رواية الارملة الفصل الرابع4 بقلم ليلي مظلوم


 ❤️الارملة ❤️..

الجزء الرابع ..

بقلم ليلى مظلوم

فقالت له :حسنا حسنا انا قادمة لاخذها ..


ثم اقفلت الهاتف .ولم تلحق ان تسمع رده عليها ..ثم حملت هديل بين يديها ..وطلبت سيارة الاجرة… وانطلقت مباشرة الى المدرسة ..ولكن هنا يأتي السؤال ..لماذا نشعر ان الطريق طويل عندما نكون على عجلة من امرنا بسبب القلق او الخوف ..ولو انها استقلت الطائرة لكان اهون عليها ..وصورة منال لم تفارق مخيلتها!! .. ترى كيف حالها وماذا حل بها .??.وهل اخذوها الى المشفى?? … وهل استيقظت من اغمائها??  ...يا الهي!!  ..لقد نسيت ان تسال مديرها ..وانت ايها الطريق لماذا تآمرت على مشاعري وكدت لها حتى…  الا يمكنك ان تقصر قليلا ??..واخيرا وصلت ..فنزلت من سيارة الاجرة ..والدموع على خديها ..ونسيت ان تدفع الاجرة لصاحب السيارة ..لكنه لم يذكرها بها ..فقد راى اللهفة في عيونها وتصرفاتها ..وما ان وصلت الى المدرسة حتى توجهت الى غرفة المدير ..ووجدت منال جالسة على الكرسي والمدير يحادثها ..ويسالها عن احوالها ..فلم تلتفت يمينا او شمالا ..بل افلتت يد هديل ..ثم ركضت نحو منال ..وبدات تشمها وتضمها الى قلبها وهي تقول لها :ما بك هل انت بخير ??اخبريني ..


فاجابها المدير ':لم تتركي لي فرصة لاشرح لك ..لقد افاقت بعد دقائق .وهي بخير ولا تشعر باي شيئ .ولكني احببت اخبارك حتى تاخذيها الى الطبيب لتعرفي سبب الاغماء.. 


فقالت له: انا آسفة لاني دخلت بهذه الطريقة.. ولكن منال لم تغادر عقلي وقلبي منذ البارحة ..


قالت منال بصوت خجول :لا تقلقي انا بخير ..ربما لاني لم اتناول طعامي جيدا ..فقد فقدت شهيتي على اي شيئ. واشعر ان الطعم عدوي ..واشعر بالغثيان كلما نظرت اليه ..


فقالت لها امها ;حسنا سآخذك الى الطبيب مباشرة ..هيا بنا ..


وبعدها قامت سارية بشكر المدير على تعاونه معها ..ثم اخذت ابنتها الى عيادة احد الاطباء ..وشرحت له ما حدث مع ابنتها .. فقام بفحصها ثم قال لها :لا تقلقي ..الامر بسيط ..ابنتك تعاني من فقر الدم ..وساصف لها الدواء المناسب وعليها تناوله بانتظام ..


فتنفست الصعداء.. وقالت :الحمدلله رب العالمين ..لا تقلق ..وساعالجها بالعصير اضافة الى الدواء ايضا ..انت لا تعلم كم احب ابنتي ..وكم انا متعلقة بها ..لقد ارحتني اراح الله قلبك من الهموم ..


وكان الطبيب يكتب اسم الدواء… فقال لها وهو ينظر الى الورقة :لا تشكريني ..هذا واجبي ..


وبعدها انطلقت سارية الى منزلها وهي تمسك يد منال ..وكأن روحها ردت اليها ..

ومرت عدة ايام ..وكان وضع منال مستقرا ..الا انها كانت تفقد شهيتها بين الفينة والاخرى ..وقالت سارية لنفسها: لا بد انه بسبب الدواء ..


ثم اخذتها الى الطبيب مرة اخرى ..واخبرها انه عليها الاهتمام بها اكثر وهذا امر عادي ..فقالت له: اقسم اني اهتم بها اكثر من بقية اخوتها مع انها الاكبر ..انها قطعة من قلبي ..واشعر تجاهها بعجز كبير ..وهذا ما يعذبني.. ابنتي تذبل امامي كالورود ..ولا اجد ما اسقيها به سوى الطبابة والاهتمام ..الا ان وضعها يزداد سوءا ..فهي خسرت من وزنها كثيرا ..


قال الطبيب :كما اخبرتك هذا امر امر عادي ..انتظري حتى ياخذ الدواء مفعوله في جسدها ..ولكن اين والدها?? 


فتنهدت وقالت: رحمه الله ..لقد استشهد منذ عدة اشهر ..وانا لست من هذه المنطقة ...ولكن جارتي ارشدتني الى عيادتك ..


فتغيرت نبرة الطبيب قائلا بكل حنان: العيادة عيادتك ..ويمكنك الحضور متى اردت ِ..وساخصص لك سعرا مميزا ..كم انت انسانة مضحية ..!


وعندما لاحظت سارية ان نبرة. صوته تغيرت بطريقة جذرية ..استاذنت الذهاب وقررت الا تعود الى تلك العيادة مجددا ..وعادت الى المنزل متعبة مرهقة قلقة ..لتجد نيرمين في استقبالها ..وهي تقول لها بغنج: سارية ..انت تعلمين الحوامل وما يخطر الى بالهن من اطعمة ..ارجوووك اطبخي لي المنسف مع سلطة خضروات ..واشتهي الملوخية ايضا ..


فقالت سارية وهي لا زالت تحاول الجلوس على الكنبة من ارهاقها: حسنا يا نيرمين ..ساطبخ اليوم احدى الاكلتين ..وبعد فترة اطبخ الاخرى ..كرمى لك ولابن اخي القادم ..


فهزت راسها رافضة ذلك ومستغلة طيبة قلب سارية قائلة :ابن اخيك يحتاج للرعاية وهذا ما طلبته نفسي ..والمشكلة اني لا اشتهي الطعام الذي اطبخه بيدي ..والا لما كنت طلبت منك ذلك ..


فتنهدت سارية وقالت لها: حسنا حسنا ..


وبعدها توجهت الى المطبخ ..وبدات تحضر الطعام ..وتفكيرها كله كان مع منال… التي تغيبت عن المدرسة بسبب فقدانها الحيوية والنشاط ..وبعد انتهاء الغداء… قامت سارية بتنظيف المنزل وحدها ..لان منال في غرفتها ..وهي تشعر ان قواها قد خارت ..ونيرمين تدعي التعب والغنج والدلال حتى تزعج سارية ..اكملت المسكينة عملها وتوجهت مباشرة الى غرفة منال بعد ان وزعت الادوار على اولادها البقية في الدرس والاهتمام بهديل ..ففتحت الباب ببطء شديد وقالت لها: هل انت مستيقظة ..?


فعدلت منال من جلستها ..وتوجهت بنظرها الى النافذة وقالت: نعم ..ولكني بت لا اميز بين الليل والنهار ..


فاقتربت منها والدتها وامسكت يدها ..ومسدت لها على شعرها بيدها الاخرى وقالت لها :لكن الطبيب اخبرني ان الامر يحتاج لبعض الوقت ..


ولم تكمل سارية كلامها حتى اغمضت منال عينيها ..واغمي عليها.. 


ترى ماذا سيحل بسارية ومنال ..??وهل سيبقى الوضع على ما هو عليه ام هناك تغييرات جذرية هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..

                  الجزء الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>