رواية عوانس جاردن
بقلم حنان حسن
وقبل كتب الكتاب مباشرة
لقيت ست الكل زوجة العريس بتطلب مني بطاقتي الشخصية عشان تعطيها للماذون ..لقيت
نفسى واقفة محتارة ومش عارفة اقول لها ايه ..
ولقيت نفسى واقفة حيرانة مش عارفة ارد عليها اقول ايه
ولكن اختي الكبيرة بسيمة حست بالحيرة اللى انا فيها فغمزت لي
وفهمت من غمزتها انها بتطمنى
وهتتصرفوتحاول تبعد ست الكل عن الاوضة اللى احنا فيها لغاية مايتم كتب الكتاب
وبالفعل
ادعت اختي بسيمة لها ان البطاقة معاها فى شنطتها اللى سايباها برة الغرفة وسحبتها
من ايديها واخدتها وخرجت عشان تدينى الفرصة انى اطلع البطاقة من صدرى واديها لام العريس
وفعلا بمجرد ما خرجت ست الكل من الغرفة بصيت لام العريس وانا اقول :
اه .. انا اسفة .. نسيت ان البطاقة معايا...
واخرجت بطاقتي واخذتها حماتي واخدتنى من ايدى ورحنا ناحية المأذون
اللي قعدنا قدامه انا والعريس وبدأ فى كتب الكتاب
كنت بعد الدقائق والثواني
وبدعى ربنا ان ست الكل متجيش فى اللحظة دى وتفسد علينا الفرحة .. فلو اكتشفت
الحقيقة قبل كتب الكتاب هترمينا برة
ده لو سابتنا ومحبستنيش انا واخواتى
بقت عينى مركزة على ايد وشفايف المأذون وهو بيقول واردد وراه
وبعدها طلب من العريس انه يردد وراه ويقبل زواجى
وبالفعل
خلصنا الكلام وتم كتب الكتاب بسلام وبارك لنا المأذون
وبعدها رجع لي الماذون بطاقتي مرة تانية وانا رجعتها مرة تانية لصدرى بسرعة قبل ماترجع ست الكل وتشوفها
وبعد انتهاء كتب الكتاب حسيت بالراحة والهدوء واخدت نفسى بالراحة بعد مابقيت زوجة شرعية لجوزها بالرغم من اني كنت عارفة كويس ان الحرب مع ست الكل هتبقى حرب شرسة
المهم ... بعد شوية لقيت ست الكل جاية وبتسال ان كان الماذون كتب الكتابفعلا ؟
فوردت ام العريس قائلة :
ايوة خلاص اتكتب الكتاب الحمد لله
بصتلى ست الكل بصة كلها شك وقالت وجيبتوا بطاقة العروسة ازاي؟
ده احنا دوخنا عليها انا واختها وملقنهاش؟
وهنا..رديت انا علي سؤالها
قلت.. ما انا اكتشفت ان البطاقة كانت معايا
بصتلى ست الكل في صمت وظهر من نظراتها الشك بان فى حاجة حصلت من ورا ضهرها
بعد ما مشيوا المعازيم وانصرف الكل ومبقاش فى البيت حد غيرى انا والعريس وست الكل وامه وبعض الخدم .
ولم يعد في المنزل سوي انا وست الكل.. والعريس.. وامة.. وبعض الخدم .. وكان العريس واقف متسمر فى مكانه وبيراقب نظرات ست الكل له
وكانها بتحذره انه يتحرك من مكانه او يبص ليا حتى لو عن طريق الصدفة
وكنت انا اقف محرجة ولا عارفة ايه اللى مفروض اعمله ولا عارفة هنام فين وهدخل اوضتى لوحدى والا مع العريس لغاية ما لقيت ام العريس بتاخذ بايدي وبتقولي ..تعالي اعرفك مكان غرفتك يا عروسة
وحمدت الله بانها انقذتني من الموقف المحرج ده وروحت معاها
واثناء دخولنا الممر اللي يفصل بين الغرف .. قعدت تعرفني علي المكان
كانت ابواب الغرف في الدور الثاني مصطفة جنب بعض
واخذت ام زوجي(حماتي) تشير بايدها وهي تعرفني بالغرف
فشاورت وقالت دي غرفتي .. ودي غرفة جوزك لانه بيحب ينام في غرفة منفصلة .. والغرفة الي جنبها دي غرفة ست الكل واخيرا دي غرفتك يا عروسة
وعرفت معلومة من حماتي
خلتنى اتعجب ..
وهي ان العريس لة غرفة خاصة منفصلة..ينام فيها لوحده
لا والرخم في الموضوع هو ان غرفة ست الكل بتتوسط الغرفتين
بمعني ان غرفتها بين غرفتي وغرفته .. يعني العريس مش هيقدر يخطي باب غرفتي غير لما ست الكل تبقي عارفة
وكان واضح طبعا ان ست الكل هي الي عاملة النظام المنيل ده
المهم ..دخلت مع ام العريس للغرفة
وكنت هطير من الفرحة من منظر الغرفة وجمالها وشياكة فرشها... كانت الغرفة باتساع الشارع الي كنت ساكنة فيه فى جردن سيف
وكان فيها غرفة نوم عروسة تحفة وسرير كبير بمراتب مريحة
ومخدات من ريش النعام...وتسريحة كبيرة
مليانة بالمرايات اللي عكست لي جمال العروسة اللي واقفة قدامها
وبصراحة كنت منبهرة وهموت من السعادة علي الاملة الي مكنتش احلم بيها
وسمعت صوت حماتي بتسالني:
قالت..مبسوطة يا عروسة؟
اخذت اديدها وقبلتها وانا بقول..طبعا يا ماما .. انا هطير من الفرحة
كمان
ابتسمت حماتي وطلبت مني انها تشوف وشى
فقلت :.حاضر
وبالفعل شيلت النقاب من على وشى فابتسمت حماتي واخذت تقول..بسم الله تبارك الله زي القمر ... وبعدين قالت بصوت واطى :
يظهر اني ظلمتها .. بصراحة مكنتش متخيلة ان ست الكل تنقي لابني عروسة بالجمال ده؟ .. وبعدين خدتنى فى حضنها وباستنى على جبينى
ووقفت انا ابص لغرفتي وجنتي الجديدة..
ولما انشغلت عنى حماتى بمكالمة كانت بتطلبها وكانت بتتصل بشخص وبتطلب منه يطلع لغرفة العروسة الجديدة بسرعة
وبعد شوية سمعت صوت دخول حد للغرفة وانا كنت مدية ضهرى للباب ولقيت حماتى بتقول : تسلم ايديكى .. مكنتش اتخيل انك هتنقى عروسة لابنى بالجمال ده
لما سمعت كلام حماتي التفت عشان اشوف حماتى بتقول الكلام ده لمين ل
اتفاجئت بان اللى واقف على باب غرفتى هى ست الكل اللى جات ووقفت قدامى وهى بتبصلى بذهول .. وبمجرد ماشافتنى عن قرب جالها دوار وكان هيغمى عليها فلحقت نفسها ومسكت فى حماتى وهى بتقولها :
اسنديني لحسن هيغمي عليا
خرجت حماتي بسرعة عشان تجيبلها مية .. وفى اللحظة دى بصتلى ست الكل والشرر بتطاير من عنيها وسألتنى وقالت :
انتي مين يا بت؟
وقفت بكل ثقة وجراءة ورديت علي سؤالها
قلت..انا العروسة
قالت .. عروسة مين يا بت انتي؟ .. انا مشوفتكيش قبل كده؟
قلت..لا ازاي انتي جيتي عندنا البيت وشوفتيني مع اخواتي البنات
وبالامارة لما الشغالة بتاعتك سالتك هتختاري مين فينا انتي قولتلها اي واحدة مش هتفرق كلهم اسوء من بعض
قالت..اسمعي يا بت انتى بطلي كدب ولوع وقولي انتي مين؟
قلت..والله العظيم انا ثالثة البنات العوانس الي انتي شوفتيهم
بس حاطة شوية مكياج وشوية وهمسح المكياج اطمني
قالت..انتي مش العروسة الي انا اخترتها
قلت ..هو انتي مش قولتيلنا اختاروا واحدة منكم تكون العروسة؟
واخواتي اختاروني انا اكون العروسة
ثم سالتها؟
انا مش فاهمة انتي مستغربة ليه دلوقتي؟
بصتلى ست الكل بغل وفضلت تهددني
قالت..انتي شكلك بت نصابة وانا هبلغ عنك واوديكي في ستين داهية
لو مخرجتيش من البيت ده دلوقتي حالا
فسألتها
قلت بالمنطق كده يعنى .. نصابة ليه ؟ .. ونصبت عليكم في ايه؟
انتي جيتي خطبتي عروسة من بيتنا .. وانا اهوه ادامك
بطاقتي وعنوان سكني بيقولوا اني اخت للبنات دول والبطاقة الي اتجوزت بيها جوزك صحيحة وكل البيانات اللي فيها سليمةيبقي نصبت عليكم في اية بقي؟
وسيبتها ورحت لاول كرسي وقعد عليه وانا بقول بكل ثقة : ..
اتفضلي اطلبي البوليس لو عايزة
قامت ست الكل من مكانها وهي بتحذرني قائلة :
تمام ..خليكي هنا .. لكن ابقي افتكري اني طلبت منك تمشي من هنا وانتي سليمة وكان قدامك الفرصة انك تخرجي علي رجلك قابلي بقي الي هعمله فيكي وشوفي الخسائر الي هتخسريها اد ايه؟
وراحت سابتنى وخرجت
بصيت لها وهي بتقفل الباب وانا بسخر منها في قرارة نفسي..
فالست الساذجة دي متعرفش انى معنديش حاجة اخسرها ومطمعتش فى يوم اكتر من انى اكون خدامة ومش طمعانة من البيت ده فى اكتر من حتة لحمة بالخضار فى وجبة الغدا اللى قالت عليها الخدامة وهى عندنا وميهمنيش تهديدها ومش 8خلى حقدها تشوهلى فرحتى بنومي الليلة دى في غرفة بالجمال ده
بعد شوية لقيت..حماتي..بتخبط علي الباب ومعاها اثنين من الخدم شايلين صينية كبيرة متغطية واضح ان فيها اكل كتير
وقعدت حماتي تضمني في حضنها وهي تقول..حبيبتي انا بعتذرلك
لان عريسك مش هيقدر يبات في فرشتك الليلة..اصل زوجتة مريضة جدا زي ما شوفتيها وفقدت الوعي من شوية وهو لازم يكون جنبها الليلة
نظرت لها بابتسامة هادئة وانا بقول :
الف سلامة عليها ..لا طبعا هو عنده حق انه يفضل جنبها الليلة
وتصرفة ده من شيم الرجال وولاد الاصول
بصتلى حماتي باعجاب شديد لردى ده وهي تقول..ربنا يكملك بعقلك يا بنتي
وسابتنى حماتي وخرجت وطلبت مني ان اتناول العشاء قبل ما انام
ابتسمت لها وانا بقول :
طيب وحضرتك مش هتتعشي معايا ؟
قالت..لا للاسف انا الكليسترول عندي عالي ومش بتعشي اكترمن كوباية الزبادي .. وسابتى وخرجت
وبمجرد ما بقيت لوحدي.. جريت بسرعة على الصينية الكبيرة ورفعت الغطاء فاشوف مشهت عمرى ما شوفته فى حياتي .. كانت الصينية فيها دكر بط كبير ..وكثير من ازواج الحمام .. وجوزين فراخ المحمرة ..والمحاشي والمعجنات ..وانواع مختلفة ..من المقبلات وكثير من الاطباق اللي معرفش لا اسماءها
ده طبعا بخلاف العصائر المشكلة
ووقفت مصدومة قدام المشهد المربك ده ولقيت نفسي مرتبكة وفي قمة التوتر .. فأنا مهتمتش ولا اتوترت من تهديد ست الكل زى ما اتصدمت من المشهد ده
اللى عمرى ماشوفته فى حياتي من يوم ما اتولت وقعذت اقول في نفسي
ده انا كان كل حلمي اني اجي البيت هنا عشان افوز بطبق الطبيخ اللي فيه حتة لحمة ولو صغيرة
اقوم الاقي مائدة طعام الخليج الي ادامي دي
لا بجد كده كتير ..كتير... كتير
وطبعا حمدت الله
وقعدت اكل لغاية شبعت وقمت اتوضيت
وصليت شكر لله علي تلك النعمة
وبعد الصلاة بصيت علي السرير لقيت عليه قميص قصيروعريان من بتوع العرايس فقمت ولبسته وفضلت اشوف نفسي بيه قدام المرايا
وفي اللحظة دى سمعت خبط علي باب الغرفة.. فجريت بسرعة ولبست الروب علي القميص العريان
لقيت الخدامة بتدخل بطبق كبير فيه كل انواع الفاكهة
ووقفت الخدامة قدامي بتسالني ..حضرتك عايزة حاجة تاني؟
بصيت لها وكنت عايزة اسالها واقولها
هو لسة بعد الي انا شوفته ده في حاجة تاني ؟
ولكنني ابتسمت لها
وطلبت منها انها تاخذ صينية الاكل وتشيله فى التلاجة بدل ماتبوظ
وبالفعل.. خرجت الخدامة بعدما اخدت الصينية وتركتلى طبق الفاكهة الكبير اللى مشوفتوش قبل كده الا فى فيلم فجر الاسلام ..
فضلت اكل من الفاكهة واتذوق انواع منها لاول مرة فى حياتى وبعدها مددت على السرير الناعم الطرى المريح وانا بقول فى نفسى :
ياسلام انا كده بلغت متع الدنيا كلها ..
واذا قدر لي الموت دلوقتي مش هبقي نفسي في حاجة
ووضعت راسي علي المخدة وذهبت في نوم مريح وهادئ و عميق...
لكن عشان مفيش سعادة بتدوم ..
صحيت من نومي علي ايد توقظني .. فنظرت حولي ملقتش حد ولقيت سكينة على مخدتى .. مسكتها وبصيت فيها لقيت عليها اثار دماء فرمتها من ايدى بسرعة وبعدها سمعت صوت مخنوق زى مايكون حد بينازع
ولما تابعت بنظرى مصدر الصوت واللى كان مصدره تحت سريرى نزلت بسرعةفانظرت على ركبى وبصيت تحت السرير لاتفاجئ بمنظر بشع
لقيت الخدامة اللى جات عندنا وحذرتنا من ست الكل وكان اسمها سعادة ..
لقيت سعادة مدبوحة وغرقانة فى دمها وبتنازع وهى بتلقط انفاسها الاخيرة
قعدت اصرخ واقول : سعادة .. سعادة .. ردى عليا مين اللى عمل فيكى كده
فى اللحظة دى لقيت ست الكل داخلة اوضتى على صرخاتى ومسكت السكينة اللى كانت مرمية على ارضية الغرفة وكانت تمسكها بمنديل
وبتقولى : قتلتيها ليه يا مجرمة؟
قلت.. انا مقتلتش حد
قالت..القتيلة في غرفتك والسكينة عليها بصماتك وكل الخدم اللي في القصر علي استعداد يشهدوا بانهم شافوكي وانتي بتقتليها
فضلت ابكي وانا بقول حرام عليكي بتعملي كده ليه انا مقتلتهاش
قالت..مفيش فايدة انتي لازم تروحي السجن وتتعدمي فورا
قلت لا حرام ارجوكي ده ظلم
قالت..لا لازم تتحبسي ... الا اذا؟؟؟؟؟
وهنا عرفت بان ست الكل في دماغها مصيبة سودة
عملت كل ده عشان تجبرني اوافق عليها
قلت..الا اذا اية؟
قالت..انا ممكن اخفي الجثة وامسح اثار الدم من على الارض وانجيكي من حبل المشنقة بس بشروط
قلت..ايه هي شروطك؟
قالت..توافقي علي كل طلباتي وتنفذيها بدون نقاش
قلت..حاضر
نظرت لي وطلعت ورقة وقلم وطلبت منى امضى على ورقة بيضا
قلت..ايه ده؟
قالت..ده اعتراف منك انك انتي الي قتلتي الخدامة سعادة
قلت..حاضر
وبالفعل قمت بالتوقيع علي الورقة وقلتلها : ادينى مضيتلك على الورقة .. كده مطلوب منى حاجة تانى ؟
قالت..ايوة .. عايزة العريس ميشوفش وشك خالص وتفضلي طول الوقت قدامه بالنقاب لغاية ما يطلقك
قلت..هو هيطلقني؟
قالت..ايوة طبعا .. هو ازاي هيعيش مع واحده مجنونة؟
قلت..بس انا مش مجنونة؟
قالت..ماهو ده الطلب الثالث .. عايزاكي تعملي مجنونة
قلت..نعم؟
قالت..زي ما بقولك كده لازم تنفذي طلباتي والا قدمتك للمشنقة بايدي
قلت..حاضر
ثم اضافت
قالت ادامك مهلة اسبوع بس ومن هنا لغاية الاسبوع الجاي
لو جوزي مطلقكيش انا هقدم الاعتراف للنيابة وهتتشنقي
يعنى لازم تجتهدي وتظهري ان جنانك خطير. . عشان يطلقك بسرعة
وحذاري انك تقلعي النقاب قدامه
قلت ..حاضر
وفي تلك اللحظة
سمعنا خبط علي باب الغرفة والجثة كانت مازالت علي الارض
وحولها الدماء في كل مكان
ووقفت ست الكل مضطربة وقلقانة لتكون حماتي هي فى الخارج
بينما زاد الطرق علي الباب...
وكان لازم نفتح الباب ولكن قبل ما نفتح......
.
.
