رواية صاحبة النقاب الفصل الثامن8 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️صاحبة النقاب ❤️

الجزء الثامن ..


وعم الصمت للحظات بعد دخول ساري ..وبعدها استجمع المدير قواه ..وقال وهو يشبك يديه ببعضهما البعض علهما تساعداه في طرح الموضوع .  .فنظر الى الاوراق التي حوله على المكتب… ثم رفع نظره الى ساري وقال :ماذا تتوقعين اني اريد منك? 


فقالت بسخرية: ان تطردني من العمل بسبب فتاة اخرى تريد العمل ..الامر سهل ..


وهمت لترحل وهي تقول :بالعموم لا ارضى ان احرج موقفك ..وسآخذ اغراضي وارحل وانا ممتنة لطفك واحترامك ..


فوقف ثم قال بنبرة حادة; توقفي!!!! 


فتسمرت مكانها ..وادارت وجهها نحوه ببطء ..ثم قالت بصوت مخنوق وهي يخيل اليها ردة   فعل اهلها عندما يعلمون بطردها انهم سيضعون اللوم على النقاب :ماذا تريد?? 


فاحمر وجهه خجلا ..ثم قال   لها :لا اريد طردك من هنا ابدا ..بل على العكس اريدك ان تدخلي الى عالمي الخاص ..وتكوني زوجة لي ..!!


فتلكأت وتفاجأت ..وظنت انه يهذي في بداية الامر ..ثم اغمضت عينيها وقالت متسائلة وراسها يعينها على سؤالها :ماذا قلت?? 


فتنهد ثم جلس على كرسيه ..ورفع حاجبيه قائلا: اريد الزواج بك على سنة الله ورسوله ..!!هل كفرت?? 


فهزت راسها مستنكرة قائلة لنفسها: ما بال هذا الرجل ..هل اصابه الجنون كيف استطاع    ان يطلب مني هذا الطلب ..واخترق حديثها مع نفسه صوته المتردد الخائف من النتيجة: ماذا ??اخبريني عما يدور في راسك في هذه اللحظات ..


فقالت بعد ان ابتلعت ريقها :بصراحة ..لا اخفي عليك اني استغربت طلبك هذا ..فانت   لم ترَ وجهي ..ويمكنك الزواج من اجمل فتاة في المنطقة ..ولا تنخدع بهذا النقاب ..قد اخفي تحته وجها لا يريح ناظريك ..


ففطب حاجبيه غاضبا ..ثم استتلى: ولكني اريدك انت ..ومن قال لك انك لست جميلة !!!ما هذه الثقة البائسة التي تمتلكينها ..


فقالت بصوت خافت: لا تفهمني خطأ ..لم. اقصد ما فهمته ..ولست من النوع من الفتيات   اللواتي يذهبن الى الدجالين ليفتح لهن حظوظهن في الزواج ..ولكني اتحدث بواقعية ..ولا يعنيني ان تزوجت ام لا ..


فقال لها: وهل ساتزوجك اشفاقا عليك بل على العكس ..هذه امنيتي منذ زمن ..


فقالت متسائلة; منذ زمن?? ممممم حسنا ..لا اعتقد ان محاولتك هذه ستنجح معي ..فلست صغيرة كما تظن حتى تسخر مني ..وتوقعني في   حبائلك ..وان اردتني ان ابقى في مكاني خارجا ..لا تطرح هذا الموضوع امامي مرة اخرى ..


ثم غادرت الغرفة ..ليقول لها وهي تخرج من الباب :ولكني مصرّ وسترين ..


وشعرت ساري بالحزن ..فهل هي رخيصة الى هذه الدرجة التي تجعل مديرها يسخر منها    ومن مشاعرها ..اتراه يريد ان يتسلى بها كلعبة صعبة المنال ..ثم يرميها كالقمامة ..هل اصبح مجتمعنا مخيف الى هذه الدرجة ..


وبعد قليل خرج المدير من غرفته ويبدو عليه علامات الاستعجال ..ثم قال وهو   يسير امام ساري :اليوم لن اكمل دوامي ..اكملي عملك ..وارحلي متى تشائين ..والغي كل المواعيد اليوم وغدا ..


ولم تجبه بحرف واحد ..بل حدثت نفسها: لقد استفزه جوابي بالتاكيد ..وذهب ليتذوق طعم    الكلام المعسول من فتاة اخرى ..هكذا هم الرجال ..يريدون ان. توافقهم الفتيات على كل شيئ ..مجتمع مريض فاسد !!


وشعرت بالخوف من المستقبل ..فنتيجة هذا الموقف هو تقديم استقالتها ..او على الاقل نقلها   الى مكان آخر ..ولكن المدير لن يرضى بهكذا قرار ..وسيحاول استغنام اي فرصة لاستفزازها ..ترى ما هو الحل وماذا

 ستفعل ..وظلت المسكينة شاردة الذهن علها في ذلك الشرود تجد حلا لمشكلتها ..ومن الصعب   ان تجد عملا آخر وهي ترتدي النقاب ..فاكثر الشركات تبحث عن الفتيات اللاتي يرتدين زيا خاصا ..حتى تشكل عامل جذب للزبائن ..آه من البشر كيف

 يفكرون ..اين الكفاآت?  ..واين الديموقراطية التي يتغنون بها في الندوات ..اليس من الديموقراطية ان ترتدي الفتاة ما تشاء ..بل على العكس ..فالمحتشمة هي التي يجب ان تكون فرصتها اقوى في الاحترام والقبول ..على الاقل لا تشعر بانها سلعة رخيصة ..


ووضعت يدها على النقاب ..وبدات تتلمسه بخوف وقالت لنفسها :لن اتخلى عن مبادئي   من اجل شيئ زائل ..وكلما عصفت بها الدنيا تمسكت به اكثر ..ليس عنادا انما اصرارا ..


ومع انتهاء الدوام عادت ساري الى منزلها ..ولكن ذهنها بقي مشغولا في مكان آخر ..وقد استقبلتها امها بابتسامة مشرقة ..فعرفت ساري ان في الامر   عريسا ما .فهي قد حفظت جيدا تلك الابتسامة ..وبدون ان تخبرها امها شيئا ..قالت ساري :ماذا هناك ??عريس جديد !!


قالت امها بحماس :نعم !!


فقالت ساري :لماذا!!!?? ليطلب مني ازالة النقاب ..وبعدها يهينني بكلماته ..ماذا ان    تركت العمل .???هل سيبقى عريسك مصرا على الزواح بي ..ام انه الزواج من راتبي يا امي ..


قالت امها بغضب :لا تفكري بهذه الطريقة يا ساري ..


قالت ساري بياس: اليست هذه هي الحقيقة ..??

              الجزء التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>