رواية خارج السرب
فقال لها مستهزئا :بلى ولكن ليس مجانا ..
ثم صمت قليلا بعد ان راى ان ملامحها قد تغيرت ..واستتلى: انا امزح معك ما بك ..هيا اصعدي الى السيارة…
وبدون تفكير نفذت طلبه ..وبدات ترشده الى المنزل ..وكان يسير حسب تعليماتها هو ايضا… وعندما وصلا الى المكان قالت له :ها قد وصلنا ..
ثم همت لتنزل ..فاخترق سمعها قائلا: والاجرة ??
وحاولت ان. تفتح محفظتها… وتخرج مبلغا من المال الا انه استوقفها قائلا :لا اريد مالا ..اريد رقم هاتفك ..
فصمتت للحظات ..وكان ينتظر ردة فعلها ..وتاملها متسائلا ..فنطقت جوهرتها اخيرا ..واعطته الرقم ..ثم اغلقت الباب ..ودخلت الى المنزل دون ان تنظر وراءها ..وما هي الا ربع ساعة تقريبا ..حتى رن هاتفها ..ليكون المتصل هو الشاب نفسه ..وما ان اجابت حتى قال لها: شعرت انك تريدين ان تشكريني على معروفي ..لقد نسيت ذلك !!
فضحكت وقالت :انا آسفة ..لقد فاجاني طلبك ..ولم انتبه ..بالعموم شكرا لك…
فقال لها: حسنا ..انا اسمي جميل ..تشرفت بلقائك ..
فضحكت وقالت: هل تعلم ان اسمي جميلة!!!???
ولم يفاجئه الامر ..بل زاد من حدة نبرته قائلا :وانت جميلة ..!!
فاجابته بخجل; هذا من ذوقك…
فقال لها: انا لا اجاملك ..وبصراحة اكثر ..قد تستغربين طلبي ..ولكنك عزفت على اوتار قلبي من اللقاء الأول ..وامي تلح علي في الزواج ..واريد ان اخطبك ..
فقالت له: بهذه السرعة هل انت مجنون ..??!!
فضحك قائلا: لا اريد ان اطلب منك لقاءات متعددة ..وقد ترفضين ذلك ووووو تلك الاجواء التي يقوم بها الخاطب قبل التقدم بطلب الزواج ..وفي النهاية تكون النتيجة واحدة ..المنزل وقد عرفته ..انتظريني غدا ساذهب لزيارتكم انا وامي واخبري امك بذلك..
ولم تجبه جميلة ..مع ان الامر اعجبها ..وعندما عادت والدتها اخبرتها بالامر ..فسالتها عن اسمه واسم عائلته ..فقالت :لا اعرف الا اسمه (جميل)..
فقالت شيماء لنفسها: يبدو انني ساصبح جدة قريبا ..اليوم زوجت ابني ..وقريبا ستخطب ابنتي… يا لغرابة الزمن ..
ثم نظرت الى ابنتها وقالت :حسنا… نحن في الانتظار. .
وفي اليوم التالي حضر جميل مع امه لرؤية عروسته المنشودة ..وبما ان جميلة فتاة جميلة فقد اعجبت والدته ..ويبدو من سياق الحديث انهم مستعجلون في امر الزواج وكانها تريد تزويج ابنها حالا ..ولم يخطر ببال جميلة ولا شيماء ..السر وراء استعجال ام جميل في تنفيذ طلبها ..وبدون ان يسالوا عنه وعن اخلاقه تمت الموافقة باصرار من جميلة ..فاخيها هاني قد تزوج وعُرض عليها الامر لرفع الملامة فقط ..وخُيل اليه انه شاب مناسب .لمجرد عمله في تلك الصالة ..اما محمد فان الامر لا يعنيه البتة وهو مشغول بعربدته ..واصطياد الفتيات ..وشيماء لم تعارض ابنتها وليس لها هذا لان جميلة اساسا لا تحترم قرارات والدتها ..اما عدنان فترفع عن التدخل بالامر كونها ليست ابنته ..مع انه لم يكن متحمسا لتلك الفكرة ..وطلب من شيماء التمهل ليسالوا عنه ..الا انها رفضت ذلك ..وقالت له: لقد احببت حبه لجميلة ..ولا اعتقد انه سيؤذيها ..انهما كعصافير الحب لا يزقزفان الا الكلام الجميل ..والكلمات الحانية ..
وبما ان العروس اصبحت خطيبته بصفة رسمية ..كانت تخرج معه وحدها ..وذات يوم ..(هناك مقولة تقول :خير البر عاجله )..ولكن في امور الموافقة على الزواج قد يكون الافضل ان تكون المقولة: (في التاني السلامة)..وخاصة ان لم تكن تعرف الشخص قبلا ..فكم من الازواج الذين لم يتفقوا وهم يعرفون بعضهم جيدا ..فكيف بمن تعرفنا اليه البارحة وخطبنا اليوم ..اليس من الاجدر التمهل قبل اعطاء الموافقة ..وعندما تتعرفون الى الاحداث التي جرت لاحقا ستدركون معنى ما اقول ..وان كانت الحالة خاصة نوعا ما ..
وفي احدى المرات ..طلب جميل من جميلة ان تجهز نفسها لتخرج معه للتنزه ..والجلوس في احدى المطاعم ..وهناك شعرت جميلة بصداع قوي يخترق راسها ..وقد بدا عليها ذلك ..فسالها جميل: ما بك ..لم ارى وجهك شاحبا ..?
اجابته بصوت مخنوق :يبدو ان الزكام قد اخذ ماخذه مني ..فانا اشعر بصداع قوي ..واعتذر اليك لاني نغصت عليك فرحتك ..
فابتسم واثقا ..وقال لها: لا تقلقي ..الحل عندي ..
قالت له بعينين ذابلتين :ماذا تقصد ..
فوضع يده في جيبه واخرج قرصا يشبه الدواء وقال لها: تناولي هذا القرص ..وستصبحين في عالم آخر ..ستنسين الصداع واهله ..
وبدون تردد اخذت جميلة القرص منه وتناولته ..وبالفعل اصبحت في دنيا غير دنياها ..وبدات تضحك بهيستيريا ..وكانها تعرفت الى الضحك
لتوها ..وجميل ينظر اليها ويضحك هو ايضا ..وبعد مدة من الزمن اعادها الى المنزل ..فدخلت اليه وهي تغني ..فقالت لها شيماء: اهكذا يفعل الحب بالمحبين ??تبدين كالمجانين ..
فنظرت اليها وابتسمت ..ثم دخلت الى غرفتها وهي تقول: لا اريد ما يعكر علي صفو
مزاجي ..دعيني استمتع بهذا الشعور الغريب ..انه الحب… اريد ان اطير يا سيدة شيماء ..
