(الجزء 15)
بقلم ايمان طايل
رضوى لاحظت انه مش طبيعي وتقريبا خمنت هو عايز يقول ايه وبقلق: فيه ايه يا مصطفي؟؟
مصطفي هياخد نفس عميق وهيقرب منها أكتر وبارتباك شديد ووشه هيحمر وهو بيتكلم ويهمس :رضوى أنا معجب بيكي م أول يوم شوفتك فيه..
ملامح رضوى فجأة هتتحول لذهول شديد مع حزن وهتنزل عينيها ف الارض م خجلها وتفكر بحزن ف أول شخص جه ف بالها أول ماسمعت الجملة دي منه.. أختها سميرة ..وم جواها تقول بوجع.. الي كنت خايفة منه حصل.
مصطفي يكمل كلامه ويحس ان توتره خف لما رضوى بعدت عينيها عنه وبصوت هادي يهمس :و... و أنا يمكن عرفتك م فترة صغيرة بس بالنسبالي كانت كافية اني أعرفك وأعرف شخصيتك وكمان أتأكد مـ من شعوري ناحيتك.. ومع كل مرة كنت بشوفك فيها كنت بتأكد أكتر ..
كنت بتأكد انك الانسانة الي أنا عايز أكمل معاها حياتي.. وجذبني ليكي أكتر الخير الي جواكي وحبك الشديد لاخواتك والي بتعمليه عشانهم... وأخلاقك الطيبة بتقول انك هتكوني مثال للزوجة الصالحة..
رضوى أنا مكنتش أحب أقولك الكلام دا ف موقف زي كدا وخصوصا بعد ليلة صعبة زي دي..
وينزل علينه للارض وهو بيقول بتوتر شديد ممزوج بحزن.. بس بس حسيت اني لازم أقولك وخصوصا بعد ما.. بعد ما شوفت المدير معاكي وكمان الرائد.. حسيت اني فعلا لازم أصارحك .
رضوى واقفة ثابتة وهادية شبه سرحانة.. بس جواها صراع بين أفكارها وحاسه ان عقلها هيقف عن التفكير.. لأنها بتفكر ف شخصين ف وقت واحد.. مصطفي وسميرة.. مصطفي الي اعتبروه أخ ليهم ...وأختها الي بتحبه واتعلقت بيه..
ارتباكها وخوفها زاد لأن كل الي اتجمع ف بالها هي انها هتخسر حد فيهم بسبب اعترافه دا.. حست انها متلخبطة ومش عارفة تجمع كلام..
وبتحاول تكذب الي بتسمعه بس مفيش مفر.. هو اعترفلها خلاص وجه الدور عليها تتكلم ..
بس هي مش عارفة رد مناسب تقوله ومشتتة وخايفة تقول حاجة بدون تفكير ترجع تندم عليها..
وفجأة هيجي ف بالها تفهمه بطريقة لطيفة انها مش بتفكر ف الموضوع .. هترفع عينيها بارتباك وخجل شديد وبصوت مهزوز ومتوتر تقول : مصطفي أنـ..
مصطفي حس بتوترها وحيرتها وهيقاطعها بلهفة وبصوت هادي يقول: بعتذر.. انا آسف.. بس فيه حاجة أخيرة عايز أقولها..
رضوى انتي مهما يكون ردك ف أنا هفضل مصطفي الي اعتبرتوه أخوكم... وأرجو ان الموضوع دا مايأثرش ع علاقتي بيكم أو علاقتكم ب والدي ..النقطة دي عندي مهمة جدا ولازم كمان تثقي فيا وتتأكدي اني صادق ف كل كلمة قولتها.
رضوى هتتنهد براحة لأنه خفف عنها شوية وخلي الصراع الي جواها يهدا بالكلمتين دول.. هتبصله بابتسامة خفيفة جدا ولسه هتتكلم..
تقاطعهم أمل وهي خارجة م الشقة وتروح ليهم ع السلم وتبص لمصطفي بتعجب : أنت هتمشي ولا ايه؟!
مصطفي بابتسامة متوترة : ايوا.. احنا بعد الفجر يا أمل ولازم ترتاحوا بقا ..كانت ليلة طويلة.
أمل بحزن: طيب هتيجي تاني امتي! كنت عايزاك تفهمني شوية حجات كدا بالنسبة لنظام الجامعة وكدا!
مصطفي عينيه هتروح ع رضوى ويرجع يبصلها ويقول بابتسامة: ربنا يسهل وهبقا آجى أتطمن عليكم قريب..و هشوف كل الي انتي عايزاه حاضر.
تخرج هدى ليهم وتقول بتعجب: انتو واقفين هنا ليه! ماتيجوا جوا؟
أمل تبصلها: دا مصطفي ماشي يا هدى.
هدى عينيها هتروح عليه وبتردد: هتمشي دلوقتي!! انت مادخلتش أصلا.. تعالي اما تشربوا حاجة تدفيكم .. انتو راجعين تعبانين والجو برد جدا .
مصطفي : معلش.. خليها مرة تانية.. لازم ترتاحوا.. والوقت متأخر جداً.
رضوى بتوتر : خـ خلاص ماجتش م خمس دقايق كمان.. ع الاقل ترتاح م الطريق.
أمل : ولو ع التأخير.. ابقا نام الليلة عند عمي أكرم.
مصطفي هيبتسم وهو بيقول: غلبتوني.
يطلع أكرم وهو بيقول بتريقة : بقا كدا يا مصطفي!! يعني لما أبوك قالك افضل هنا رفضت ولما البنات قالولك وافقت! ماااشي يا مصطفي!
مصطفي بضحكة : محدش بيقدر ع البنات بقا يا والدي .
أكرم والبنات هيضحكوا وهيدخلوا كلهم الشقة ويتجمعوا ع الترابيزة وهدى هتعملهم مشروب وهما بيتكلموا ع التفاصيل الي حصلت وازاي الرائد كمال اتدخل والقضية اتحلت وسميرة تحكيلهم الي حصل ف التحقيق..
ف وسط كلامهم واندماجهم فيه شخصين متوترين او مشغولين ومش مركزين أوي ف الي بيتقال ..
مصطفي بيحاول يندمج معاهم وبيشاركهم الكلام.. ورضوى بتحاول تبعد عينيها عنه وتتعامل طبيعي بس واضح انها متوترة..واللي ملاحظ دا هي هدى.
وبعد ربع ساعة أكرم ومصطفي هيستأذنوا ويمشوا وبعديهم بشوية البنات الي ساكنين فوق .
وأخيراا بعد الليلة الطويلة دي.. رضوى هتقفل باب الشقة والبنات هيصلوا ويدخلوا يناموا.. رضوى هتروح ع سريرها وهي مرهقة جدا عشان ترتاح هي كمان وقبل عينيها ماتغمض..
فجأة تلاقي صوت رسالة ليها..
هتفتح الموبايل وتلاقيها م رقم مصطفي الي سميرة كلمتها منه الصبح ومكتوب فيها :
" هستنى ردك.. تصبحي ع خير.. مصطفي".
(ف بيت عاشور...)
أميرة كانت قلقانة طول الليل وماعرفتش تنام .. احساس القلق والخوف كان مسيطر عليها.. خوفها من وجودها لوحدها.. وخوفها م الاشخاص اللي موجودين حواليها ف المكان..
وبعد ليل طويل وممل أخيراً هترتاح وتنام بعد صلاة الفجر..
بعد ساعتين.. تصحي مفزوعة ع صوت خبط شديد ع الباب ..
أميرة هتقوم بسرعة تجري ناحية الباب وتقف وراه وهي متوترة ورافعه ايديها ع قلبها م الخضة وتقول بصوت مهزوز : مـ مين؟؟؟
تسمع سمية بتزعق بصوت عالي : افتحي ياختي.. هيكون مين يعني؟؟
أميرة هتفتح الباب وتلاقي سمية واقفة ماسكة وسطها بايديها وع ملامحها الغضب ..هتحس ان فيه مصيبة حصلت وهتقول بقلق شديد: خير!! فيه ايه؟؟
سمية بدهشة: فيه ايه ؟؟؟ والنبي ماتعرفيش فيه ايه؟؟؟
أميرة بتعجب : لا ماعرفش! ايه الي حصل؟
سمية تسند ايديها ع الباب وبسخرية تقول: بيقولوا عقبال عندك عندنا فرح ...ايه ماتعرفيش ان أشرف هيتجوز ياختي؟؟
أميرة لسه التعجب ع ملامحها : مبروك ..بس فيها ايه دي!!
سمية تحرك شفايفها يمين وشمال وتحرك ايديها بتعجب وتقول بغيظ : ياااادي الخيبة؟؟ شوفوا البت !! ..أقولها عندنا فرح وتقولي فيها ايه؟؟
عايزة تعرفي فيها ايه ياختي!!
فيها تجهيزات ف البيت يا عنيا.. وفيها طباخين جايين واحنا هنساعدهم وفيها عزومات طول الاسبوع لحد ليلة الدخلة ..وفيها ضيوف هيجوا ويقعدوا عندنا وعايزين نظبط مكان ليهم... وفيها وفيها وفيها.. هو انتي فكراه هيتجوز سُكيتي كدا زي جواز بدر ولا ايه؟؟
لا اصحي يا حبيبتي واسألي عاشور جوز بناته ازاي.. وانتي تعرفي هيجوز الرجالة ازاي..
وتقرب م أميرة وتهمس بخبث.. بس الفرق بقا بين بدر وأشرف ان المرادي عمك هيجوز ابنه بجد.. مش جوازة كدا وكدا.. فهمتي!
أميرة هتتصدم م كلامها وخصوصا آخر جملة وهتتوتر جامد وتبلع ريقها وتقول بارتباك: انا انا مش فاهمة انتي بتتكلمي ع ايه... اما بالنسبة للتجهيزات الي بتقولي عليها... ف انا شايفة ان الوقت بدري أوي وحتي متهيألي لسه محدش م البنات فاق عشان نبدأ م دلوقتي!
سمية هتقرب منها وتوطي صوتها وبنظرة تهديد :بصي يا أميرة و اسمعيني كويس ف الكلمتين دول عشان مانتعبش مع بعض ..
انتي بالذات متقارنيش نفسك ببناتي خصوصا ولا تتعاملي كأنك زيهم ف البيت دا..
لأنك روحتي ولا جيتي مش هتبقي ف مستواهم ولا هتكوني صاحبة بيت زيهم..
فلما اقولك ع حاجة تسمعي الكلام وتنفيذها بدون اي كلمة.. عشان بس الفترة دي تعدي ع خير وبدون مشاكل.. ماشي يا حبيبتي!
أميرة بنظرة غضب وانفعال : قصدك أكون زي الخدامة.. مش كدا!!
سمية بابتسامة مستفزة: أنا ماقولتش كدا.. انا نصحتك بس لله عشان ماترجعيش تقولي اني ماحذرتكيش..
ويلا يا حلوة.. خمس دقايق والاقيكي ورايا.. وتمشي وهي بتغني ف الطرقة بطريقة باردة.
أميرة هتقفل الباب وتسند راسها عليه وهي حاسه بإرهاق شديد بسبب قلة النوم وبتوتر وعصبية بسبب سمية وكلامها وفجأة تهمس لنفسها : الست دي ايه!! مفيش حاجة بتهدها!
ع رأيك يابدر... ست حشرية.. الله يحرقها.
وبعد شوية هتنزل أميرة وهي شبه لسه نايمة وسمية تقولها تنضف ف الاستراحة الي تحت عشان الضيوف وتبدأ أميرة ف التنضيف وهي حاسة بإرهاق شديد وبتكح كتير..
سمية واقفة بعيد وبتتفرج عليها بابتسامة انتصار باردة وتهمس بطريقة شيطانية : انتي لسه شوفتي حاجة.. دا أنا هطلعه كله عليكي .. أما أنت بقا يا بدر ..ف دورك هيبقا مع أبوك.. بس لما تيجي..
(الضهر عند البنات...)
رضوى صحيت أول واحدة بالرغم م الارهاق الي كانت فيه.. ودا بسبب انشغالها وتفكيرها الكتير الي موترها وقالقها دايما.
هتصلي وتقعد تدعي كتير.. وهتسرح شوية وهي بتفكر ف الموضوع الي زاد عليها دا وتفكر تنهيه ازاي.. وكالعادة مش هتلاقي حد تحكيله الي جواها ويخفف عنها غير مذكراتها.. هتقوم تاخدها م شنطتها وتطلع تقعد برا الاوضة ع الترابيزة .. هتفتح مذكراتها وتاخد نفس عميق وتبدأ تكتب :" وقبل ما أخلص م مشكلة.. بدخل ف التانية..."
وبعد شوية...
هدى تخرج م الاوضة وتلاقي رضوى قاعدة مندمجة ف الكتابة ومش واخدة بالها منها..
هدى بصوت نايم: احم احم..
رضوى هتنتبه ليها وترفع راسها وهي بتقول بابتسامة : صح النوم..
هدى هتروح تقعد قصادها وبتعجب : انتي صحيتي امتي؟؟
رضوى بهدوء: انا لسه صاحية م شوية ...وقولت أتسلي وأكتب شوية ع ماتفوقوا.
هدى بتردد: اممم.. وياترى بتكتبي ايه!
رضوى بابتسامة دهشة : غريبة! ومن امتي بتسأليني بكتب ايه!!
هدى وكأنها افتكرت حاجة وملامحها كلها هتتحول لحزن وتوتر..
رضوى بقلق: مالك يا هدى! انتي كويسة؟؟
هدى بتردد : أنا عايزة اقولك ع حاجة.
رضوى بلهفة: قولي!
هدى بتوتر : أنا أنا مكنتش أقصد.. بس انا سمعتكم انبارح..سمعتك انتي ومصطفي لما كنتم برا ع السلم.
رضوى هتتفاجئ وهتقفل مذكراتها وتقرب شوية م هدى وتهمس بتوتر : سمعتي ايه بالظبط!
هدى بتردد شديد: سمعت كل حاجة... ولاحظت توترك بعديها لما دخلنا.
هو انتي هتعملي ايه! وهتقولي لأخواتك ولا لا!
رضوى بلهفة تهمس :ششش ..وطى صوتك..
أنا مش عايزاهم يعرفوا وخصوصا سميرة.. أوعي تقوليلها يا هدى!
هدى بتعجب شديد: وخصوصا سميرة!! مش فاهمة! يعني انا شايفة ان سميرة المفروض تعرف.. ع الاقل عشان ماتفضلش عايشة ف وهم!
رضوى تقاطعها بصوت هادي: افهمي يا هدى.. انا هحاول اقفل الموضوع دا بطريقة كويسة وف نفس الوقت مش هقول لاخواتك عشان مايبقاش فيه حساسية ف تعاملهم مع مصطفي وخصوصا سميرة.. لأنها لو عرفت هتتغير تماما م ناحيته وهو هيلاحظ دا ومش بعيد م ناحيتي انا كمان... ف الافضل ان الموضوع ينتهي بشويش واحنا واحدة واحدة هنحاول نفهم سميرة انه مرتبط وهي اكيد هتحس ووقتها هي الي هتبعد عنه بنفسها.
هدى وهي سرحانة : اظن كدا كدا تعاملنا مع مصطفي هيختلف بعد ردك عليه.. بس انا كنت متخيلة ان الي حصل دا هيكون دافع ليها انها تبعد عنه!
رضوى بحزن: ماشي تعاملنا معاه هيختلف بس بالنسبالي انا وبس..
أما الموضوع كان ممكن يبقا دافع لأختك بس مش أكون أنا السبب.. لأن حاجة زي كدا ممكن تعمل حاجز بيني وبين سميرة.. وتأثر ع نظرتها ليا وتعاملنا وانا طبعا ماقدرش أخسر أختي أو احس حتي انها متغيرة معايا بسبب أي حد.
هدى بهدوء : تمام... طيب هتعملي ايه؟!
رضوى هتتنهد وتسرح وهي بتقول: بفكر ف رد مناسب أقوله...بس حاسه اني خلاص مش قادرة أوصل لحاجة.. موضوع أميرة وتهديد بدر ليا مأثر اوي عليا وبعد الي حصل مع سميرة حسيت بضغط أكتر ومش قادرة أفكر كويس.
هدى تهمس : لأنك مشتتة ف اكتر م حاجة مع بعض ومضغوطة ودا مش هيوصلك لحل..
أما لو ركزتي ف حاجة واحدة بس هتقدري تفكري بشكل سليم ..
رضوى بحزن شديد: طيب انا الي شاغلي اكتر هي أميرة .. وف نفس الوقت ماقدرش اتأخر ف الرد ع مصطفي ولازم انهي الموضوع دا.. اعمل ايه!
اعمل ايه بس يا هدى!
وتقول بيأس.. انا بقيت حاسة ان كل حاجة بتقف ف طريقي .. وكل شوية مشكلة تحصل وتعطلني اني أرجع أختي! دا غير أمل الي داخلة الجامعة وعايزة مصاريف كتير... وكمان سميرة قعدت م الشغل.
هدى بهدوء : فاكرة يا رضوى ماما كانت بتقولنا ايه لما حاجة تشغلنا اوي ومش عارفين نتصرف ازاي!
كانت بتقولنا اعملوا الي عليكم واستودعوا أمركم لله.. ولو بقيتوا ف شدة او مشكلة قولوا "اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها "
وان شاءالله ربنا بيوفقنا ف أمرنا بعدها.. حتي أنتي كمان عودتينا ع كدا م بعدها يا رضوى .. ويكفي انك بعد كل مشكلة كنتي بتقوليها بلسانك 'الحمد لله'
وأنا متأكدة ان كل الي بيحصلنا وراه خير كتير جاي ان شاءالله..ويمكن فعلا الخير دا بقا قدمنا بس احنا مش شايفينه..
يعني تفتكري لو عمي مش أخد أميرة واحنا هربنا.. كنا هنعرف عمي أكرم ومصطفي ! كنا هنعرف البنات الي فوقنا ويبقوا أصحابنا! ... رضوى احنا بقينا حاسين ان لينا حد بجد بعد الوحدة الي كنا فيها...
وع فكرة انا صدقتك لما قولتي انك حاسه ان بدر بيهددنا وخلاص.. ومازلت واثقة من دا..
ف متقلقيش وأوعي تيأسي يا رضوى.. دا انتي سندنا ومثال لينا واحنا بنتعلم منك ... وانا عن نفسي شيفاكي أفضل أخت ف الكون ومقصرتيش ف حاجة واتعودت أشوفك قوية وبتتحدى اي صعب.. انتي هتقدري ع كل دا يا رضوى.
رضوى كانت مركزة مع هدى ومنتبهة ليها ولكلامها الي طمنها فعلا وبعدين هتاخد نفس عميق وترد بهدوء وابتسامة خفيفة : أنا محظوظة بيكم انكم اخواتي... ونفسي الظروف الي بنمر بيها ما تأثرش ع تربيتنا ولا أخلاقنا .
هدى بابتسامة: مفيش حاجة هتقدر تأثر علينا ان شاءالله.. وخصوصاً طول ما جنبنا ومعانا أخت زيك يا رضوى.
رضوى بابتسامة : ان شاءالله.. وانا خلاص هفكر بهدوء والي ربنا يهديني ليه هعمله ان شاءالله.
هدى بابتسامة وهي قايمة : ان شاءالله... أسيبك بقا عشان تركزي وانا هحضر الفطار.
رضوى :ماشي يا قلبي..
وفجأة هتفتكر حاجة وبلهفة تناديلها ..لا استني يا هدى... عايزة اسالك عن حاجة كدا !
هدى هترجع تقعد تاني بشويش وهي بتقول : نعم!
رضوى بتردد ونظرة تخمين: الرائد كمال قال ان الرائد حسام هو الي قاله ان سميرة ف القسم..
وبتعجب تقول ..بس هو عرف ازاي بقا.. انتي كلمتيه !!
هدى هترتبك وفجأة هتنزل عينيها ف الارض وهي بتهز راسها لتحت بشويش وبتقول بتوتر : ايوا.
رضوى هتاخد نفس عميق وبعدين ترجع تبص لهدى وتقول بحزن وتردد: انتي لسه بتحبيه يا هدى؟
هدى هترفع عينيها وهتسكت شوية وكأنها بتفكر.. وفجأة ملامحها هتتحول لجدية وثقة وتقول : لا.
رضوى هتستغرب رد فعلها لأنها كانت متوقعة رد تاني وخصوصا بعد ما هدى كلمته وتسألها بتعجب شديد: أنتي متأكدة؟!
هدى بحدة : ايوا متأكدة.. متخافيش عليا يا رضوى.
رضوى هتبتسم ابتسامة خفيفة مترددة وفيها تعجب للتغيير الي حصل لهدى وتسألها بهدوء : طيب تحبي تقوليلي اتغيرتي م ناحيته كدا ليه؟!
هدى بتردد: هو السبب يارضوى ..
رضوى هتعقد حاجبها وبملامح تعجب: مش فاهمة؟؟ هدى بنبرة تميل للحزن : كلامه ساعدني اني اتغلب ع الضعف الي كنت فيه.. انا هحكيلك الي حصل..
(ف بيت عاشور...)
كلهم صحيوا والبيت بقا فيه حركة كتير والطباخين جم ف الجنينة برا بيجهزوا الأدوات الي هيستخدموها ومعاهم أشرف وصابر.. وسعيد راح الوكالة يتابع الشغل ..أما عاشور ف البيت عشان يستقبل الضيوف الي هتيجي.
كريمة ونسمة يوصلوا م السوق ومعاهم طلبات كتير جدا ويدخلوا بيها المطبخ ..
كريمة هتلاقي أميرة واقفة بتطبخ وبتعمل مشروبات للضيوف وهي تعبانة جدا ولوحدها وسمية وبناتها فوق..
كريمة هتقرب منها وبتعجب: هو انتي لسه هنا!!
انا مش قبل ما امشي قولتلك روحي ارتاحي ونامي شوية؟
مش كفاية ام قويق صحتك م الفجر تنضفي ف البيت وكلنا نايمين؟ كمان انتي الي هتقفي هنا وهما قاعدين فوق؟!
أميرة بتعب: مش فارقة م الشوية دول كمان يا عمتي.. عشان أرتاح م ذنها وكلامها الي مابيخلصش .. وكدا كدا بكره الطباخين هيبدأو وهيخففوا عننا.
كريمة بحزن: طيبتك دي هي الي هتتعبك يا أميرة.. مش كل حاجة هتعمليها ع حساب نفسك وصحتك يابنتي.. يلا تعالي معايا اطلعي ارتاحي شوية ونسمة هتكمل مكانك.. ولو العقربة دي قالتلك حاجة تعالي بس وقوليلي.. يلا يا أميرة .
أميرة بتعب: حاضر يا عمتي... وتطلع معاها أميرة .
وهما طالعين ع السلم يقاطعهم صوت عاشور بينادي بصوت عالي : يا كريمة!! ....كررريمة!
كريمة هتبص لأميرة : طيب اطلعي انتي يابتتي.. وهتمشي تروح لعاشور.
كريمة : ايوا يا حج!
عاشور : أنا كلمت أختك عشان أعزمها.. بس قالتلي ان جوزها تعبان ومش بيتحرك م السرير.. عايزك تروحيلها تعملي الواجب وتعزمي عيالها بالمرة م هناك.
كريمة : حاضر .
عاشور بلهفة: بس علطول عشان مفيش وقت.. وانا هقول لصابر حالا يوصلك ويروح معاكي .
كريمة: ماشي يا حج.
عاشور هياخد كريمة ويطلعوا الجنينة وينادي ع صابر.. وفجأة هيلتفت لكريمة وبنظرة شك: الا بقولك... انتي متعرفيش بدر فين!!
كريمة بتعجب: لا ماعرفش.. هو قالي هيروح مشوار ضروري وهيتأخر شوية..
وبقلق تقول.. بتسأل ليه يا حج!
عاشور بغضب: يعني عاجبك كدا!! دي أيام يمشي فيها!! وكل ما سأل حد م اخواته يقولوا مش عارفين وحضرته قافل تيلفونه م انبارح ومش عارفين نوصله..
يجي صابر ويقرب منهم وبتعجب: نعم يا حج؟
عاشور : يلا هات عربيتك عشان هتاخد أمك عند خالتك دلوقتي..
ف نفس الوقت فوق ف الدور التاني ..
أميرة ماشية بشويش ف الطرقة ناحية الاوضة.. فجأة تحس بحد ماشي وراها... هتقف وتلتفت مش هتلاقي حد..
هتكمل تاني وهي حاسة انها موهومة بسبب الدوشة الي ف البيت.. وفجأة تلاقي حد قرب منها وكتم بوقها بايديه وشدها م ضهرها بايديه التانية وأخدها لأوضته بسرعة ودخل زقها رماها ع السرير وراح يقفل الباب بسرعة..
أميرة قلبها هيقف م الخضة والخوف وتقوم م ع السرير بسرعة وهي مش قادرة تاخد نفسها وتلتفت تبصله وتقول بدهشة ورعب: طـ طارق!
طارق هيقفل الباب ويرجع يبصلها ويقرب منها وبنظرة كلها غضب: أيوا طارق... مفاجأة مش كدا!
كنتي فكراني هنساكي بسهولة ولا ايه!
أميرة بتبعد عنه وهي بترتعش وعينيها عليه بخوف وتبلع ريقها وتقول بكلام متقطع ومهزوز: أ أ نت عـ عايز اايه ! خـ خـليني اطلع و.. والا هـ هصرخ وهـ لم البيت..
طارق ببرود يقول : وهتقوليلهم ايه بقا؟؟
ويشاور بايديه حواليه وهو بيقول... انتي مش واخدة بالك انك ف أوضتي! يعني بالظبط زي ماطلعتي السطوح لأشرف هيصدقوا انك جيتيلي هنا ..
وبابتسامة خبيثة يكمل.. وخصوصا ان بدر مش موجود بقا... ف الاحسن انك تسمعيني بهدوء والا أنا الي هعملك فضيحة.
أميرة خلاص وصلت للبلكونة ومش عارفة تبعد أكتر ..ودموعها نزلت بسبب كلامه الي وجعها وملامحها اتحولت لغضب شديد .. وتزعق بعصبية: أنت حقير.. حقييييير ...حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
طارق بسرعة هيقرب منها اكتر ويمسكها م وشها جامد وبغضب يهمس: اسمعي بقا.. اذا كنتي انتي نسيتي ف أنا مانسيتش.. انا قولتلك قبل كدا انك ليا.. ليا أنا وبس ومستعد أجبرك انك تسمعي كلامي حالا..
بس أنا عرفت بقا انك وبدر بتمثلوا علينا انكم متجوزين.. ف أنا هديكي فرصة انك تفضي معاه التمثيلية دي وتبقي ليا ...فاهماني يا أميرة ..
وهيحاول يقرب منها أكتر وهو بيهمس بطريقة خبيثة .. ودلوقتي بقا أنا عايز اتأكد انك فعلا هتسمعي الكلام وتعملي الي بقولك عليه..
أميرة كانت مصدومة م كلامه وازاي عرف الي بينها وبين بدر وفجأة هتنتبه ليه وتزق ايديه جامد وتضربه وتبعد عنه بسرعة وترجع لورا تدخل البلكونة.. وبغضب وعصبية تزعق: خرجني حااالا والا هتندم ع الي عملته دااا.. خرجني يا طااارق بقولك.
طارق بابتسامة ويحاول يقرب تاني: ياااه... هندم!... ايه الثقة دي!
وملامحه تتحول لغضب وهو بيقول.. بس أنا بقا مش هسيبك غير لما أعرف ردك.
أميرة هتقف بسرعة ع الكرسي الموجود ف البلكونة وتبصله بغضب ودموعها نازلة بحرقه: بقا عايز تعرف ردي!
هتزعق وتقول.. أنا بكرهك كره العما.. وعندي أموت ولا انك تقرب مني يا سااافل.
طارق استغرب م وقفتها وهيبدأ يتوتر م كلامها وبارتباك: انتي هتعملي ايه!!
أميرة بنظرة يأس: يا اما تسيبني أخرج حالا وتعتبرني ميتة بالنسبالك.. وإلا فعلا هكون ميتة وحالا.
طارق بغضب يزعق: بقا للدرجادي!! للدرجادي بتكرهيني يا أميرة!
أميرة هتتجاهل كلامه وهتقرب م سور البلكونة وهتميل عليه ..
طارق هيتفزع ويصرخ : استنــــــــــي..
وهيجري عليها بسرعة يشدها ويشيلها غصب يدخلها الاوضة وهي بتصرخ وبتضرب فيه : ااابعد عني.. ابعد عني .
هينزلها وقلبه بيدق جامد ومش قادر ياخد نفسه وحس ان اعصابه فلتت لما شافها هترمي نفسها ..
أميرة هتجري بسرعة ع الباب وتفتحه وتخرج وهي كل جزء فيها بيرتعش وبتتنفس بصعوبة ..
هتجري بسرعة ع أوضة بدر وهي بتبص وراها اذا كان بيلاحقها ولا لا..
هتدخل الاوضة وتقفل الباب بالمفتاح بلهفة وهي متوترة وتقف ورا الباب وهي ايديها ع قلبها بتحاول تاخد نفسها وتهدا..
وبعد شوية هتروح ع السرير ترمي نفسها وتدفن وشها ف المخدة وتبكي بشدة وصوت بكاها بيزيد أكتر وأكتر وخصوصا لما افتكرت اللحظة الي كانت هترمي نفسها فيها وقد ايه رجعت ضعيفة وكانت هتستسلم بسبب العذاب دا..
وهي بتبكي هترفع عينيها وتشوف صورة بدر الي جنبها ع الكوميدينو وهتحس بحسرة أكتر انها خسرت ثقته وخسرت الانسان الوحيد الي كانت بتعتمد عليه ف البيت.. الانسان الي جنبه حست بأمان وراحة فعلا.. هتفضل عينيها عليه ودموعها نازلة لحد ما تهدا بشويش وعينيها تغمض وتنام..
بعد نص ساعة..
حد يخبط ع الباب جامد وتصحي أميرة مفزوعة.. تلاقي أسماء بتزعق برا: كلمي مامااااا يا أميرة.
أميرة هتمسك دماغها بوجع وتهمس: أووووف ..
وترد بصوت عالي... طيب يا أسماء..
وترجع تهمس لنفسها بغضب.. عايزة مني ايه تاني دي!!
وهتقوم بشويش وهي مش قادرة وحاسة بتعب شديد.. وقبل ماتفتح الباب هتفتكر كل الي حصل مع طارق ..
هتتردد شوية وتخاف وبعدين هتفتحه بحذر شديد وتخرج وهي بتراقب الطرقة وعينيها بتروح ع كل مكان وبسرعة هتنزل تحت تروح لسمية .
هتدخل المطبخ وتلاقيها قاعدة ورافعة رجل ع رجل وملامحها كلها غضب وتقول بعصبية: ايه يا هانم!
احنا خلصنا عشان تتسحبي وتروحي تنامي؟!
أميرة بصوت تعبان وهادي : انا ما...
تقاطعها سمية بحدة : بس بس.. انتي لسه هتردي.. يلا ياختي.. جهزي مع البنات كل الطلبات الي ف المطبخ وتاخديها تحوليها للطباخين برا عشان هيحضروا حاجات لبكره.
اميرة بتعجب: هحولها لوحدي!
سمية ببرود :.انا عايزة البنات ..هيكملوا معايا هنا..يلا انجزي.
أميرة بغيظ: حااضر.. وهتتحرك وتمشي م قدامها وهي بتقول م جواها ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكي وف ابنك يا بعيدة..
(عند بدر...)
مي واقفة ف الأوضة وبتكلم حد ف الفون..
بتهمس وهي قلقانة : لا مش هيسمعني هو نايم دلوقتي... ايوا الخطة نجحت وخلاص وافق ع الجواز.... لا طبعا مش هيرجع ف كلامه.... متخوفنيش بقا أنا ماصدقت... ايوا طبعا بحبه جدا ومستعدة اعمل اي حاجة عشان ابقا معاه... مش عارفة من غيرك كنت هعرف ازاي ولا هعمل ايه ..خلاص هبقا أعرفك بالجديد.. سلام.
هتخلص المكالمة وتخرج للصالة وتلاقي بدر نايم ع الكنبة ومش حاسس بأي حاجة..
هتروح تقعد جنبه بشويش وهي بتهمس : بدر!... يا بدر ..بدر .
بدر هيفتح عينيه بشويش ويلاقيها جنبه.. هيقوم بسرعة وهو بيقول بتعجب وقلق: فيه ايه؟؟
مي بهدوء : اهدا.. مفيش حاجة.. انا بس لقيتك اتأخرت ف النوم وخوفت تكون تعبان ولا حاجة..
يقاطعها بدر : احنا امتي!
مي: العصر.
بدر بدهشة: العصر!!
ويفرك ف شعره وهو بيقول بصوت نايم.. يانهااار.. دا انا نمت كتير اوي.
مي بابتسامة خفيفة : ايوا.. واضح انك كنت مرهق أوي.
بدر هيتجاهلها ويمسك فونه ويلاقيه فصل شحن.. هيهمس بغضب: ودا وقتك.
مي بتعجب : ها هتقوم!
بدر بقرف : انتي شايفة ايه!
مي هتقوم وهي بتقول : طيب انا هحضرلك حاجة تاكلها..
بدر بحدة : لا استني.. انا عايز أقولك كلمتين كدا.
مي هتقعد وهي متوترة : نعم!
بدر هياخد نفس عميق وم غير ما يبصلها يقول بغضب وقرف: بقا شوفي بقا..
أنا كنت آخر حاجة أتوقعها اني اتجوز بالطريقة دي ..أتجوز عشان أصلح غلطة!
لا وهيكون عندي ابن م الحرام!
وفوق دا كله إني هتجوزك وأنا مش طايقك..
مي دموعها هتنزل وتقاطعه بحزن بشديد: انت ليه محسسني اني وحشة كدا يابدر!
بدر هيبصلها وبملامح قاسية يقول: لا انتي فعلا كدا.. وأنا مكنتش اتخيل اني ف يوم هتجوز واحدة مش محترمة زيك... ولحد دلوقتي مش متخيل انك هتشيلي اسمي بعد كدا..
لأن الي زيك يجيب العار ..
مي هتقف وتقاطعه وهي بتصرخ : لا بقااا.. كدا كتير أوي.. أناا مش عارفة أعملك ايه تاني عشان تتأكد اني بحبك وعملت كدا بسببك وعشانك انت.
بدر هيقوم يمسكها م دراعها جامد وبعصبية يزعق: اخرررسي ومتحاوليش تبرري أي حاجة لأني مش هصدقك... لأن مفيش أي سبب ف الدنيا يجبر واحدة محترمة انها تتخلي عن أخلاقها .. وأنتي مش بس اتخليتي عن اخلاقك.. انتي اتخليتي عن كل حاجة حتي شرفك..يعني انا دلوقتي شايفك أحقر وأقل انسانة انا ممكن ابصلها..
ف اسمعي بقا الي عندي ومتقاطعنيش لأني مش هكرره تاني ..
أنا مش هتجوزك دلوقتي.. ودا لأن لحظي أخويا هيتجوز الاسبوع دا .. ف انا عايزك تحلي عني وما اشوفش وشك ولا اسمع منك كلمة لحد ماتعدي الفترة دي..
ثانيا بقا.. متفكريش ان حلمك خلاص هيتحقق وهتتجوزي الجوازة الي نفسك فيها م زمان.. لا يا حلوة.. لازم تبقي فاهمة اني هتجوزك بس عشان المصيبة دي ..يعني وجودك هيكون زي عدمه لحد ما تخلصي الحمل وبعديها هطلقك ولا هسأل فيكي.. فاااهمة.
مي عينيها عليه بخوف شديد وبترتعش وبصوت مهزوز ونظرة انكسار : فـ فاهمة.. فاهمة وراضية.. راضية والله بأي حاجة منك يا بدر.
بدر هيسيب دراعها ويزقها ويمشي.. وفجأة هيلتفت وهو بيقول: آه.. واتفضلي يلا امشي عشان انا هقعد هنا كام يوم ومش عايز أشوف وشك.. عايز أخرج ألاقيكي مش هنا.
مي ماسكة دراعها م الوجع ودموعها نازلة هتبصله وبحزن شديد: حـ حاضر.
وهيدخل بدر ياخد شاور.. وبعد شوية هيخرج ويلاقي مي مشيت ..هيدخل الأوضة يلبس ويجهز وهياخد الفون ويخرج م الشقة بسرعة وينزل تحت..
هيركب العربية ويشحن الفون يفتحه ويسوق ويمشي..
هيلاقي مكالمة فائتة من صابر وعاشور وناس تبع الشغل.. هيتجاهلهم كلهم وهيدور ع رقم واحد معين ويعمل اتصال ..وبعد شوية حد يرد..
بدر بلهفة: ازيك يا عمدة! ...تمام يا باشا.. بقولك ايه.. انا كنت عايزك ف موضوع كدا.... طيب خلاص لما أقابلك هفهمك....ايوا انا جاي اسكندرية وهقابلك ف المكان بتاعك.. ماشي لما أشوفك بقا.. يلا سلام.
(عند البنات...)
البنات كلهم متجمعين ع الترابيزة ورضوى بتتكلم معاهم ..
رضوى عينيها لسميرة وبهدوء : والي حصل دا اعتبريه تجربة ودرس عشان تاخدي بالك بعد كدا.. الانسان الي ماترتحيش ليه م البداية ماتكمليش معاه اي كان ايه الشئ الي بيربطك بيه.. وماتجبريش نفسك ع التعامل معاه.. خلاص يا سميرة!
سميرة بصوت ضعيف: حاضر يا رضوى.
رضوى بتردد: وان شاءالله انتي مش هتشتغلي غير ف مجالك.. انا هكلم نجات تشوفلك وظيفة ف اي مستشفى وغير كدا مش هتشتغلي... احنا مش عايزين مشاكل تاني.. عايزين الفترة دي تعدي ع خير.
سميرة بتعجب: بس يا رضوى انتي بتقولي هتمشي بكره!!
أمل بدهشة: ايوا.. هنصرف منين وانتي مش هنا؟
رضوى بتوتر: ماتقلقوش... انا هسيب مبلغ كويس جمعته انا وسميرة الفترة الي فاتت هيكفيكم ان شاءالله ... وف حالة اني اتأخرت عليكم ف انا هكلم نجات تتصرف وهحاول كمان اتصرف ف مبلغ قبل مامشي عشان اي ظروف تحصل.
سميرة هتهز راسها لتحت وأمل هتقول بقلق: تمام .
هدى قاعدة سرحانة ومش مركزة معاهم..
رضوى تبصلها بتعجب: مالك يا هدى!!
هدى هتنتبه: ها؟ لا ابدا ولا حاجة.
رضوى هتخمن هي سرحانة ليه وفجأة هتقوم وهي بتتنهد براحة وتقول: طيب.. دلوقتي بقا انا هروح شيفت بليل عشان أعوض بتاع انبارح وعشان أشكر المدير ع وقفته معانا.. خدوا بالكم م نفسكم .. ولو احتاجتوا اي حاجة كلموني.
سميرة: حاضر.. متتأخريش وابقي كلمينا طمنينا عليكي.
رضوى بابتسامة : ماشي يا قلبي.. يلا مع السلامة..
وهتمشي رضوى وتخرج م الشقة..
(عند بدر..)
بدر وصل اسكندرية ..وراح قهوة كبيرة ع الشط ونزل م عربيته وهيدخل يسأل عن صاحبه ويقعد وهو بيحاول يتصل عليه..
فجأة يلاقيه جاي م وراه وبابتسامة ودهشة : أهلا أهلا... اسكندرية كلها نورررت يا باشاااا.
بدر هيلتفت ويبتسم ويقوم يسلم عليه ويحضنه وهو بيقول: واحشني يا عمدة.
صاحبه بضحكة وتعجب : وانت كمان يسطا.. بس مش عارف مش مرتاح للزيارة دي.. حاسس ان وراها حاجة كبيرة.. يعني مش بدر الي يجي بنفسه عشان مصلحة كدا.
بدر بضحكة عالية : لا مش الي ف بالك.. دي حاجة تانية.. موضوع خاص شوية وبعيد عن شغلنا تماما.
صاحبه بجدية: وانا مش هتأخر طبعا.
بدر بصوت منخفض: انا كل الي هحتاجه هي العيون بتاعتكم الي هنا... فيه حد انا بدور عليه والي أعرفه انه هنا ف اسكندرية.. وطبعا دي حاجة مش هتبقا صعبة عليكم ..ولا ايه!
صاحبه بابتسامة خبيثة : تعالى بس ارتاح م الطريق ونعملوا الواجب معاك واهو تسلم ع ابويا..
ويغمز وهو بيقول.. وبعدين تفهمني ونشوف الحوار دا يا معلم .
بدر يمشي معاه وهو بيقول بابتسامة : ماشي يا عمدة.
(ف الكافتيريا بعد نصف الليل ...)
رضوى غيرت لبسها وخلاص هتمشي وواقفة تتكلم مع زميلتها ف الشغل..
شيماء بهدوء: اتفضلي يا رضوى.. خلي الفلوس دي معاكي ولو اخواتك احتاجوا اي حاجة وانتي مش هنا.. كلميني بس وعرفيني وانا والله مش هتأخر.
رضوى هتاخدهم وبابتسامة حزينة وخجل: انا بجد مش عارفة اقولك ايه يا شيماء... الحمد لله ان ربنا رزقني بصاحبة جدعة زيك.
شيماء بابتسامة : انا الي محظوظة انك بقيتي صاحبتي .. انتي تستاهلي كل خير يا رضوى.
رضوى هتبتسم وتسلم عليها وتمشي.
هتطلع للمدير قبل ماتمشي عشان تشكره ..
هتخبط ع الباب بهدوء ..
المدير : ادخل.
هتدخل رضوى وبابتسامة خفيفة : السلام عليكم.
المدير هيقوم م مكانه ويبادلها الابتسامة : وعليكم السلام..
ويشاور ع الكرسي ويقول.. تعالي اتفضلي يا رضوى .
رضوى بتوتر : لا يا فندم.. انا مش هاخد م وقتك دقيقتين... أنا استأذنت م حضرتك قبل كدا اني هاخد اجازة يومين ... ف انا جيت عشان أأكد ع طلبي تاني وحبيت كمان أشكر حضرتك ع وقفتك معانا ليلة انبارح..
يقاطعها المدير بهدوء وبابتسامة هادية : ومين قالك اني مستني انك تشكريني! بالعكس انا الي آسف ..
رضوى بدهشة : آسف!!
المدير : ايوا.. لأني المفروض كنت أسألك وأتطمن عليكي وع اخواتك أول ماجيت والمفروض كنت أنزل بنفسي وأخليكي ترجعي وما تاخديش شيفت بعد ما قولت للمشرفة وقالتلي انك مصممة تكمليه.. بس انا خوفت أسببلك إحراج مع زمايلك الي تحت.
رضوى هتخجل وتنزل عينيها للأرض وبابتسامة متوترة : أنا فعلا مش عارفة اعبر لحضرتك عن شكري وبقيت عاجزة عن الرد يا فندم.
المدير هيقرب منها شوية وهو بيهمس: دا واجبي تجاهك يا رضوى.. انتي غالية عندي جدا... وزي ما قولتلك انا مش مستني منك شكر ... الي انا مستنية حاجة تانية تماما ...وأظن انك هتعرفي تعبري عنها .
رضوى هتفهم كلامه وتوترها وارتباكها هيزيد وهتقرر تقوله وتبقا صريحة معاه وهترفع عينيها ولسه هتتكلم.. موبايلها هيرن..
هتاخده م الشنطة وهتلاقيه رقم غريب.. هتكنسل عليه ومش هترد.
هتبص للمدير تاني وبتوتر زايد: يا فندم.. انا..
نفس الرقم يرن تاني ويقاطعها..
المدير : خلاص يا رضوى.. ممكن تتفضلي وتردي.. يمكن حد عايزك ضروري.
رضوى بارتباك : تمام يا فندم... بعد اذنك.. وهتخرج م المكتب .
هتنزل تحت وهتلاقي الرقم بطل يرن.. هتخرج م الكافتيريا وتمشي شوية وهي عينيها ع الرقم وبتهمس بتعجب: رقم مين دا!
وفجأة هتلاقيه بيتصل تاني..
هتفتح عليه وترد بتعجب: السلام عليكم!
: وعليكم الســلام ورحمة الله وبركاته.
رضوى اول ماتسمع صوته هتقف فجأة ف نص الطريق وهي مخضوضة وقلبها هيدق جامد م توترها وبدهشة تقول: بدر!!
بدر بابتسامة خبيثة: مش مصدق انك عرفتيني.. ازيك يابنت عمي!
رضوى بارتباك شديد وصوت مهزور: عـ عايز ايه يا بدر!
بدر بحدة : بشوفك عايشة ولا لا... أصل قولتلك كلمتين كدا لما كلمتك واظن كلامي كان واضح.. ودلوقتي اتأكدت اني الي قولته لأختك صح.
رضوى بلهفة: لا يابدر انا مش ناسية... انا هكون عندكم قريب أوي.. قريب أوي يابدر.
بدر بثقة : انتي فعلا هتكوني عندنا قريب اوي.. سلام يابنت عمي..
رضوى بلهفة وتوتر: استني يابدر.. آلو..
هتلاقيه قفل المكالمة.. هتروح ع رقمه ولسه هتضغط اتصال..
هتتفاجئ بنور عربية جاي عليها ...لسه بتلتفت النور هيجي ف عينيها ويشتت رؤيتها وفجأة هتلاقيه قرب منها جدا ومع توترها الشديد وارتباكها هتتشل عن الحركة... وهترفع ايديها وتصرخ بأعلي صوت : لااااااااااااا
لكن فات الاوآن...
الجزء السادس عشر من هنا
