رواية الخمس بنات الجزء الثالث3بقلم ايمان طايل

الخمس بنات
(الجـزء الثالـث)
بقلم ايمان طايل

عاشور يبص لطارق :بسرعة تاخد عربية وتروح تجيب البنات ع ماننقل البضاعة..
طارق بتردد: و وانا هروح لوحدي!!
عاشور بغضب:ومتروحش ليه! امشي اتحررررررك يلا بسرعة ..
يجي اتصال لعاشور..
عاشور بغضب: ودا وقتكم يعني؟؟ عايزة ايه اخلصي؟
سمية بتوتر: هـ هدي هربت يا حج..
عاشور بدهشة ويزعق: هربت ازاااي؟ وانتو كنتو فين يا هواانم؟ سااايبكم معااها زي قلتكم؟؟
سمية بارتباك: والله جرينا وراها بس اختفت فجأة ف الجنينة يا حج ..
عاشور بغضب يزعق : يعني ايه اااختفت دي.. اتبخرت يعني ولا ااايه؟؟ اسمعي.. البت دي لو هربت وبلغت عننا والله ماهيكفيني اقطعكم كلكم ..ويقفل المكالمة.
عاشور يبص لطارق ويتعصب :هو انت لسه هناااا.. انت عايز تشلني...امشي واتصرف بسرعة .
طارق هيمشي وهو متعصب وصابر وسعيد بيطلعوا البضاعة بسرعة عشان يجيبوا الرجالة تحملها للعربية.. لان محدش يعرف المخزن دا غير عاشور وولاده ..
سعيد بياخد الكراتين من صابر من ع السلم ويطلعها وبعدين هيبص لعاشور وبقلق:هي هي هدي هربت؟!
عاشور هيزعق: وانت مااالك! ركز ف الي بتعمله وخفوا ايديكم يلا.. مفيش وقت انجزووا..
سعيد هيغضب جامد ويكمل مع صابر..
عاشور يعمل اتصال وبلهفة: ايوا يا أشرف..اتاخرتوا ليه؟ وصلتوا فين؟ طيب يلا بسرعة عشان ننقل البضاعة..

(قريب من بيت عاشور ..)
حمادة بقلق: أنا آسف بس لو معملتش كدا كانوا هيلحقوكي.
هدي هتقف وبارتباك : طيب هتاخدني ع فين؟؟
حمادة : يابنتي اهدي والله ما هرجعك لعمك..كنت دخلتك البيت تاني.. ممكن تمشي بقا!.. لازم نداري من هنا..
هدي بتوتر ودموعها نازلة : طيب انا عايزة اكلم اخواتي ضروري وحالا.. عمي هيبعت اولاده ياخدوهم.. انا لازم اعرفهم.
حمادة هيطلع الموبايل بتاعه : اتفضلي كلميهم بسرعة.
هدي هتطلب الرقم وعينها عليه ومستغربة هو ليه بيعمل كدا ومتوترة جدا...وبعدين حد يرد.
هدي بلهفة : الوو
رضوى بلهفة: هدي؟ رقم مين دا؟؟ واتأخرتي كدا ليه؟ أميرة كويسة يا هدي؟؟
هدي دموعها هتنزل: اهربوا بسرعة يا رضوي.. عمي هيبعت أولاده ياخدوكم بالعافية وهيكتب كتابكم الليلة..
رضوي بذهول : بتقولي ايه يا هدي؟ ايه الي حصل؟
هدي بتبكي اكتر: مفيش وقت لازم تهربوا حالا.. زمانهم وصلوا عندكم.. وانا مع..
فجأة وهدي تسمع حد بيخبط ع الباب والمكالمة تفصل..
هدي بترتعش وتبكي بشدة : وصلوا وصلوا خلااااص.. هياخدوااا اخوااتي.. هياخدووهم بالعااافية..
حمادة هيقرب عليها وبشويش: وطي صوتك واهدي.. لو حد تبع عمك شافنا ولا سمعنا مش هيحصل خير.. شوفي ..انا هاخدك اوديكي مكان آمن وعمك مش هيوصلك فيه وهروح بنفسي لاخواتك واعرف هيحصل ايه ولو عرفت أساعدهم صدقيني مش هتأخر..
هدي هتهدا فجأة وهترفع عينيها عليه وبشك: انت مين أصلا؟؟ وبتعمل كدا ليه؟؟

(عند البنات..)
رضوى هتجري تفهم اخواتها بسرعة بهمس وتتفق معاهم هيعملوا ايه ..
البنات بسرعة يشيلوا المرتبة وتاخد رضوي الخشبة الكبيرة الي تحتها وتطلع تقف ورا الباب
طارق لسه بيخبط وبدأ يخبط جامد..
سميرة هتطلع من الاوضة ماسكة طرح طويلة وتقف ورا الباب الستارة الي بعد الباب وتستخبي وأمل هتروح تفتح الباب..
امل ترد الاول: مين؟
طارق بقوة: انا طارق ابن عمك افتحي!
اول أمل ما تفتح الباب وطارق يدخل..
رضوي هتضربه جامد ع راسه بالخشبة توقعه ع الارض ولسه بيتوجع وهو دايخ وبيقول آاه.. تروح سميرة عليه وأمل يربطوه بالطرح ويكتموا صوته ويكتفوه..
رضوي بسرعة هتبص برا من ورا الباب وتلاقي معاه واحد برا ف العربية.. هتقفل الباب بسرعة وبلهفة تبص للبنات: بسرررعة وجهزوا الي تقدروا عليه ..لازم نهرب حالا.. فيه واحد تاني برا ولو اتأخرنا هيجي ..

(عند هدي..)
لسه واقفين ف جنب فالشارع..
حمادة بيهمس :والله هفهمك.. بس لازم نمشي حالا.. لازم تثقي فيا.. وقوفنا ف الشارع كدا غلط عليكي قبل مايبقا غلط عليا.
هدي بصاله وفجأة ترد بغضب: أنا مش هروح معاك ف حتة.. انا هفضل ف الشارع هنا ولو اخواتي جم انا هدخل معاهم عند عمي ومش هسيبهم.
حمادة يفكر شوية ويرجع يبصلها: ع فكرة انا لو عايز أبيعكم لعمك مكنتش خليتك تكلمي اخواتك تحذريهم دلوقتي.. وكنت قولتله عليكم من يومين وانتو بتهربوا أمل من الشباك الي ورا عشان تروح الامتحانات .
هدي هتتصدم وتتوتر: أنت.. انت كنت عارف!
حمادة بهدوء: ايوا كنت عارف.. بس انا مش وحش زي ما انتي متخيلة..وانا والله مش هأذيكي بالعكس انا عايز مصلحتك.. ثم المكان الي هاخدك فيه دا ف وسط الشارع ..اكيد لو هأذيكي هاخدك ف مكان مقطوع مش كدا!
هدي بصاله ومتوترة وخايفة وف نفس الوقت مش قادرة تثق فيه..
حمادة هيبصلها بنظرة قوية: يلا بقا مفيش وقت عشان نطمن ع باقي البنات واروح اشوفهم !
هدي هتنتبه لجملته وتفتكر اخواتها وتبدأ تتحرك وتمشي معاه وهي مترددة بس هي شايفة فرصة انه يرجعلهم ويطمنها عليهم..


(عند رضوى..)
طارق ع الارض متكتف ومش قادر ولا عارف يتحرك..
رضوي والبنات لبسوا واخدوا شنط خفيفة معاهم والفلوس ونطوا م الشباك الي ف البيت من ورا وجريوا وطلعوا م الشارع وهيبدأو يمشوا بسرعة ناحية الموقف وهما بياخدوا نفسهم بصعوبة..
سميرة بتوتر : هدي فين يا رضوي ؟ وليه عمك قرر ياخدنا فجأة كدا؟؟
رضوي بقلق: مش عارفة بس انا مش متطمنة خالص وحاسه ان فيه مصيبة حصلت..انا بتصل ع الرقم الي مع أميرة ومقفول وخايفة اتصل ع الرقم الي كلمتني منه هدي وتكون كانت وخداه من ورا حد عند عمك..
سميرة :خلاص نستني شوية يمكن هي تتصل علينا تاني..ولو اتأخرت نتصل احنا بقا والي يحصل..
رضوي : تمام..
أمل بتوتر شديد تقاطعهم : احنا هنروح فين يا رضوى؟!!
سميرة : احنا لازم نروح نبلغ البوليس! دا الحل الوحيد الي هينقذنا من عمك..
رضوي تقف وتبصلها فجاة: وهتروحي تقولي للظابط ايه؟!!
كنا عارفين ان فيه مخدرات تحت البيت واتسترنا عليها لحد ما وقعنا ف مشكلة وجايين عشان تساعدونا؟؟ وافرض اصلا طلعت مش بتاعت عمك ودخلنا احنا ف مشكلة تانية! ولبسنا احنا القضية.. لازم تفكري الاول قبل ما تاخدي قرار يا سميرة..
سميرة بخوف: انا بس قلقانة ع أميرة وهدي أوي وحاسة اني مش قادرة أفكر..
رضوي بحزن شديد: ربنا يعلم انا قلبي متقطع وجوايا قلق عليهم ازاي.. بس ان شاءالله هجيبهم ولو من فين كدا.. دلوقتي لازم نبعد عن المنطقة أكيد عمي هيدور علينا ويبعتلنا حد..
امل بقلق: هنبعد ونسيب اخواتنا معاه؟؟
رضوي بحزن : لازم نبعد عشان نعرف نرجع اخواتنا ..عمك لو وصلنا كلنا يبقا علينا العوض وهيجبرنا نتجوز ولاده ووقتها هيضمن اننا مش هنقف قصاده..
سميرة :طيب هنروح ع فين دلوقتي!!
رضوي:اهم حاجه نلاقي مواصلات وهاخدكم مكان عرفاه قريب من هنا لبكره الصبح ..


(ف الوكالة..)
أشرف وبدر وصلوا..
وعاشور بيزعق: يلا بسرعة يا رجالة.. يلا خفوا شوية.. طلعوا كل الكراتين ف العربية.
بدر بلهفة: هناخد البضاعة ع فين يا حج؟
عاشور : انا اتصرفت ف مكان هقلك عليه.
صابر يقاطعهم: البضاعة كلها اتحملت ف العربية يا حج..
عاشور : طيب عال خالص.. يلا يا بدر انت الي هتيجي معايا انت وأشرف.. ويبص لسعيد.. انت خليك هنا لحد مانمشي وتتأكد ان كل حاجة مظبوطة وبعدين تحصلنا ع البيت ..
ويبص لصابر.. وانت تجري بسرعة وتدور جنب البيت عندنا وتشوف البت هدي راحت فين وتجيبها م تحت الارض ..
صابر يرد: تمام يا حج.
ولسه عاشور خارج يلاقي طارق مقابلهم هو واللي كان معاه وهو ماسك دراعه وفيه دم ع راسه وع ملامحه الغضب الشديد والكسوف..
عاشور بنظرة يأس: عملت ايه يا حيلتها؟؟
طارق هيفضل ساكت ومش بيرد..
عاشور بغضب: انطق ياااض.. البنات فين؟؟
الي واقف جنبه هيرد: البنات هربوا يا معلم.
عاشور بغضب شديد: انت بتقول ايه؟؟!!!
:هربوا واحنا هناك يا معلم..
عاشور يقرب عليه ويمسكه من هدومه :وانتو كنتو فين وهما بيهربوا ؟؟ الله يخربيتكم..
:طارق قالي استني ف العربية عشان هيكلمهم الاول.. بس واضح انهم كانوا عارفين وعاملين حسابهم لانهم.. لانهم..
عاشور يزعق: لانهم ايه انطق؟؟؟؟؟
:لانهم ضربوا طارق وكتفوه..
عاشور هيبص لطارق بقرف وطارق مكسوف ومش قادر يرفع عينه عليه وبعصبية شديدة ويقول : ماهو انت لوو رااجل ماكنش شوية بنات عملوا فيك كدا.. وانا مش مستغرب لان اصغر بت فيهم ضربتك يا خااايب ..امشي من قدامي وروح ف داااهية مش عايز اشوفك.. جاتك نيلة شبه الي جابتك..
أشرف هيروح ع عاشور بلهفة: اهدا يا حج..بدر هيروح معاك تنقلوا البضاعة .. والبنات اكيد لسه مابعدوش عن المنطقة وانا هاخد عربيتي واروح ادور عليهم ومش هرجع غير لما ألاقيهم.
ويمشي اشرف بسرعة يركب عربيته عشان يروح يلف ف الشوارع الي حوالين البيت..

طارق هيمشي وهو غضبان ومتعصب ع الآخر بسبب الاحراج الي حصله قدام اخواته ورجالة عاشور ولما يبعد عنهم ويركب عربيته هيمسك دراعه ويبص ف المراية ويشوف الدم الي ع راسه وتنزل دمعته وبغضب شديد يقول: والله لأدفعكم كلكم التمن غالي أوي..


(عند هدي..)
هدي مشيت مع حمادة ووصلوا عند بيت طويل وقديم اوي ف شارع قريب من بيت عمها وهدي هتقف قدامه وعنيها عليه باستغراب..
حمادة :هتفضلي واقفة كدا كتير.. يلا ادخلي!
ع فكرة عمك أكيد عرف انك هربتي وأكيد بعت ناس تدور عليكي.. لو مش هتطلعي حاولي تهربي بسرعة وتمشي من هنا..
هدي هتبصله بنظرة خوف وتردد وتبدأ تدخل البيت واحدة واحدة وتطلع معاه..
يطلعوا وف الدور التاني يفتح الشقة الي ع اليمين وهدي تدخل بشويش وتلاقيها صغيرة اوي وفيها اوضة واحدة وشباك ف الصالة مفتوح..
حمادة وهو بيقفل الباب هدي هتتخض وتروح بسرعة عليه:افتح الباب.. انت قفلته ليه؟!
حمادة بنظرة تعجب: اتفضلي.. خدي المفتاح خليه معاكي.
ويسيبها ويدخل بسرعة ع الاوضة وهو بيتمتم :دا بنت عجيبة اوي ..
هدي واقفة عند الباب ومعاها المفتاح وخايفة ومتوترة ومش عارفة هي فين ومع مين!
يطلع حمادة م الاوضة بسرعة ومعاه خط والموبايل..
هدي بتوتر: ممكن اكلم اخواتي! عايزة اعرف عملوا ايه؟
حمادة وهو بيخلع الخط وبيركب واحد جديد: حاضر..
ويفتح الموبايل تاني وهو بيقولها: هعمل مكالمة مستعجلة ضروري وبعدين ابقي كلميهم..
هدي واقفة وخايفة ليكون هيكلم عمها ومقلقة منه ومن تصرفاته الغريبة.. وبعدين تسأله بارتباك: مش هتقولي انت مين بقا؟ وبتشتغل عند عمي ايه بالظبط؟
حمادة بلهفة: حاضر حاضر هقلك.. اهدي بس.
وهيبعد عنها ويروح ناحية الشباك وهو بيتكلم وبيحاول يوطي صوته: الوو.. انا عايزك توصل معلومة مهمة ضروري.. الامور اتغيرت فجأة وعاشور راح الوكالة عشان يخرج البضاعة.. ومعرفتش فين المكان الجديد وهشوف العيون الي لينا وصلوا لايه.. واخدت بنت أخوه معايا لانها كانت طلبت تروح فجاة وكانت هناك لما اتقلبوا وقرروا يطلعوا البضاعة واكيد تعرف حاجة.. لا متخافش انا هخليها تثق فيا ..
هدي هتسمع اخر جملة وتتوتر جامد وتفتكره بيكلم عمها عليها.. هتلتفت بشويش خالص ورفعت المفتاح وبتفتح الباب من غير صوت ولسه بتشده وهتطلع.. تلاقيه مد ايديه من وراها وزق الباب قفله جامد وضاغط لسه بايديه ع الباب ..هدي اترعبت من الصوت والموقف وصرخت وهتلتفت بسرعة وهي مخضوضة وبتاخد نفسها بصعوبة تلاقيه قصادها بالظبط وحبسها بايديه الي ع الباب ولانه طويل هيميل عليها ويهمس بغضب : لسه بردو مش واثقة فيا!؟
هدي ترفع عنيها ليه وبتوتر شديد وكلام مهزوز: طـ طلعني والا والله هصوت و وهلم الناس كلها هنا..
حمادة بغضب :يابنتي اهدي شوية ..هطلعك حاضر بس هسمعك حاجة الاول..
ورفع ايديه التانية الي فيها الموبايل وفتح الاسبيكر ويقول :آلو..
:ايوا يا سيادة الرائد.. حضرتك روحت فين!
هيبصلها وهو بيرد عليه وبيقوله : شوية وهكلمك تاني.. ويقفل الموبايل.
هدي واقفة مذهولة وبصاله..
هو هيطلع من جيبه بطاقته ويرفعها قدام عينيها وهو بيقول: اسمي الحقيقي الرائد حسام..
هدي هتبص للبطاقة وترجع تبصله وبتوتر ولسان تقيل : الـ الـ الرائد حـ حسـام.. وتدوخ وتقع وبسرعة حسام يسندها وبقلق: هدي؟؟ هدي ؟؟
يلاقيها فقدت الوعي تماما يشيلها وينيمها ع الكنبة الي ف الصالة ويحاول يفوقها وبتوتر : هدي فوقي!!.. يا هدي!!


(عند البنات..)
رضوي هتاخد البنات وتروح عند واحدة صاحبتها تبع الشغل وقاعدين التلاتة ف اوضة ..
رضوي بتهمس: بكره لازم نمشي من هنا الصبح علطول.. وهوصلك وانا الي هرجع اجيب اخواتكم .
أمل بقلق: وهنروح ع فين يا رضوي؟؟
رضوي: واحدة صاحبة سميرة كانت ف تمريض وكملت بعده معهد ف اسكندرية وقالتلي ان ف المناطق الي جنب المعهد هناك شقق اصحابها بيأجروها سكن للطالبات وبتكون سعرها رخيص والاوضة بتكفي تقريبا ست بنات..
سميرة ساكتة ودموعها نازلة ومش بتتكلم معاهم.
رضوي بحزن : وبعدين معاكي يا سميرة.. انا والله مش ناقصة قلبي يوجعني عليكم اكتر..
سميرة بدموع وحزن: احنا طالما خرجنا من بيتنا يبقا ايامنا الي جاية هتبقا كلها صعبة والله اعلم هيحصلنا ايه! ع الاقل ف البيت لو مش معانا فلوس ولا حتي اكل.. قاعدين مستورين ف البيت ومحدش عارف حاجة.. لكن لما نبقا مأجرين شقة ومش معانا فلوس ومفيش شغل ولسه اختك هتقدم ف كلية ! يا تري الايام هتاخدنا ع فين!
رضوي بحزن ودموعها تنزل: وانتي عمرك نمتي ف الشارع يعني؟؟ احنا مستورين وهنفضل طول عمرنا مستورين الحمد لله.. احنا كل الحكاية مغصوبين بس نسيب البيت لحد مانلاقي حل مع عمك لان للاسف اكتر ناس المفروض يقفوا جنبا ف الوقت دا واقفين ضدنا وعايزين يتحكموا ف مصيرنا بإسم المسؤلية.. ارجوكي يا سميرة تبطلي الافكار السلبية دي انا محتجاكم تساعدوني مش انتو كمان تزودوا عليا.. كفاية ان اختكم عند عمكم وكلمتنا وهي بتبكي وهدي راحت تشوفها ماجاتش ومعرفش هي معاها ولا راحت فين ومحدش بيرد كل ما اكلمهم.. ودماغي بتفكر الاربعة وعشرين ساعة ومع كل دقيقة بتمر قلقي بيزيد اكتر.. وبالرغم من كدا المفروض استحمل واواجه كل دا.. ودموعها تنزل وتبكي..
أمل تقرب منها وتحضنها : واحنا هنقف جنبك.. ومتقلقوش عليا ولا مصاريفي.. انا لسه مخلصة امتحان يعني الكلية هيبقا عليها وقت كبير ع ما النتيجة تظهر واقدم فيها..
سميرة هتقوم تحضنهم هي كمان: متزعلوش مني.. انا خايفة ع اخواتنا وعلينا ومفيش غيركم افضفض معاه..

ف نفس اللحظة اشرف بيدور كويس ف الشوارع ومش لاقي ليهم اي أثر وزهق من المحاولة وهيكلم عاشور عشان يقوله.


(ف بيت عاشور ..)
وصل عاشور وهو متعصب ع الاخر ودخل وهو بيزق الباب ويزعق: انتووو فين؟؟؟
سمية جريت طلعت ع فوق عند كريمة والبنات طلعوا وراها بسرعة..
سعيد ينزل ع السلم بسرعة ع صوت عاشور
ويجي اتصال لعاشور من أشرف ..
عاشور بغصب: ها؟ عملت ايه؟
أشرف بتردد : لفيت ف كل الشوارع والمنطقة ومش لاقيهم.. وبتوتر يقول.. بس صدقني مش هسكت غير لما الاقيهم يا حج..
يقاطعه عاشور بغضب: متجيش الا بيهم.. سامعني ! ويقفل المكالمة ف وشه ..
يدخل صابر م الباب بملامح يأس..
عاشور يقابله بغضب: فين البت هدي؟؟
صابر بحزن: هلاقيها ان شاءالله يا حج.
عاشور بيأس وعصبية يقول: ابقوا قابلووووني ..يبقا اكيد راحت لاخواتها وهي الي قالتلهم واكيد هربت معاهم.. شوية بنات يا خايب منك ليه ومش قادرين عليهم.. يا سواد بختي بيكم..شوية بنات ع آخر الزمن بيهددونا ..
سعيد يقاطعه بتردد: انا ممكن ادور علي هدي يا حج واوعدك اني الاقيها..
عاشور يزعق: ومروحتش تدور معاه ليه ؟مستني مني الاذن؟؟
سعيد بارتباك: بس انا انا الي هتجوزها..
صابر هيبصله مرة واحدة وبغضب: انت بتقول ايه؟؟ انا الي هتجوز هدي والموضوع منهي خلاص و كل دا اصلا حصل بسبب اخوك طارق !
سعيد يتعصب ويقرب ع صابر : يعني ايه بسبب طارق! يعني كنت عايزنا منعرفش ان البنات نزلوا الخندق! دا لولا طارق مكناش هنعرف كل دا.. وكان زمانا روحنا ف داهية..
عاشور يقوم بغضب يخبط الفازة الي قدامه يكسرها وهو بيزعق: جراااا ايه يا ولااااد عاشور.. هتتخانقوا قدامي كماااان.. اقتلوا بعض احسن..
سمية تنزل خطوتين ع السلم وهي بتقول بصوت عالي: طارق بالذات محدش يجيب سيرته .. سامع يا صابر..
عاشور يروح ناحية السلم ويطلع وهو متعصب: دا انتو بقا ليلتكم سودا معايا وانتي بالذات يا عقربة..
سمية هتصوت وتجري وتستخبي مع البنات ف اوضهم .. وعاشور طلع ليهم وناوي يحاسبهم بشدة..
عاشور بغضب يخبط ع الباب: افتحي يا ولية؟؟ والله لو مافتحتوا لاحبسكم عندكم..
ميردوش عليه ولا يفتحوا..
عاشور بغضب: بقا كدا؟؟ طيب انا قاعدلكم هنا بقا لحد ماربيكم كلكم..

ف الدور الي تحت..
سعيد هيبص لصابر وبغضب شديد : انت بالذات تبعد عن طارق أخويا..
صابر بطريقة مستفزة : وهو مش أخويا بردو ولا ايه..
سعيد يقاطعه بعصبية: لااا مش ااخووك.. انت عارف ان عمرنا ما كنا اخوات.. وتبعد عن هدي لان هدي هتبقا ليا انا وانا الي هلاقيها.. سامع يا صابر.
صابر بابتسامة خبيثة يتحداه : لو لقيتها الاول تبقا حلال عليك.. بس دا لو بقااا.. ويسيبه ويمشي..

(عند هدي.. )
حسام خلع الحجاب بتاع هدي وماسك منديل مبلول وبيمسح وشها وبيحاول يحركها وهو متوتر : هدي.. يلا فوقي بقا.. يا هدي! ...ويهمس لنفسه.. هي ماتت ولا ايه!
تفتح هدي عينيها بشويش وتبص لفوق وتستغرب المكان وبعدين يقوم حسام ويسندها بشويش ويقعدها..
هدي هتقوم وهي ماسكه دماغها:آااه.. ايه الصداع دا.. وتحس بشعرها الي نزل فجأة ع كتفها ووشها وحسام قاعد مذهول من الجمال الي شافه ومركز معاها اوي ..هدي لسه بترفع عنيها عليه وتلاقيه مركز معاها اوي.. بسرعة تشد الحجاب وتلبسه ..
حسام بابتسامة يقول: أخيرااا فوقتي .. خضتيني عليكي.
هدي هتبصله شوية كدا بتعحب وتدعك عينيها وبعدين تبرق عينيها عليه وملامحها تتغير واحدة واحدة لحزن وتدمع وهي بترجع لبعيد وتنزل م ع الكنبة وهي بتقول: والله ما عملت حاجة يا باشا.. وربنا انا واخواتي مظلومين ولا كنا نعرف ان المخدرات تحت البيت..
حسام هيتصدم فجأة ويقوم يقرب منها : طيب اهدي اهدي والله ماهعملك حاجة.. انا عارف انكم معملتوش حاجة.
هدي واقفة بصاله وهي متوترة وبترتعش وخايفة..
حسام يقرب منها وبهدوء: والله مش هعملك حاجة صدقيني.. تعالي بقا اقعدي.. وياخدها من ايديها بشويش ويقعدها ع الكنبة وهي عينيها عليه بتعجب..
حسام بإبتسامة: دا انتي دوختيني ع ما فوقتك..عشان كدا رفعت الحجاب انا آسف.. دلوقتي عايزك تهدي خالص وهقوم اعملك كوباية عصير حلوة زي الي كنتي بتعمليهالي
ووانتي بتشربيها تقوليلي مخدرات ايه بقا الي كانت تحت البيت!؟
هدي تهز راسها لتحت يعني تمام.. وحسام يقوم بسرعة وهو بيقول لنفسه: واضح ان اللغز اخيرا هيتحل...


(ف المستشفي...)
اميرة نايمة ومتعلق ليها محلول عشان التسمم الي كان ف معدتها ..
بدر يدخل ويلاقي نسمة لسه قاعدة جنب أميرة ونامت ع الكرسي ..
بدر بشويش هيروح يشيلها وينيمها ع السرير الفاضي الي ف الاوضة.. ويروح هو يقعد جنب اميرة..
بدر واضح عليه التعب والارهاق.. اليوم كان طويل ومتعب واحداثه كتير لكن قرر يفضل سهران جنبها عشان لو فاقت واحتاجت حاجة..
هيجيله اتصال..
هيقف جنب الشباك وبيتكلم :الو.. ايوا يا اشرف.. ايوا نقلنا البضاعة .. ايوا ف المستشفي وهي لسه مافاقتش..هي املنا الوحيد ازاي؟؟ .. بتقول ايه؟ مش لاقيهم يعني ايه؟؟ اختفواا ازاي ؟؟ تشق الارض وتجيبهم يا أشرف .. معرفش اتصرف وخد رجالة تدور معاك ..يلا سلام.
يرجع بدر ويقعد جنب أميرة ويبصلها بعينيه الي كلها غضب وارهاق وأميرة نايمة زي الطفلة و شعرها مفرود حواليها ونازل ع ايديها الي فيها المحلول.. بدر يبدا يهدا وياخد نفسه وعينيه عليها بتتأملها وهي نايمة وبيتأمل ملامحها الصغيرة البريئة ونظرته هتتحول لشفقة ويقرب عليها بهدوء وهو بيهمس : وبقيتي انتي يا أميرة أملنا الوحيد وانتي الي هترجعي أخواتك البنات ..


الجزء الرابع من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



<>