رواية خارج السرب الفصل الحادي عشر11بقلم ليلي مظلوم


 
رواية خارج السرب
 الفصل الحادي عشر11
بقلم ليلي مظلوم 


اما حسن فقد نجح بتفوق هو وجابر ..واصبحا من اشد الطلاب مهارة وذكاء في المدرسة    ..لانهما لم يغردا خارج سرب امهما… لقد امضت عمرها وهي تحاول ان تسعدهما وتقدم اليهما كل ما يحتاجانه من الرعاية والاهتمام ..اما هاني ..فقد استطاع ان يجد عملا كاجير في احدى المحلات ..وقد خطب ابنة جيرانه ..ويحاول بشتى الوسائل الزواج بها والاستقرار في منزله الخاص ..لان الاجواء في المنزل تسبب له تعبا نفسيا ..ويمكنك ان تقول عنه انه ملتزم دينيا نوعا ما… فجميلة بالنسبة اليه فتاة فارغة وهي تقلد امها في    الاهتمام بنفسها ..ولكنها لا تمتلك الخبرة وتعد من الفتيات البريئات ..ولنعد الى محمد ذاك الشاب الذي يعتقد ان الدنيا كلها ملكه ..كيف لا ..وهو الذي تعود على تناول المسكر ..والسهر خارجا الى ساعات متاخرة ..واللعب بمشاعر الفتيات ..اما هبة وهي ابنة شيماء وعدنان ..فهي تعيش في عالمها الخاص متمردة على طريقة عيش والدتها التي لا يهمها الا الحفاظ على راحة ومشاعر عدنان ..حتى باتت تكره والدها ايضا ..وهي ابنة الثانية عشر عاما ..وبامس الحاجة لوجود اشخاص الى جانبها حتى تعيش كأي طفلة بشكل طبيعي وروتيني ..فقد فقدت حنان ورعاية الاهل وهما على قيد الحياة… ولنعد الى اختها جميلة ..التي تركت دراستها مبكرا ..لتتصرف    وكانها لا تملك اهلا يمنعانها عن اي شيئ ..واخذت شيئا من صفات والدتها ..واستطاع هاني ان يؤسس نفسه نوعا ما وقام بتحديد زفافه ..وكانت فرحته في الحصول على منزله الخاص تزاحم فرحته في الزواج من الفتاة التي احبها ..


وجهزت العائلة نفسها لهذا الزفاف ..وحرصت شيماء ان تظهر بمظهر لائق ومميز حتى يقال عنها انها اخت العريس وليس امه… 

اما جميلة فاشترت فستانا مميزا ..وجميلا ..يخرج صاحبته جميلة بالقوة ..متمردا على المثل القائل ان الانسان هو من يزين قطعة اللباس وليس العكس… وخرجت من الصالة لاستقبال العروسين ..والتصفيق    لهما ..وبينما كانت تركض على الدرج ..افلت حذاءها من رجلها ووقعت ارضا ..وشعرت بالاحراج ..ونظرت حولها لتتاكد ان رآها احد ما ..وحالفها الحظ كما ظنت لعدم وجود اناس خارجا ..الا ان ضحكة احدهم جعلها تغير رايها ..حيث قال :تريد قدميك ان تلتهم السلم ..


فقالت له: وما دخلك انت ..الم تقع ارضا سابقا ..حتى وانت صغير ..


فقال لها :وقعت كثيرا ولكن ليس بهذه الطريقة ..شكلك مضحك .

.

فقالت له: اذن عندما تنتهي من عملية ضحكك يمكنك الدخول الى الصالة ..


فاجابها :لن ادخل ..ولست مدعوا الى هذا الزفاف اساسا.. 


واشاحت بنظرها لترى ان حضرت سيارة العريس وقالت ;لقد تاخر ..ما به ??


فاجابها الشاب :الهذه الدرجة يهمك امره ..انظري هناك ..لقد حضر ..


فاجابته ;كيف لا ..وهو اخي ..اذهب الى منزلك ..طالما انك لست مدعوا الى هذه الحفلة.. 


فقال لها: لقد طردتني امي من المنزل ..لاتسكع في الصالات والشوارع. ...


ثم اقترب من سيارة العريس ..وقال له: اركنها هناك ..


فقالت جميلة :يا لوقاحته ..!!ما دخله بسيارة اخي ..


ولكن اخاها نفذ تعليماته ..واعطاه مفتاح 🔑 السيارة ..قائلا له: شكرا لك ..


وعلى ما يبدو ان الشاب هو المسؤول عن تنظيم السيارات.. ولم تدرك جميلة هذا الامر ..الا عندما قاد السيارة ..وركنها في المكان المخصص لها ..وانشغل   تفكيرها بالاهتمام باخيها ..والدخول معه الى الصالة وضحكة ذاك الشاب لا زالت ترن باذنيها ..وتوترها ايضا.. فنظرت وراءها.. لتجده يراقبها بطريقة غريبة ..وما زاد توترها هو قوله لها: احذري ان تقعي هذه المرة  ايضا ..وهو يخفي ضحكته الخبيثة .


.فلم تعقب على كلامه ..واكملت طريقها وهي تسير بحذر حتى لا تصبح اضحوكة مرة  اخرى… وانتهت حفلة الزفاف ..وكان على المدعوين مغادرة المكان ..وخرجت جميلة من الصالة ايضا ..ولم تجد امها… فقالت لنفسها :تبا ..علي العودة الى المنزل الآن وقد نسيتني والدتي هنا ..


ثم سمعت ذاك الصوت مجددا :ما بالك ايتها الفشكولة ..هل تركك اهلك هنا وحيدة ..


فلم تجبه بل حملت هاتفها واتصلت بامها :امي ..اين انت هل عدت الى المنزل?? 


قالت امها: لقد ظننت انك عدت مع محمد ..وانا الآن برفقة عدنان ..لقد ذهبنا لتناول العشاء.. اتصلي بمحمد ودعيه يقلك الى المنزل ..


فاقفلت هاتفها خائبة ..واتصلت بمحمد الذي كان رقمه مغلقا ..كل هذا وذاك الشاب يراقبها ..ليتجرا ويقول اخيرا ;انا اقلك الى المنزل مجانا ..


قالت له: شكرا لك ..لا داعي ..ساجرب ان اتصل باخي مرة اخرى . 


فالتزم الصمت ..وظل يراقبها  ..وقد شعرت انها شلت عن الحركة ..الا ان محمد اجاب اخيرا ..فقالت له: اين انت ??


اجابها بصوت ثقيل :وهل انت امي لتساليني ..


ولم يكن الصوت واضحا ..فصوت الاغاني كان اعلى من صوت محمد ..الذي قال لها: وداعا انا مشغول مع اصدقائي ..ولا اسمعك ..


فنظرت الى الشاب امامها ..وقالت له :هل لا زال عرضك ساري.. 

                  الجزء الثانى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>