قصة❤️خارج السرب ❤️
الجزء الخامس ..
فاجابت بغضب :اخبريه ان ينسى هذا الامر ..ومن قال اني افكر في الزواج الآن ??!!
ثم اقفلت الهاتف بدون ان. تنتظرها لتسمع ردة فعلها ..وشعرت شيماء بشعور غريب يخترق كيانها ..وتوجهت مباشرة الى غرفة اولادها وبدات تنظر
اليهم واحدا تلو الآخر ..ودمعت عيناها بدون ان. تشعر ..ثم تمتمت :كيف اتزوج وانا لدي ثلاثة اطفال ..ما هذه المهزلة ..?
ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب وراءها ..وبدات تفكر من ناحية. اخرى ..ولكني لا زلت صغيرة ..فمن غير المعقول ان امضي حياتي كلها وانا اربي
هؤلاء الاولاد ..سيكبرون ويتزوجون وابقى وحيدة في نهاية 🔚 المطاف…هذا حقي ..ولكن ليس بمروان..فماذا ساقول لاهل زوجي ..
ثم هزت راسها رافضة الفكرة ..وقالت :لا لا لا هذا ليس وقته ..
ومرت عدة ايام ..وكل الوقت كانت شيماء تفكر في عرض مروان ..مما غذى لديها احاسيس جديدة… فهل يعقل ان. يذهب جمالها سدى ومع الريح ..!
وما زاد الامر سوءا… او لنقل تعقيدا ..هو اتصال احد اقاربها بها يطلبها للزواج ايضا ..وقد رفضت عرضه ..مع انها كانت تتمنى لو يتم الامر بسلام .وتخلع
اللون الاسود الذي يذكرها باسوداد حياتها بعد استشهاد زوجها ..وبدات العروضات تتكرر من جهة وهي ترفض ظاهريا وتتمنى لو تبدا حياتها من جديد من جهة اخرى بينها وبين نفسها…
واخيرا تقدم لخطبتها اخ صديقتها ..والحت عليها برؤيته ..ولم تكن بحاجة الى كل ذلك الالحاح ..فرفضها ينبع خوفا من رفض
اهل زوجها ليس الا ..ولكنها قررت قرارها ..واخبرتها انها ستبحث موضوع زواجها مع اهل زوجها ..وذلك من اجل الاولاد
والمنزل ..فان ترك المنزل سهل ..الا ان العودة اليه صعب جدا ..واتصلت بوالدة زوجها ..واخبرتها انها تحتاجها في امر هام ..هي وعمها ايضا…
ولم يمضِ نصف ساعة بعد هذا الاتصال حتى حضر الضيوف الى منزل ولدهم الشهيد ..والفضول يتملكهم ليعرفوا ما الذي تريده شيماء وهل حدث اي
مكروه للاولاد ..??ولكنهم عندما وصلوا وراوا الابتسامة على وجه شيماء احسوا بالراحة ..فكانها ارسلت اليهم رسالة ان الامر ليس بهذا السوء… فقالت لها ام باقر :ماذا هناك يا شيماء ..لقد قلقنا بشان الاولاد ..ولكنهم بالف خير والحمدلله ..
قالت شيماء بحياء مصطنع: خير ان شاء الله ..ولكني اردتك ان تعرفي انت وعمي ..انه في كل يوم يطرق احدهم الباب للزواج بي ..
وقبل ان تكمل هز والد باقر راسه ..وقال: وبالطبع انت رفضت الجميع ..فمن غير المعقول
ان تتركي اولادك اليس كذلك ..وليس من العدل ان يصرف رجل غريب الاجرة التي كان يتقاضاها باقر لقاء عمله رحمه الله ..
فقالت شيماء باصرار: انت تعلم باني يتيمة ..ولا زلت صغيرة ..ولا يوجد اي احد يساندني
في هذه الحياة ..الكل مشغول بنفسه ..ولا يدري عن الوحدة التي تقتلني في اليوم الف مرة ..
فقالت ام باقر: ما هذا الكلام يا شيماء ..لديك ثلاثة اطفال بحاجة لحبك ورعايتك وحنانك
..لماذا لا تكونين مثل ربى ..فهي تكرس كل وقتها لولديها ..ولا داعي لان تشعري بالوحدة ..
وعندما سمعت شيماء باسم ربى شعرت بالغيظ ..واجابت بكيد :ولكن ربى لديها من يقف الى
جانبها ..على الاقل عندما تتعرض لمشكلة معينة ..فان اول شخص تلجا اليه هو عدنان ..زوجها ..
قال والد باقر: وما الذي تريدينه الآن ..
فتنهدت ..ثم وقفت ..وبدات تتامل المنزل زاوية زاوية ..وكان الذكريات اعادت اليها احاسيس
لم تغب عنها كليا وبدات بخطابها: انا بالفعل اشعر
بالوحدة ..ووجود الاطفال في منزلي يعيق تفكيري ..فباقر كان هو المسؤول عن متطلباتهم ..وانا ليس لدي القدرة بكل صراحة
على تأدية طلباتهم ..واريد ان اشعر بوجود رجل الى جانبي في هذه الحياة ..وقد تقدم لخطبتي اخ صديقتي ..واظن اني سابحث الامر معه..
فوقف والد باقرا غاضبا ..وزمجر قائلا :ليس لك هذا ..??!!هل تظنين انه من السهل ان اراك زوجة لغير ولدي ..ويتنعم الاخير بميراثه من اولاد ومنزل وزوجة واجرة ???!!
فوقفت هي ايضا ..وقالت بغصة: ولكن هذا حقي… من يمنعني اياه ??اخبرني !!
فهمهم ..ونظر الى صورة
باقر المعلقة على الحائط ..وقال بيأس وحزن: تعالَ وانظر الى افعال زوجتك التي امضيت عمرك وانت تدللها ..وتدافع
عنها ..الم توصها بالاولاد ???!!هيا
يا باقر ..ارجع من العالم
الآخر فنحن بحاجتك هنا ..
فلوت شيماء شفتيها ..وقالت بحزم: لا تظن انني ساغير رايي
بعد هذه المسرحية التي فعلتها امامي ..وانا لم. اطالب باكثر
من وجود رجل الى جانبي ويشعرني بالأمان ..
فقال والد باقر وهو لا يزال ينظر الى الصورة كمن فقد كنزا
ثمينا ..:لك هذا يا شيماء ..ولكن ليس اخ صديقتك ..ان اردت
الزواج فانا موافق ..ولكني انا من ساختار لك العريس ..
فصدمت شيماء مما سمعته ..وتمتمت :ومن يكون عريسك هذا ??
فازاح وجهه عن صورة باقر ..وحدق بملامح شيماء جيدا
..وكانه يعلن قراره الاخير قائلا :ولدي عدنان!!!!!
