رواية صاحبة النقاب الفصل الخامس5 بقلم ليلي مظلوم

الجزء الخامس ..

فتفحصت ساري ملامحها ..وهي تحمل العباءة بيد والنقاب باليد الأخرى ..فنظرت الى 

كنزها بين يديها ..وبعدها

 قالت :ان كان الأمر يخص ما احمله بين يدي ..اظن ان النقاش قد انتهى بهذا الامر ..

فقطبت امها حاجبيها ..وقالت: كلا لم ينتهِ بعد ..عليك اعادة النظر في هذا الموضوع ..وقد   تحدثت معي عمتك بامر زواجك من ابنها ..واعتقد ان هذا الامر سيشكل عامل نفور بالنسبة اليها ولولدها ..

فضحكت ساري ساخرة ثم استتلت: ماذا?? ما الذي عداه عما بداه.. كيف ستزوج ابنها من فتاة عجوز وفاتها قطار الزواج ..??

قالت امها: لا تتكلمي بهذه الطريقة ..لقد اخبرتني بهذا الامر صباحا.. 

فقاطعتها ساري :ولكن كيف هذا ??لقد كانت الملكة في جرحي ..ماذا حصل حتى غيرت رايها ..ام انها استبدلت عيونها وبدات تراني من منظار 🔭 آخر ..

ولم تعرف امها بماذا تجيبها ..ولكن عليها افصاح الحقيقة المؤلمة امامها ..عل ابنتها

 تكف عن دهشتها ..فاجابتها بسخرية: ليست عيناها التي تغيرت ..بل وضعك انت ..

فاشارت اليها ساري ان ماذا تقصدين ..

فقالت امها: لقد عرفت انك وجدت عملا براتب مرموق ..لذا ..

فغضبت ساري وقالت بحنق: اميييي اتريدين ان تبيعيني ..افرضي اني خسرت عملي ..

قبل ان ابدأ بالدوام ..فهل سيبقى قرارها كما هو ..ام انه لا يريد الا موظفة تصرف على منزله ..

فلوحت امها يدها في الهواء وقالت: انتما ستتساعدان بامور المنزل ..وبصراحة اكثر انا

 التي اخبرتها بامر وظيفتك الجديدة كي اشجعها على نطق تلك الجوهرة التي انتظرها منذ زمن ..

فقالت ساخرة: اتعرفين ذلك المثل القائل: يا واخد القرد على مالو يروح المال ويبقى 

القرد على حالو ..هذا فيما يخص عمتي ..اما بالنسبة الي فالمثل مغاير تماما ..وليتك 

تدركين( القرد بعين امو غزال)انت

 تشعرينني بتصرفاتك اني 

تكرهينني وتريدين التخلص 

مني ..آسفة يا امي فطلب ابن عمتي مرفوض ..او بالاحرى صفقته الغير مضمونة ..

فحوقلت امها وبعدها استتلت: انت لا تفهمين ان مجتمعنا كله هكذا ..والامر ليس كما تظنين بل لاني احبك واتمنى لك السعادة ..اريد ان اراك عروسا ..

فصرخت: اميييييييي لا اريده ..لا اريده… وسارتدي النقاب ..ولن اتزوج الا من الرجل  الذي يرضى بي كما انا ..لن اغير نفسي من اجل احد ..

.وتكرر طلب امها بالقبول بهذا العريس ..وساري تزداد اصرارا على رفضه ..الى ان حان

 اليوم الاول لتداوم في عملها ..ورمت كل ما يحزنها وراء ظهرها 

وتوجهت الى الشركة وهي ترتدي النقاب ..وكانت الموظفة الوحيدة التي ترتديه ..وكانت

 فرحة بهذا ..فهي تحب الغموض

 ..ولا تريد لاي احد ان يعرف عنها شيئا ولا حتى ملامحها ..وقد خيل الى زملائها 

وزميلاتها انها خارقة الجمال ..والا لما ارتدت ذلك النقاب ..واثارهم الفضول ليتعرفوا الى هذا الوجه .

.ولكنها لم تابه لتروي فضولهم ..بل كان هدفها ان تكون ناجحة في العمل فقط ..وبالفعل  

هذا ما قد حصل ..ولم. تعد كلمات امها لها تضايقها البتة ..حيث كانت تواظب على عملها في الشركة ..وتعود الى المنزل كي ترتاح وتعاود عملها في اليوم التالي وهكذا ..

وذات يوم طلب مدير الشركة الموظفين في اجتماع عاجل ..واخبرهم بان يكونوا مجدين اكثر واكثر ..لانه سينتقل الى فرع آخر وسياتي مدير آخر 

بدلا عنه ..ويريد ان يثبت له ان مدير ناجح وذات كفاءة عالية ..ولكن هذا الامر لم يغير شيئا بالنسبة لساري ..فهي الاكفأ

 ولم تتوانَ يوما عن. بذل كل طاقاتها لتكون ناجحة ومميزة ..لهذا لم تشعر بتلك الرجفة

 الخفية التي يشعر بها الموظفون عند اختبارهم ..بل كانت واثقة كل الثقة من نفسها ..

وفي اليوم التالي توجهت الى عملها ..وكأنه لم يحدث اي تغيير ..وبينما كانت متوجهة الى 

غرفتها ..التقت بشابين في الردهة يبدو انهما من الزبائن ..واحدهما يقول للآخر :منقبة 

وتعمل هنا ??كيف هذا ??

فاجاب الشاب الآخر: اشعر ان المنقبات  يرتدين اكياسا بلاستيكة ..

فتسمرت ساري مكانها وقالت: احترم نفسك يا هذا ..انت تتحدث عن انسانة وليس عن قمامة ..

فقال الشاب الثاني: انا اعتذر عن صديقي فهو لم يقصد ما قاله ..

قال الشاب :ومن قال اني

 اعتذر اليها ..ومن توجه لها بالحديث ..

واحب الشاب الآخر ان ينهي النقاش الذي لم يبدا ..فقال لها: اذهبي الى عملك يا آنسة

 او يا سيدة ولا تهتمي… 

فلوت شفتيها ..وترفعت عن الاجابة متوجهة نحو غرفة عملها وهي تشعر بالاهانة ..يا لهؤلاء

 البشر لماذا يطلقون كلماتهم كالرصاص دون الالتفات

 لمشاعر الآخرين ..ولكن العمل المضاعف المطلوب منها ومن كافة الموظفين جعلها تنسى

 ما قاله ذلك الفرعون الساخر ..

وقد قام المدير الجديد بطلب الموظفين في اجتماع كي يتعرف اليهم ..ويتلو عليهم

 الخطط الجديدة المستحدثة 

للتطوير من تلك الشركة 

..وكل واحد منهم جهز افضل ما لديه ليطرحه امام المدير الجديد 

عل ذلك يشفع لهم عنده ..وعندما تجمع جميع الموظفون ..اطل المدير الجديد ..لتفاجأ ساري 

انه ذلك الشاب الذي تحدث اليها بالردهة ..

                الجزء السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا