رواية خارج السرب الفصل التاسع9بقلم ليلي مظلوم


رواية ❤️خارج السرب❤️

الجزء التاسع ..


فلم تعقب على كلامه.. وفتحت يديها على مصراعيها لتحتضن اولادها ..وكانت الدموع   سيدة الموقف ..وبدات تقبلهما بشغف وهي تقول :اشتقت اليكما ..اشتقت اليكما يا صغيريّ ..


فتدخل عدنان قائلا: الم تشتاقي الى والدهما ايضا ..المنزل مظلم بدونك ..


فاجابته بعتب :ليتك حافظت على النور يا عدنان ..


فاجابها: هل سنتحدث امام الاولاد ??


فاشارت اليه بالدخول الى الصالة ..واخذت ولديها الى غرفتها الخاصة واعطتهما الالعاب ثم توجهت الى زوجها الذي كان يتحدث الى والدتها ..قائلا: لقد    اجبرت على الزواج يا ام ربى ..وانا احب ابنتك ..وجئت الآن كي اصحح خطاي ..واعيد ربى الى المنزل ..وان ارادت ساطلق شيماء ايضا ..


فقالت ربى :وما ذنب شيماء حتى تتزوجها وترميها كالقمامة ..انني وبالرغم من عدم محبتي لها وهي سلفتي ..وقد زاد نفوري منها بعد ان. اصبحت ضرتي ..ولكن الحق يقال ..فانا اشفق عليها ..فمهما كان الذنب ليس ذنبها وحدها ..وانت ايضا شاركت في الجريمة ..


فتنهد مخرجا زفرة غضبه وامتعاضه ..وحدق في عينيها متاملا منها ان تسامحه   واستتلى :اسمعيني يا ربى ..جئت الآن كي اعيدك الى منزلك ..لانه لن يستطيع اي احد ان يربي اولادنا كما تفعلين.. فهل يطاوعك ضميرك ان تتركيهم للزمن ..??


ولم يكن عدنان يدري انها قررت الرجوع بسبب ولديها مسبقا ..فكم كان الوقت قاسيا معها عندما كانت بعيدة عنهما ..وكل الوقت تفكر ..هل درسا   جيدا ..وهما في السنوات الاولى من الدراسة ..?هل تناولا الطعام ?هل قاما بتنظيف اسنانهما ..??هل هل هل.. وما زاد الوضع سوءا هو تآمر مخيلتها عليها ..حيث توقعت ان يقوم عدنان باخذهما الى شيماء لتقوم بتربيتهما ..حيث خلا لها الجو ..ولكن بالطبع فانها لن. ترحمهما كرها بربى ..وقد تضربهما ..وتطعمهما طعاما فاسدا ..وربما ترميهما من النافذة ..من يدري ??!!


وهزت راسها محاولة اخراج تلك التخيلات ..ثم شبكت يديها ببعضهما البعض ..وتاملت في الارض تحتها وكانها تراها لاول مرة ..وان نظرت الى عينيها   فانك لن تدرك ان كانت مغمضة العينين او لا ..وجهها شاحب ..وصوتها يرجف كمن تتكلم مع عريسها للمرة الاولى ..قالت وهي تشاهد المعركة بين يديها المتشابكتين دون ان تنظر الى عيني زوجها.. :حسنا ..لقد فكرت بالامر مسبقا ..وقررت العودة… 


وبعد تلك الكلمات شعر عدنان بالفرحة تغمر قلبه ..وقال: ساطلق شيماء!! 


فرفعت نظرها اليه لتقول له: كلا… لا اريدك ان تظلمها ..


فاجاب :بل الظلم ان. ابقى معها ..هي التي فعلت مكيدتها كي تفرقنا عن بعضنا ..


فابتسمت ربى ساخرة :ولكنك لست بريئا ..لا تطلقها ..عملها هذا لا يستحق الطلاق ..وان    كانت الحماية لها ولعائلتها هي السبب في هذا الزواج ..فعلى الاقل عليك زيارتهم والجلوس معهم ..ولو يوما واحدا في الاسبوع ..


فغمز لها وقال: ان كان هذا يرضيك فلابأس ..سانام ليلة. واحدة هناك .وباقي الايام اكون معك ومع جابر وحسن ..


وهكذا عادت ربى الى منزلها ..الذي وجدته في فوضى عارمة ..ونظرت الى عدنان لتلومه ..فقال لها: حتى المنزل ثار ثائرته كي تعودي اليه… 


وخلال اسبوع كانت ربى قد اعادت الحياة الى منزلها ..ونظمت كل شيئ ..صحيح ان   . مشاعرها قد تبدلت تجاه عدنان حتى بعد عودتها ..لانها شعرت بالخيبة وقلة الثقة تجاهه ..الا انها لم تتوانَ لحظة عن اداء واجباتها المنزلية ....


وفي اليوم الذي قرر فيه عدنان ان يبيت عند شيماء ..كانت الاخيرة قد جهزت له الطعام    الذي يحبه ..واقتبست دور المسكينة المكسورة الجناح ..التي تحتاج الى الرعاية والاهتمام ..عندما دخل عدنان كان مقطبا حاجبيه ..لا يزال يحتفظ ببعض العتب الذي علق في حلقه ..ولكنه عندما راى الاهتمام الفائض ..انفرجت اساريره ..وتبدلت ملامحه ..وتغيرت نبرته ..وخاصة عندما اخبرته شيماء ..انها متعلقة به ..وتحبه ..ولن تتخلى عنه بسهولة ..فهو   الملجأ الوحيد الذي تلجأ اليه .وهو وهو وهو وهو وهو ..حتى شعر عدنان باهميته الكبرى ..ولعبت زوجته الثانية لعبة كيد النساء ..وفازت بقلبه مرة اخرى ..فقد درست شخصيته جيدا ..وعرفت نقاط ضعفه ..وادت مهمتها بناء على تلك المعطيات ..


وعاد عدنان للتأفف مجددا من ولديه ..الا ان ربى في هذه المرة لم تفكر بالرحيل ..لانها   لم تعد من اجل عدنان اصلا ..الذي بات يمضي اوقاتا اضافية مع شيماء ..علاوة على التي كانت ضمن الاتفاق ..


ومرت السنوات بسرعة ..عشر سنوات مضت بعد زواج عدنان بشيماء ..لم. يتغير اي   احد خلالها ..سوى الصفوف الاعلى بالنسبة لجابر وحسن ..حيث نالا شهادتهما بتفوق ..اما هاني فقد توقف عن التعلم من الصف الخامس ..واخته جميلة من الصف السادس ..الا محمد الابن الوسط ..قرر ان يكمل فقد اصبح في الاول الثانوي ..وكان  نجاحه في الشهادة المتوسطة متوسطا كالشهادة… وذات يوم ..اتصلت شيماء بعدنان وقالت له :اريد اخبارك بامر مهم جدا ..!!

                 الجزء العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>