدا.. مالك يا رضوى؟؟ وبتبكي ليه !!
رضوى بتوتر : صدقني يا فندم انا بخير.. شوية صداع بس.
المدير بنظرة شك: اخواتك كويسين يا رضوى؟!
رضوى بتوتر وبتحاول تبتسم : ايـ ايوا.. كلنا كويسين الحمد لله..
المدير بنظرة شك: براحتك يا رضوى لو مش عايزة تتكلمي .. انا مش هحاول اضغط عليكي.
رضوى بتوتر شديد: انا انا ..انا لازم امشي عشان اكمل شغل.. بعد اذنك يا فندم..
المدير : لا استني.. تكملي شغل ايه وانتي تعبانة كدا.. انتي لازم ترتاحي .. روحي غيري يلا وانا هوصلك لحد البيت.
رضوى فجأة هتبصله وبدهشة : لا طبعا..
اقصد اقصد انا مش تعبانة.. انا هفضل لآخر الشيفت يا فندم.. وانا هرجع البيت مع واحدة زميلتي هنا.. شكرا جدا لحضرتك.. بعد اذنك.
وتاخد مذكراتها وتمشي بسرعة وهي متوترة..
المدير واقف عينيه عليها لحد ما اختفت من قدامه..
بعيد عنهم شوية شاب كان مركز مع رضوى من قبل ما ينزل ليها المدير لانها لفتت انتباهه وهي داخله تبكي بشده بعد المكالمة وبعدين لقاها جابت حاجة وقعدت تكتب فيها وهي منهارة وبعدين هديت شوية وسندت عليها .
الشاب دا سمع حوارهم بسبب هدوء الليل والموسيقي الهادية..
فجأة يقطع انتباهه صديقه وهو بيهمس ليه بتعجب: أحمد!.. يا أحمد؟؟ انت مركز فين يابني؟؟
أحمد فجاة ينتبه ليه ويقول: نعم! عايز ايه؟؟
: عايز ايه؟؟ عايز اقولك اننا قاعدين بقالنا فترة وحضرتك مش عارف تركز وتخلص المشروع؟ هنسلمه ازاي بكره دا!!
أحمد بثقة : ان شاءالله هنخلصه.. ركز انت بس ف الي بتعمله..
: حاضر هركز وربنا يستر والمدير ما يفصلناش خالص بسببك.
أحمد يضحك وهو بيقول : لا مش هيفصلنا..والمشروع دا هيبقا سبب ف ترقيتنا كمان بإذن الله وبكره تشوف...
بعد ساعتين..
رضوى لبست وخارجة عشان تمشي وهي مهمومة وعيونها وارمة وتعبانة ومرهقة م الشغل..
بعدين تلمح اتنين كانوا سهرانين ف الكافتيريا وهما بيشيلوا اوراق كتير قدامهم وهيمشوا ..حد منهم لمحها وفجأة رجع يبصلها تاني وبتركيز..
رضوى اخدت بالها وهتتعجب من نظرته بس مش هتهتم وهتمشي بسرعة وتطلع م الكافتيريا..
هتطلع وتمشي شوية لحد ما توصل لمكان وتقعد فيه مستنية الاتوبيس.. وهي قاعدة بتفكر هتفتكر الشاب دا تاني ..وهتهمس لنفسها بتعجب : هو انا ليه حاسه اني شوفته قبل كدا!!
(عند البنات الصبح..)
رضوى نايمة وبتحلم..
رضوى ماشية ف طريق طويل وضلمة بس فيه نور بيقابلها كل شوية ينور طريقها.. رضوى هتوصل لنهايته وتلاقي شارع تاني وفيه غمامه ومش شايفة فيه حاجة وخايفة تدخله وفجأة هتلمح في آخره أميرة وهي بتنادي عليها وبخوف ترجع تاني تجري لورا وتختفي ..
رضوى واقفة خايفة تروح وبتدور ع حد يدخل معاها .. وفجأة هتلاقي والدتها جاية ليها وهتمسك ايديها وبتشجعها : يلا يا رضوى.. خليكي شجاعة وكملي طريقك..
رضوى هتبكي : أميرة هناك لوحدها يا ماما.. بس انا تعبت جدا.. ومش عارفة أعمل ايه.
مامتها بحزن : انتي مش هتعملي حاجة يا حبيبتي.. كل حاجة ربنا هيدبرها .. متخافيش يا رضوى.. انتي هتكوني الاقوى دايما ..وهتعدي كل دا ..لازم تفضلي ثابتة.. انتي وصلتي لنص الطريق ومش باقي الا دا..
وفجأة رضوى تلمح واحد جاي م بعيد م الشارع دا ومعاه نور بس ملامحه مش باينه ..ولما يقرب للمكان الي فيه أميرة رضوى هتشوفها واقفة مع بدر وماسكة فيه وهي خايفة.. وتلاقي ف نفس الوقت واحد جاي من جنبها وعايز يدخل الشارع وبعدين هيرجع ويبصلها ويقولها : تعالي معايا وهوصلك.
مامتها هتبصلها بلهفة: يلا يا رضوى.. دي فرصتك..كملي طريقك وهو فيه نور وونس..
رضوى هتبصله وهي خايفة وتيجي تدخل معاه هتلاقي الي معاه نور مقابلهم وقرب عليهم ..
رضوى هتبصله بتعجب شديد وهتقول : الرائد حسام!
هدي بهدوء : رضوى!.. يا رضوى؟؟؟ اصحي يلا يا رضوى!!
رضوى هتفتح عينيها بشويش وهي بتمتم بصوت مش مسموع : حـ حسام ...واول ماتشوف هدي هتفتح عينيها جامد وتفوق.
هدي بابتسامة : بتقولي ايه! انتي لسه بتتكلمي وانتي نايمة ولا ايه! يلا قومي افطري..
رضوى بابتسامة خفيفة : حاضر.
وتقوم رضوى وتصلي وتطلع وهي ماسكة الموبايل وتلاقي رسالة من حسام مكتوب فيها " ساعة والملف يكون عندك"..
رضوى هتقفل الموبايل وترفع عينيها وتشوف البنات كلهم صحيوا وقاعدين عشان يفطروا..
رضوى هتقعد وهي بتقول بصوت ضعيف: صباح الخير يا بنات.. ويردوا عليها بس هي مش مركزة ولسه واضح عليها التعب والارهاق وهتفضل تفكر ف اللي حصل بليل وتفتكر الحلم وأميرة وبدر وحسام وحاسة بلخبطة.. والبنات هيلاحظوا انها مش بتفطر معاهم..
سميرة بتعجب: مش بتاكلي ليه يا رضوى!! يا رضوى؟؟
رضوى هتنتبه فجأة: ها! نعم يا سميرة!
أمل بلهفة تبصلها: رضوى انتي تعباانة؟؟ مش بتفطري ليه؟
رضوى بحزن : لا انا تمام الحمد لله.. حاسه اني مليش نفس بس.
هدي تبصلها : انتي خسيتي كتير ع فكرة وعينيكي واضح انها تعبانة ! رضوى انتي مش لازم تروحي شيفت بليل.. كفاية عليكي بالنهار.
سميرة : ايوا.. وانا هحاول الاقي وظيفة ف مستشفي واخفف عنك شوية.
تقاطعهم رضوى بغضب وتوتر وعينيها فيها دموع : قولتلكم انا كويسة.. صدقوني انا كويسة.. بلاش تتعبوني بكلامكم انتم زي كل مرة.
سميرة هتقرب منها وبهدوء : طيب اهدي.. محدش هيقولك حاجة.. بس قوليلنا انتي مالك! انتي متغيرة يا رضوى واحنا ملاحظين دا.
رضوى هترفع عينيها عليهم وبحزن شديد تقول : انا انا لازم اقولكم..
سميرة بتعجب : تقوليلنا ايه؟؟
رضوى بحزن : انا كلمت أميرة انبارح ..
هدي بلهفة: بجد يا رضوى!!
أمل هتقوم عليها وبتعجب: طيب انتي متضايقة كدا ليه!! أميرة مالها يا رضوى؟؟
سميرة بقلق: أميرة كويسة يا رضوى؟؟
رضوى هتحاول تتمالك أعصابها وبصوت قوى هتقول : بدر شافها وهي بتكلمني..
أمل هتتخض وترفع ايديها ع بوقها وتقول : يالهووي.
سميرة بقلق شديد : حصل ايه ؟؟ كملي؟؟؟
رضوى بتردد: و.. وكلمني..
هدي بصدمة ولهفة : يانهاااراسوود.. وقالك ايه؟؟
رضوى دموعها هتنزل غصب عنها وتحاول تبقا قوية وتمسحها بسرعة وبغضب شديد تقول: قاالي لازم نرجع كلنا والا مش هنشوف أميرة تاااني.. هو دا الي حصل..
هدي بدهشة وتوتر : وقولتيله ايه يا رضوى؟؟
رضوى بغضب: مش عطاني فرصة اتكلم اصلا وفصل المكالمة بعد ماقالي كدا..
سميرة بقلق: يعني ايه ..هنرجع يا رضوى؟؟
رضوى بحدة : محدش فيكم هيرجع.. انا الي هرجع..
سميرة بتوتر : طيب ناوية ع ايه؟؟ احنا مش عايزين نتحرم م اختنا..
هدي بقلق: اوعي تكوني هتبلغي !
أمل بلهفة وحزن: احنا مانقدرش نسيب أميرة.. لازم كلنا نرجع ونبقا معاها.
رضوى هتهدا شوية وتسرح ومش بترد عليهم ..
سميرة بتوتر شديد وانفعال : ردي علينااا.. احنا بنكلمك.. احنا لازم نتصرف بسرعة.
رضوى هترفع عينيها عليهم وبهدوء تقول : انا لاحظت حاجة ف المكالمة دي.. حاجة ممكن تساعدني أنفذ الي ف دماغي..
هدي تقاطعها بلهفة : حاجة ايه؟؟
رضوى بتردد : حاجة انا حسيتها..
الاول وانا بكلم أميرة لقيتها واثقة جدا ف بدر وانا كنت بحاول اقنعها انها مخدوعة فيه عشان مش تستسلم ابداً وتفضل ثابتة ع موقفها..وفهمتها انه بيستغلها عشان احنا نرجع..
لكن لما بدر كلمني.. حسيت انه بيعاتبني اننا سيبنا أميرة ومشينا أكتر من انه بيعاتبني علي اننا هربنا اصلا.. معرفش.. بس انا لما هديت بعد المكالمة وفكرت ف كل كلمة حسيت انه فعلا كان وعدها بجد ان جوازهم دا صوري كدا عشان يرهبنا بس ونخاف ونرجع ليهم..
هو فعلا بدر حاول يهددني بيها بس انا حسيت بحاجة غريبة.. حسيت انه خايف عليها من نفسه اكتر وم الوضع الي هي فيه .. خايف أميرة تفضل دايما معاه بالشكل دا.. خايف أميرة هي الي تدفع التمن بسببنا كلنا.. انا فعلا حسيت كدا.. واحساس قوي جدا معرفش ليه.
سميرة بتعجب شديد: احساس؟؟
رضوى انتي عايزة تطمنينا بإحساس؟؟؟
أمل بحدة : رضوى متنسيش ان أميرة أصغر واحدة فينا ..يعني ببساطة ممكن تبقا مش فاهمة الشخص الي قدامها ع حقيقته وهو واضح انه عرف يغير افكارها بسرعة ويخليها كمان تثق فيه.
هدي : يا بنات رضوى الي كلمتهم وهي اكتر واحدة تقدر تحكم عليهم ..ثم ان أميرة مش صغيرة لدرجة انها تنخدع للدرجادي.. دي عايشة معاهم مدة واكيد عارفة كويس هما بيفكروا ازاي وهي بتتعامل مع مين.
رضوى: انا مش بقول كدا عشان اطمنكم بس.. انا بقولكم كدا لانه لو فعلا دا صحيح.. دا هيساعدنا اصلا نرجع اختنا من غير بلاغ ومشاكل مع عمكم..
سميرة بانفعال : رضوى انتي بتتكلمي ف ايه؟؟ واحد بيهددك انه يحرمك م اختك وف لحظة ممكن يعمل دا وانتي متأكدة انه ممكن يعملها.. وجاية تقولي هيساعدنا؟؟ لا بجد واضح انه عرف يخدعك انتي كمان.
رضوى هتقوم فجأة وبغضب: سميرة!!!... لاحظي كلامك كويس..
وهتبصلهم كلهم وهي بتقول بنبرة كلها حزن وضعف ..صدقوني انا مش بقولكم حاجة غير لما بكون متأكدة منها.. وكل الي بحتاجه منكم انكم تثقوا فيا.. مش انكم تشوفوني بحاول اوهمكم.. وع فكرة يا سميرة.. بكره بنفسك هتتأكدي م كلامي دا..
دلوقتي بقا عندي كلمتين هقولهم وعايزاكم تسمعوهم كويس.. بدر قالي معاكي فرصة.. وانا مش هخاطر اكيد بأختي لمجرد احساس.. بس انا هستغله ف اني اخد وقت لاني مش هرجع لأميرة غير لما نقدم لأمل ف الكلية قبل ماتخلص فترة التقديم..
ثانيا انا لازم اشتغل كمان عشان اكفي الي هتحتاجوه قبل مامشي واستأذن م المدير عشان ما انفصلش خالص المرة دي..
وهتبص لسميرة وتقول.. وحضرتك هتكلمي صاحب الشغل وتستأذني منه انهارده وتفضلي هنا لحد ما الاستاذ مصطفي يجي وتروحي معاه تقدمي لأختك ف الكلية.. وتبص ف الموبايل تشوف الساعة وتقول.. ان شاءالله ملفها هيوصل كمان نص ساعة لحد هنا وهيبقا جاهز..هتروحوا وترجعي وتفضلي مع اخواتك ..
وان شاءالله اول ما التقديم يخلص ونتطمن ع أمل.. وقتها هترجعي لشغلك وانا هتصرف واجيب موبايل لهدي عشان نعرف نتواصل احنا التلاتة..
وبعدين هرجع انا لعمكم ووقتها انا الي هتصرف وبأي طريقة هرجعها.. ومحدش يسألني هعمل ايه.. انتو ليكم اختكم ترجع يبقا هترجع..
ودموعها هتنزل وهي بتقول.. ان شاءالله ياخدوني انا مكانها.. ولسه بتقوم وهتمشي هدي هتجري تشدها وهي بتغمز لسميرة وتقول: استني يا رضوى..
سميرة هتقوم عليها ودموعها تنزل وتقول بنبرة عتاب : ومين قالك اننا نقدر نستغني عنك؟؟ انتي مجنونة؟ هو احنا اصلا مسندوين ع مين غيرك!! لينا مين اصلا غيرك؟؟ دا انتي الام والاب والاخت والصاحبة الجدعة...
وبابتسامة حزينة.. متزعليش مني لو اتضايقت شوية ..انتي كتير استحملتينا وعارفة اننا مش بنفهم بسرعة وفي حجات احنا مش بنستوعبها زيك وبنحكم بسرعة ع اي حاجة.. ف مجاتش ع دي.. انتي عارفة اني لما بتعصب بقول اي كلام وخلاص حتي انا مش بكون فاهمة انا بقول ايه!
رضوى هتضحك وتقول بدموع : وانا عمري مازعلت منكم ولا هزعل منكم مهما يحصل.. انا بحسكم بناتي مش اخواتي ولو واحدة فيكم غلطت بحاول اعلمها الصح مش اني ازعل منها وابعد عنها.
هدي واقفة مبتسمة جنبهم ودموعها نازلة بشدة.. هتبص لأمل وتلاقيها دمعت هي كمان ومش قادرة تتكلم .. هدي هتبص لرضوى وسميرة وتزعق: ما خلاص ياختي منك ليها.. احنا لو بنسمع فيلم عاطفي مش هنتأثر ونبكي كدا...
البنات كلهم فجأة هيضحكوا وينسوا حزنهم ورضوى هتجمعهم وتحضنهم وهي مبتسمة وبتهمس : ان شاءالله قريب أوصل لآخر الطريق بيكم..
(ف بيت عاشور..)
بدر يصحي ع صوت اتصال من صابر..
بدر هيفتح عينيه بشويش وياخد الفون ويرد بصوت نايم وضعيف : ايوا يا صابر!
صابر بلهفة :اخيرااااا رديت.
بدر : فيه ايه يبني !!
صابر بزهق: ياعم اصحي بقااا.. انا رنيت عليك خمسين مرة وانت ولا هنا... انت منمتش بقالك قد ايه!
بدر هيفوق : خلااااص يبني..دا ايه الازعاج دا!!
صابر : طيب يلا انجز وتعالي ع المخزن ضروري.
بدر بقلق: فيه حاجة ولا ايه؟؟؟
صابر بتردد :ايوا ..لقيت كمية السلاح ناقصة.
بدر بدهشة: انت بتقول ايه!! انت متأكد؟؟
صابر بلهفة: هتأكد تاني ..بس تعالي انت بسرعة وهنعرف.
بدر وهو بيقوم بلهفة : طيب طيب ..جاي حالا.. يلا سلام.
هيقوم ويروح ع اوضته بسرعة عشان ياخد شاور ويلبس ويمشي.
وأول ما يفتح الباب عينيه هتروح ع السرير ..مش هيلاقي أميرة.. هيدخل وهو بيقفل الباب وراه هيلمح أميرة نايمة ع الارض ورا الباب ومنكمشة وضامة نفسها م البرد..
بدر هيبصلها بدهشة وبيفتكر الي حصل انبارح ويهمس لنفسه بقلق: معقول نايمة هنا م انبارح!!!
وهيلاحظ انها ف نفس المكان الي كانت واقفة فيه انبارح بحالتها من وقت مامشي وسابها بليل ..
بدر هيقرب منها بلهفة ويرفعها ع ايديه بشويش وياخدها ناحية السرير.. اول ما يشيلها هيحس بالبرودة الشديدة الي ف جسمها وفجأة هيلاقيها ضمت نفسها اكتر ع صدره وانكمشت فيه لما حست بدفا وبترتجف.. بدر نبضات قلبه هتزيد من التوتر والقلق ..وعايز ينيمها بس هي متعلقة فيه زي الطفلة ..
هيحاول ينيمها ع السرير بشويش وهيغطيها كويس ويقعد جنبها وبعدين يمسك ايديها يلاقيها باردة جدا..
هيلمس وشها بهدوء ويحس ببردوة.. هيقلق جدا ويهمس: يانهاراسود.. دي فعلا نايمة ع الارض م انبارح.
هيجري بسرعة ويطلع م الاوضة وينادي بصوت عالي :يااا نسمـــة ..نسمــــة ..يا نسمة.
نسمة هتيجي بسرعة: نعم يا بدر!
بدر بلهفة وتوتر : اعملي اي حاجة دافية بسرعة وهاتيها هنا.
نسمة بقلق: انت تعبان يا بدر؟؟
بدر بتوتر : لا دي أميرة تقريبا اخدت برد ورطوبة.
نسمة بلهفة :حاضر.. هجيبلها حاجة حالا ..وتمشي بسرعة.
بدر هيدخل الاوضة تاني ويقعد جنب أميرة بهدوء ويقرب منها يحاول يدفيها وهيمسك ايديها يدلكها بشويش وهو عينيه عليها بقلق وتوتر .. ومن جواه متضايق جدا وقلقان عليها بسبب الي عمله انبارح وبيلوم نفسه..
وبعدين يميل عليها شوية وبحزن وهدوء يهمس ليها :أنا آسف...
فجأة يقطع تفكيرة وقلقه مكالمة من صابر..
بدر هيبعد عنها وياخد الفون ويرد عليه :ايوا يا صابر.
صابر بقلق: اتأخرت ليه!!
بدر بحزن: أميرة تعبانة ومش هينفع أسيبها دلوقتي.
صابر بتوتر شديد: طيب ألف سلامة عليها..بس حاول متتأخرش يابدر ولازم تيجي عشان فيه مصيبة هنا.
بدر هتوسع عينيه فجأة وبقلق شديد: مصيبة ايه؟؟؟
الجزء الثالث عشر من هنا
لقراءة باقي الفصول من هنا
