رواية صاحبة النقاب الجزء العاشر10الاخير بقلم ليلي مظلوم


 رواية ❤️صاحبة النقاب❤️

الجزء العاشر ..والاخير


فالقت تحيتها عليها ..ثم على الجميع ..وبالطبع فقد احتضنتها ام هشام ..وهي لا تزال   مصدومة ..لقد عرفها طيلة الفترة الماضية ولم يخبرها ..يالبرودة اعصابه!!  ..اتراه صادقا في طلبه ..ام تذرع بما حصل ..?


وبينما كانت في شرودها ..سمعت صوت هشام يقول :استاذنك يا عمي ..اريد ان اجلس انا وساري وحدنا ..حتى نتفق على امور الخطبة وما شابه ..


قالت ساري لنفسها :يا لثقته بنفسه ومن قال اني وافقت على الارتباط به ..


الا انها احترمت الحضور ..وقالت بطريقة مستفزة لم يفهمها الا هو :تفضل !!


مشيرة الى الغرفة الاخرى ..


وكان اول سؤال سألته اياه: هل انت جاد في طلبك ..?


فاجابها بسخرية :كلا ..اريد ان اجعلك العوبة بين يدي ..وقد اشركت اهلي واهلك في لعبتي القذرة ..


ثم غير نبرته :ساري… لو لم اكن جادا لما اتيت الى هنا ..وهل كرامات الناس رخيصة الى هذه الدرجة ..


فحدقت بالغرفة وكانها تراها لاول مرة وقالت: ولكن يمكنك الزواج بفتاة اجمل وافضل واصغر مني ايضا ..فلم اخترتني ..?


فابتسم وقال بفخر :لان دمك امتزج في عروقي ..


فلوت شفتيها وقالت: وهل من السنن والشرائع ان يتزوج من تُبرع له بالدم ممن تبرعت له ..ما هذا السبب العظيم المقنع?


فقال مازحا: تلك غلطتك ..فانت من قرر التبرع ..ولن ترضى بي اي امراة اخرى ان علمت   ان دمك يجري في عروقي ..وعليك ان تصححي ما اقترفته كرياتك الحمراء والبيضاء بالموافقة على الزواج وحالا ..


وشعرت ساري بالاستفزاز ..ما هذه الطريقة التي يتحدث بها معها ..وكانه ليس مديرها الذي تعرفه ..يالغبائها كيف لم تشك بالامر حتى ..


واطبقت عيونها مفكرة ..كيف يمكنها التخلص منه امام اهلها ..ولكنه قال لها: وافقي يا ساري ولن تندمي ..


فقالت له متسائلة ومحاولة تنفيره منها: والنقاب ??!!


فقال بملل: ومابال النقاب… انا احفظ ملامحك جيدا ..هل تريدين مني وصفك ??لن انسى وجهك حتى اموت ..وحتى ان دخلت الجنة اول من سابحث عنها هي انت ..


فابتسمت بالرغم من غضبها ..الا انه لم يحظَ برؤية تلك الابتسامة المخبأة تحت النقاب ..واستتلى :من يحب او يعجب بشخص ما عليه ان يتقبله في   جميع حالاته ..ولن اطلب منك يوما ان تخلعي نقابك ..او تتخلي عن اي حلم من احلامك ..بالرغم من اني اشتاق لرؤية وجهك ..لقد حفظتك في قلبي وروحي وذاكرتي في ذلك اليوم عندما كنت جالسا على كرسيي ..واطليت انت بوجهك البرييئ.. ولا تعرفين مدى سعادتي عندما عرفت منك اسمك ..لهذا   سالتك عن نقابك ..لاعرف متى ارتديته ..والحمدلله انك فعلت هذا بعد الحادثة لاحظى برؤية وجهك الملائكي ..وجعلتك مساعدتي الخاصة عنوة لاني اريد البقاء بقربك ..ومعرفتك عن كثب ..فقد قررت قراري منذ اليوم الذي رايتك فيه في الشركة ..كم احب الصدف حين تلعب لعبتها ..


وعم الصمت للحظات ..وبعدها بدا هشام يتحدث عن المستقبل الذي سيجمعه مع ساري مصرا على موافقتها ..وهي لم توقن بعد ان نيته حسنة وسليمة    ..وبعدها سمعا صوت مناداة والد هشام الذي نادى ولده ليرحلوا ..فنظر الى الساعة في يده وبعدها قال :منذ ساعتين وانا احاول اقناعك ..وانت لم. تثقي بي بعد ..ماهذا بحق السماء!!! 


وانقذ الموقف نداءات والده المتكررة ..فاستاذن ..ورحلت العائلة بعد وداع حميمي ..دون ان ياخذ هشام الجواب ..وفي اليوم التالي خجلت ساري من الذهاب الى العمل ..ولم تفعل بحجة انها مريضة ..مما اقلق هشام عليها ..وهي في قرارة نفسها كانت تشعر بالنفور منه تارة ..والانجذاب نحوه تارة اخرى.. وقد اتصل بها واخبرها    انه قادم لزيارتها ..وبدون ارادة شعرت بالشوق تجاهه ..يا الهي ما هذا الاحساس الجديد نحوه ..اتراها وقعت في حبه ..ام انه كان في قلبها منذ البداية وهي لم تدرك ذلك بسبب ظروفها والكلمات الجارحة التي كانت تسمعها ..وجهزت نفسها جيدا هذه المرة وترافقها ابتسامة جميلة ساحرة مما افرح اهلها ...واستقبلت ضيفها وزوجها المستقبلي بحفاوة ..مما جعله يتجرأ على ان يطلب منها ان تخلع نقابها لانه اشتاق الى رؤية ملامحها ..ففعلت لترسم الاعجاب في عيون هشام والابتسامة على ثغره ..وتم الاتفاق على الزواج ..وانتقلت الى منزل زوجها الذي عاملها بكل احترام ...وقررت قرارا مفاجئا بعد سنتين من زواجهما ..آه صحيح ..نسيت ان اذكر انها بقيت    مساعدته الخاصة في العمل ..وزوجته في المنزل ..وهذا لم يؤثر على علاقتهما بتاتا ..اما قرارها فكان خلع النقاب ..فقال لها هشام :لم ارد اجبارك على خلعه ..ولا حتى التدخل في هذا الامر ..لانني اعتبره قرارا شخصيا ..وهذا الشيئ لا يقرره الا صاحب القرار نفسه.. 


فتنهدت ثم قالت :كنت احب الغموض ..وكانت النسوة اللاتي يرتدين هذا النوع من اللباس يلفتن نظري ..وليس بسبب نيل الحسنات الاضافية ..هذا بصراحة   تامة ..ولكني عندما ارتديته ..احببته ..وتعلقت به ..وخاصة كلما رايت السافرات يسرن امامي في الشارع ..الحشمة شيئ مطلوب اخلاقيا ودينيا ..وهو حصانة للمراة شاءت ام ابت ..ولكن للنقاب حكاية اخرى ..هو يعطينا الهوية ..


فقاطعها باسما: هويتنا يا عزيزتي ..ليست في اللباس فقط وان كان لها دورها ..والله امرنا بالستر ..ولم يذكر النقاب خاصة ...للمراة حرية ارتدائه او عدمه ..الا انه ليس الميزان الذي يحكم على الاخلاق والتصرفات.. 


واخيرا اود ان اقول…ان اللباس المحتشم واجب اما  المترافق بالنقاب ..هو لباس مشروع مباح والنقاب ليس واجبا وان كان ارتداؤه علامة ايجابية ..ولكن حبذا لو تكون صاحبته صاحبة اخلاق ..وتطبق افعالها حسب الدين الحقيقي.. وان سالتني عن المقارنة بين من ترتديه غير متمثلة باخلاق الاسلام ..وبين من لا ترتديه انما محتشمة مع اخلاق رفيعة سيقع خياري على النوع الثاني ..وهنيئا لمن جمعت بين الثلاثة ..(الاخلاق والحشمة والنقاب )..

                 النهاية

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>