( الجزء 16)
بقلم ايمان طايل
رضوى بتجرى ف مكان واسع ونوره ضعيف .. بتاخد نفسها بصعوبة كأنها بتلاحق شئ
رضوى بتجرى ف مكان واسع ونوره ضعيف .. بتاخد نفسها بصعوبة كأنها بتلاحق شئ
وخايفة يضيع منها.. وفجأة سرعتها هتبقا أبطأ لما تلمح شاب مقابلها ويقف قصادها .
. رضوى هتقف مستغربة ومش قادرة تميز ملامحه بسبب النور الي جاي من عنده ..
هيمد ايديه ليها وينادى بصوت هادي: تعالي يا رضوى! تعالي معايا.
رضوى هتحس انها عارفة صوته ..هتحاول تقرب منه شوية وهي بتركز ف ملامحه
هيمد ايديه ليها وينادى بصوت هادي: تعالي يا رضوى! تعالي معايا.
رضوى هتحس انها عارفة صوته ..هتحاول تقرب منه شوية وهي بتركز ف ملامحه
بنظرة تخمين..وفجأة هتشاور عليه وتهمس بدهشة : أنت!!
تفوق رضوى م الحلم وتفتح عينيها بضعف شديد وتحس بالنور بس مش قادرة تشوف
تفوق رضوى م الحلم وتفتح عينيها بضعف شديد وتحس بالنور بس مش قادرة تشوف
كويس..سامعة دوشة وأصوات كتير عالية متفرقة جنبها وفيها لهفة :
وسعوااا الطريق... وسعوااا الطريق ...حااالة طوارئ ...النبض سريع... فيه نزيف عند
دماغها يا دكتور... هتحتاج أشعة مقطعية ع المخ واتأكدوا ان مفيش كسور... بسرعة بسرعة..
واحدة واحدة هتبدأ الرؤية توضح أكتر وهتحس رضوى بأنها نايمة ع حاجة بتتحرك م مكانها وتشوف الممرضين بيجروا حواليها وبينقلوها للطوارئ
واحدة واحدة هتبدأ الرؤية توضح أكتر وهتحس رضوى بأنها نايمة ع حاجة بتتحرك م مكانها وتشوف الممرضين بيجروا حواليها وبينقلوها للطوارئ
وواحدة منهم ماسكة ليها قناع الاكسجين.. وتلمح فيهم نفس الشاب الي لسه شيفاه ف الحلم ..اول ماتشوفه هتحاول تفتح عينيها جامد بدهشة بس
هتلاقيه اختفي م قدامها.. الممرضة اول ماتشوف رضوى فتحت عينيها هتقول بصوت عالي :فاقت يا دكتور.
الدكتور بلهفة: طيب يلا بسرعة دخلوها واعملوا فحص شامل.
وفجأة هيدخلوها أوضة
الدكتور بلهفة: طيب يلا بسرعة دخلوها واعملوا فحص شامل.
وفجأة هيدخلوها أوضة
والصوت والدوشة الي حواليها هتهدا..
رضوى لسه حاسة بدوخة وبدأت تشعر بالوجع الشديد والكدمات الي ف جسمها وهتفتكر الحادثة وبشويش عينيها هتغمض تاني ..
برا الأوضة..
الشاب الي خبطها بالعربية واقف جنب الباب وساند ع الحيطة ورافع ايديه ع قلبه الي بينبض بشدة م الخوف والتوتر.. مرعوب وحاسس انه مش
رضوى لسه حاسة بدوخة وبدأت تشعر بالوجع الشديد والكدمات الي ف جسمها وهتفتكر الحادثة وبشويش عينيها هتغمض تاني ..
برا الأوضة..
الشاب الي خبطها بالعربية واقف جنب الباب وساند ع الحيطة ورافع ايديه ع قلبه الي بينبض بشدة م الخوف والتوتر.. مرعوب وحاسس انه مش
قادر يتنفس وملامحه كلها قلق شديد ..هيتنهد جامد ويبلع ريقه وهو بيغمض عينيه بشويش وكأنه عايز يقنع نفسه انه ف كابوس ومش حقيقة..
واحد هيقرب عليه ويلمس كتفه ويهمس بقلق: أحمد! مالك يا أحمد!!
أحمد فجأة هيفتح عينيه ويبصله بتوتر ويقول بضعف شديد: مفيش يا بابا... عملت ايه !
شريف (والد أحمد) يتنهد براحة وهو بيقول : الحمد لله يبني ..انا خلصت المحضر وهيعملوا اللازم وان شاءالله البنت تقوم وتبقا كويسة.
أحمد هينزل عينيه ف الارض ويقول بصوت منخفض وحزين جدا : انا متشكر جدا يا بابا... مش عارف أقولك ايه..
يقاطعه شريف بهدوء: الحمد لله انها جات لحد كدا.. متقلقش وان شاءالله خير.
أحمد بصوت منكسر جدا وضعيف: الحمد لله.
"فلاش باك..
ف نفس الوقت الي كانت فيه رضوى خارجة م الكافتيريا.. أحمد كان جاي بسرعة ف ميعاد نهاية الشيفت ع أمل انه يشوفها وهي خارجة وقرر انه أخيراً هيكلمها لأنها اختفت الليلة الي قبلها فجأة..
ولكن ف لحظة الحادثة ورضوى مشغولة بمكالمة بدر وأحمد بيقرب م الكافتيريا.. جاله اتصال وكان بياخد الموبايل وبيشوف مين بيتصل بيه.. ولسه
واحد هيقرب عليه ويلمس كتفه ويهمس بقلق: أحمد! مالك يا أحمد!!
أحمد فجأة هيفتح عينيه ويبصله بتوتر ويقول بضعف شديد: مفيش يا بابا... عملت ايه !
شريف (والد أحمد) يتنهد براحة وهو بيقول : الحمد لله يبني ..انا خلصت المحضر وهيعملوا اللازم وان شاءالله البنت تقوم وتبقا كويسة.
أحمد هينزل عينيه ف الارض ويقول بصوت منخفض وحزين جدا : انا متشكر جدا يا بابا... مش عارف أقولك ايه..
يقاطعه شريف بهدوء: الحمد لله انها جات لحد كدا.. متقلقش وان شاءالله خير.
أحمد بصوت منكسر جدا وضعيف: الحمد لله.
"فلاش باك..
ف نفس الوقت الي كانت فيه رضوى خارجة م الكافتيريا.. أحمد كان جاي بسرعة ف ميعاد نهاية الشيفت ع أمل انه يشوفها وهي خارجة وقرر انه أخيراً هيكلمها لأنها اختفت الليلة الي قبلها فجأة..
ولكن ف لحظة الحادثة ورضوى مشغولة بمكالمة بدر وأحمد بيقرب م الكافتيريا.. جاله اتصال وكان بياخد الموبايل وبيشوف مين بيتصل بيه.. ولسه
بيرفع عينيه لقاها قدامه بتصرخ..
حاول بسرعة يقف ويهدي السرعة لكن كان خلاص فات الآوان .. بسرعة نزل م العربية
حاول بسرعة يقف ويهدي السرعة لكن كان خلاص فات الآوان .. بسرعة نزل م العربية
وجري عليها لما شافها واقعة دايخة م الخبطة وأول ما قرب عليها عينيه وسعت م صدمته واتفزع وكأن اترمي عليه ماء بارد ومش مصدق انها رضوى..
بسرعة نزل ع ركبته جنبها وهو مرتبك وكل جزء فيه بيرتعش ولما لقاها فاقدة الوعي هيحس بتوتر شديد وهيتنفس بصعوبة
وهو حاسس ان قلبه هيقف م الخوف والقلق .. بيحاول يعمل اي حاجة بس حس ان عقله اتشل وعاجز عن التفكير ..هيخاف يحركها يكون فيه كسر أو نزيف ..
هيشوف نبضها وهو شبه مش ف وعية م صدمته ومش عارف يركز ويهمس لنفسه بغضب وعتاب :انااا غبي.. غبي.. اعمل ايه دلوقتي!! اعمل ايه!!
وفجأة هينتبه لصوت موبايله وهيجري ع عربيته بسرعة وياخده يتصل ع الاسعاف وبعدهم علطول اتصل بوالده عشان يقابله ويروح معاه "
نرجع لأحمد ..
الدكتور هيخرج من عند رضوى.
أحمد هيوقفه وبلهفة شديدة وقلق: حالتها خطيرة يا دكتور!! عندها حاجة؟؟ هتبقا بخير!! طمني يا دكتور أرجوك!!
الدكتور بهدوء : اهدا يا أستاذ.
هيشوف نبضها وهو شبه مش ف وعية م صدمته ومش عارف يركز ويهمس لنفسه بغضب وعتاب :انااا غبي.. غبي.. اعمل ايه دلوقتي!! اعمل ايه!!
وفجأة هينتبه لصوت موبايله وهيجري ع عربيته بسرعة وياخده يتصل ع الاسعاف وبعدهم علطول اتصل بوالده عشان يقابله ويروح معاه "
نرجع لأحمد ..
الدكتور هيخرج من عند رضوى.
أحمد هيوقفه وبلهفة شديدة وقلق: حالتها خطيرة يا دكتور!! عندها حاجة؟؟ هتبقا بخير!! طمني يا دكتور أرجوك!!
الدكتور بهدوء : اهدا يا أستاذ.
. الحمد لله هي سليمة.. شوية كدمات وجروح .. فيه تلف بسيط ف دراعها بس..لكن مع الوقت هتبقا تمام.
شريف : يعني معاها فترة قد ايه وتبقا كويسة يا دكتور؟
الدكتور: بالكتير أسبوعين.. وحاليا هي لسه تحت تأثير صدمة الحادث .. متقلقوش
شريف : يعني معاها فترة قد ايه وتبقا كويسة يا دكتور؟
الدكتور: بالكتير أسبوعين.. وحاليا هي لسه تحت تأثير صدمة الحادث .. متقلقوش
هتكون كويسة ان شاءالله.
أحمد هيلتفت بشويش ويبص م الإزاز ع رضوى وهي نايمة ع السرير جوا ويردد بهمس: إن شاءالله...إن شاء الله.
شريف: شكرا يا دكتور.
هيمشي الدكتور ..شريف هيقرب م أحمد وهو بيقول بقلق: خلاص يا أحمد قالك هتبقا كويسة.. اهدا بقا..انت الي هتكبر الموضوع.
أحمد من غير مايلتفت ليه هيرد بصوت ضعيف حزين: أنا هفضل جنبها يا بابا لحد ما تفوق واتطمن انها بخير فعلا.
شريف هيتنهد وهو بيقول: زي ماتحب..
ويبص ف ساعته وهو بيقول.. بس انا همشي عشان الوقت اتأخر جدا ولازم اطمن والدتك وهكون ع اتصال معاك بردو ولو حصلت اي حاجة عرفني.
أحمد بصوت ضعيف: حاضر .
شريف: يلا خد بالك من نفسك...ويمشي م المستشفي.
أحمد هيفضل واقف برا الأوضة وعينيه مركزة ع رضوى م ورا الإزاز بحزن شديد وهي نايمة تماما ومش حاسة بحاجة وفيه شاش ملفوف ع راسها ودراعها مربوط..
هيفضل يتأملها م بعيد ويسرح ويفتكر أول مرة قابلها وقرب منها جدا لما كانت ف الكافتيريا نازلة ع السلم بلهفة ومتوترة وخبطت فيه وكانت هتقع وهو الي شدها بسرعة.. بس دي كانت مش أول مرة يشوفها.. لأنه كان بيراقبها من قبلها وف اليوم دا كان طالع أصلا بسببها عشان اتأخرت فوق.. ولما قرب منها أوي كدا حس بتوتر وبسرعة سابها وطلع قبل ماتشوفه .. وبعديها بقا يروح بإنتظام ع الكافتيريا ويراقبها م بعيد ..وعمره مافكر انه لما يجي يوم ويقرب منها هيكون بالشكل دا..وانها هتعرفه ع انه الشخص الي صدمها بعربيته.
هيرفع ايديه ع الإزاز ويغمض عينيه بندم ووجع وهو بيعاتب نفسه م جواه ع تردده ف انه يقرب منها قبل كدا وع غلطته الي كانت ممكن تضيع حياتها ف لحظة..
هيفوق م شروده ويفتح عينيه ع صوت الممرضة وهي خارجة م عندها وبتقفل الباب وهتمشي.. عينيه هتفضل ع الباب لحظات وهو شبه سرحان وبيفكر وبعديها هيتحرك بتردد شديد ناحية الباب وهيقف قدامه شوية ..هياخد نفس عميق ويفتحه بهدوء.
هيدخل ويقرب م رضوى بشويش ومع كل خطوة ناحيتها خوفه وقلقه بيزيد لكن أول مايقرب منها جدا وتبقا قصاد عينيه بالظبط هيتنهد براحة وقلبه هيهدا شوية.. هيقف يتأملها بصمت تام ولكن بملامح حزينة جدا ونظرات كلها ندم ..
هيقرب ايديه ويلمس خدها بهدوء وعيونه فيها دموع ويهمس بحسرة وضعف: واضح اني هفضل أراقبك م بعيد وبس .. أنا بجد آسف ع الي حصل دا.
رضوى هتحس بيه ورموشها هتتحرك وهي بتفوق وهتفتح عينيها بشويش وضعف وتلمح حد خرج والباب بيتقفل..هتفتح عينيها أكتر بس ماقدرتش تركز ولا تعرف مين الي كان موجود..
(عند البنات..)
هدى بقلق شديد: دي قالت مش هتتأخر... احنا بقينا الفجر!! حاولي توصليلها يا سميرة.
سميرة بتتحرك رايحة جاية وهي ماسكة الموبايل وبتوتر شديد ترد ع هدى: منا بتصل عليها بقالي ساعتين اهو وفيه جرس بس مش بترد..
تقاطعهم أمل بخوف: عدم ردها دا أصلا بيقول ان فيه حاجة ويقلق أكتر .
سميرة بخوف :طيب اعمل ايه بس.. اروحلها مكان الشغل!!
أمل بلهفة: طيب ما تحاولي تكلمي نجات واعرفي منها رقم الكافتيريا دي وكلميهم واسأليهم عليها.
سميرة هتسرح شوية وتفتكر حاجة وفجأة هتدور ف الموبايل وهي بتقول: انا افتكرت.. انا معايا رقم شيماء صاحبة رضوى ف الكافتيريا.. رضوى كانت قالتلي اننا لو احتجنا حاجة بعد ما تمشي نتصل بيها..
هدى تقاطعها بلهفة: ومستنية ايه.. كلميها بسرعة!
سميرة : حاااضر بتصل اهوو.
وبعد محاولات هترد شيماء بصوت نايم..
سميرة هتفتح الاسبيكر وترد بلهفة وتوتر: ايوا يا شيماء.. أنا سميرة أخت رضوى ..أنا أنا آسفة اني بكلمك دلوقتي.. بس كنت عايزة أسالك عن رضوى لأنها اتأخرت جدا.
شيماء بتعجب شديد : بتقولي ايه يا سميرة!! رضوى خرجت ف ميعادنا وقالت انها هترجع البيت علطول..معقول لسه مارجعتش؟؟
هدى هترفع ايديها ع قلبها وبقلق وارتباك شديد: يالهوووي.. طيب راحت فين!! يبقا اتخطفت.. أكيد اتخطفت.. أختي اتخطفـت ..
سميرة تقاطعها بعصبية وقلبها بيدق بشدة: اسكتي يا هدى.. اااسكتي.. أختك ماحصلهاش حاجة ان شاءالله..
شيماء بتوتر : انتو بتقولو ايه!!.. انتو حاولتو تكلموها طيب!! يمكن اتعطلت ف حاجة ؟؟
سميرة بصوت ضعيف: كلمناها كتير ومش بترد.. انتي متأكدة انك شوفتيها وهي خارجة يا شيماء؟؟
شيماء: ايوا بس طلعت للمدير قبل ماتمشي ..طيب بقولك ايه.. انا هكلم المدير واتأكد منه وهرجع اكلمكم تاني وان شاءالله خير وحاولو تكلموها تاني.
سميرة بلهفة: تمام واحنا هنستني مكالمتك.. سلام.
هدى هتقعد ع الكرسي وتبص لاخواتها بحزن شديد ودموعها هتنزل وهي بتقول بكلام متقطع : واضحة زي الشمس.. زميلتها قالت انها خرجت من بدري .. واحنا بنكلمها ومش بترد.. دا معناه ان حصلها حاجة.. انا حاسة بكدا والله.
سميرة بتحاول تسيطر ع شكوكها وقلقها وتبقا قوية وهتبص لهدى بغضب وتقول: انا مش قولتلك اسكتي يا هدى.. أختك أكيد بتعمل حاجة أو ف مشوار وراجعة.. اسكتي بقا بكلامك دا.
أمل بحزن شديد : أنا كمان حاسة ان فيه حاجة مش طبيعية يا سميرة.
سميرة مش هتستحمل وهتصرخ ودمعتها هتنزل: يوووه بقاااا .. انا مش ناقصة توتر وفقدان أعصاب ... تفائلوا خير وإلا تسكتوااا وماسمعش صوتكم.
يقاطعهم اتصال م شيماء..
سميرة ترد بلهفة : ايوا يا شيماء.. قـ قالك ايه؟؟؟
شيماء بصوت كله يأس وقلق: قال انـ انها خرجت ف الميعاد وكان فيه حد بيكلمها ف الوقت دا.. ولما قولتله انها مارجعتش ومش بترد علينا قلق جدا وقال هينزل يدور ويسأل عليها ف المكان هناك يمكن حد شافها.
سميرة بصوت ضعيف: طيب يا شيماء.. شكرا ليكي.
شيماء بتوتر : انا انا هحاول اكلمها تاني وهكلم زملاتي يمكن شافوها وهي خارجة ولو وصلت لحاجة هكلمكم واطمنكم.
سميرة بحزن شديد :طيب تمام.. سلام.
(في نفس الوقت في المستشفي...)
برا المستشفي..
لما أحمد اتأكد م الممرضة ان رضوى فاقت تماما.. نزل بسرعة وراح عند عربيته وبياخد منها شنطتها والموبايل الي كان جنبها وقت الحادثة عشان يطلعهم ليها .. وهو بيقفل الباب هيلاقي موبايلها بيرن ومكتوب 'سميرة'..
هياخدهم ويدخل بسرعة ويروح القسم الي فيه رضوى والموبايل لسه بيرن كتير .. ولما يوصل قريب م الأوضة هيدخل الموبايل ف الشنطة عشان يخلي الممرضة تدخلهم وفجأة هيلمح المذكرات بتاعت رضوى الي كان بيشوفها بتكتب فيها قدامه ...
هيتردد لحظات ولكن بسبب فضوله الشديد الي زاد بعد ماشافها وانه عايز يعرف عنها أكتر هيطلع المذكرات وياخدها وبسرعة هيقفل الشنطة ويروح يعطيها للمرضة ويطلب منها تدخلها..
الممرضة هتاخدها وتدخل لرضوى وهو هيفضل يراقبها م برا بحذر عشان مش تشوفه.. وبعد شوية هيقعد ع الاستراحة الموجودة قدام الاوضة وهيبص للمذكرات ومن جواه الفضول بيزيد اكتر انه يعرف ايه الي جواها.. هيفتحها بهدوء ويبدأ يقرأ م أول صفحة..
(عند البنات..)
البنات قاعدين وملامحهم كلها يأس ولسه بيحاولوا يتصلوا ع رضوى او يوصلولها..
سميرة هتسيبهم وتدخل الأوضة تلبس..
هدى هتروح عليها وبدهشة: انتي رايحة فين!!
سميرة م غير ماتبصلها هترد بارتباك شديد : هدور عليها.
أمل بلهفة: حالا!! انتي اتجننتي.. وبدل ما ندور ع واحدة هنبقا بندور ع اتنين؟؟؟
سميرة هتنهار ودموعها هتنزل وهي بتقول :انا مش هقدر أقف ساكتة كدا ..احنا بقينا الصبح ومش عارفين حاجة عن أختي. لازم نتصرف.. هي لو مكاني كانت أكيد هتعمل حاجة..
فجأة يقاطعهم صوت اتصال لسميرة..
كلهم هيجروا ع الموبايل وأمل أول ماتشوف الاسم هتقول بلهفة وابتسامة: دي رضوووى.
هترد عليها وتفتح الاسبيكر وبلهفة : ايوا يا رضوى..انتي فين؟؟؟ احنا اتصلنا عليكي كتير ومش بتردي وقلقتينا عليكي.
ترد رضوى بصوت تعبان وضعيف جدا: فين سميرة يا أمل!
سميرة بقلق شديد هترد: صوتك ماله يا رضوى!! انتي فين؟؟
رضوى بتحاول تبقا طبيعية ع قد ماتقدر وبصوت هادي جدا وضعيف :انا تمام.. انا بس حسيت اني تعبانة شوية وانا وانا خارجة م الشغل وجيت المستشفى عشان ..
تقاطعها هدى بصدمة: مستشفي؟؟؟
سميرة بلهفة شديدة: مستشفي ايه يا رضوى؟؟؟
(ف المستشفي ...)
أحمد قاعد مندمج ف القراية وع ملامحه علامات تعجب مع دهشة رهيبة.. فجأة هيسمع صوت بنات بيتكلموا بصوت عالي.. هيرفع عينيه ويلاقي تلت بنات جايين م آخر الطرقة يجروا وفجأة هيوقفوا ممرضة بيسألوها عن رضوى..
أحمد هيقوم بسرعة قبل مايقربوا منه أكتر ويبعد عن الاوضة..
الممرضة هتاخد البنات وتدخلهم لرضوى..
أول مايشوفوا رضوى وهي نايمة ع السرير هيجروا عليها بلهفة وهما مخضوضين جدا ومصدومين..
أحمد هيقرب م الأوضة ويراقبهم م الإزاز ويلاقيهم اتجمعوا جنب رضوى ع السرير وع ملامحهم قلق شديد وخوف وفيهم اتنين بيبكوا.. بسرعة هيستنتج أنهم اخواتها م وصف رضوى ليهم ف أول مذكراتها.. وفجأة ملامحه هتتحول لتعجب لأنه استغرب انهم تلاتة لأن رضوى كاتبة انهم خمس بنات.. هينتبه ليهم أكتر ويركز لما يسمعهم بيتكلموا .
سميرة ماسكة ايد رضوى وبدموع وحزن شديد : ايه الي حصل يا رضوى؟؟ ايه الي عمل فيكي كدا !!
هدى دموعها نازلة وبتقول بانهيار وتنهيدات عالية: أنا أنا كنت حاسة ان فيه حاجة..أنا قلبي كان حاسس.
أمل واقفة مصدومة من منظر رضوى وايديها ع بُقها مش بتنطق.
رضوى بصوت ضعيف جدا ترد عليهم: أنا كويسة صدقوني.. دي واقعة بسيطة م ع سلم الكافتيريا وأنا خارجة.
أحمد صعب عليه الموقف جدا وحس بالذنب تجاه البنات ووجعهم دا واندهش أكتر من رد رضوى عليهم وانها كذبت وقالت كدا..
يقطع شروده معاهم صوت الممرضة بتقوله بهدوء: لو سمحت!!
أحمد هيلتفت بسرعة وبتوتر: ايوا نعم!
الممرضة هتشاور ع الاوضة :حضرتك تبعها؟
أحمد هينزل عينيه ف الارض: أنا سبب الحادث الي حصلها..
ويرفع عينيه وهو بيقول بلهفة.. بس أرجوكي ماتقوليلهاش.. انا هتطمن عليها م بعيد ولما تخف ان شاءالله انا هقولها.
الممرضة:تمام.. بس حضرتك ماينفعش تقف كدا!
أحمد بتوتر : عندك حق.. أنا آسف.. بعد إذنك.
و هيبعد عن الأوضة بشويش ويمشي بخطوات غير مسموعة وهو حاسس ببركان غضب جواه مختلط بندم وحسرة..
(ف بيت عاشور ... )
البيت فيه دوشة وحركة كتير والطباخين ف الجنينة برا بيطبخوا ومعاهم طارق ..وصابر راح الوكالة يتابع الشغل .
عاشور وسعيد قاعدين ف الصالون مع ضيوف.
وأشرف جاب تلاتة عمال يجهزوا الي ناقص ف أوضته وبيغير نظامها..
البنات كلهم اتجمعوا وبينضفوا البيت وبدأو يجهزوا السفرة الي مفتوحة ع الجنينة..
سمية هتطلع م المطبخ وتنادي بصوت عالي: يا أميررررة... بت يا أميرة!
أميرة هتروح ليها وبهدوء: نعم!
سمية ببرود :تعالي ساعديني وطلعي الحجات دي للطباخين برا.
أميرة هتدخل معاها المطبخ وبتعجب : فين !؟
سمية بنظرة خبيثة :خدي المايه دي طلعيها عندهم.
أميرة هتلاقيها بتشاور ع حلة ماية مغلية كبيرة والبخار لسه بيخرج منها ..هتبصلها بدهشة وتقول : هاخدها اطلعها الجنينة وهي بتغلي كدا ؟؟!
سمية بلا مبالاة : ايوا هما عايزينها سخنة.. يلا طلعيها بسرعة.
أميرة بتردد: بس الحلة كبيرة و..وأخاف تقع مني والماية بتغلي!
سمية بسخرية مختلطة بعصبية : وانتي توقعيها ليه؟ صغيرة حضرتك!! يلا انجزي وطلعيها عشان عايزينها.
أميرة هتتنهد وهي بتقول: أمري لله.. حاضر.
وهتروح تشيل الحلة بحذر وتمشي ببطء وهي خايفة تفلت منها لأنها تقيلة.
وأول ماتلتفت.. سمية هتتغاظ انها قدرت تشيلها.. وبسرعة هتروح تاخد الزيت وهتمشي ورا أميرة وهترمي ع الأرض شوية جنب خطواتها..
فجأة أميرة هتتوتر وتخاف جدا لما تحس بعدم السيطرة ع خطوتها وبتتمايل وهتقع.. بسرعة هتفلت الحلة منها لقدام وهتقع ع ضهرها وبلهفة هتزحف ع الارض وترجع لورا لكن الماية هتلمس صوابع رجلها وهتصرخ بوجع شديد : آاااااه...آااه.
سمية هتجري عليها وتمثل انها اتفاجئت وبعصبية تزعق: يالهوووي.. وقعتي الحلة!!! هو انتي صغيرة!!
وتشدها تقومها وهي بتقول بيأس.. قومي ياختي..وتبصلها بغيظ وتقول.. احمدي ربنا انها مانزلتش عليكي حرقتك.
هتيجي كريمة والبنات ع صرخة أميرة وأول مايشوفوا الحلة واقعة ع الارض والماية
هيعدوا م الجنب التاني ويدخلوا ليهم..والبنات بسرعة هيجيبوا ماية باردة يرموها ع السخنة الي الارض ويتخلصوا منها.
كريمة هتلاقي أميرة ساندة ع سمية ومش قادرة تقف هتقرب عليهم وبلهفة وقلق: ايه الي حصل يا أميرة؟؟!
سمية هترد عليها ببرود: الي حصل ان مرات ابنك ياختي مش عارفة تشيل الحلة ووقعتها.. بلا وكسة ع بنات اليومين دول الي مش قادرين يشيلوا نفسهم حتي.
كريمة هتتجاهلها وهتبص لأميرة بقلق شديد: فيه ماية جات عليكي يا أميرة؟!!
أميرة وهي بتمسح دموعها الي نزلت م الوجع هتقول بصوت ضعيف: لا الحمد لله ..بس لمست صوابعي ومش قادرة أقف عليها.
كريمة بلهفة هتسندها وتقعدها ع الكرسي وهي بتقول :طيب ارتاحي وارفعي رجلك م علي الارض وانا هجبلك تلج بسرعة..
سمية هتخرج والبنات هيروحوا يقفوا جنب أميرة وبيسألوها الي حصل ..وكريمة بتجيب التلج هتسمع أميرة بتحكيلهم وفجأة هتقف شوية سرحانة وبعدين هتقرب ع المكان الي وقعت عليه الماية وهتلاحظ قبله ان فيه لمعة ..هتلمس الارض بايديها وتلاقيها بتزحلق وهتلاقي ايديها فيها زيت.. هتقوم وهي بتهمس م جواها : اكيد انتي الي عملتي كدا يا سمية يا عقربة..
سمية برا قاعدة هتموت م الغيظ وفجأة هتقوم وهي بتهمس لنفسها: معلش .. المرة الجاية هتصيب.. دا أنا هشوهك يا أميرة.. هخليكي تندمي ع اليوم الي دخلتي فيه هنا وكسرتي فيه قلب ابني ودمرتوه انتي وبدر.
(عند بدر...)
بدر لسه ف اسكندرية عند صاحبه..
بدر بدهشة : بتتكلم بجد يا عمدة؟!!
عمدة بابتسامة : ياعمنا احنا مفيش حاجة بتخفي علينا وبنجيبوا اي حد احنا عايزينه..قولتلك هو يوم وهنعرف العنوان.
بدر بلهفة شديدة :طيب قولي عليه بسرعة !
عمدة :اهدا يا باشا.. العنوان صحيح وانا هاجي معاك وهتتأكد بنفسك.. هما البنات بنفس المواصفات الي قولتها.. واخدين شقة ف عمارة بتاعت واحد اسمه أكرم عاملها سكن طالبات عند معهد التمريض .
بدر وهو بيتحرك ع العربية : طب يلا بينا بسرعة.
وبعد نص ساعة هيوصلوا المنطقة..
بدر هينزل هو وصاحبه وهيسألوا ع العمارة وهيبدأوا يدخلوا ف الشوارع ويتعمقوا أكتر لحد ما يوصلوا..
بدر بشغف هيدخل وهيطلع ع السلم لأول دور وهيلتفت لصاحبه ويهمس: انهي واحدة!
صاحبه هيشاور ع شقة البنات ويقول: الي ع الشمال يا باشا.
بدر هيخبط ع شقة البنات بتوتر ومنتظر واحدة منهم تفتح ويقابلهم أخيرا..
مش هيلاقي حد بيرد.. هيخبط تاني بقوة أكتر وبردو مفيش رد.. الشك واليأس هيبدأ يسيطر عليه وهيخبط تاني بقوة وكأنه هيكسر الباب بايديه.. ويبص لصاحبه بيأس مختلط بعصبية: انت متأكد ان هو دا العنوان؟؟!
عمدة بارتباك : وربنا هو دا العنوان ياعم و..
هيخرج أكرم ع صوتهم ويقاطعهم :نعم يبني! عايزين مين؟
بدر هيلتفت ع صوته ويقرب عليه وهو بيحاول يبقا هادي وهيشاور ع الشقة وهو بيقول: مين الي ساكن ف الشقة دي يا حاج!
أكرم هيحس بأن فيه حاجة مش طبيعية وبعدين هيقول بتردد: حضراتكم مين وعايزين مين! الشقق الي هنا كلها بتاعت طالبات جامعيين.
بدر هياخد نفس عميق ويقول بهدوء : حضرتك انا عايز واحدة اسمها رضوى.. انا ابن عمها.
فجأة أكرم هيفتكر كلام رضوى الي قالتهوله قبل كدا عن عمها وهروبهم منه وبتوتر هيرد: مفيش هنا طالبة بالاسم دا.
بدر ملامحه هتتحول لشك وبنظرة تخمين هيسأله : هما كام بنت هنا ف الشقة دي!
أكرم بثقة : هنا تلت بنات وكل واحدة منهم من مكان مختلف وف جامعة مختلفة وأنا أعرفهم شخصيا.
بدر بدهشة: وتعرفهم شخصيا!
أكرم بحدة :ايوا.. وهما حاليا ف الجامعة.. أقدر أفيدك بحاجة تانية!
بدر هيبص لصاحبه بيأس وهو بيقول: لا ماظنش هتقدر تفيدني.. السلام عليكم.
وهيمشي علطول ومعاه صاحبه الي نظراته كلها شك ف أكرم ..
أكرم هينزل وراهم ويتأكد انهم مشيوا م المكان تماما وبسرعة هيطلع الشقة وهيتصل ع رضوى..وبعد لحظات هترد عليه.
أكرم بلهفة: آلو يا رضوى..
سميرة: ايوا يا عمي أكرم .
أكرم بتعجب شديد: سميرة!! امال انتو فين يا سميرة وفين رضوى ؟!!
سميرة بتردد وصوت ضعيف: احنا ف المستشفى ياعمي أكرم.
أكرم بدهشة :مستشفي!!
بدر وصاحبه وصلوا العربية وركبوا وبدر مش طايق نفسه.
عمدة هيبصله : صدقني انا جالي وصف البنات نسخة بالظبط م الي انت قولتهولي والا مكنتش هقولك ان هو دا العنوان.
بدر م غير مايبصله هيقول بيأس: انا خلاص هرجع بكره الصبح وأنت دور تاني ولو وصلت لحاجة ابقا كلمني وانا هتواصل معاك.. أنا مينفعش أفضل هنا أكتر من كدا.
عمدة :الي تشوفه يسطا.. وأنا أوعدك اني هجبهم ولو م تحت الأرض.
( بليل ف المستشفي... )
المدير اول ماعرف من شيماء ان رضوى تعبانة جالها يزورها علطول..
أمل وهدى قاعدين جنب رضوى والمدير قاعد ع الكرسي قريب من السرير وبنظرة عتاب وتوتر يقول :ازاي يا رضوى تطلبي م شيماء تخبي عني حاجة زي كدا!
رضوى بابتسامة خفيفة : يعني هي سمعت كلامي يا فندم! ف الآخر بردو قالت لحضرتك.
المدير : دا بعد ما ضغطت عليها وخصوصا بعد ما حسيت ان فيه حاجة لأنها اتأخرت ع الشيفت الصبح ع غير العادة وف الآخر اتفاجئ وهي بتقولي انها كانت بتزورك هنا.
رضوى بتوتر : انا كنت مش عايزة أقلق حضرتك بس لأنها بسيطة الحمد لله.
فجأة سميرة هتدخل وتقاطعهم وهي بتقول : عمي أكرم جاي ف الطريق يا رضوى.
المدير هيقوم وهو بيقول :طيب استأذن أنا.. وبابتسامة يقول.. وحسابنا بعدين يا رضوى.
رضوى هتضحك وتقول : شكرا جدا ع زيارتك يا فندم.
المدير بابتسامة :خدي بالك من نفسك.. بعد اذنكم.
وهيخرج م الاوضة ويمشي..
هدى هتبص لرضوى وبابتسامة : أنا مبسوطة اني أخيرا شوفت المدير بتاعك يا رضوى.. بجد انسان مهذب ومحترم وحبيت أسلوبه اوي وكفاية انه لما جه ولقانا كلنا هنا اتطمن عليكي ومشي علطول.
رضوى هتهمس وهي سرحانة وبتفكر: هو فعلا انسان كويس جدا.
تقاطعهم الممرضة وهي داخلة بورد وتعطيه لرضوى بابتسامة وهي بتقول: الورد دا ليكي.
رضوى بتعجب :من مين!
الممرضة : مقالش ع اسمه.
سميرة هتقرأ الورقة الي فيه وتقول بتعجب: مين أحمد!!
رضوى بتعجب: أحمد! معرفش حد بالاسم دا.
سميرة : يمكن جاي بالغلط ولا حاجة!
الممرضة: هو قالي اوصله لرضوى.
رضوى بدهشة: غريبة!
يدخل أكرم بلهفة وبياخد نفسه بصعوبة ويروح ع رضوى وبقلق شديد: السلام عليكم.. انا مكنتش مصدق لما سميرة حكتلي.. ألف سلامة عليكي يابنتي.. ازاي حصل دا!!
رضوى بهدوء : طيب ارتاح الاول يا عمي أكرم.
أكرم هيقعد ع الكرسي وياخد نفسه ويقول: مين الي عمل كدا؟
رضوى بيأس : احنا مش عارفين غير انه راجل كبير ف السن وتقريبا رجل أعمال كبير ف اسكندرية ولما وصلنا المستشفى وخلص المحضر مشي.
أكرم بغضب : أما راجل ماعندوش دم صحيح.. كان هيقتلك وبسهولة كدا الموضوع انتهي ويمشي.. ناس مستهترة.
رضوى بهدوء : ربنا يسامحه بقا ياعمي أكرم.. وبعدين وجوده مكانش هيفرق معايا ..كويس انه مشي.
أكرم : ربنا يسامحنا كلنا ويشفيكي يابنتي..
وهيبص لسميرة بعتاب .. وازاي يا سميرة تحصل حاجة زي كدا ومش تقوليلي.. بقا دي أخرتها؟؟
سميرة بحزن : كنا مصدومين م الخبر ومشينا علطول والله وكمان الوقت كان بدري جدا ..احنا عرفنا الصبح.
أكرم هيسرح شوية ويقول : الحمد لله ع كل شيء فعلا... طيب اسمعوني بقا عشان فيه حاجة حصلت ولازم تعرفوا..
البنات كلهم هيبصوله بقلق وانتباه ورضوى بخوف هتقول: فيه ايه يا عمي أكرم؟!!
(ف المخزن ... )
صابر هيكتشف ان البضاعة كلها اختفت.. هيتجنن وهيدور اكتر من مرة وبردو مش هيوصل لحاجة.. بسرعة هيتصل ع بدر وهو قلقان جدا ومرتبك..
بعد شوية بدر هيرد عليه ..
صابر بلهفة وتوتر : ايوا يا بدر..
بدر بقلق : فيه ايه يا صابر!
صابر هيبلع ريقه وبارتباك :انت انت فين؟؟
بدر بتردد: انا ف مشوار بعيد عن المنطقة ..
يقاطعه صابر: هتيجي امتي؟؟
بدر بشك : هرجع الصبح ..فيه حاجة ولا ايه يا صابر؟؟ انتو كويسين؟؟
صابر بتردد :ا ايوا ..حاول بس متتأخرش عشان فيه مشكلة ف الشغل ولازم تبقا موجود.
بدر بتعجب: مشكلة ايه!
صابر :لما تيجي هتعرف.. المهم بس متتأخرش بكره.. هستناك يا بدر.
بدر :طيب تمام.
صابر :يلا سلام.
هيقفل معاه وهو متوتر جدا ويهمس بغضب شديد: مفيش غيرك يا حرامي يالي اسمك سعيد .
(ف المستشفي...)
أكرم حكالهم الي حصل مع بدر وهما مذهولين ومصدومين انه وصلهم..
هدى بخوف شديد: احنا لا يـ يمكن نرجع الشقة دي تاني .
سميرة بتوتر :هموت وأعرف ازاي وصلنا بس!
أكرم بتخمين : تقريبا موصي حد يعرف مكانكم لاني حسيت انه مش متأكد م وجودكم وانه جاي ع وصف مش أكتر.. ولو كلامي دا صح يبقا وقتها وجودكم ف الشقة هيبقا آمان أكتر .. لانه هيستبعد المكان دا خلاص.. وزيادة للآمان انا هدورلكم ع شقة تانية ف مكان كويس ومضمون.
رضوى بملامح كلها يأس وحزن: لو فعلا موصي حد يعرف مكاننا ووصلنا يبقا أكيد هيعرف العنوان الجديد بردو .. ف انا شايفة ان وجودنا ف شقتنا أفضل ع الاقل جنب ناس نعرفهم وهيقفوا معانا لو حصل اي حاجة وبعدين احنا مش هنعرف ننقل وأنا ف الحالة دي كمان.
أمل بخوف: وافرض راقب الشقة ورجع؟
أكرم: عشان كدا لازم تحرسوا ع نفسكم اليومين دول وماتفتحوش لأي حد ماتعرفهوش وأي حاجة تحتاجوها انا هجبهالكم..عشان حتي لو رجع مايقدرش يوصلكم.
رضوى هتسرح وهي بتقول : لو رجع تاني ...يبقا هنهرب تاني.
أكرم بتعجب: يابنتي هتهربي فين تاني! انتو ماصدقتوا استقريتم وبقا ليكي شغل واختك هتدخل الجامعة.. تفائلوا بس وان شاءالله مش هيرجع .
رضوى هتاخد نفس عميق وتقول :ربنا يسهل ياعمي أكرم ..الله أعلم بكره فيه ايه.
فجأة يقاطعهم اتصال لأكرم.. هيقرأ الاسم ويلاقيه مصطفي هيفتكر ويقول: يااانهارابيض ..دا انا نسيت أقول لمصطفي اني هنا واحكيله الي حصل.
رضوى بلهفة: اوعي تقوله ياعمي أكرم.. بلاش تقلقه ارجوك.. انا كدا كدا هرجع البيت بكره الصبح.
أكرم بهدوء : طيب يابنتي.. ولو انه هيزعل لما يعرف بس الي تشوفيه
ويقوم وهو بيقول.. طيب أنا هستأذن بقا وهرد عليه لما أخرج ..ارتاحوا انتو بقا وانا هاجي بكره ان شاءالله اوصلكم للبيت وهكلمكم قبلها .
رضوى بابتسامة: احنا بجد عاجزين عن شكرك.
أكرم هيبتسم ويقول :شكري هو انكم تاخدوا بالكم م نفسكم.. السلام عليكم ..وهيخرج ويمشي.
سميرة بقلق هتبص لرضوى: ها يا رضوى.. هنعمل ايه بعد الي حصل دا !
رضوى هتمسك الورد الي جنبها وتتأمله بتعجب وتخمين وهي شبه سرحانة وهترد ع سميرة بهدوء: هنسيبها ع ربنا..
أحمد هيلتفت بشويش ويبص م الإزاز ع رضوى وهي نايمة ع السرير جوا ويردد بهمس: إن شاءالله...إن شاء الله.
شريف: شكرا يا دكتور.
هيمشي الدكتور ..شريف هيقرب م أحمد وهو بيقول بقلق: خلاص يا أحمد قالك هتبقا كويسة.. اهدا بقا..انت الي هتكبر الموضوع.
أحمد من غير مايلتفت ليه هيرد بصوت ضعيف حزين: أنا هفضل جنبها يا بابا لحد ما تفوق واتطمن انها بخير فعلا.
شريف هيتنهد وهو بيقول: زي ماتحب..
ويبص ف ساعته وهو بيقول.. بس انا همشي عشان الوقت اتأخر جدا ولازم اطمن والدتك وهكون ع اتصال معاك بردو ولو حصلت اي حاجة عرفني.
أحمد بصوت ضعيف: حاضر .
شريف: يلا خد بالك من نفسك...ويمشي م المستشفي.
أحمد هيفضل واقف برا الأوضة وعينيه مركزة ع رضوى م ورا الإزاز بحزن شديد وهي نايمة تماما ومش حاسة بحاجة وفيه شاش ملفوف ع راسها ودراعها مربوط..
هيفضل يتأملها م بعيد ويسرح ويفتكر أول مرة قابلها وقرب منها جدا لما كانت ف الكافتيريا نازلة ع السلم بلهفة ومتوترة وخبطت فيه وكانت هتقع وهو الي شدها بسرعة.. بس دي كانت مش أول مرة يشوفها.. لأنه كان بيراقبها من قبلها وف اليوم دا كان طالع أصلا بسببها عشان اتأخرت فوق.. ولما قرب منها أوي كدا حس بتوتر وبسرعة سابها وطلع قبل ماتشوفه .. وبعديها بقا يروح بإنتظام ع الكافتيريا ويراقبها م بعيد ..وعمره مافكر انه لما يجي يوم ويقرب منها هيكون بالشكل دا..وانها هتعرفه ع انه الشخص الي صدمها بعربيته.
هيرفع ايديه ع الإزاز ويغمض عينيه بندم ووجع وهو بيعاتب نفسه م جواه ع تردده ف انه يقرب منها قبل كدا وع غلطته الي كانت ممكن تضيع حياتها ف لحظة..
هيفوق م شروده ويفتح عينيه ع صوت الممرضة وهي خارجة م عندها وبتقفل الباب وهتمشي.. عينيه هتفضل ع الباب لحظات وهو شبه سرحان وبيفكر وبعديها هيتحرك بتردد شديد ناحية الباب وهيقف قدامه شوية ..هياخد نفس عميق ويفتحه بهدوء.
هيدخل ويقرب م رضوى بشويش ومع كل خطوة ناحيتها خوفه وقلقه بيزيد لكن أول مايقرب منها جدا وتبقا قصاد عينيه بالظبط هيتنهد براحة وقلبه هيهدا شوية.. هيقف يتأملها بصمت تام ولكن بملامح حزينة جدا ونظرات كلها ندم ..
هيقرب ايديه ويلمس خدها بهدوء وعيونه فيها دموع ويهمس بحسرة وضعف: واضح اني هفضل أراقبك م بعيد وبس .. أنا بجد آسف ع الي حصل دا.
رضوى هتحس بيه ورموشها هتتحرك وهي بتفوق وهتفتح عينيها بشويش وضعف وتلمح حد خرج والباب بيتقفل..هتفتح عينيها أكتر بس ماقدرتش تركز ولا تعرف مين الي كان موجود..
(عند البنات..)
هدى بقلق شديد: دي قالت مش هتتأخر... احنا بقينا الفجر!! حاولي توصليلها يا سميرة.
سميرة بتتحرك رايحة جاية وهي ماسكة الموبايل وبتوتر شديد ترد ع هدى: منا بتصل عليها بقالي ساعتين اهو وفيه جرس بس مش بترد..
تقاطعهم أمل بخوف: عدم ردها دا أصلا بيقول ان فيه حاجة ويقلق أكتر .
سميرة بخوف :طيب اعمل ايه بس.. اروحلها مكان الشغل!!
أمل بلهفة: طيب ما تحاولي تكلمي نجات واعرفي منها رقم الكافتيريا دي وكلميهم واسأليهم عليها.
سميرة هتسرح شوية وتفتكر حاجة وفجأة هتدور ف الموبايل وهي بتقول: انا افتكرت.. انا معايا رقم شيماء صاحبة رضوى ف الكافتيريا.. رضوى كانت قالتلي اننا لو احتجنا حاجة بعد ما تمشي نتصل بيها..
هدى تقاطعها بلهفة: ومستنية ايه.. كلميها بسرعة!
سميرة : حاااضر بتصل اهوو.
وبعد محاولات هترد شيماء بصوت نايم..
سميرة هتفتح الاسبيكر وترد بلهفة وتوتر: ايوا يا شيماء.. أنا سميرة أخت رضوى ..أنا أنا آسفة اني بكلمك دلوقتي.. بس كنت عايزة أسالك عن رضوى لأنها اتأخرت جدا.
شيماء بتعجب شديد : بتقولي ايه يا سميرة!! رضوى خرجت ف ميعادنا وقالت انها هترجع البيت علطول..معقول لسه مارجعتش؟؟
هدى هترفع ايديها ع قلبها وبقلق وارتباك شديد: يالهوووي.. طيب راحت فين!! يبقا اتخطفت.. أكيد اتخطفت.. أختي اتخطفـت ..
سميرة تقاطعها بعصبية وقلبها بيدق بشدة: اسكتي يا هدى.. اااسكتي.. أختك ماحصلهاش حاجة ان شاءالله..
شيماء بتوتر : انتو بتقولو ايه!!.. انتو حاولتو تكلموها طيب!! يمكن اتعطلت ف حاجة ؟؟
سميرة بصوت ضعيف: كلمناها كتير ومش بترد.. انتي متأكدة انك شوفتيها وهي خارجة يا شيماء؟؟
شيماء: ايوا بس طلعت للمدير قبل ماتمشي ..طيب بقولك ايه.. انا هكلم المدير واتأكد منه وهرجع اكلمكم تاني وان شاءالله خير وحاولو تكلموها تاني.
سميرة بلهفة: تمام واحنا هنستني مكالمتك.. سلام.
هدى هتقعد ع الكرسي وتبص لاخواتها بحزن شديد ودموعها هتنزل وهي بتقول بكلام متقطع : واضحة زي الشمس.. زميلتها قالت انها خرجت من بدري .. واحنا بنكلمها ومش بترد.. دا معناه ان حصلها حاجة.. انا حاسة بكدا والله.
سميرة بتحاول تسيطر ع شكوكها وقلقها وتبقا قوية وهتبص لهدى بغضب وتقول: انا مش قولتلك اسكتي يا هدى.. أختك أكيد بتعمل حاجة أو ف مشوار وراجعة.. اسكتي بقا بكلامك دا.
أمل بحزن شديد : أنا كمان حاسة ان فيه حاجة مش طبيعية يا سميرة.
سميرة مش هتستحمل وهتصرخ ودمعتها هتنزل: يوووه بقاااا .. انا مش ناقصة توتر وفقدان أعصاب ... تفائلوا خير وإلا تسكتوااا وماسمعش صوتكم.
يقاطعهم اتصال م شيماء..
سميرة ترد بلهفة : ايوا يا شيماء.. قـ قالك ايه؟؟؟
شيماء بصوت كله يأس وقلق: قال انـ انها خرجت ف الميعاد وكان فيه حد بيكلمها ف الوقت دا.. ولما قولتله انها مارجعتش ومش بترد علينا قلق جدا وقال هينزل يدور ويسأل عليها ف المكان هناك يمكن حد شافها.
سميرة بصوت ضعيف: طيب يا شيماء.. شكرا ليكي.
شيماء بتوتر : انا انا هحاول اكلمها تاني وهكلم زملاتي يمكن شافوها وهي خارجة ولو وصلت لحاجة هكلمكم واطمنكم.
سميرة بحزن شديد :طيب تمام.. سلام.
(في نفس الوقت في المستشفي...)
برا المستشفي..
لما أحمد اتأكد م الممرضة ان رضوى فاقت تماما.. نزل بسرعة وراح عند عربيته وبياخد منها شنطتها والموبايل الي كان جنبها وقت الحادثة عشان يطلعهم ليها .. وهو بيقفل الباب هيلاقي موبايلها بيرن ومكتوب 'سميرة'..
هياخدهم ويدخل بسرعة ويروح القسم الي فيه رضوى والموبايل لسه بيرن كتير .. ولما يوصل قريب م الأوضة هيدخل الموبايل ف الشنطة عشان يخلي الممرضة تدخلهم وفجأة هيلمح المذكرات بتاعت رضوى الي كان بيشوفها بتكتب فيها قدامه ...
هيتردد لحظات ولكن بسبب فضوله الشديد الي زاد بعد ماشافها وانه عايز يعرف عنها أكتر هيطلع المذكرات وياخدها وبسرعة هيقفل الشنطة ويروح يعطيها للمرضة ويطلب منها تدخلها..
الممرضة هتاخدها وتدخل لرضوى وهو هيفضل يراقبها م برا بحذر عشان مش تشوفه.. وبعد شوية هيقعد ع الاستراحة الموجودة قدام الاوضة وهيبص للمذكرات ومن جواه الفضول بيزيد اكتر انه يعرف ايه الي جواها.. هيفتحها بهدوء ويبدأ يقرأ م أول صفحة..
(عند البنات..)
البنات قاعدين وملامحهم كلها يأس ولسه بيحاولوا يتصلوا ع رضوى او يوصلولها..
سميرة هتسيبهم وتدخل الأوضة تلبس..
هدى هتروح عليها وبدهشة: انتي رايحة فين!!
سميرة م غير ماتبصلها هترد بارتباك شديد : هدور عليها.
أمل بلهفة: حالا!! انتي اتجننتي.. وبدل ما ندور ع واحدة هنبقا بندور ع اتنين؟؟؟
سميرة هتنهار ودموعها هتنزل وهي بتقول :انا مش هقدر أقف ساكتة كدا ..احنا بقينا الصبح ومش عارفين حاجة عن أختي. لازم نتصرف.. هي لو مكاني كانت أكيد هتعمل حاجة..
فجأة يقاطعهم صوت اتصال لسميرة..
كلهم هيجروا ع الموبايل وأمل أول ماتشوف الاسم هتقول بلهفة وابتسامة: دي رضوووى.
هترد عليها وتفتح الاسبيكر وبلهفة : ايوا يا رضوى..انتي فين؟؟؟ احنا اتصلنا عليكي كتير ومش بتردي وقلقتينا عليكي.
ترد رضوى بصوت تعبان وضعيف جدا: فين سميرة يا أمل!
سميرة بقلق شديد هترد: صوتك ماله يا رضوى!! انتي فين؟؟
رضوى بتحاول تبقا طبيعية ع قد ماتقدر وبصوت هادي جدا وضعيف :انا تمام.. انا بس حسيت اني تعبانة شوية وانا وانا خارجة م الشغل وجيت المستشفى عشان ..
تقاطعها هدى بصدمة: مستشفي؟؟؟
سميرة بلهفة شديدة: مستشفي ايه يا رضوى؟؟؟
(ف المستشفي ...)
أحمد قاعد مندمج ف القراية وع ملامحه علامات تعجب مع دهشة رهيبة.. فجأة هيسمع صوت بنات بيتكلموا بصوت عالي.. هيرفع عينيه ويلاقي تلت بنات جايين م آخر الطرقة يجروا وفجأة هيوقفوا ممرضة بيسألوها عن رضوى..
أحمد هيقوم بسرعة قبل مايقربوا منه أكتر ويبعد عن الاوضة..
الممرضة هتاخد البنات وتدخلهم لرضوى..
أول مايشوفوا رضوى وهي نايمة ع السرير هيجروا عليها بلهفة وهما مخضوضين جدا ومصدومين..
أحمد هيقرب م الأوضة ويراقبهم م الإزاز ويلاقيهم اتجمعوا جنب رضوى ع السرير وع ملامحهم قلق شديد وخوف وفيهم اتنين بيبكوا.. بسرعة هيستنتج أنهم اخواتها م وصف رضوى ليهم ف أول مذكراتها.. وفجأة ملامحه هتتحول لتعجب لأنه استغرب انهم تلاتة لأن رضوى كاتبة انهم خمس بنات.. هينتبه ليهم أكتر ويركز لما يسمعهم بيتكلموا .
سميرة ماسكة ايد رضوى وبدموع وحزن شديد : ايه الي حصل يا رضوى؟؟ ايه الي عمل فيكي كدا !!
هدى دموعها نازلة وبتقول بانهيار وتنهيدات عالية: أنا أنا كنت حاسة ان فيه حاجة..أنا قلبي كان حاسس.
أمل واقفة مصدومة من منظر رضوى وايديها ع بُقها مش بتنطق.
رضوى بصوت ضعيف جدا ترد عليهم: أنا كويسة صدقوني.. دي واقعة بسيطة م ع سلم الكافتيريا وأنا خارجة.
أحمد صعب عليه الموقف جدا وحس بالذنب تجاه البنات ووجعهم دا واندهش أكتر من رد رضوى عليهم وانها كذبت وقالت كدا..
يقطع شروده معاهم صوت الممرضة بتقوله بهدوء: لو سمحت!!
أحمد هيلتفت بسرعة وبتوتر: ايوا نعم!
الممرضة هتشاور ع الاوضة :حضرتك تبعها؟
أحمد هينزل عينيه ف الارض: أنا سبب الحادث الي حصلها..
ويرفع عينيه وهو بيقول بلهفة.. بس أرجوكي ماتقوليلهاش.. انا هتطمن عليها م بعيد ولما تخف ان شاءالله انا هقولها.
الممرضة:تمام.. بس حضرتك ماينفعش تقف كدا!
أحمد بتوتر : عندك حق.. أنا آسف.. بعد إذنك.
و هيبعد عن الأوضة بشويش ويمشي بخطوات غير مسموعة وهو حاسس ببركان غضب جواه مختلط بندم وحسرة..
(ف بيت عاشور ... )
البيت فيه دوشة وحركة كتير والطباخين ف الجنينة برا بيطبخوا ومعاهم طارق ..وصابر راح الوكالة يتابع الشغل .
عاشور وسعيد قاعدين ف الصالون مع ضيوف.
وأشرف جاب تلاتة عمال يجهزوا الي ناقص ف أوضته وبيغير نظامها..
البنات كلهم اتجمعوا وبينضفوا البيت وبدأو يجهزوا السفرة الي مفتوحة ع الجنينة..
سمية هتطلع م المطبخ وتنادي بصوت عالي: يا أميررررة... بت يا أميرة!
أميرة هتروح ليها وبهدوء: نعم!
سمية ببرود :تعالي ساعديني وطلعي الحجات دي للطباخين برا.
أميرة هتدخل معاها المطبخ وبتعجب : فين !؟
سمية بنظرة خبيثة :خدي المايه دي طلعيها عندهم.
أميرة هتلاقيها بتشاور ع حلة ماية مغلية كبيرة والبخار لسه بيخرج منها ..هتبصلها بدهشة وتقول : هاخدها اطلعها الجنينة وهي بتغلي كدا ؟؟!
سمية بلا مبالاة : ايوا هما عايزينها سخنة.. يلا طلعيها بسرعة.
أميرة بتردد: بس الحلة كبيرة و..وأخاف تقع مني والماية بتغلي!
سمية بسخرية مختلطة بعصبية : وانتي توقعيها ليه؟ صغيرة حضرتك!! يلا انجزي وطلعيها عشان عايزينها.
أميرة هتتنهد وهي بتقول: أمري لله.. حاضر.
وهتروح تشيل الحلة بحذر وتمشي ببطء وهي خايفة تفلت منها لأنها تقيلة.
وأول ماتلتفت.. سمية هتتغاظ انها قدرت تشيلها.. وبسرعة هتروح تاخد الزيت وهتمشي ورا أميرة وهترمي ع الأرض شوية جنب خطواتها..
فجأة أميرة هتتوتر وتخاف جدا لما تحس بعدم السيطرة ع خطوتها وبتتمايل وهتقع.. بسرعة هتفلت الحلة منها لقدام وهتقع ع ضهرها وبلهفة هتزحف ع الارض وترجع لورا لكن الماية هتلمس صوابع رجلها وهتصرخ بوجع شديد : آاااااه...آااه.
سمية هتجري عليها وتمثل انها اتفاجئت وبعصبية تزعق: يالهوووي.. وقعتي الحلة!!! هو انتي صغيرة!!
وتشدها تقومها وهي بتقول بيأس.. قومي ياختي..وتبصلها بغيظ وتقول.. احمدي ربنا انها مانزلتش عليكي حرقتك.
هتيجي كريمة والبنات ع صرخة أميرة وأول مايشوفوا الحلة واقعة ع الارض والماية
هيعدوا م الجنب التاني ويدخلوا ليهم..والبنات بسرعة هيجيبوا ماية باردة يرموها ع السخنة الي الارض ويتخلصوا منها.
كريمة هتلاقي أميرة ساندة ع سمية ومش قادرة تقف هتقرب عليهم وبلهفة وقلق: ايه الي حصل يا أميرة؟؟!
سمية هترد عليها ببرود: الي حصل ان مرات ابنك ياختي مش عارفة تشيل الحلة ووقعتها.. بلا وكسة ع بنات اليومين دول الي مش قادرين يشيلوا نفسهم حتي.
كريمة هتتجاهلها وهتبص لأميرة بقلق شديد: فيه ماية جات عليكي يا أميرة؟!!
أميرة وهي بتمسح دموعها الي نزلت م الوجع هتقول بصوت ضعيف: لا الحمد لله ..بس لمست صوابعي ومش قادرة أقف عليها.
كريمة بلهفة هتسندها وتقعدها ع الكرسي وهي بتقول :طيب ارتاحي وارفعي رجلك م علي الارض وانا هجبلك تلج بسرعة..
سمية هتخرج والبنات هيروحوا يقفوا جنب أميرة وبيسألوها الي حصل ..وكريمة بتجيب التلج هتسمع أميرة بتحكيلهم وفجأة هتقف شوية سرحانة وبعدين هتقرب ع المكان الي وقعت عليه الماية وهتلاحظ قبله ان فيه لمعة ..هتلمس الارض بايديها وتلاقيها بتزحلق وهتلاقي ايديها فيها زيت.. هتقوم وهي بتهمس م جواها : اكيد انتي الي عملتي كدا يا سمية يا عقربة..
سمية برا قاعدة هتموت م الغيظ وفجأة هتقوم وهي بتهمس لنفسها: معلش .. المرة الجاية هتصيب.. دا أنا هشوهك يا أميرة.. هخليكي تندمي ع اليوم الي دخلتي فيه هنا وكسرتي فيه قلب ابني ودمرتوه انتي وبدر.
(عند بدر...)
بدر لسه ف اسكندرية عند صاحبه..
بدر بدهشة : بتتكلم بجد يا عمدة؟!!
عمدة بابتسامة : ياعمنا احنا مفيش حاجة بتخفي علينا وبنجيبوا اي حد احنا عايزينه..قولتلك هو يوم وهنعرف العنوان.
بدر بلهفة شديدة :طيب قولي عليه بسرعة !
عمدة :اهدا يا باشا.. العنوان صحيح وانا هاجي معاك وهتتأكد بنفسك.. هما البنات بنفس المواصفات الي قولتها.. واخدين شقة ف عمارة بتاعت واحد اسمه أكرم عاملها سكن طالبات عند معهد التمريض .
بدر وهو بيتحرك ع العربية : طب يلا بينا بسرعة.
وبعد نص ساعة هيوصلوا المنطقة..
بدر هينزل هو وصاحبه وهيسألوا ع العمارة وهيبدأوا يدخلوا ف الشوارع ويتعمقوا أكتر لحد ما يوصلوا..
بدر بشغف هيدخل وهيطلع ع السلم لأول دور وهيلتفت لصاحبه ويهمس: انهي واحدة!
صاحبه هيشاور ع شقة البنات ويقول: الي ع الشمال يا باشا.
بدر هيخبط ع شقة البنات بتوتر ومنتظر واحدة منهم تفتح ويقابلهم أخيرا..
مش هيلاقي حد بيرد.. هيخبط تاني بقوة أكتر وبردو مفيش رد.. الشك واليأس هيبدأ يسيطر عليه وهيخبط تاني بقوة وكأنه هيكسر الباب بايديه.. ويبص لصاحبه بيأس مختلط بعصبية: انت متأكد ان هو دا العنوان؟؟!
عمدة بارتباك : وربنا هو دا العنوان ياعم و..
هيخرج أكرم ع صوتهم ويقاطعهم :نعم يبني! عايزين مين؟
بدر هيلتفت ع صوته ويقرب عليه وهو بيحاول يبقا هادي وهيشاور ع الشقة وهو بيقول: مين الي ساكن ف الشقة دي يا حاج!
أكرم هيحس بأن فيه حاجة مش طبيعية وبعدين هيقول بتردد: حضراتكم مين وعايزين مين! الشقق الي هنا كلها بتاعت طالبات جامعيين.
بدر هياخد نفس عميق ويقول بهدوء : حضرتك انا عايز واحدة اسمها رضوى.. انا ابن عمها.
فجأة أكرم هيفتكر كلام رضوى الي قالتهوله قبل كدا عن عمها وهروبهم منه وبتوتر هيرد: مفيش هنا طالبة بالاسم دا.
بدر ملامحه هتتحول لشك وبنظرة تخمين هيسأله : هما كام بنت هنا ف الشقة دي!
أكرم بثقة : هنا تلت بنات وكل واحدة منهم من مكان مختلف وف جامعة مختلفة وأنا أعرفهم شخصيا.
بدر بدهشة: وتعرفهم شخصيا!
أكرم بحدة :ايوا.. وهما حاليا ف الجامعة.. أقدر أفيدك بحاجة تانية!
بدر هيبص لصاحبه بيأس وهو بيقول: لا ماظنش هتقدر تفيدني.. السلام عليكم.
وهيمشي علطول ومعاه صاحبه الي نظراته كلها شك ف أكرم ..
أكرم هينزل وراهم ويتأكد انهم مشيوا م المكان تماما وبسرعة هيطلع الشقة وهيتصل ع رضوى..وبعد لحظات هترد عليه.
أكرم بلهفة: آلو يا رضوى..
سميرة: ايوا يا عمي أكرم .
أكرم بتعجب شديد: سميرة!! امال انتو فين يا سميرة وفين رضوى ؟!!
سميرة بتردد وصوت ضعيف: احنا ف المستشفى ياعمي أكرم.
أكرم بدهشة :مستشفي!!
بدر وصاحبه وصلوا العربية وركبوا وبدر مش طايق نفسه.
عمدة هيبصله : صدقني انا جالي وصف البنات نسخة بالظبط م الي انت قولتهولي والا مكنتش هقولك ان هو دا العنوان.
بدر م غير مايبصله هيقول بيأس: انا خلاص هرجع بكره الصبح وأنت دور تاني ولو وصلت لحاجة ابقا كلمني وانا هتواصل معاك.. أنا مينفعش أفضل هنا أكتر من كدا.
عمدة :الي تشوفه يسطا.. وأنا أوعدك اني هجبهم ولو م تحت الأرض.
( بليل ف المستشفي... )
المدير اول ماعرف من شيماء ان رضوى تعبانة جالها يزورها علطول..
أمل وهدى قاعدين جنب رضوى والمدير قاعد ع الكرسي قريب من السرير وبنظرة عتاب وتوتر يقول :ازاي يا رضوى تطلبي م شيماء تخبي عني حاجة زي كدا!
رضوى بابتسامة خفيفة : يعني هي سمعت كلامي يا فندم! ف الآخر بردو قالت لحضرتك.
المدير : دا بعد ما ضغطت عليها وخصوصا بعد ما حسيت ان فيه حاجة لأنها اتأخرت ع الشيفت الصبح ع غير العادة وف الآخر اتفاجئ وهي بتقولي انها كانت بتزورك هنا.
رضوى بتوتر : انا كنت مش عايزة أقلق حضرتك بس لأنها بسيطة الحمد لله.
فجأة سميرة هتدخل وتقاطعهم وهي بتقول : عمي أكرم جاي ف الطريق يا رضوى.
المدير هيقوم وهو بيقول :طيب استأذن أنا.. وبابتسامة يقول.. وحسابنا بعدين يا رضوى.
رضوى هتضحك وتقول : شكرا جدا ع زيارتك يا فندم.
المدير بابتسامة :خدي بالك من نفسك.. بعد اذنكم.
وهيخرج م الاوضة ويمشي..
هدى هتبص لرضوى وبابتسامة : أنا مبسوطة اني أخيرا شوفت المدير بتاعك يا رضوى.. بجد انسان مهذب ومحترم وحبيت أسلوبه اوي وكفاية انه لما جه ولقانا كلنا هنا اتطمن عليكي ومشي علطول.
رضوى هتهمس وهي سرحانة وبتفكر: هو فعلا انسان كويس جدا.
تقاطعهم الممرضة وهي داخلة بورد وتعطيه لرضوى بابتسامة وهي بتقول: الورد دا ليكي.
رضوى بتعجب :من مين!
الممرضة : مقالش ع اسمه.
سميرة هتقرأ الورقة الي فيه وتقول بتعجب: مين أحمد!!
رضوى بتعجب: أحمد! معرفش حد بالاسم دا.
سميرة : يمكن جاي بالغلط ولا حاجة!
الممرضة: هو قالي اوصله لرضوى.
رضوى بدهشة: غريبة!
يدخل أكرم بلهفة وبياخد نفسه بصعوبة ويروح ع رضوى وبقلق شديد: السلام عليكم.. انا مكنتش مصدق لما سميرة حكتلي.. ألف سلامة عليكي يابنتي.. ازاي حصل دا!!
رضوى بهدوء : طيب ارتاح الاول يا عمي أكرم.
أكرم هيقعد ع الكرسي وياخد نفسه ويقول: مين الي عمل كدا؟
رضوى بيأس : احنا مش عارفين غير انه راجل كبير ف السن وتقريبا رجل أعمال كبير ف اسكندرية ولما وصلنا المستشفى وخلص المحضر مشي.
أكرم بغضب : أما راجل ماعندوش دم صحيح.. كان هيقتلك وبسهولة كدا الموضوع انتهي ويمشي.. ناس مستهترة.
رضوى بهدوء : ربنا يسامحه بقا ياعمي أكرم.. وبعدين وجوده مكانش هيفرق معايا ..كويس انه مشي.
أكرم : ربنا يسامحنا كلنا ويشفيكي يابنتي..
وهيبص لسميرة بعتاب .. وازاي يا سميرة تحصل حاجة زي كدا ومش تقوليلي.. بقا دي أخرتها؟؟
سميرة بحزن : كنا مصدومين م الخبر ومشينا علطول والله وكمان الوقت كان بدري جدا ..احنا عرفنا الصبح.
أكرم هيسرح شوية ويقول : الحمد لله ع كل شيء فعلا... طيب اسمعوني بقا عشان فيه حاجة حصلت ولازم تعرفوا..
البنات كلهم هيبصوله بقلق وانتباه ورضوى بخوف هتقول: فيه ايه يا عمي أكرم؟!!
(ف المخزن ... )
صابر هيكتشف ان البضاعة كلها اختفت.. هيتجنن وهيدور اكتر من مرة وبردو مش هيوصل لحاجة.. بسرعة هيتصل ع بدر وهو قلقان جدا ومرتبك..
بعد شوية بدر هيرد عليه ..
صابر بلهفة وتوتر : ايوا يا بدر..
بدر بقلق : فيه ايه يا صابر!
صابر هيبلع ريقه وبارتباك :انت انت فين؟؟
بدر بتردد: انا ف مشوار بعيد عن المنطقة ..
يقاطعه صابر: هتيجي امتي؟؟
بدر بشك : هرجع الصبح ..فيه حاجة ولا ايه يا صابر؟؟ انتو كويسين؟؟
صابر بتردد :ا ايوا ..حاول بس متتأخرش عشان فيه مشكلة ف الشغل ولازم تبقا موجود.
بدر بتعجب: مشكلة ايه!
صابر :لما تيجي هتعرف.. المهم بس متتأخرش بكره.. هستناك يا بدر.
بدر :طيب تمام.
صابر :يلا سلام.
هيقفل معاه وهو متوتر جدا ويهمس بغضب شديد: مفيش غيرك يا حرامي يالي اسمك سعيد .
(ف المستشفي...)
أكرم حكالهم الي حصل مع بدر وهما مذهولين ومصدومين انه وصلهم..
هدى بخوف شديد: احنا لا يـ يمكن نرجع الشقة دي تاني .
سميرة بتوتر :هموت وأعرف ازاي وصلنا بس!
أكرم بتخمين : تقريبا موصي حد يعرف مكانكم لاني حسيت انه مش متأكد م وجودكم وانه جاي ع وصف مش أكتر.. ولو كلامي دا صح يبقا وقتها وجودكم ف الشقة هيبقا آمان أكتر .. لانه هيستبعد المكان دا خلاص.. وزيادة للآمان انا هدورلكم ع شقة تانية ف مكان كويس ومضمون.
رضوى بملامح كلها يأس وحزن: لو فعلا موصي حد يعرف مكاننا ووصلنا يبقا أكيد هيعرف العنوان الجديد بردو .. ف انا شايفة ان وجودنا ف شقتنا أفضل ع الاقل جنب ناس نعرفهم وهيقفوا معانا لو حصل اي حاجة وبعدين احنا مش هنعرف ننقل وأنا ف الحالة دي كمان.
أمل بخوف: وافرض راقب الشقة ورجع؟
أكرم: عشان كدا لازم تحرسوا ع نفسكم اليومين دول وماتفتحوش لأي حد ماتعرفهوش وأي حاجة تحتاجوها انا هجبهالكم..عشان حتي لو رجع مايقدرش يوصلكم.
رضوى هتسرح وهي بتقول : لو رجع تاني ...يبقا هنهرب تاني.
أكرم بتعجب: يابنتي هتهربي فين تاني! انتو ماصدقتوا استقريتم وبقا ليكي شغل واختك هتدخل الجامعة.. تفائلوا بس وان شاءالله مش هيرجع .
رضوى هتاخد نفس عميق وتقول :ربنا يسهل ياعمي أكرم ..الله أعلم بكره فيه ايه.
فجأة يقاطعهم اتصال لأكرم.. هيقرأ الاسم ويلاقيه مصطفي هيفتكر ويقول: يااانهارابيض ..دا انا نسيت أقول لمصطفي اني هنا واحكيله الي حصل.
رضوى بلهفة: اوعي تقوله ياعمي أكرم.. بلاش تقلقه ارجوك.. انا كدا كدا هرجع البيت بكره الصبح.
أكرم بهدوء : طيب يابنتي.. ولو انه هيزعل لما يعرف بس الي تشوفيه
ويقوم وهو بيقول.. طيب أنا هستأذن بقا وهرد عليه لما أخرج ..ارتاحوا انتو بقا وانا هاجي بكره ان شاءالله اوصلكم للبيت وهكلمكم قبلها .
رضوى بابتسامة: احنا بجد عاجزين عن شكرك.
أكرم هيبتسم ويقول :شكري هو انكم تاخدوا بالكم م نفسكم.. السلام عليكم ..وهيخرج ويمشي.
سميرة بقلق هتبص لرضوى: ها يا رضوى.. هنعمل ايه بعد الي حصل دا !
رضوى هتمسك الورد الي جنبها وتتأمله بتعجب وتخمين وهي شبه سرحانة وهترد ع سميرة بهدوء: هنسيبها ع ربنا..
