بقلم ايمان طايل
بدر هيخرج م عند الدكتور وهو حزين جدا ومهموم ومتلخبط ومش عارف هيتصرف ازاي ..
هينزل يركب عربيته ويسند راسه لورا ع الكرسي ويغمض ويفكر هيعمل ايه..
فجأة يقطع تفكيره نغمة رسالة م الشخص الي كان موصيه يعرف مكان رقم رضوى.. هيفتحها ويلاقي مكتوب فيها :" الرقم كلمك م اسكندرية يابدر".
بدر هيقرأ الرسالة ويندهش ويهمس لنفسه بتعجب: اسكندرية!!
هيفضل مركز شوية ع الرسالة وهو شبه سرحان وبيفكر.. وبشويش هيرفع عينيه ع التحاليل الي قدامه وعلي ملامحه حزن شديد..
بعدين هيقفل الفون ويسيبه ويخرج م العربية وهو حاسس بخنقة شديدة وحاسس ان دماغه هتنفجر م التفكير والارهاق..
هيمشي شوية ع الرصيف وكأنه تايه ومش عارف طريقه.. بعد شوية هيلاقي استراحة.. هيروح يقعد فيها وبشويش هيرفع راسه لفوق وهو بيغمض عينيه ويتنفس بعمق ويحس بالهوا البارد ويحس بهدوء الليل والشارع...
هيبدأ بركان الافكار الي جواه يهدا بشويش ويبدأ يفكر بهدوء ويسمع صوت جواه بيقول بحسرة وتساؤل : هتعمل ايه دلوقتي يا بدر!
هتشوف المصيبة الي أنت بقيت فيها؟!
ولا هتتصرف مع أخوك الي عايز يقتلك وتعرف ليه بيعمل كدا؟!
ولا هتدور ع بنات عمك وتجيبهم ؟!
ولا هتواجه أبوك بحقيقة جوازك من بنت عمك ؟!
ولا هتقف لأعداءك الي عايزين يكسروك؟!
وبعدين يفتح عينيه وهو بيهمس بأنين ووجع: آااه..
ويبص للسما وهو بيهمس بكلام متقطع .. أعمل ايه بس يارب.. أنا تعبت.. انا عارف اني ماستاهلش ومكسوف حتي أدعي.. بس ماليش غيرك يارب.. حاسس اني غرقان ومش لاقي حتي قشة أتعلق بيها..
غرقان بين مشاكل ومصايب والي مصعبها أكتر انها م ناس قريبين مني ...
بقيت مش قادر أثق ف حد ولا قادر أعتمد ع حد...
وبابتسامة سخرية حزينة يقول.. وحتي.. حتي ...
البنت الوحيدة الي حسيت بحاجة ناحيتها ...مش قادر أقرب منها بالرغم من وجودها قدامي.. وواضح اني هبقا مجبر علي واحدة غيرها.
بقيت حاسس ان كل حاجة ماشية معايا بالعكس..
وياخد نفس عميق وهو بيهمس.. أعمل ايـه بس..
(ف نفس الوقت ف الكافتيريا... )
بعد مكالمة رضوى لسميرة..
رضوى جريت تغير لبسها وهي متوترة جداً وخايفة ودموعها نازلة وزميلتها ف الشغل واقفة جنبها بتهديها وبتحاول تفهم منها بس رضوى مرتبكة ومستعجلة وهتقولها ان اختها ف مشكلة كبيرة وخلاص..
رضوى وهي خارجة م الاوضة هتبص لزميلتها وبلهفة: روحي للمشرفة يا شيماء وبلغيها ان عندي أمر طارئ ولازم أمشي حالا وخليها تبقا تعرف المدير اني مشيت.
شيماء بحزن: حاضر.. بس ابقي طمنيني ع اختك.
رضوى بلهفة : ربنا يستر.
تخرج رضوى بسرعة م الاوضة وتجري ف الطرقة وهي منزلة راسها لتحت بتتأكد ان معاها البطاقة ف الشنطة وفجأة تخبط ف حد قدامها ع أول الطرقة..
رضوى هتتخض وترجع لورا وهي بتقول بلهفة: انا انا آسفة.. وهتحاول تنزل راسها لتحت وبتخبي دموعها عشان ما يسألهاش السبب وتمشي بسرعة.
بس المدير هيشوف لهفتها ودموعها وهيعرف ان فيه مشكلة كبيرة ورا المكالمة الي هي عملتها وهو بيراقبها م فوق وبحزن هيقول: مالك يا رضوى! ايه الي حصل؟؟
رضوى عايزة تمشي وتلحق أختها ومفيش وقت تفكر ف أعذار.. هترفع عينيها بيأس وهتستسلم لدموعها وبصوت مكتوم م البكا وضعيف هتقول: أختي ف الـ القسم و.. ومـ ماعرفتش ليه.. وعـ عايزة أ أروحلها بسرعة .. ف بستأذن م حضرتك انا انا لازم أمشي حالا.
المدير هيطلع منديل بسرعة ويعطيه لرضوى تمسح دموعها وهو بيقول بلهفة وحزن شديد: طيب اهدي اهدي.. يلا وانا هاجي معاكي.
رضوى فجأة هتبصله وتقول : لا لا يا فندم.. انا هـ هروح لوحدي..
يقاطعها المدير وبنظرة غضب يقول :وبعدين معاااكي.. أنا مش هسيبك ف حالة ولا موقف زي دا.. وهيتقدم عنها ويمشي وهو بيقول ..يلا يا رضوى.
رضوى مش هتفكر تعترض لانها مستعجلة وعشان هتحس انها فعلا محتاجة حد جنبها ف موقف زي دا وهتمشي وراه وهي مشتتة وحيرانة ومتلخبطة وبتفكر ايه السبب الي يخلي اختها سميرة تروح القسم..
المدير هيفتحلها باب عربيته وتدخل رضوى وهي شبه سرحانة ومش مركزة.. المدير هيركب ويسوق بسرعة للقسم..
كان بيراقبهم م بعيد أحمد..
نفس الشاب الي بتجذبه حركات رضوى كل مرة... بس المرة دي فضوله تجاهها زاد لما شافها خارجة منهارة ومعاها المدير وشافهم مشيوا سوا م الكافتيريا..
يقاطعه صوت صاحبه الي وصل ووقف قدامه وبيشاورله بايديه : ايه يا عمنااا! بردو سرحان ومش شايف شغلك!!
أحمد هينتبه ليه ويغير وضعية جلوسه وهو بيقول: اخيرا شرفت..
صاحبه بتعجب :يبني انا نفسي افهم بقا الكافتيريا دي فيها ايه غير باقي الاماكن!! كل ما اكلمك الاقيك هنا؟؟ وتصمم اننا نتقابل ونكمل شغلنا هنا! وياريت بنكمله...لا نص الوقت حضرتك بتقضيه سرحان وبتفكر!!
أحمد قاعد ايديه ع خده ومنتبه ليه بهدوء ويقول: ها خلصت!
صاحبه بغضب : انت مستفز ع فكرة.. وانا مش عارف بسمع كلامك وأجي ليه.. متهيألي لولا المشروع دا بنعمله سوا انا كنت قطعت علاقتي بيك ونهيت صداقتنا!
أحمد هيبتسم ابتسامة خفيفة ع كلام صاحبه الي حفظه ..وفجأة عينيه هتروح لبعيد ع زميلة رضوى الي بيشوفها معاها كتير وعنده فضول انه يقوم يسألها ايه الي حصل..
صاحبه هيفتح ملف يقرأه وهيبصله يلاقيه مش مركز بردو..بتريقة هيقول: ورجعنا للسرحان تاني.. نفسي اعرف ايه الي شاغلك كدا.. يمكن أساعدك!
احمد بتردد : ضغط شغل ..هيكون ايه يعني.
صاحبه بشك: انت متأكد!
أحمد بتوتر : ايوا متأكد.. وهيسكت ويبص ف اللابتوب ..
وبعد لحظات هيقفل اللابتوب وفجأة يبص لصاحبه وبصوت هادي : بقولك ايه!
صاحبه وعينيه ف الملف : ايه!!
أحمد بتردد : هو ممكن تشوف حد ف حلم وبعدين تقابله ف الحقيقة؟؟
صاحبه فجأة هيرفع عينيه عليه وهيعقد حاجبه وبملامح كلها تعجب : هاه!!
نرجع لرضوى..
المدير سايق بسرعة وكل شوية عينيه تروح ع رضوى ويلاقيها سرحانة..
رضوى م جواها بتفكر : ايه الي يخلي سميرة توصل للقسم وف وقت زي دا!!...
بس سميرة كانت مع أمل! ....معقولة حصل معاهم مشكلة م وقت التقديم !! ...يبقا مصطفي كان معاهم!!
يقطع شرودها المدير وهو بيقول: اهدي بقا يا رضوى.. ان شاءالله هنوصل كمان دقايق وهتطمني ع أختك ..وهنفهم ايه الحكاية وبإذن الله بسيطة.
رضوى هتهز راسها لتحت بهدوء وتمسح دموعها .
المدير بصوت متردد : هو مفيش حد تكلميه يروح معاكي يا رضوى! يعني اي حد تعرفيه وتكلميه ف المواقف الي زي دي ولا أنتي الوحيدة المسؤولة عن اخواتك؟؟
رضوى هتبصله بتعجب ومش عايزة تظهر قدامه انهم وحيدين ومفيش ليهم أي حد يتولي أمرهم وبتردد هترد: لا طـ طبعا فيه.
وفجأة هتفتكر حاجة وهتطلع موبايلها وتعمل اتصال..
رضوى بلهفة : ايوا يا عمي أكرم.
أكرم بلهفة: مالك يا رضوى!
رضوى دموعها هتنزل أكتر مع شهقات : أختي سـ سميرة ف القسم..
أكرم بصدمة: بتقولي ايه؟؟ ف القسم ليه؟؟
رضوى بارتباك: انا انا معرفش حاجة لسه وف الطريق ليها دلوقتي... بس انا كنت سيباها مع أمل ..ومصطفي كان معاهم عشان التقديم.. وقولتلها اما ترجع ماتخرجش م البيت... عايزة اتطمن ع اخواتي واعرف ايه الي حصل!
اكرم يقاطعها بلهفة: بس مصطفي رجعهم م بدري يابنتي.. طيب ثواني خليكي معايا وهروح للبنات حالا أشوفهم..
( ف شقة البنات ..)
أمل وهدى قاعدين قلقانين ع اخواتهم ومش عارفين يعملوا ايه..
أمل هتبص لهدى وتقترح :احنا ممكن نكلم رضوى م عند عمي أكرم ونقولها الي حصل عشان لو سميرة ماكلمتهاش وعرفتها.. وكمان عشان تجيبها معاها وهي راجعة!
هدى هتسرح وهي بتقول : فكرة بردو..
فجأة يقاطعهم حد بيخبط ع الباب بقوة ولهفة..
هتطلع هدى وهي متوترة م الصوت وأول ماتشوفه بقلق هتقول : نعم يا عمي أكرم!
أكرم ماسك الفون ورضوى لسه معاه ف المكالمة.. بسرعة هيفتح الاسبيكر ويكلم رضوى : هدى هنا يا رضوى.. وسمعاكي.
هدى هتبصله بتعجب وهي بتقول : رضوى!!
رضوى هترد بلهفة: ايوا يا هدى.. هي سميرة خرجت لما رجعوا مع مصطفي؟؟
هدى بتعجب شديد: ايوا... هو صوتك ماله يا رضوى!!
أكرم يبص لهدى وبلهفة : طيب ماتعرفيش راحت فين لما خرجت؟؟
هدى توترها بيزيد وبدأت تقلق أكتر : هـ هي قالت هتروح الشغل ...هي مش ف الشغل ولا ايه؟؟
رضوى بقلق: طـ طيب انتي وأمل كويسين يا هدى!
هدى بتوتر شديد: احنا كويسين.. بس ايه الي حصل يا رضوى!! صوتك ماله وسميرة فين؟؟؟
رضوى دموعها هتنزل وهي بتقول بلهفة: طيب أنا أنا وصلت يا عمي أكرم ... خد بالك م البنات عشان لو اتأخرت.
أكرم بتوتر: متقلقيش يا رضوى... وانا هبعتلك مصطفي علطول.. ربنا معاكي يابنتي.
هيقفل معاها ويعمل اتصال لمصطفي بس هيلاقيه مغلق ..هيتعصب ويقول: ودا وقته بس!!!
تقاطعه هدى الي وشها لونه بقا أصفر وقلبها بيدق جامد ودموعها نزلت وهي بتسأل بتوتر وعصبية : هو فيه ايه ياعمي أكرم.. اخواااتي مااالهم؟؟
أمل كانت واقفة جوا مراقبة الي حصل وهتخرج مخضوضة وهي بتقول : هو فيه ايه؟؟؟ سميرة مالها ورضوى فين؟؟
أكرم كان بيحاول يكلم مصطفي تاني وبيبعتله رسالة وبعدين هيبصلهم بحزن وبيحاول يطمنهم : اهدوااا... أختكم سميرة عندها بس مشكلة ف الشغل .. ورضوى هتروح تجيبها ان شاءالله وهيرجعوا دلوقتي.
هدى بنظرة شك: شغل؟؟ ازاي مشكلة ف الشغل ورضوى كانت بتسألنا هي فين وخرجت ولا لا ؟؟
وهتبكي بشدة وهي بتقول.. بالله عليك ماتخبي علينا ياعمي أكرم وقولنا اخواتي فين!!
انا متأكدة انهم ف مشكلة مش كدا؟؟؟
أكرم بنظرة يأس ليهم وبصوت كله ضعف : مش عارف أقولكم ايه ..رضوى بتقول ان أختكم سميرة ف القسم...
(ف قسم البوليس...)
سميرة قاعدة ف الاستراحة عند أوضة التحقيق ومديرها قصادها وعينيه عليها بابتسامة خبيثة.. سميرة هتبصله بقرف وهتلف وشها الناحية التانية..
فجأة هيقوم ويقرب منها ويقول للشاويش الي جنبها كلمتين وهو بيعطيه فلوس ف ايديه.. الشاويش هيبعد شوية عنهم ويخليه يكلمها..
سميرة بغيظ: ابعد عني يا حقير ..
يقاطعها بهمس : لو سمعتي كلامي ماكنش حصل دا كله... دلوقتي التهمة لبساكي وأقلها هتتحبسي او تدفعي كفالة وانتي ولا قد حبس ولا معاكو تدفعوا..
سميرة بغضب شديد: حسبي الله ونعم الوكيل فيك ..دا انت فعلا شيطان ..وهتلف وشها للناحية التانية تاني.
هيمسكها م دقنها جامد ويلفها ليه وهو بيقول بتهديد: لو سمعتي الكلام انا مستعد اتنازل عن القضية.. غير كدا انا هشردك ومش هسيبك ف حالك.. سمعاني يا قطة!
سميرة هتزق ايديه بقوة وهي بتهزأه بعصبية : ابعد ايدك عني يا حقير يا زبالة.. وهتف ف وشه بغضب شديد ..
هيتصدم م رد فعلها وبشويش هيمسح وشه وهو عينيه عليها بغضب رهيب وفجأة هيرفع ايديه عشان يضربها بالقلم..سميرة هتصرخ وهي بتغمض عينيها بس مش هتحس بحاجة..
تفتح عينيها وهي سامعة صوت رضوى وهي جاية بتجري عليها وتحضنها بلهفة ..وتلاقي راجل طويل لابس بدلة بيشد المجرم م ايديه قبل مايضربها بالقلم وضربه رجعه لورا وبعده عنها ويبصلهم ويقول بلهفة : حالا هنقلكم م هنا..وهجيب محامي..
(عند بدر بعد نصف الليل ...)
بدر رجع لعربيته بعد وقت طويل ف التفكير ومحاولة للهدوء والوصول لحل ولكن رجع بملامح يأس وضعف..
هيتحرك ويمشي ويفتح الفون ..يلاقي اكتر من عشرين مكالمة فائتة من مي وكمان صابر..
هيرمي الفون جنبه تاني و يكمل سواقة وهو شارد و بيفكر..
فجأة يقطع شروده اتصال م صابر..
بدر هيبص لإسم صابر ويفكر شوية وهو متردد..
بعدين هيرد بتعب : ايوا يا صابر.
صابر بلهفة: ها عملت ايه!!
بدر هيسكت لانه مش عارف يقوله ايه..
صابر بقلق: بدر انت معايا؟؟
بدر يرد بحزن: انا مش عايز أتجوزها يا صابر.
صابر بصدمة : يعني طلعت مش بتكذب!!
يانهاراسووود ..طيب عندك طريقة تانية غير الجواز!
بدر بحزن وانفعال: مش عارف.. بس بعد الي حصل مابنا انا لا يمكن كنت أفكر اني أبصلها بالطريقة دي او احترمها أصلا..
والي يخليها تخون ثقة أهلها وتكذب عليهم وتنام برا البيت.. يخليها تعمل أكتر م كدا والله أعلم الي ف بطنها دا ابني فعلا ولا ابن حد تاني..
أنا بفكر اخليها تعمل عملية وتنزله وانهي الحوار دا.
صابر بانفعال: يعني دلوقتي بس شايفها بنت مش نضيفة!! ماهي عملت كدا بسببك.. أنت نسيت أنت أخدت شقة عندك ليه!
ومع انك كنت عارف انها غير البنات الي كنا بنقابلهم ..الا انك طلبت منها تقابلك هناك وكنت عارف انها بتحبك ومستعدة تعمل اي حاجة عشانك.. دلوقتي هترميها وهتسيبها بفضيحة وهتقتل ابنك الي لسه ماجاش...
بدر بعصبية: انت بتدافع عنها كدا ليه؟؟ هو انا كنت أجبرتها ؟؟؟
صابر بانفعال: انا مش بدافع عنها.. انا خايف عليك أنت وع اسمك ..
انا معاك انها غلطت.. بس انت كمان غلطت يابدر لأنك أبو الي ف بطنها.. ولازم تتصرف بطريقة أفضل..وأنا شايف انك لازم تستر عليها لانها لو اتكلمت او عملت عملية وحصلها حاجة وقتها هتبقا مش فضيحة ليها لوحدها بس... فاهمني يا بدر!
بدر بيأس وكلام متقطع : أوووف.. طيب هشوف... وربنا يستر ...
وع فكرة ..
صابر: ها!
بدر هيسكت لحظة وبتردد يرد: لا خلاص مفيش
صابر بتعجب: فيه حاجة ولا ايه يابدر؟؟
بدر بتوتر : لا ابدا.. كنت هقولك اني ممكن اقعد هنا شوية بس لسه مش متأكد
صابر: آه.. طيب تمام ..وابقا عرفني هتعمل ايه!
بدر بصوت تعبان : ماشي.. يلا سلام.
ويقفل معاه ..
(ف مخزن عاشور ...)
حسام أنتهز فرصة انهم خلصوا العملية ومشغولين حاليا ف التجهيز لفرح أشرف والاخوات متفرقين.
واخيراً دخل المخزن وهو متخفي...
وعرف يوصل للأماكن الي بيخزنوا فيها البضاعة تحت الارض زي فكرة الخندق الي تحت الوكالة..
وهيقف عند المكان ويهمس لنفسه بابتسامة ساخرة: الي فيك فيك يا عاشور.. بس المرة دي انا كشفت الحيلة الي كنت بتستخدمها دايما.
وهيطلع الموبايل ويبدأ يصور الاماكن دي بشويش وخفة بدون صوت... فجأة يلاقي الكاميرا فصلت عشان فيه رقم بيتصل عليه..
حسام هيبص للرقم باستغراب ويقول من جواه : دا رقم مين دا!... وعرف منين رقمي السري!
وفجأة يفتكر ويقول لنفسه.. معقول تكون رضوى!!... بس حتي لو هتكلمني دلوقتي دا بردو مش الرقم الي بتكلمني منه!...عموما انا مش هينفع أرد أصلا وأنا هنا ..ومش هيرد.
المكالمة هتفصل ويلاقي نفس الرقم بيتصل تاني..
حسام بعصبية وشك يهمس : وبعدين بقااا!
وهيكنسل عليه...وهيكمل تصوير الاماكن ويروح للمداخل الباقية يكتشفها ويعرف نقط الضغف ف المخزن ويعرف كل خباياه..
فجأة يلاقي الموبايل عمل هزاز.. هيفتحه ويلاقي رسالة نصية مكتوب فيها:" سيادة الرائد..انا هدى..أختي سميرة ف مشكلة وأخدوها القسم.. أرجوك ساعدها وخليها ترجع "
حسام حس ان قلبه هيقف م سرعة نبضه لما شاف اسم هدي... حس برعشة جواه لما عرف ان الرسالة منها وهي الي كانت بتتصل عليه..
م ارتباكه وقف مذهول ومش عارف يعمل ايه.. وفجأة انتبه وبسرعة راح ناحية المدخل الي دخل منه وطلع ع الكراتين الموجودة ومنهم نط بخفة ع عمود الحديد الي نازل من السقف واتعلق فيه وطلع فوقه وفضل يتسحب بشويش ويرجع لورا عشان يوصل للماسورة الي ف نهايته ومفتوحة لبرا المخزن... عمل كل دا ف دقيقة وهو مش حاسس بنفسه ولا برد فعله وانه بسرعة اتراجع عن مهمته وهيخرج م المخزن بعد ما أخيرا جاتله فرصة يكتشفه .. كل دا اتنسى اول ما شاف اسم هدي ورسالتها.. تقريبا مش ف وعيه ولا عارف هو بيعمل ايه.. بس الي عارفه انه كل جزء ف عقله وقلبه بيدفعه يروح لهدى ويساعدها ..ويعمل أي حاجة عشانها..حتي مش منتبه انها سميرة الي ف مشكلة.. كل الي ف باله ان هدى ف مشكلة وطلبت انه يساعدها..
فجأة هيقف عن حركته ويميل ع العمود وكأنه نايم عليه بطوله اول ما يشوف حد بيفتح المخزن بشويش..
حسام كان ف حالة حماس وزادها ذهول شديد وفضول لما شاف عربية داخلة المخزن ونزل منها طارق مع رجالة أغراب و بيهمس ليهم بصوت يكاد ينعدم: يلا اقفلوا الباب كويس ومن غير نفس.. خدوا الكمية الي حددتها ومن الاماكن بتاعت المرة الي فاتت.. يلاااا.
حسام هيحاول يختفي ف الضلمة تماما ويراقبهم م فوق العمود ومتعجب ايه الي بيحصل !!..
ويبدأ يفتكر مهمته الاساسية وكأنه كان ف غيبوبة بعد رسالة هدي الي لسه مأثرة عليه وشغلاه ..
هيحس بارتباك ومش عارف يتحرك ويخرج ولا عارف يركز ف الي بيحصل..
هيفكر شوية ..وفجأة هيفتح الموبايل ويكتب رسالة نصية :" أمر طارئ.. ف أسرع وقت تروح ع اسكندرية ..سميرة أخت رضوى الي سألتني عنها قبل كدا.. ف القسم.. بسرعة أتصرف وروح حل المشكلة.. وانا هكلمك بعدين لأني مشغول حاليا"
هيبعت الرسالة وبعد لحظات هتجيله رسالة م كمال :"اعتبره تم"
هيتطمن شوية وهيركز ف الي بيحصل تحت وهيراقب طارق ورجالته وحركاتهم وهو مندهش انه الي بيعمل كدا..
ويفتح كاميرا الموبايل ويصورهم فيديو وهما بياخدوا البضاعة م المخزن الي تحت الارض وبيطلعوها بطريقة معينة بس الكاميرا صورتها كانت ضعيغة بسبب البعد..
فجأة يزيد ذهول حسام جدا لما يسمع طارق بيكلم حد ف الفون وبيقوله : يلا تعالي اتأخرت ليه؟؟... ايوا انا دخلت انا والرجالة ...طيب مين م اخواتك مش ف البيت؟؟؟... يانهارازرق..بدر مش هناك؟؟ ولا ف الوكالة؟؟ طيب فين دا؟؟ ياعم خايف عشان دا محدش بيعرف بيفكر ازاي وبيعمل ايه وممكن ف اي لحظة يطب علينا...
طيب يلا بسرعة.. سلام.
هيقفل المكالمة ويروح للرجالة وهما بيهمسوا بأن فيه بضاعة بس قديمة وأنواع مختلفة عن المرة الي فاتت..
طارق: طيب هاتوا منها نفس الكمية الي قولتلكم عليها ولا تزودوا ولا تنقصوا ويلا خفوا شوية .
حسام عينيه عليه م فوق وبيفكر وم جواه يقول: ياتري كان بيكلم مين م اخواته!! أكيد سعيد.. مفيش غيره!
بعد لحظات طارق تجيله رسالة ..هيقرأها ويشاور لاتنين يفتحوا المخزن بشويش.. وتدخل عربية تانية وينزل منها سعيد..
طارق هيروح عليه بلهفة ويحكيله الي الرجالة قالوه.
سعيد هيقول حاجة بس بصوت ضعيف جدا وحسام ماسمعش..
فجأة طارق هيعلي صوته وبقلق وعصبية: انت اتجننت؟؟ هناخد كل الكمية الموجودة؟؟؟
سعيد بغضب: وأنت كنت شوفت ان خطتنا الاولي نجحت؟؟ ماهو عرف يتصرف بردو ودا يخلي أبوك يزيد اعتماده عليه وهيفضل دراعه اليمين دايما... عايزين المرة دي تبقا ضربة جامدة عشان نشيله م طريقنا خالص وقريب احنا الي هنسيطر ع كل الشغل.
طارق بتوتر: أخوك أصلا بيشك فينا ومش بعيد يتأكد قريب ووقتها احنا الي هنضيع و..
يقاطعه سعيد بغضب : عشان كدا بقولك لازم الضربة تبقا جامدة ياغبي.. لأنه لو وقع وبقا ضعيف..مش هيوصل لحاجة ولو وصل واتأكد ف مفيش حد هيصدقه ووقتها احنا هنبقا ملكنا أبوك وبقينا دراعه اليمين.
حسام متنح ليهم وهو متداري وبيصورهم ومش متخيل ان ممكن انتقامهم م اخوهم يوصل لكدا ويهمس م جواه: ياعيني عليك يابدر.. مؤامرة بتدبر ليك هنا ..كان عندك حق انك تشك فيهم ..
واحد م الرجالة يقاطع طارق وسعيد : خلصنا يا باشا.
سعيد: طيب يلا بخفة انقلوا الحجات دي ف شنط العربيات وبسرعة.
الرجالة بسرعة هينقلوا البضاعة الي طلعوها م تحت الارض للعربية.
حسام لسه مركز معاهم وبيصور بس وهما بيبعدوا عند العربيات الصورة هتبقا ضعيفة تماما.. هيحاول يقرب منهم شوية وهيتسحب بشويش ع العمود لقدام وايديه ماسكة الموبايل ومش ظاهر منه غير الكاميرا الي بتصور ...فجأة هيخبط ف حديدة ماسكة ف العمود وهتعمل صوت..
بسرعة هيتداري ويداري الموبايل وهو متوتر وخايف ينكشف.
طارق هيبص لفوق وهو بيقول بتوتر وخوف: حد سمع صوت!
سعيد كان مشغول ومركز ف البضاعة فجأة هينتبه ليه: صوت ايه وفين؟؟
طارق : متهيألي سمعت صوت جاي م فوق!
سعيد هيبص لفوق وبتعجب: م فوق!! فوق فين يا طارق؟؟ م السقف مثلا ولا ايه؟؟
تلاقي حد م الرجالة خبط ف العربية وهو بينقل البضاعة.
طارق بتوتر: لا انا سمعته م فوق؟
سعيد بعصبية: فوق فين يبني؟؟
واحد م الرجالة هيقاطعهم: ع فكرة يا باشا.. أنا كمان فعلا سمعت خبطة جات م فوق!
سعيد هيقلق ويرتبك وبصوت مهزوز: طيب بسـ بسررعة اتنين ياخدوا كشافات ويطلعوا ع الكراتين ويشوفوا فيه حاجة فوقها ولا لا... يلاااا اتحركوااا.
بسرعة اتنين هيطلعوا ومش هيلاقوا حاجة فوقها.. واحد منهم هيوجه النور ع العمود ومش هيلاقي حد.
هينزلوا وهما بيقولوا: مفيش حاجة يا باشا.
سعيد بقلق: متأكدين؟؟ دورتوا كويس؟؟
واحد م الرجالة: ايوا يا باشا.
سعيد هيقرب م طارق: انت متأكد انك سمعت صوت؟؟
طارق بتوتر : يـ يمكن فار ولا حاجة!
سعيد وهو عينيه لفوق ع العمود : ممكن بردو..
وبلهفة يقول.. طيب يلا بينا.. لازم نمشي حالا ونقفل كل حاجة زي ماكانت.. وبسرعة هياخدوا العربيات ويخرجوا ومعاهم رجالتهم.
حسام قاعد بعيد ف الماسورة وسمع كل دا.. وأول ما يتأكد انهم مشيوا مش هيجازف وينزل المخزن تاني لأنه شك أنهم هيسيبوا حد يراقب المكان بعدهم.. هيبدأ يخرج م الماسورة لبرا المخزن وينزل واحدة واحدة م ع حروف المبني لحد مايوصل لنصه وبعدين ينط ع الارض ويمشي م الزرع الي وراه ويختفي فيه...
(ف القسم...)
رضوى قاعدة مع سميرة ف أوضة بيتكلموا ورضوى بتطمنها..
مدير رضوى يدخل ومعاه محامي ..
المدير هيبص لسميرة : اتفضلي يا سميرة احكي للمحامي الي حصل تاني بالظبط عشان الكلام يبقا دقيق.
سميرة هتهز راسها لتحت بهدوء وتبدأ تحكي والمحامي مركز معاها وتنهي كلامها ودموعها نازلة: أنا أصلا مكنتش برتاح لنظراته قبل كدا وبسبب دا انا كنت باخد شيفت بالنهار بس لانه معظم الوقت مش هناك والزباين بيكونوا كتير..
المحامي: طيب ايه التهديد الي قالهولك برا؟
سميرة بتردد: قالي انو ممكن يتنازل عن القضية..بس لو وافقت ع الي هو عايزه..
وكان بيهددني بثقة لاني كدا كدا متهمة والدليل الفستان الي لبساه دا غير الكاميرا وهي مصوراني باخد م البضاعة الي كانت فوق ... لأنه قص اللقطة دي بس وقدمها دليل اما باقي الي حصل اختفي..
المدير يقاطعهم بغضب: الوقح!... انا هتصرف مع الحقير عديم الاخلاق والدين دا ومستعد أخليه يتنازل عن القضية وحالا ..بس لو توافقوا !
رضوى بلهفة هتقرب م المدير: لا أرجوك.. احنا مش عايزين مشاكل تانية.. احنا عايزين بس نخرج م التهمة دي وأختي ترجع معايا ومش تفضل هنا.. والمجرم دا هياخد عقابه بالقانون ان شاءالله.
المدير هيحاول يطمنها لانه حس بخوف ف نظراتها ليه وبشويش هيقول وهو بيحاول يكون هادي: متخافيش يا رضوى.. أنا بوعدك ان أختك ان شاءالله هترجع معاكي ..بس كمان حقها لازم يرجع.. دا حاول يتحرش بيها وكمان اتهمها بالسرقة!
رضوى بتردد: طبعا حقها هيرجع.. بس...
يقاطعهم مصطفي الي داخل بلهفة وهيلاقي رضوى والمدير قصاده بالظبط ووراهم سميرة مع المحامي.. هيبصلهم بتعجب : ايه الي حصل يا رضوى ؟؟!!
سميرة أول ماتشوفه هتقوم تقف لا اراديا وهي بتنادي عليه بتعجب: مصطفي!
مصطفي هيدخل بسرعة ويقفل الباب وراه ويقرب منهم ورضوى الاول هتعرفه ع مديرها وبعدين تحكيله الي حصل كله والمحامي هيكمل مع سميرة الي عينيها كل شوية تروح ع مصطفي.
مصطفي عينيه ع رضوى بحزن بسبب حالتها وهيحاول يطمنها أنها بسيطة وبعدين هيستأذن منها وهو بيقول: هكلم صاحبي.. هو محامي شاطر جدا بردو ودايما بيكون هنا ومش هيتأخر وان شاءالله الموضوع هيخلص علطول..
وهيمشي يخرج برا الاوضة بسرعة عشان يكلمه..
وبعد أقل م ساعة هيدخل وهو معاه صاحبه المحامي وكان عرفه فكرة عن الي حصل ع السريع وهما جايين..
هياخده وهيروح ع سميرة ويعرفه عليها وبعدين يرجع يقف مع رضوى والمدير عشان يركزوا ..
المحامي التاني هيبدأ يتكلم معاها هو كمان و يستفسر عن شوية تفاصيل.. وبعدين هيلتفت ليهم ويقول بثقة: كل الموضوع ممكن يتحل بشريط الكاميرا السليم.. القضية هتخلص والمجرم دا هيتعاقب ويتحبس.
المحامي الاول : فعلا.. بس هو أصلا أخفي الشريط وأصبح م المستحيل الاعتماد ع الحل دا.
المحامي صاحب مصطفي: رشوة... لو رشيتوا الأمن بتاع المكان مش بعيد يجيبوا الشرايط بتاعت الشهر كله! هو دا الحل النهائي والسريع.
المحامي الاول : طيب ماتدفع الكفالة وخلاص!
المدير يقاطعه: لا... احنا عايزين براءة وعقاب للمجرم.
مصطفي هيفكر شوية وفجأة هيقول : طيب انا هروح للمكان وهحاول مع الامن الي هناك ..اوصفيلي المكان يا سميرة وهروح حالا.
يدخل كمال ويسمعه ويقاطعه وهو بيقول : مش ضروري تروح.. دقايق والشريط هيكون هنا.
كلهم هيلتفتوا للباب ويلاقوا كمال داخل..
رضوى بتعجب شديد: الرائد كمال؟؟
كمال بثقة : متقلقيش يا رضوى.. كلها ساعة والموضوع يخلص.
سميرة واقفة مندهشة وبتوتر شديد: حـ حضرتك عرفت منين اني هنا!
كمال هيروح ع سميرة وبهدوء يقول : مش وقته..دلوقتي أنا اتطلعت ع التحقيق والسافل الي كان برا دا بيتأدب دلوقتي وهيقول فين الشريط السليم وهيعترف بالي حصل كمان وحقك هيرجعلك ..ومش بس كدا ..
أنا هخليه يعتذرلك ويترجاكي تسامحيه والي انتي هتحكمي بيه عليه اعتبريه تم.
سميرة دموعها هتنزل وبابتسامة حزينة : أنا انا مش عارفة أقولك ايه..
يقاطعها كمال بابتسامة خفيفة: متقوليش حاجة.. دا واجبي والرائد حسام موصيني عليكم كمان..اقعدي وارتاحي انتي والموضوع دا هيخلص حالا..
وهيروح للمحامين ويتكلم معاهم.
المدير واقف مستغرب جدا وبعدين هيقرب م رضوى ويهمس لها: انتو تعرفوه يا رضوى؟؟
رضوى هتنتبه ليه: ها! ايوا ايوا يافندم.
المدير بتعجب شديد: ازاي!
رضوى بتوتر: دا موضوع قديم..
المدير بتردد: ممكن أعرفه! اذا حبيتي تقولي يعني!
رضوى بارتباك: تمام..
مصطفي واقف وعينيه ع كمال وبيحاول يفتكر شافه فين وفجأة هيهمس لنفسه :آااه ..يوم حادثة أمل.. ف المستشفي.. وعينيه تروح ع رضوى ويلاقيها مركزة مع المدير وبتتكلم معاه... هيحس بضيقة خفيفة وهيحس انه عايز يروح يقاطعهم ويتكلم هو معاها .. هو بس الي يكلمها ويطمنها.. تقريبا إحساس غيرة..
يقطع شروده ونظرته لرضوى والمدير اتصال م أكرم عشان يتطمن وصلوا لأيه..
(ف شقة البنات...)
البنات قاعدين ع الترابيزة ومعاهم تلاتة م البنات الي ساكنين فوقهم قاعدين معاهم بيطمنوهم ..والباب مفتوح وكل شوية أكرم يروح يتطمن عليهم ويطمنهم ع اخواتهم ويعرفهم بالجديد..
أكرم واقف برا كان بيكلم مصطفي وهيقفل معاه ويدخل للبنات.. هيبص لهدى وأمل ويقول : مصطفي بيقول ان فيه رائد اسمه كمال راحلهم وقال ان الموضوع هينتهي بسرعة وهيرجعوا ان شاءالله كمان ساعة بالكتير.
أمل هتتعجب م الاسم وتبص لأمل وبلهفة : مين الرائد كمال؟! مش قولتي ان اسمه حسام؟؟
هدى حست بيأس لما عرفت ان كمال الي جه مش حسام..وفجأة هتنتبه لسؤال أمل وهتبقا مرتبكة تتكلم قدام أكرم وباقي البنات وهتبص لأمل وتقول بتوتر : لا دا دا واحد تاني.. صاحبه.
يقطع كلامهم اتصال لأكرم..
أكرم هيبص لهدى : دا الرقم الي كنتي بتتصلي عليه يا هدى.
هدى هتقوم بسرعة وتاخد الفون وتلاقيه رقم حسام... هتتوتر جامد وايديها بترتعش ومش قادرة تنطق او ترد..
أكرم بتعجب :مش هتردي ؟؟
هدى هتنتبه ليه فجأة : ها! ايوا هـ هرد ..هرد حالا.
هتقبل الاتصال وهي بتاخد نفسها بصعوبة وقلبها بدأ يدق جامد ومش مصدقة انها هتسمع صوته أخيرا بعد كل الغياب دا وترد بصوت كله توتر: آ آلو!
حسام هيسكت ومش هيتكلم ومستنيها تتكلم تاني.. تقريبا هو كمان مش مصدق أنها هدى الي ردت عليه!
هدى هترفع عينيها ع أكرم وهي مكسوفة منه وهترد ف الفون تاني بس بهدوء شوية : آلوو!
أكرم : روحي يابنتي ف مكان فيه شبكة عشان تسمعي.
هدى ما هتصدق وهتجري ع الاوضة بخفة وهتروح عند الشباك وتسند عليه وهي مش قادرة تاخد نفسها وتقول للمرة التالتة وتوترها بيزيد: آ لـ و.
حسام هيرد بصوت هادي حزين: ازيك يا هدى.
بالرغم م الهوا البارد الي داخل م الشباك وبيحرك حجاب هدى.. الا انها هتحس بحرارة شديدة وهتحس ان فيه بركان كان ساكن جواها وبدأ يتحرك اول ماسمعت صوته..هتحس بسخونة ف وشها وكل جزء فيها بدأ يرتجف ..
بس هي هتحاول تقاوم كل دا وتتغلب ع إحساسها ولكن ارتباكها مش مساعدها ..هتغمض عينيها وتاخد نفس عميق وتقول بصوت هادي ولكن متوتر: أنا.. أنا بـ بخير الحمد لله.
حسام بصوت حزين : أنا آسف يا هدى.
هدى فجأة هتفتح عينيها وترد بدهشة: آسف ليه!
حسام بهدوء: لأني كنت المفروض أكون جنبك دلوقتي...
وبتوتر يقول.. أقصد يعني جنبكم... بس صدقيني غصب عني..وعملت الي أقدر عليه م هنا.
هدى كانت تتمني هو الي يجي.. هتحاول تخفي دا وتخفي حزنها وبصوت ضعيف جدا: لا.. ولا يهمك .. الرائد كمال قام بالواجب وزيادة.. شـ شكرا جدا ليك انك بعته.
حسام هيحاول يطمنها وبثقة يقول: ان شاءالله سميرة هترجع البيت كمان شوية ...كمال بعتلي التفاصيل وكلها نص ساعة ولا حاجة وهتكون عندكم .
هدى هتاخد نفس عميق وترد: ان شاءالله.. شكرا ليك يا سيادة الرائد.. مش عارفة أقولك ايه.
حسام هيحس بحزن شديد وبهدوء هيقول: المفروض أنا الي أقولك كدا.. أنا فعلا مش عارف أقولكم ايه! حاسس بالذنب فعلا..
هدى بارتباك : ليه بتقول كدا!
حسام هيتنهد بحزن ويقول بصوت فيه غضب: لأن كل الي بيحصلكم دا بسبب عمكم ولولاه انتو كنتم فضلتم ف بيتكم وماحصلتش كل المشاكل دي معاكم.. وبالرغم م اني عارف دا.. أنا منعت رضوى انها تبلغ عنه عشان المهمة ..لولا المهمة دي كانت حجات كتير اتغيرت يا هدى...حجات كتير أوي.
هدى دموعها هتنزل وهتفكر تقوله قرار رضوى الأخير... هتتردد كتير انها تقوله وبحزن شديد وارتباك : ع فكرة فيه حـ حاجة عـ عايزة أقولهالك ..
حسام بلهفة : فيه ايه يا هدى! هدى انتي بتبكي؟
هدى صوت بكاها هيزيد ومش قادرة تتكلم..
حسام بتوتر شديد: مالك يا هدى؟؟ أرجوكى ردي عليا ومتقلقنيش؟؟؟
هدى عايزة تتكلم بس هتفتكر كل المشاكل الي حصلت معاهم وهتحس فعلا انهم اتبهدلوا واتفرقوا يوم ماخرجوا م بيتهم وتفتكر كلمة رضوى وهي بتقولها " أختك ولا الرائد"
هتحس بلخبطة وتردد ومش قادرة تقوله وبعدين هتحاول تتمالك نفسها وترد: كنت عايزة أقولك أننا تعبنا.. تعبنا أوي يا سيادة الرائد...
وتبكي تاني وهي بتقول..والله تعبنا ونفسنا نرتاح بقا.. أرجوك تخلص المهمة ف أسرع وقت ... انا أختي رضوى مش بتنام.. وأمل كانت هتموت وربنا نجدها ف آخر لحظة.. وسميرة كانت هتدخل السجن الليلة.. وأميرة.. أميرة اتجوزت بالغصب وعايشة بعيد عننا ومش عارفين عنها حاجة وبدر هددنا أنه هيحرمنا منها لو مارجعناش.. الله أعلم ايه الي هيحصل بكره تاني!! والله أعلم الدور عليا ولا لا!
حسام هيسكت شوية وهو بيكتم دمعته بسبب كلام هدى وبكاها الي وجعه... وهيسيطر ع نفسه وهو بيفتكر صابر وسعيد الي بيدوروا عليها ويقول بحزن شديد : مش هيحصلك حاجة ان شاءالله ولا حد هيطولك..
وأنا لو مش هضحي بالمهمة بس.. أنا لو هضحي بنفسي عشانك انا مش هتأخر يا هدى..
هدى بسخرية تقاطعه : تضحي بالمهمة عشاني! ليه يعني وانا كنت مين؟ انت نسيت يا سيادة الرائد لما كنت عايز تحبسني عندك عشان مابقاش سبب ف أي غلطة تحصل وتعملك مشاكل!
دلوقتي بسهولة بتقول هتضحي بالمهمة!
حسام بتردد شديد: الوقت مختلف وانتي مش فاهمة حاجة يا هدى.
هدى بتبكي وبغضب: طيب فهمني! قول وأنا سمعاك!!
حسام هيتنهد ويسكت ومش هيرد..
هدى هتهدا وتقول بصوت حزين : واضح اني تخطيت حدودي.. أنا آسفة يا سيادة الرائد.. بعد إذنك..لازم أقفل.
حسام بلهفة: استني يا هدى.. هدى!
أنا عارف انك لسه سمعاني..
وبحزن شديد يقول.. هدى انا بجد ماتوقعتش ان القضية هتكبر اكتر م كدا وصدقيني انا اكتر واحد نفسه يخلص منها انهارده قبل بكره... وانا عاذرك لأنك مش شايفة ايه الي بيحصل معايا هنا ولا عارفة ظروفي ولأني كمان ماعرفش كل حاجة عنكم ولا الظروف الي بتمروا بيها..
بس الي عايزك تتأكدي منه هو اني بعمل كل جهدي ف اننا نوصل لهدفنا بأسرع وقت ونقبض ع عمك واولاده.. وعايزك تعرفي كمان ان.. ان أنتي واخواتك دافع كبير بيشجعني لكدا ...لأني وعدتك ووعدت رضوى اني أساعدكم وأنا بحاول أنفذ كلمتي.. وأخيرا عايز أقولك ماتزعليش مني ولا تفكري اني السبب ف تأخير المهمة.. كفاية الي انا حاسس بيه بسبب المهمة دي.
هدى هترد بصوت حزين هادي: تمام... خد بالك م نفسك يا سيادة الرائد ..مع السلامة ..
وتقفل معاه وتمسح دموعها بشويش وتحس انها بقت أقوى بعد المكالمة دي.. هي مشاعرها غلبتها ف الاول وقلبها.. بس عقلها هو الي سيطر عليها ف النهاية واتحكمت ف نفسها بعد ما كانت هتقوله الي رضوى هتعمله.. بس لسه حاسه جواها بصوت بيقولها لو حسام حصله حاجة.. دا هيبقا بسببك.
(عند بدر وقت الفجر ...)
بدر رجع الشقة ودخل لقي مى كانت منتظراه ونايمة ف الصالون ..
هيروح يقعد ع كرسي جنبها ويسند ايديه ع خده ويبصلها وهي نايمة ويهمس لنفسه : فعلا كما تدين تدان... زي ما اتجوزت غصب... دلوقتي هتجوز وأنا مغصوب!
ويتنهد بتعب وهو بيقول... ياترى انا هقولهم ف البيت ازاي!!
مي هتحس بالنور وهتقلق وتفتح عينيها بشويش وتلاقيه قاعد قصادها.. هتقوم بسرعة وتقرب منه وبلهفة وقلق تقول: اتأخرت كدا ليه يا بدر!!
وبتوتر تقول... انت اتـ اتأكدت م كلامي!؟؟
بدر هيتنهد ويلف عينيه للناحية التانية وهو بيقول بحدة: أنتي هتمشي امتي؟
مي بتعجب: أمشي؟؟
بدر بتردد: ايوا .. عشان ... عشان نتفق قبل ماتمشي هنعمل ايه .
مي هتلف ليه الناحية التانية وتقعد قصاده وتبصله بدهشة وفرحة شديدة وهي بتقول: هنتجوز؟؟؟
بدر هيقوم ويبعد عنها وهو بيقول : شايفة فيه حل تاني يعني؟
مي ملامحها هتتحول لحزن وتقوم تقف وراه وتقول : انت زعلان يا بدر؟؟
زعلان اننا هنتجوز!!
انا مكنتش متخيلة انك كرهتني للدرجادي.
بدر هيلتفت ليها وبيأس هيقول : بكرهك ولا مش بكرهك.. مابقتش تفرق... ممكن بقا تقوليلي هتمشي امتي؟؟
مي بحزن: انا قولتلهم ف البيت هروح لبنت عمتي أسبوع.
بدر بتعجب: أسبوع! وانتي بقا متعودة تخرجي بالاسبوع برا البيت من امتي!!
مي بنظرة شك: قصدك ايه؟؟
بدر بغضب : قصدي اظن انك عرفاه..وبعدين انا مش قادر لأي كلام تاني.. روحي نامي أحسن.
مي دمعتها هتنزل وتقول بانكسار: ماشي هروح...
بس ع فكرة انا م وقت ما كلمتك وقولتلك اني حامل وانت بتشككني وبلاحظ ف كلامك كتير اتهامات ونظرات وحشة جدا وكأني..
وفجأة هتنزل عينها للارض وتسكت وهي بتبكي بشدة وبعدين هترفع عينيها ليه وتقول... هقولك حاجة وعايزاك تاخد بالك منها كويس.. انا بحبك.. والله بحبك.. ومهما تقولي ومهما نظراتك تتغير ليا انا هفضل أحبك.. وبتمني اليوم الي يجمعنا بيت واحد وأفضل جنبك دايما...وهتسيبه وتمشي.
بدر هياخد نفس عميق وكأنه كان مخنوق ويتحرك يروح ع الكنبة ف الصالون وهيرمي نفسه عليها ويغمض عينيه وهو حاسس بتعب شديد ونار جواه.. ويفتكر كلام صابر ويفكر هيفاتح عاشور ازاي ف موضوع جوازه دا...
(عند البنات...)
رضوى رجعت ومعاها سميرة ووصلهم مصطفي وكمال.. والمدير مشي م القسم بعد ما اتطمن عليهم.
كمال هينزل م عربي
الجزء الخامس عشر من هنا
