رواية ❤️خارج السرب ❤️
الجزء الثامن ..
قال لها :لم يكن قراري صدقيني ..هذا قرار والدي ..
فصرخت :ووالدك يعلم ايضا ..??!!العالم كله يعلم الا انا ???كم انا غبية ..كان علي ادراك هذا ..
وحاول ان يمسك يدها ...وهو يقول :انت لا تعلمين الظروف التي مرت بها شيماء ..وكان لا بد من القيام بهذه الخطوة لاحميها واحمي اولادها ..
فضحكت من شدة المها ..وقالت :لا يكون بناء منزل على حساب منزل آخر ..واعلم انك خسرت المنزلين بفعلتك هذه ..ليس لانك تزوجت فحسب ..بل لانك اخفيت هذا الامر عني ..لقد علمت ان في زيارة تلك الامراة امرا يؤذيني ..وقد فعلت ..
ولم يكن بمقدور عدنان الدفاع عن نفسه ..فماذا عساه يقول ..??الامور اصبحت واضحة ..ولا مجال للكذب ابدا ..وعم الصمت للحظات ..ولم تتحدث الا دموع ربى التي شعرت بالخيبة ..ثم دخلت الى غرفتها وجهزت اغراضها ..معلنة الرحيل من هذا المنزل الذي لم يحفظ مشاعرها وكرامتها على حد تفكيرها.. ومرت امام عدنان ..الذي لم يستطع ان يطلب منها البقاء.. ولكنها عندما وصلت الى الباب ..قال لها: فكري جيدا قبل خروجك ..ولا تتخذي قرارك وانت غاضبة ..
فنظرت اليه ولم تره لان دموعها كانت كفيلة بعدم رؤية الامور بشكل واضح وهمست له: شكرا للنصيحة يا سيد عدنان .
ثم خرجت من المكان ..تاركة وراءها ولدين ..ربتهما بدموع عينيها ..فهما اكثر ما احزنها في الامر ..
اما عدنان ..فهرع الى منزل شيماء كالثور الهائج ..وقال لها: هل انت فرحة الآن ..لقد هدمت منزلي بفعلتك هذه ايتها الغبية ..
قالت له بغنج محاولة امتصاص غضبه: وهذا منزلك ايضا ..
فابتسم بغيظ وقال: وهل تظنين انك بفعلتك هذه قد فزتِ..!!!لقد ازداد الوضع سوءا الآن ..وسانتظر ربى حتى تهدا واذهب لاتحدث اليها ..وسيكون قراري بناء على قرارها ..الا ربى يا شيماء??
فثارت في وجهه غاضبة مرددة عبارته :الا ربى يا شيماء!! وماذا عني انا ..هل تظن اني بدون مشاعر ..هل تظن اني كنت ساتقبل عدم مجيئك ليلة البارحة بصدر رحب ..هل تنكر انك تكن لي مشاعر خاصة ..
فتنهد قائلا: لا انكر هذا ..انا احبك بالفعل ..ولكن ربى امرا آخر ..انها ام اولادي…
فقالت له غاضبة :ولكنك لم تسمح لي بانجاب طفل منك يحمل اسمك ..
وعلا صوته مزمجرا: هذا كان اتفاقنا منذ البداية ..ما الذي حدث الآن ..
فقالت له: الذي حدث انني احببتك ..واحببتني ..زواجنا كان غريبا ادرك هذا ..ولكن من غير المعقول ..
فقاطعها عاضبا ..:ساذهب الآن ..ولي معك حديث آخر ..
وهنا قررت شيماء ان تلجأ الى خطة اقوى حتى تحافظ على زواجها المهدد من عدنان ..فعندما تراوح الامر بينها وبين ربى ..فان ربى هي التي فازت بسبب الاولاد ..ويجب ان (تتمسكن حتى تتمكن )..
اما ربى فعادت الى منزل اهلها وهي تحمل محفظتها بين يديها ..ودموعها واحزانها في قلبها ..وعندما راتها امها على تلك الحالة جن جنونها ..وقالت لها: ماذا هناك?? اخبريني ..
فارتمت باحضان والدتها ..واخبرتها كل ما حدث معها ..والمدهش ان امها لم تلجأ الى السباب والشتائم… والتوعد والتهديد كعادة الامهات ..بل قالت لها بكل هدوء: لاباس يا ربى… عليك ان ترتاحي وتهداي لتتخذي القرار الذي يناسبك ..
فقالت ربى باصرار: الطلاق ..وهل هناك قرار آخر ..
فمسحت لها امها دموعها ..وتابعت بقولها: من اخطر الامور في حياتنا ان. نتخذ قراراتنا ونحن نشعر بالغضب ..وانا اثق انك ستعدلين قرارك بعد ايام ..وضعي نصب عينيك ..جابر وحسن… فانهما لا ذنب لهما ..
وعندما سمعت باسم ولديها ثارت ثائرة الامومة في قلبها ..وقالت: لا سامحك الله يا عدنان كيف حرمتني من ولدي ّ..
والجدير بالذكر ان الهدوء الذي تحلت به ام ربى ..ما كان الا عاصفة هوجاء داخلها ..فهي تدرك جيدا اخلاق ابنتها ..وطيبتها ..كيف لا وهي التي ربتها على المثل العليا ..كيف لم يدرك عدنان قيمتها ..وهذا الراي لم يكن مغايرا لراي والد ربى ايضا ..
ومرت عدة ايام ..وبدات الغيمة السوداء تتلاشى من ذهن ربى ..لتنتقل الى قلبها ..فجابر وحسن بحاجة اليها ..وما بال عدنان لم يتصل ليطمئنها عنهما ..هل نسيها ??
وبينما كانت تتذكر ضحكاتهما ..ولعبهما معها ..رن جرس الباب ..وهرعت لتفتح ..وكانت المفاجاة ..ولداها امامها ..ويحملان باقة من الورود ..والى جانبهما عدنان ..الذي تحلى بالهدوء المصطنع ..وقال :لقد اشتقنا اليك ..فجئنا لاحضارك الى المنزل ..
