روايه الفتونه ( الجزء الاول والثاني )
كل روايتنا الحاليه تتحدث عن الوقت الحالى ، ولكن قد جائتنى فكره ان اكتب روايه تتحدث عن وقت قد مضى ، الان نحن فى مصر وبالتحديد القاهره عاصمه مصر ، الوقت فى منتصف القرن التاسع عشر ، فى هذا الوقت وبوجود الاحتلال الانجليزى قد ظهرت ظاهره بمصر المحروسه وهى ظهور شخص يلقب بالفتوه ، ما هى الفتونه ، هى نتيجه للانفلات الامنى الذى قد حدث اثناء الاحتلال ، ولقد ظهرت قبل الاحتلال الانجليزى حتى ، الفتوه هو شخص قوى يسيطر على منطقه معينه ويكون الحاكم فيها ، بعيدا عن سلطه القانون هو من يحدد قانون تلك المنطقه ، ويتبعه رجال ينفذون اوامره ، ويفرض ما يسمى بالاتاوه وهى مبلغ من المال يدفعه اهل تلك المنطقه للفتوه ورجالته فى مقابل حمايتهم وحماية املاكهم وتجارتهم الصغيره او الكبيره ، ومنع البلطجيه من السطو عليهم .
ليس هناك قنون محدد لتلك الفتونه ، فكل فتوه يضع القوانين التى يرغب بها ، ولكن هناك عادات لا يستطيع احد من الفتوات التعدى عليها ، مثلا الفتوه يحترم كلمته بشده وينقذ من يستجير به او يطلب حمايته ، الفتوه شخص يتمتع بالجراءه الكبيره والقوه ويضحى بحياته ان لزم الامر لحمايه الاخرين من اهل منطقته دون ان يخاف الموت ، وايضا يكون تولى الفتونه عادتا بالعراك بالنبوت ( النبوت هى عصا خشبيه غليظه مرصعه ببعض الدبابيس المدببه ويمكن التسبب بقتل احدهم ان تم ضربه بها بشده ) أهم ما يميز الفتوه هو النبوت فهى مثل التاج على رأس الملك .
انتشرت مناطق كثيره بالقاهره بالفتوات ومنها منطقه بولاق ، والدراسه ، والمغربلين ، وسوق السلاح ، والجماليه ، ولكن اهم منطقه ظهر بها الكثير من الفتوات ومكان روايتنا اليوم هى منطقه الحسينيه ، على ممر تريخها اخرجت الكثير من الفتوات .
هنا الحسينيه كان الفتوه رجل غليظ القلب اسمه عفيفى ، يفرض الكثير من الاتاوات على الفقراء ، تزوج الكثير من النساء ، وطلق الكثير منهم ولا يجراء احد ان يتقدم لفتاه قد تزوجها الفتوه من قبل ، كان عفيفى ظالم بطبعه ولكن قوى لدرجه رهيبه وملامح وجهه غليظه ومخيفه ، يحكم الحسينيه بالحديد والنار ويملك الكثير من الرجال ، كان يخاف منه الفتوات بالمناطق الاخرى ، وان تجراء عليه احد من هؤلاء الفتوات يجمع عفيفى رجاله ويهجم على منطقته وبعد معركه شرسه بالنبابيت يهزمهم عفيفى ويقوم بوضعهم على عربيات الكرو ( عربيات خشبيه يجرها الحمار او الحصان ) ويتم وضعهم بشكل مهين ويزفهم الناس ويتفرجوا علىهم ويمتلكهم العار طول حياتهم .
تبداء احداث قصتنا حينما يدخل على المعلم عفيفى ورجاله طفل يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبا ومعه نبوت بيده ويصرخ باعلى صوته ويقول : فين عفيفى انا جاى اتحداه علشان ابقى الفتوه ؟
ضحك الرجال على كلام ذلك الطفل وضحك عفيفى ايضا على كلامه ولكنه اعجب به من اول نظره فلقد رأى فى عين ذلك الطفل نظره قاسيه متحجره بدون خوف او تردد ، قام له المعلم عفيفى وقال له : وانت عاوز تتحدى عفيفى ليه ؟
الطفل : عاوز ابقى فتوه والناس تعرفنى وتتحامى فيا .
عفيفى : ابوك فين ؟
الطفل : معرفهوش ، انا مليش اب او ام ، ماتو من سنه فى حدثه .
عفيفى : واشمعنا جاى تتحدى المعلم عفيفى مرحتش ليه تتحدى اى فتوه تانى .
الطفل : المعلم عفيفى اكبر واشجع فتوه فى مصر المحروسه ولما افوز عليه محدش هيقدر يقف قدامى .
رفع المعلم عفيفى نبوته وقال للطفل : يلا انا قدامك فرجنى قوتك ، بلطبع لم يصمد الطفل ثانيه واحده امامه وضربه عفيفى ضربه قاسيه كسرت ذراع الطفل ورغم تألم الطفل الا انه لم يصرخ او يبكى حتى ، فانبهر عفيفى بجراءه هذا الطفل وقال له : انا عوزك من رجلتى هعلمك ازاى تضرب بالنبوت وتحطب ( التحطيب هو منازله الخصم بالنبوت ) .
وافق الطفل على ذلك فلم يكن له احد يذهب اليه على كل حال ، وسئل المعلم عفيفى الطفل عن اسمه فقال له : اسمى زين الطحان .
لم يكن للمعلم عفيفى سوى ابن واحد فقط رغم زيجاته الكثير لم ينجب الا ابنه عطيه ، فكان المعلم عفيفى يرغب بان يجعل من عطيه وريث له بالفتونه حينما يكبر فكان يبلغ من العمر احدى عشر عام فقط ، كان عطيه جيد فى التحطيب واستخدام النبوت ولكن ينقصه القوه والخبره ، بالطبع اراد المعلم عفيفى ان يقوم بتربيه زين ليصبح تابع لعطيه ابه ويخلص فى خدمته لذلك عمل المعلم عفيفى على تدريب زين مثل عطيه ابنه ليشتد ساعده وينشف عوده ، مرت الايام والشهور وتتحسن مهارة زين فى استخدام النبوت بشكل كبير ، حتى انه فى بعض الاحيان كان يتفوق على عطيه ابن المعلم عفيفى وكان هذا ما يجعل قلب عطيه يحمل الضغينه من زين ، وخصوصا عندما يجد ابيه المعلم عفيفى يشيد بزين ومهارته بالنبوت ، مرت سنوات وكبر زين وعطيه واصبحوا من اشهر رجال المعلم عفيفى ، كان زين وعطيه متلازمان دائما ، فكان زين مثل ظل عطيه ، وان تشاجر عطيه يكون زين اول من يسانده ويقف معه .
كان الصراع بين فتوات القاهره لا ينتهى ، فكل يوم يكون هناك من يطمع فى السيطره على منطقه الاخر ، كان فتوه المغربلين وهى منطقه مشهوره بظهور الفتوات بها ، قد دعا فتوه الحسينيه لحضور زفاف ابنته ، لم يذهب فتوه الحسينيه المعلم عفيفى وارسل عطيه ابنه بدلا منه ومعه زين والقليل من الرجال ، لم يعلم المعلم عفيفى ان المعلم جمال فتوه المغربلين قد وضع كمين للايقاع به واستغلال الازدحام لقتل المعلم عفيفى والسيطره على منطقه الحسينيه ،وعندما ذهب عطيه ومعه زين لم يتراجع المعلم جمال عن خطته وكانت الخطه انه يجعل عطيه ورجاله يشربون الخمر ويسكرون ويتم قتلهم والقائهم بمكان بعيد ويدعون ان احدهم هجم عليهم بالطريق وقام بقتلهم ، وحتى وان لم يصدق فتوه الحسينيه لا يهم فلقد كبر فى العمر ويكون قد خسر ابنه واهم رجاله .
بالفعل حدث الامر كما خطط له فلقد سكر الرجال ومعهم عطيه اما زين فهو حذر دائما ، ولم يشرب معهم وظل منتبها وعندما حدث ما حدث وجاء بعض الرجال من طرف المعلم جمال لقتل عطيه ، تصدى لهم زين واستطاع افلات عطيه من يد رجال المعلم جمال وهرب به الى الحسينيه ، وحينما علم المعلم عفيفى بالامر اشطاط غيظا من المعلم جمال واقسم انه سوف ينتقم منه قبل طلوع الصباح ، وبالفعل جمع المعلم عفيفى رجاله وذهب الى المغربلين وقامت هناك مجزره ضخمه جدا ، وقام زين بقتل المعلم جمال اثناء المشاجره واعلن المعلم عفيفى فتوه على المغربلين ايضا واصبحت المغربلين تحت حمايته .
نال زين استحسان المعلم عفيفى بانقاذه حياة عطيه ابنه وايضا بقتله للمعلم جمال فتوه المغربلين ، بالطبع حقد عطيه على زين وشعر انه افضل منه وقرر التخلص من زين باى طريقه كانت ، وبعد تفكير وجد ان افضل طريقه هى الايقاع بين زين والمعلم عفيفى ، ولكن كيف يوقع بين زين والمعلم عفيفى ، فزين مثل الكلب الوفى للمعلم عفيفى ، اخذ الموضوع بعض الوقت حتى عرف عطيه كيف يوقع بين زين والمعلم عطيه ، عن طريق سميه اجمل بنات الحسينيه ، كان يعرف عطيه ان زين يحب سميه بشده ، وكان يرغب بالتقدم لخطبتها ، ولانها بنت تاجر كبير بالحسينيه فكان الامر ليس بالسهل ، وزين ظل يتربص الفرسه المناسبه لجعل المعلم عفيفى يطلب من ابو سميه تزويج ابنته سميه من زين ، فلا يوجد احد بالحسينيه يستطيع رفض امر للمعلم عفيفى
وكانت هى الطريقه المناسبه للايقاع بين زين والمعلم عفيفى ، فاستغل عطيه تجمع المعلم عفيفى ورجالته جميعا وطلب من المعلم عفيفى ان يقوم بخطبة سميه بنت التاجر عزت له ، وكان زين حاضر بالطبع
توقفنا فيما سبق حينما طلب عطيه من المعلم عفيفى ان يخطب له سميه بنت التاجر عزت امام جميع الحاضرين وبوجود زين ايضا ، فرح المعلم عفيفى بان ابنه يرغب بالزواج وقبل موافقته اعترض زين وقال : يا معلم عفيفى انا بحب سميه بنت التاجر عزت ، وعطيه هو الوحيد اللى يعرف كدا ، ورغم دا هو بيطلبها للزواج .
عطيه : انت نسيت نفسك يا زين ، انا عطيه ابن المعلم عفيفى اكبر فتوه فى مصر .
زين : وانا مش هتباها غير بنفسى وبنبوتى .
وهنا احتدم الامر وغضب المعلم عفيفى وقال لزين : انت مكلمتنيش يا زين فى الموضوع دا قبل كدا ، ورغم ان عطيه ابنى والمفروض انى افضله عليكم الا انكم جميعا مثل ولادى ، والاصول بتقول ان عطيه هو اللى طلبها تبقى من حقه ، وانا ربيتك على الاصول يا زين .
لم يكن زين مجرد معجب بسميه ، فكان يحبها بشده لدرجه انه مستعد معارضه المعلم عفيفى من اجلها ، فقال زين : وانا بطالب باصول وعادات النبوت يا معلم عفيفى .
المعلم عفيفى : تقصد ايه يا زين ؟
زين : ينازلنى عطيه بنبوته ، واللى يكسب منحقه يخطب سميه .
كان الامر صادم للمعلم عفيفى ، فهل هذا هو الطفل الذى كان يربيه ليكون عون لابنه عطيه ، ياتى الوقت الذى يصبح منافس لعطيه ، حينها شعر عفيفى بالغضب الشديد ولكن كما ذكرنا من قبل لا يجوز للفتوه التخلى عن عادات وتقاليد الفتونه مهما كان الثمن ، حينها وافق المعلم عفيفى على طلب زين .
خرج المعلم عفيفى وكل الحاضرين الى منتصف الشارع ، قاموا رجال المعلم عفيفى بتشكيل دائره كبيره وبمنتصفها يقف زين بالنبوت وبالجهه المقابله عطيه وبينهم المعلم عفيفى نفسه للحكم بينهم .
بداءا القتال والتحطيب ، بالطبع كان عطيه يحمل حقد شديد لزين ولقد رئى انه حان وقت الانتقام مما سبب له زين من تعاسه وغيره ، فى باديء النزال كاد يتغلب عطيه على زين بقوته وعنفوانه واندفاعه ، اما زين فكان يمتلك بجانب القوه شيء اخر وهو الموهبه باستخدام النبوت ، كانت تحركات زين سريعه وقويه وبعد فتره قصيره سيطر زين على عطيه ، وعلى النزال كله ، وشعر المعلم عفيفى بذلك وما زاد الامر سوء ان زين كان يتلاعب بعطيه ويستخف به ، ثم قام زين بالاطاحه بنبوت عطيه وهنا لم يكتفى عطيه بل غضب وطلب من زين ان يقومو بما يسما مناطحه الرأس ( اى ان كل واحد فيهم يضرب الاخر برأسه حتى يفقد احدهم الوعى ) وبالفعل وافق زين وبداء الامر وكل واحد منهم يضرب الاخر حتى سقط عطيه عندما شعر بالدوخه من كثره الضربات ، فاز زين بالنزال .
لا يستطيع المعلم عفيفى التدخل بالامر وعلن فوز زين ، بعد يومين ذهب المعلم عفيفى مع زين لخطبة سميه ابنت التاجر عزت وبالطبع وافق التاجر بدون تفكير ، فمثله مثل اى حد يخاف من الفتوه ، اما سميه فكانت تحب زين بشده هى الاخرى وتمت الخطوبه وتحديد الزواج بعدها بعدة ايام قليله .
لم يكن عطيه يقبل بما حدث معه وشعوره بالحسره وانكساره امام والده المعلم عفيفى وامام جميع الرجال ، اما المعلم عفيفى فلقد احس بالقهر والحزن وكسرة النفس وان كرامته قد اهينت حينما تطاول زين على ابنه ، جاء اليوم الموعود ، يوم فرح زين وسميه ، بالطبع حضر الكثير من فتوات مصر لمجامله المعلم عفيفى فكلهم يعرفون ان زين اهم رجل من رجاله المعلم عفيفى ، وكان الفرح مزدحم جدا ، وكان الجميع سعيد ، بالطبع زين رجل يحترم الضعيف قبل القوى ، وكان بخلاف رجال المعلم عفيفى لا يحب ضرب الناس الضعفاء بمنطقه الحسينيه ولا يكون متواجد حينما تجمع الرجال الاتاوات ، فكان له مكانه بين الناس .
كاد الفرح ينتهى ، وحان وقت الزفه وتوجه زين مع عروسته للمنزل وحوله الكثير من رجال يباركونه ويحضنونه ترحيبا بزواجه ، وفجاءه شعر زين بخنجر ينغرس به ، فكان احد الموجودين قام بطعنه وهو يحضنه للمباركه ، كان زين ينظر لمن طعنه نظره قوه وكانه يقول له ان فعلك هذا يدل على دناوتك وجبنك ، سقط زين امام منزله ، والتف حوله الكثير ليعرفوا ماذا حدث له حتى وجدوه ينزف دم من بطنه ، حتى عروسته اخذت تصرخ من الفزع وفستانها الابيض تلطخ بدماء زوجها وحبيبها ، كان المنظر مؤسف للغايه ، تحولت فرحتها الى حزن ، وانقلب الفرح ميتم ، حمل الرجال زين ووضعوه بسريره الذى كان مفترض تكون دخلته على سميه وانقلب الامر الى موته ، ولكن لاحظت سميه ان زوجها مازال يتنفس ولكن بشكل ضعيف ، حينها تمالكت نفسها واخبرت والدها ان يحضر طبيب لمعالجته ولكن بدون اعلان الامر لانها تخاف ان يسمع القاتل ان زوجها مازال على قيد الحياه وياتى مره اخرى لقتله .
بالفعل فعل التاجر عزت ما طلبته ابنته ، احضر طبيب وطلب منه معالجة زين وبالفعل فعل الطبيب ذلك ولكنه اخبرهم ان زين نزف الكثير من الدم وهو لا يعرف متى سوف يستيقظ زين من نومته تلك ، واعطى التاجر زين الكثير من الاموال لذلك الطبيب ليتكتم امر زين وانه مازال على قيد الحياه .
كان المعلم عفيفى يظهر غضبه على رجاله لان احد افضل رجاله قد تم قتله وهو بينهم ، كيف يحدث ذلك ، ومن فعل ذلك ، بالطبع كان عطيه فارح بما حدث لزين ، فاخيرا قد تخلص منه ، ولم يعد هناك احد ينافسه على محبه ابيه وافتخار ابيه به ، لم يكن يعلم عطيه ان المعلم عفيفى لا يحب احد سوى ابنه عطيه فقط ، وان زين كان بالنسبه له الحارس الذى يعده لحراسه عطيه ، ولكن لم يكن المعلم عفيفى يفكر يوما ان هذا الحارس قد ينقلب عليه فى يوم من الايام .
مر يومان وظل زين بمنزله ، ولقد اعلن التاجر عزت انه قد دفن زين ليلا بالمقابر الخاصه بعائلته ، وبالطبع فعل ذلك حتى لا يشك احد بالامر ، كانت سميه ملازمه لزوجها ليلا نهارا وظلت على هذا الوضع لمده ثلاثه ايام حتى استيقظ زين بالفعل ، فرحت سميه ولكنها كانت حكيمه جدا بتصرفتها ولم تعلن فرحتها ، حتا حينما استيقظ زين وطلب ان يذهب احد لاحضار المعلم عفيفى ليخبره عن من قام بطعنه ، رفضت سميه وقالت له : محدش هيعرف ان انت عايش لغايه ما تخف نهائى ، وسعتها ابقى دور على اللى حاول يقتلك ، وانتقم لنفسك وليا على فرحتى اللى قلبوها حزن .
استمع زين لكلام زوجته ، فهو يعرف القاتل ولكنه لم يعرف من قام بتحريضه على فعل ذلك بعد .
ظل زين ملازم فراشه وبيته شهر تقريبا ، ولم يعرف احد انه مازال على قيد الحياه ، وبعد ذلك قرر زين الخروج ليلا للوصول للقاتل دون ان يشعر به احد ، فالقاتل واحد من الغجر ( هم جماعه يتم استأجارهم للعمليات الاجراميه ) ، توجه زين الى منطقه الغجر واستطاع الوصول لمنزل الرجل الذى حاول قتله وحينما اوسعه زين ضربا ووضع السكين على رقبته اعترف هذا القاتل قائلا ان من قام بتسليطه لقتله كان المعلم عفيفى نفسه ، فقام زين بقتل هذا الرجل حتى لا يقوم بتنبيه المعلم عفيفى بان زين على قيد الحياه وسوف يسعى للانتقام .
