CMP: AIE: رواية خارج اسوار القلب (كامله) بقلم صبرين الديب جميع الفصول من الاول حتي الاخير
أخر الاخبار

رواية خارج اسوار القلب (كامله) بقلم صبرين الديب جميع الفصول من الاول حتي الاخير


رواية خارج اسوار القلب الفصل الأول

بقلم صابرين الديب

ارتسمت ابتسامة خجلى تحمل سعادة الدنيا على شفتي (جمانة) وهي





 تطأطئ برأسها أرضا وتفرك كفيها الباردتين في توتر عندما أغلق باب




 الغرفة من خلفها بهدوء وسمعت صوته الدافئ الحنون يهمس لها بشوق وحب :

- أخيرا بقيتي معايا .. بقيتي ملكي .. لوحدي وبس 

صرخ قلبها بين ضلوعها كنت دوما ملكك يافارسي وليس الآن فقط أما هي فظلت تتطلع لأرضية الغرفة في خجل ورهبة .

أمسك كتفيها برقة وأدارها لتواجهه ورفع وجهها من ذقنها لتسبل أهدابها خجلا ابتسم لخجلها ورقتها وهمس ثانية :

- بصي لي يالؤلؤتي .. بتهربي بعيونك ليه

رفعت جفنيها ببطء وخجل لتنظر في عينيه العميقتين وسوادهما الداكن ثم أسبلتهما مرة أخرى ..

داعبها قائلا :

- تؤ تؤ تؤ كده ما أقدرش .. بجد بصي لي وإلا ...... وضحك ضحكة خافتة

ابتسمت بخجل ونظرت إليه وإلى ابتسامته الرائعة على شفتيه قائلة بصوت خافت لا يكاد يسمع :

- وإلا إيه ..

همس :

- يعني مش عارفة

هزت كتفيها ونفت بدلال :

- تؤ

اتسعت ابتسامته وقال :

- طيب ليه أشرح لك لما ممكن أوريك عملي 

ابتعدت عن يديه وخفضت رأسها قائلة بوجل :

- توريني ايه بالظبط ؟

ضحك ثانية وقال :

- أوريلك باب الدولاب طبعا شكلك نسيتي مكانه 

ثم ضحك مرة أخرى بصوت أعلى

التفت إليه مبتسمة ووكزته في كتفه قائلة بنبرة طفولية :

- كده طيب ماشي وريني باب الدولاب

أمسك كتفيه متظاهرا بالألم وقال :

- آه ياني .. يعني من أولها بتدبحي لي القطة .. تعالي ياأمي ياحبيبتي شوفي ابنك حبيبك ( حسام ) بيتعمل فيه ايه 

ضحكت وقالت :

- لا لا لا خلاص كله إلا ماما وزعل ماما أنا ماعملتش حاجة .. ليه بقى بتتهمنى زور

ظل ممسكا كتفيه وقال :

- انا باتهمك زور طيب دي كتفي دي تشهد .. أنا هانزل دلوقتي على أقرب مستشفى وأعمل محضر إثبات حالة 

ضحكت برقة وقالت :

- طيب خلاص معلش بلاش المحضر المرة عشان خاطري .. خليها مرة تانية

ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال هامسا وهو يقترب منها :

- يعني خلاص نكنسل المحضر

أومأت برأسها إيجابا فهمس :

- بس بشرط

رفعت عينيها بتساؤل فهمس مرة أخرى :

- مفيش مرة تانية

واستمر في الضحك مرة أخرى

ابتسمت وقالت مشاغبة :

- ده بيعتمد عليك بقى لو كنت ولد مطيع وبتسمع الكلام

فاقترب منها أكثر وأمسك وجهها بين كفيه الدافئتين ونظر في عينيها وهمس :

- أوعدك .. أوعدك .. أوعدك

أسبلت جفنيها وابتسمت ثم رفعت عينيها إليه ثانية هامسة :

- بإيه ؟

استمر بنفس النبرة قائلا :

- بإني هافضل احبك طول عمري وملكك طول عمري وقلبي ليكي طول مافيه نبض وعيوني ماتشوفش غيرك طول عمري ولا أسمع حتى صوت غيرك ولا أكون إلا ليكي لأني فعلا ومن أول لحظة بقيت ليكي .. ملكك .. خاص بيكي وعشانك وباتنفسك فهماني أنا ملكك ,, وكمان أنت ملكي .. لي .. لوحدي .. مش لحد تاني قبلي ولا بعدي

أومأت برأسها هامسة في حب :

- لا قبلك ولا بعدك ياعشقي وجنوني وكل لحظات فرحي وكل آمالي وأحلى حلم حلمته واتمنيته

قبل جبينها هامسا :

- كل ده .. كتير علي أوي

أمسكت بكفيه اللذان يمسكان بوجهها وضمتهما بيديها ورفعتهما لشفتيها ولثمت كل منهما بقبلة رقيقة ورفعت عينيها إليه قائلة :

- حياتي كلها مش كتير عليك .. انت اللي كتير علي .. فرحتي بيك وبوجودك وقربك كتير علي .. أنت حلمي وواقعي اللي خلاني استغنيت عن عالم الأحلام وقررت أعيش الواقع لأنك فيه .. لأنه اجمل من كل أحلامي .. بيك أنت

صمتت وظلت ناظرة في عينيه وصمت هو أيضا يتطلع إليها وكل خلجة من خلجاته تنطق بالحب والعشق وعيناه تلمع بدمعة خفية ثم ضمها إلى صدره ووضع أذنيها على قلبه لتستمع لدقاته تحت رأسها تكاد تهتف باسمها وقبل رأسها مرة أخرى قائلا :

- ربنا مايحرمني منك يا أحلى لؤلؤة وهبها لي ربنا .. مش عارف أرد أقول ايه غير إني أدعي ربنا إن دايما يجمعنا ويقربنا منه ومن بعض

ثم أبعدها برفق وقال :

- يلا ورانا صلاة ولا ناسية

ابتسمت وقالت :

- لا طبعا ودي حاجة تتنسي .. ربنا يبارك لي في حياتي معاك ياحبيبي هأغير هدومي وأجهز حالا

داعبها قائلا :

- مش محتاجة مساعدة في الفستان .. سوستة مثلا دبوس طرحة في كمية دبابيس في حجابك مش عارف هتشيليها إزاي

دفعته خارج الغرفة قائلة :

- لا ماتخافش هاقدر أساعد نفسي

توقف وهي تدفعه ورفض الخروج وقال :

- طيب يابنتي استني وانت بتطرديني كده هاتي لي حاجة البسها أنا كمان ولا هافضل بالبدلة

تراجعت وقالت :

- طيب اتفضل شوف محتاج ايه وبالسلامة بقى

ضحك حبيبها ونظر إليها معاندا فبادلته نظرته معاندة هي الأخرى فقال :

- بقى كده .. مش بأقول ياعيني عليك يا ( حسام ) ياغلبان 

ومط شفتيه في حزن كالأطفال .. ضحكت لحركته وقالت :

- لا لا خلاص يلا ياقطتي خدي اللي محتاجاه واطلعي بره عشان انا كمان اغير ونصلي

عاد يضحك وهو يردد :

- قطتي .. ماشي 

ابتسمت وهي تطلع إليه يحمل ملابسه ويخرج من الغرفة . أغلقت الباب خلفه واستندت إليه بظهرها ضامة يديها إلى صدرها وتنهدت بسعادة

متطلعة للأعلى ثم هسمت :

- الحمد لله .. يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. أحمدك يارب على النعمة العظيمة اللي اديتهالي .. يارب ماتحرمنيش منه أبدا


***************************


أنهت (جمانة) تغيير ملابسها ولبست قميصا رقيقا مناسبا لرقتها فأظهرها أكثر أنوثة وجمالا ثم ارتدت فوقه الروب الخاص به وتطلعت لنفسها في المرآة راضية عن شكلها .. كانت تعلم أنها جميلة .. ربما ليست فاتنة .. لكن جمالها من النوع المميز الذي يلفت انتباه الآخرين بشكل لطيف كنسمة رقيقة ليس من نوعية ذلك الجمال العاصف .. لكن تبقى رقتها وعذوبتها تميزها 

رقيقة هي وناعمة بشعرها الكستنائي القصير وعيونها العسلية الرقيقة ورموشها الطويلة وأنفها الدقيق وشفتيها الممتلئتين بشكل جميل وملامحها الطفولية

التفتت لتحمل إسدال صلاتها وترتديه فوق ملابسها وتوجهت لباب الغرفة وفتحته لتجد (حسام) جالسا على كرسي أمام الباب تفاجأت وتراجعت وهي تتنهد قائلة :

- حرام عليك ياحسام خضتني .. إنت قاعد كده ليه ؟

ضحك كثيرا فنظرت إليه مغتاظة فحاول كتم ضحكته وقال لها :

- ههههههه ماشوفتيش منظرك .. أعمل ايه بقى لك ساعة جوا فضلت واقف لحد ماتعبت جبت كرسي وقعدت أستنى لؤلؤتي اللي خايفة تطلع لي من محارتها

تطلعت إليه بغيظ ثم ابتسمت بلطف وهي تغوص في عمق عينيه السوداوين فابتسم هو الآخر ونهض عن الكرسي واقترب منها قائلا :

- ايه مش هنصلي .. يلا بقى عشان أنا كده كتير علي

نظرت إليه باستغراب وتساءلت :

- هو ايه اللي كتير ؟

رد عليها بهدوء :

- هاقولك بعد ما نصلي وابتسم

فرشت سجادتين وتوجها إلى القبلة يؤمها حبيبها وزوجها كبر ودخل فالصلاة فتبعته وبدأ بقراءة الفاتحة وماتيسر وهي تستمع له .. لم تكن تعلم أن صوته رائع هكذا في قراءة القرآن بخشوع وتدبر وتجويد .. تلاوته كانت رائعة جعلتها تنصت له وكأنها تسمع الآيات لأول مرة


أنهيا صلاتهما ووضع كفه على جبينها ودعا ( اللهم إني اسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه )


ابتسمت له قائلة :

- ماكنتش أعرف إن صوتك حلو أوي في القراءة كده .. 

بادلها ابتسامتها وقال :

- الحمد لله .. أنا درست تجويد مخصوص عشان كنت عاوز أقرأ قرآن صح يمكن ماوصلتش فيه لمرحلة متقدمة بس الحمد لله ولسه باتعلم

أومأت برأسها وصمتت فابتسم مدركا لخجلها ومخاوفها وقال مداعبا :

- مش هتقلعي الاسدال بقى وتيجي نتعشى

احمرت وجنتاها بشدة وقالت :

- هاتعشى وانا لابساه اصلي بردانة

داعبها وهو يغيظها :

- ماتقلقيش لو لقيتي نفسك بردانة هادفيك 

ابتسمت بخجل مرة أخرى ولم تتحرك من مكانها فقام واقفا ثم جذبها إليه وربت على وجنتها برفق فطأطأت رأسها وبدأ بفك إسدالها ببطء وأنزله عن كتفيها

ثم ابتسم ابتسامة مشاغبة وقال مداعبا :

- ماانت محجبة تحته اهو امال برد ايه اللي بتحكي عليه

ضحكت بخفوت وخجل فرفع وجهها إليه ونظر في عينيها الخجلى وظل صامتا .. طال صمته فأسبلت جفنيها وحاولت إفلات وجهها من بين يديه فلم يتركها ولم يتكلم .. رفعت عينيها إليه مرة أخرى فوجدته مبتسما فابتسمت هي الأخرى ثم همس مقربا شفتيه من أذنيها :

- أنا بأقول مش مهم عشا ولا ايه رأيك يالؤلؤتي ؟

أغمضت عينيها واحمر وجهها خجلا في صمت فقال ثانية :

- طيب السكوت علامة الرضا

ثم جذبها بين ذراعيه فاستكانت على صدره وهي تشعر بالطمأنينة والأمان ..

________________________


ارتفعت صرخات (جمانة) عالية وهي تتأوه في ألم وتغمض عينيها ودموعها تنهار وهي تصرخ :

- يارب .. يارب .. يارب ..

أمسك (حسام) بيدها وضمها لصدره ومسح جبينها الذي بلله العرق وهو يدعو في سره ويملأه التوتر ثم قال لها :

- معلش يا حبيبتي اجمدي هانت أهي الدكتورة جاية حالا هما بس بيجهزوا غرفة العمليات

بكت بشدة وهي تأن ثم قالت بأنفاس متقطعة :

- مش قادرة ياحسام حاسة إني بأموت أنا إيه اللي خلاني أتجوز وأخلف بس آآآآآآآآآآآآآآآآآه

لم يتمالك (حسام) نفسه وابتسم لها قائلا بمشاغبة :

- أنا طبعا .. الحب بقى وسنينه وعذابه ههههه

نظرت له بغيظ ثم قالت من بين أسنانها :

- أيوة ماانت مش تعبان في حاجة 

ضحك ثم همس في أذنها :

- على فكرة بقى أنا تعبان أكتر منك .. قلبي مش مستحمل يشوفك بتتألمي ولو ألم بسيط فما بالك بقى بولادة .. يرضيكي قلبي يتعب كده .. هنعمل ايه بقى بيحبك وبيموت فيك ومالوش دوا

ثم قبل يدها التي يمسك بها

ابتسمت هي في ألم وحب ثم فجأة ارتفعت صرخاتها مرة أخرى ...


**************

أفاقت ( جمانة ) ببطء وحاولت فتح عينيها لكن شعرت بثقل في رأسها وجفنيها فحاولت الكلام وكان كل ما صدر منها همهمة خافتة فنهض (حسام) بسرعة من مقعده واقترب منها وتحسس جبهتها برفق وناداها :

- جمانة حبيبتي صحيتي ؟؟ سامعاني ؟

سمعت صوته فحاولت فتح عينيها مرة أخرى ونجحت هذه المرة فباغتها الضوء فضيقت جفنيها لتراه يحني رأسه فوقها وينظر لها بحب وقلق فقالت بصوت خافت :

- أنا الحمد لله كويسة فين البيبي ؟ ماشفتوش

ابتسم ( حسام ) وقال :

- أنا عارف من كتر الانهاك رحت في شبه غيبوبة والدكتورة قالت نسيبك ترتاحي .. ماتقلقيش (ملك) بخير

ابتسمت ورددت :

- (ملك) ؟!

أومأ برأسه ونظر لها قائلا :

- أيوة .. بس للأسف مش هتلاقي اللي يتجوزها في يوم من الأيام

فتحت عينيها على اتساعهما وقد باغتها ما قال وشعرت بانقباض في قلبها وهتفت في ضعف :

- ايه ؟؟ ليه مالها ؟

ابتسم في خبث وقال :

- لا أبدا .. بس بيقولوا نسخة مني 

وانطلق يضحك وهي تنظر له بغيظ ثم ابتسمت وقالت :

- دي على كده قمر والعرسان هيقفوا على باب البيت من بكرة

وضحكا سويا ثم أمسك كفها وطبع عليها قبلة حانية وضمها لصدره وهو ينظر لعينيها بكل حب ..


                   الفصل الثانى من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-