رواية ❤️صاحبة النقاب❤️
الجزء التاسع ..
وهنا تدخل والدها بكلمات حانية: اسمعي يا ساري ..لن اسمح لك باعطائنا جوابك قبل جلوسك مع المنتظر ..ربما تجدين به شيئا مميزا ..وربما ليس لديه مشكلة مع نقابك هذا والا لما طلب مني رؤيتك ..
قالت له :ابي ارجوك لا اريد ان اخوض اكثر في هذا الامر.. الموضوع منته بالنسبة الي ..فلا اقوى على سماع الاهانات ..
قال والدها :هذه المرة فقط ..
فتذكرت ساري كلمات مديرها ..وقالت لنفسها :ايعقل ان يكون في هذا خلاصي من براثن ذلك المدير ..لا اعلم ان كان هذا اشارة من الله ..بكل الاحوال الغريق لا يخشى من البلل ..
فنظرت الى امها وابيها بياس وقالت: موافقة ..اخبروه ان ياتي ..وانا ساتصرف معه كما اراه مناسبا ..
فقال والدها مستنكرا: ساري ..لا تفعلي ما يؤذيك ويجعلك تندمين يا ابنتي ..رايت منك الوعي والصبر ..فاكملي في هذه المسيرة ..
فهزت راسها يائسة ..وتوجهت نحو غرفتها ..فقالت لها امها: الن تتناولي طعامك ??
قالت لها بملل: انا ذاهبة لاحضر نفسي جيدا لاستقبال عريسكم ..
فتنهدت امها وقالت :سياتي مساء ..ولديك الوقت الكافي ..
فقالت بتفاجؤ: الليلة سياتي ..عريس ومستعجل ايضا ..حسنا ساذهب لارتاح قليلا ..واعدكم ان اكون مهذبة ولائقة في تصرفاتي ..لا تقلقوا ..
ثم اكملت طريقها ليلحق بها دعاء والدتها: هداك الله ياابنتي ..واطفأ النار التي في قلبك ..يا حبيبتي ..انت لا تدركين مدى خوفي عليك ..
ثم نظرت في عيون زوجها لتجد القلق والحيرة يسيطر عليهما ..ولكنه قال بتفاؤل :اشعر ان هذا العريس سيكون مميزا ..ما رايك?? لقد رايت منه الطيبة والاخلاق العالية ..
فتنهدت بتردد وقالت: لا تقول فول ليصير بالمكيول… ساري معها حق في تطلعاتها ..فالاهانات التي وجهت اليها ليست بالامر الهين ..فهي طعنت بجمالها ..واختيارها ..ولكنها لا يمكن ان تتزحزخ عن قراراها بشان النقاب ..حتى خيل للشباب انها خارقة الجمال ..
فقاطعها قائلا :ولكنها جميلة ..والجمال اذواق ..ولن احرمها من رغبة حملتها في قلبها منذ طفولتها ..
ثم رفع راسه متنهدا: ليتنا نمتلك نقابا لحياتنا حتى نتستر من الهموم والاحزان والمضايقات المتعددة ..لقد شعرت بالندم لاني وقفت في طريقها مرارا ..فهي تمتلك الحق في اختيار مصيرها ايضا ..
قالت امها بغضب وحزم: ولكنه المجتمع ..وعلينا ان نراعي ..
وقبل ان تكمل ..كان زوجها قد لعن المجتمع.. او بالاحرى نظرته الدونية والسلبية الى الاشياء التي لا تستحق الا الاحترام والتبجيل ..
اما ساري فعندما اصبحت وحدها في غرفتها ..شعرت بالتوتر والخوف.. وبدات تتساءل :لماذا اهلها مصرون على تزويجها ..هل اصبحت العنوسة عار ..وهل اصبحت ابنة الخامسة والعشرين عاما تعد عانسا ..يا الهي ..ما هذا الظلم ..??حتى الدين اعتبر ان الزواج هو النصف الذي يكمله ..فهل هذه الروايات صحيحة ..??لقد طعنت بها ..واعتبرت ان الاخلاق هي ثلاثة ارباع الدين ان لم تكن كله ...وتركت المساحة الصغيرة للعبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة وووو ..ولكن هذه الاشياء قد تفقد قيمتها ان لم تترجمها الاخلاق ..ولكن ما علاقة هذا الامر بالكارثة الاخيرة التي حلت عليها .??العلاقة وطيدة بلا شك ..فهي ان لم تجد في عريسها الاخلاق العالية لا حاجة لها به.. وان تكون عانسا افضل من الزواج برجل يهينها صباحا ويضربها مساء.. ويطعن في جمالها ..ويطمع في عملها ..فمجتمعنا اصبح يبحث عن الفتاة التي تعمل ..حتى يستطيع الرجل ان يكفي منزله ..بسبب المتطلبات الكثيرة ..وهي ان. وجدت في زوجها المستقبلي ما يستحق ..فانها لن تبخل عليه حتى في روحها..
والآن عليها ان تجهز نفسها ..ولكنها لن. تسمح له برؤية وجهها ..وستضع هذا شرطا… حتى يتفقا على الامور الاساسية ..وبعدها ستريه اياه ..وله الحق في القبول او الرفض ..وهي ايضا ..لان الزواج لا يصح فقط في موافقة الزوج ..بل في موافقة الطرفين ..وجاء المساء سريعا ..وحضر العريس واهله ..وكانت ساري في غرفتها وتنتظر مناداة امها ..التي ذهبت اليها ورجتها بعيونها ان تكون كما يجب ..ولا تقوم باي فعل محرج ..وما ان اطلت العروس حتى تفاجأت بعريسها ..يا الهي ..انه مديرها في العمل ..فتسمرت مكانها للحظات ..وقالت بصوت خافت: اهذا انت ..?!
فقال مبتسما: نعم!! وهذا ابي ..وتلك امي !!
وعندما تفحصت ملامح اهله ..وخصوصا عيونهما ..التي كانت ترقص فرحا لرؤيتها ..عادت بذاكرتها الى الوراء ..انهما والدا هشام ..الذي تبرعت له بدمها في ذلك اليوم ..ومديرها اسمه هشام ..يا لهذه الصدفة ..كيف لم تنتبه لهذا الامر ..??لقد راته حينها يجلس على كرسيه
المتحرك ..وقد امتلأ وجهه بالندوب ..واصابها الذهول لما رات ..واقد اخترق جدار ذهولها صوت ام هشام الحاني :لقد فرحت لرؤيتك مجددا ..وارجو ان تكوني من نصيب ولدي ..وان كنت ترتدين النقاب ..الا انني لا يمكن ان انسى معروفك ووجهك ما حييت ..
