رواية خارج السرب
وتكرر خروج جميلة مع خطيبها ..وفي كل مرة يعطيها ذاك القرص ..والذي كان عبارة عن نوع من المخدر ..وادركت جميلة ذلك بعد فترة ..لانها اعتادت عليها بشكل جنوني ..والملفت انها لم تندم ..بل اعجبها الامر ..وقالت لجميل :ليتني عرفتك منذ زمن بعيد ..لكنت ارحتني من همومي… انا اكره منزلنا ..وانفر من الاجواء التي تحيط به..كل شخص مشغول بنفسه ..حتى امي ..لم. اشعر يوما بحنانها ..انها انانية ..ولا يهمها الا ان تكون الاجمل ..
فضحك جميل مستغربا ..وقال بصوت متقطع: اهكذا تتحدث الفتاة العاقلة عن اهلها ..
فاغمضت عينيها ..واخرجت زفرة الالم ..فمن يراها يظن انها الاسعد في العالم ..ترتدي اجمل الثياب ..وتاكل اشهى الطعام ..وهي مخطوبة لرجل وسيم ..ويحبها ويحن عليها ..ولكن ان استطاع احدهم ان يخترق عقلها وتفكيرها ..لادرك كم ان حياتها تافهة وفارغة وتفتفد الروح ..اجابته بالم: العصافير بحد ذاتها ..تعود الى العش الذي بناه لها اهلها عندما تشعر بالضياع ..وفي الخريف 🍂 تشكل سربا واحدا ..تغرد فيه سوية ..اما انا ..فاشعر اني لا انتمي لسرب اهلي ..رحم الله ابي ..لقد اخبروني كم كان انسانا شهما ..ربما لو كان على قيد الحياة ..لما كنت انا هنا الآن ..
فحدق بها جيدا ..وسالها بريبة: هل انت نادمة لانك وافقت على الزواج بي ..
فتنهدت وقالت :كلا ..لم. اندم ..ولكني لو كنت املك تفكيرا غير هذا ..لرفضت ربما ..وخاصة ان وجدت الاهتمام والرعاية في حضن ابي ..آسفة على صراحتي ولكن هذا هو الواقع…
وبعدها غادرت جميلة الى منزلها ..لتجد امها بانتظارها ..ويبدو عليها علامات الغضب ..وعدنان موجود ايضا ..والمدهش ان اخيها محمد يجلس معهما كعائلة متكاتفة ..فالقت تحيتها ساخرة وقالت: اجتماع عائلي ..خير ان شاء الله ..ولماذا هبة ليست معكم ايضا ..
فاقتربت منها امها بعجلة ..ثم فتحت يدها ..حيث كانت تقبض على احدى الاقراص المخدرة ..وقالت لها: ما هذا ??
فقالت جميلة بسخرية: انه مسكن لالم الراس ..تناوليه وستعيشين بسعادة وصحة عارمة ..
فوقف عدنان ايضا وقال بغضب :اتسخرين منا يا ابنة باقر ..انها حبوب مخدرة ..من اين لك بها?? اظن انها من خطيبك المحترم ..
فزمجرت في وجهه قائلة: خطيبي افضل منكم جميعا ..على الاقل يسال عني وعن احوالي ..ورضي بي زوجة له على علاتي كلها ..
فقال محمد ساخرا: اعطني القرص يا اماه ..وادبي ابنتك كما تشائين ..
واخذ القرص ثم خرج من المنزل وكأن الأمر لا يعنيه ..اما شيماء فاصدرت حكمها الذي يجب ان يصدر منذ زمن :اتركي جميل ..وعودي الى رشدك ..لا ينقصني ان. اصبح لبانا يمضغها كلام الناس ..
فلم تعقب جميلة على كلامها ..وحاولت الدخول الى غرفتها ..فاستوقفها عدنان قائلا :توقفي مكانك ..هل جننتِ??هيا اتصلي بجميل واخبريه ان العلاقة بينكما قد انتهت ..
فاجابته بحدة :انت تحلم ..لن اتخلى عنه مهما حدث ..انا احبه ..واشعر بالراحة عندما اكون الى جانبه ..
فصرخت شيماء وبدات تبكي عل ابنتها تراف لدموعها: يا الهي لقد جنت الفتاة ..استغفر الله العلي العظيم ..ما الذي فعلته لاستحق كل هذا ..ياالله ..
وما زاد من غضبها هو الكلمة الجارحة من ابنتها: راجعي افعالك يا شيماء خانم ..انت لا تصلحي ان تكوني اما ..سانقذ نفسي واتزوج بجميل ..ولكن اسفي على هبة ..ما الذي ستفعله الآن تلك المسكينة ..بالمناسبة ..لقد سمعت ان احدى محلات الالبسة تبيع الفساتين باحدث الموديلات وباسعار مغرية ..هل تريدين ان ادلك الى مكانها ..
فاقتربت منها وبدون وعي صفعتها على وجهها وهي تقول لها :اخرسي ..
وعم الصمت للحظات ..واعطت الصفعة مفعولا عكسيا ..وزادت من تمرد جميلة ..التي قالت اخيرا: لو انك لست امي فقط ..!!
ثم اكملت طريقها الى غرفتها بدون ان تنظر وراءها حتى واغلقت الباب بغضب . .واصدرت صوتا زاد من ازعاج اصحاب المنزل المهدم ..وقالت شيماء :انا ساتصل بجميل واخبره ان يبتعد عن ابنتي ..ولكن كيف ساخلصها من الادمان على تلك الحبوب ..
فحوقل عدنان ..ثم حمد الله ..ان ربى قد احسنت تربية ولديها ..ولم تتركهما للشوارع ..وكل من راى عدنان يبارك له في ولديه واخلاقهما العالية ..بالفعل ..لقد ظلم ربى بتصرفاته معها ..ولكنه لم. يندم ..فعلى حد تفكيره لم يرتكب شيئا محرما ..ومن حقه ان يتزوج ..
وخصوصا ان صديقة ربى العانس الجميلة ..بدات تلفت نظره ..وخُيل اليه انه تزوجها وترك ربى وشيماء ..وعاش في عالمه الخاص ..لم لا?? اليس هذا من. حقه??? وماذا ستكون ردة
فعل ربى عندما تعرف ان صديقتها تحب زوجها ..وزوجها بدا يميل اليها ..ستكون صدمة قوية بالفعل ..وقرر ان يخفي مشاعره تجاه تلك المراة مؤقتا ..والمدهش انه يحب النسوة الثلاثة معا ..(ابو قلب كبير )..
اما شيماء فقد اتصلت بجميل..
-الو ..
-الو ..اسمعني يا جميل ..ابتعد عن جميلة واعتبر ان كل شيئ بينكما قد انتهى ..
بغضب:- ماذا??? هل جننتم ..كنت ساذهب اليكم الليلة لنحدد موعد الزفاف ..
-لا داعي ..
