"""""""""" رواية عوانس جاردن سيف """"""""""
"""""""""""""" الجزء العاشر """"""""""""
كنت فى هذه الصحراء بمفردى فى مواجهة ست الكل بجبروتها وقسوة قلبها وهذا العتل الذى يقف بجوارها كالكلب المطيع لسيده وانا لاحول لى ولاقوة امامهما .. فتأكدت اننى هالكة لامحالة
حتي حدث شيئا غير ما كان مخطط .. فقد رن فى تلك اللحظة هاتف ست الكل .. ردت ست الكل وكان الحوار كالآتى :
قالت : الو .. ايوة يا ثابت " شقيقها الذى كان يشارك عبد القادر فى المصنع "
ثم قالت وهى تسأله بتعجب : طيب ايه لزمت ده كله يا ثابت ؟
- وانت هتيجي لغاية هنا ليه ؟
- ما تصبر لما اجيلك انا
- حاضر ..حاضر ما قلت حاضر..
- خلاص هستناك
وكأنها كانت توافق علي طلب يطلبه منها بالحاح
وبعد ان اغلقت معه الخط .. اعطت امر لذلك المجرم ان يتركني
وينتظر حتي ياتي شقيقها .. فهو في الطريق وطلب منها ان تنتظره
واكد عليها الا تفعل اي شيئ قبل ان ياتي ..
وبعد قليل .. ظهرت سيارة فارهة تشق تلك الصحراء وكان شقيقها ثابت هو من بها .. وبمجرد نزوله من سيارته جذبها من يدها ووقفا سويا بجانب سيارته واخذا يتحاورا
في البداية كان الحوار هادئ ثم تطور الحديث بينهما لمشاجرة عنيفة
انتهت بان قام ثابت بأمر رجاله ان يقيدوا ست الكل واخذها رغما عنها في سيارته واخذني معه بنفس السيارة ... لم افهم ما الذى حدث ..
ولا اعرف لماذا وصل الامر بينهما لهذه الدرجة
استمر ثابت في طريقه بالسيارة حتي وصل لمكان بنفس الصحراء
ولكنه يبعد قليلا عن مكان الكرافان .. وكان ذلك المكان به منزل صغير
وصعدنا جميعا للمنزل
وقد اقتادني احد رجاله للداخل بينما اقتاد الرجل الاخر ست الكل ثم دخل لها ثابت ليكملا شجارهما .. لكن هذه المرة سمعت الحوار الدائر بينهما .. وفهمت منه ان ثابت يرفض اى ايذاء لى والا يقترب احد من رجالها منى وذلك بعد ان توصل لاتفاق بينه وبين عبد القادر مفاده ان تتركنى ست الكل لحال سبيلى دون ان تمسنى باى اذى مقابل تنازل عبد القادر عن املاكه بالبيع والشراء لصالح ثابت وشقيقته ست الكل ولكن ست الكل كانت تعترض على هذا الاتفاق وتتهم اخاها انه يتفق مع عبد القادر عليها مقابل المال وكان لديها رغبة محمومة في الانتقام مني انا وعبد القادر مما دعى اخوها ان يقيدها وياتي بها رغما عنها الي هنا ويحتجزها حتي يتمم هوو عبد القادر الاتفاق بوجود المحاميان التابعان لهما ...
ولما اعترضت ست الكل وزادت في جنانها امر احد رجاله باحتجازها في غرفة من غرف ذلك المنزل بينما امرهم باحتجازي انا في غرفة بعيدة عنها
وبالفع ... ادخلني احد رجالة لغرفة نوم صغيرة بها سرير ..وتربيزة وكرسيان
ولاحظت بان احد رجال ثابت كان يتعامل معي بادمية وسلوك حضاري
يوحي بان اسلوبه ليس اسلوب مجرمين .. فمثلا .. عندما كان يدخلنى السيارة كان يقول لى : اتفضلى ادخلى واذا تعامل معى بقسوة كان يعنفه ويقول له : على مهلك عليها يا ابنى ادم .. انت مبتعرفش تتعامل مع بشر
ومواقف اخري شبيهة مما جعلني اتوسم فيه الخير وانه من الممكن ان يساعدني
فى هذا اليوم كان هو من يقف حراسة على باب غرفتى بعد ان ترك ثابت لهم مسئولية حراستنا انا وست الكل وكان هو من يدخل لى الاكل والماء والعصائر وكان كل تعامله معى برقة بالغة مما شجعنى على التحدث معه فربما يكون بقلبه رحمة ويساعدنى باى وسيلة
فا اخذت اطرق الباب وانادي عليه واقول : يا باشمهندس..يا باشمهندس
ففتح الباب وهو يرد بادب كالعادة ولاحظت ايضا انه بالرغم من وجود المسدس معه الا انه لم يخرجه ولا مرة من الجراب ولا يرفعه مثلما يفعل زميله الذي يقف حارسا علي ست الكل
عندما رد علي قال : ايوة .. محتاجة حاجة؟
قلت : هو انت قاعد لوحدك والا معاك حد ؟
تعجب من سؤالي لكنه اجاب بنفس الاسلوب المهذب
الذي يتبعه .. قال : ايوة انا قاعد لوحدي .. لو محتاجة اي حاجة انا ممكن اتصرف واتصل بحد يجيبهالك
قلت : لا انا مش عايزة حاجة .. انا بس محتاجة اتكلم معاك شوية
لان اعصابي تعبانة جدا
نظر الي قليلا ..ثم تقدم داخل الغرفة وترك الباب مفتوحا وجلس علي الكرسي وهو يقول مبدئيا انا بعتذر عن اللي حاصل معاكى بس انا عبدالمامور .. ده غير ان المعلومات الي عندي بتقول ان حضرتك هتفضلي معانا مدة مؤقتة وهترجعي لبيتك معززة مكرمة .. يعني مفيش داعي لقلقك خالص
قلت : انا متشكرة جدا لذوقك ده لكن انا كنت حابة اعرفك انا هنا ليه
وايه الظروف الي جابتني هنا
رد الشاب معرفا بنفسه فقال : انا اسمي خالد وياريت لو احتاجتي لاي حاجة تطلبيها مني
قلت : انا عايزة اتكلم معاك يا خالد ممكن؟
قال : انا تحت امرك اتفضلي اتكلمي واعتبري انك بتتكلمي مع اخوكي
او صديق ليكي
قلت : يعني انت فاضي واقدر اتكلم معاك براحتي؟
رد خالد قائلا : يعني ورايا ايه .. ما انا سهران لوحدي برة زهقان
زي ما انتي شايفة كده
قلت : بص يا خالد انا هحكيلك حكايتي من اول ما ابويا وامي ماتوا
لغاية ما انا قاعدة ادامك دلوقتي عشان تعرف اد ايه انا اتظلمت في حياتي
وتعرف كمان ست الكل الي جوة دي عملت فيا ايه
وبالفعل اخذت احكي بالتفص كل ما مررت به في حياتي من اول الحرمان ..والذل ومرورا بالطريقة التى تزوجت بها عبد القادر ومافعلته بى ست الكل
حتي وصلت لتلك الغرفة .. وبعد ان استمع خالد لحكايتي ابدي تعاطف معي
فقال : انتي اتعذبتي كتير اوي
قلت.. انا معرفش الناس دي بيعملوا معايا كده ليه ؟ وبالذات ست الكل
معرفش ايه سبب الغل والحقد
اللي مالى قلبها من ناحيتى مع اني معملتش لها حاجة
قال : بس انا عارف
نظرت له بعدما استمعت لتعليقه وسألته
قلت : انت عارف هي ليه بتعمل معايا كده؟
قال : ايوة طبعا .. انا بحكم شغلي مع ثابت بيه عارف كل حاجة عن حياته هو واخته .. يعنى تقدري تقولي كده كاتم اسراره
قلت : طيب ممكن تقولي هي بتعمل كده ليه؟
قال : انا هحكيلك حكاية ست الكل من الاول
وبدأ يسرد حكاية ست الكل فقال :
ست الكل طول عمرها متكبرة.. ومغرورة.. وانانية ..ومتعجرفة ...
وفيها كل الصفات السيئة وسبب الصفات دي هي انها كانت عارفة انها
بتعاني من مرض يمنع جوازها من اي شخص .. وكانت طول عمرها تحلم تتجوز من ابن عمها اللي هو طليقك عبد القادر ..وفضلت وراه لغاية ما اتجوزته فعلا لكن من غير ما تفهمه ان عندها مرض
يمنعها من الجواز .. لكن بعد الجواز عرف عبد القادر بموضوع مرضها
ومقدرش يجرحها ولا يطلقها ولا حتي قال لامه علي مرضها لانها بنت عمه
لكن ست الكل كانت معتقدة انه مستمر معاها بسبب الاعمال اللي كانت بتعملهاله وكان كل واحد فيهم بينام لوحده فى اوضة خاصة بيه
وعشان تعوض العجز اللي هي بتعاني منه وتحس انها امتلكت عبد القادر
كتبت له كل املاكها بيع وشراء وبالرغم انه رفض اللي هي عملته ده
الا انها كانت عايزة تربطه بيها وتخليه مملوك ليها .. وبالفعل كانت بتتعامل معاه علي انه ملك لها .. وفضل الوضع علي كده لغاية لما امه بدأت تقلق عشان الخلفة وتطلب منه يتجوز مره اخري .. وطبعا هي رفضت وطلبت منه يعصي امه ورفض طبعا عصيان امه وقالها انه اذا خير بينها وبين امه هيطلقها ومش هيعصى كلام امه وهيرجعلها كل فلوسها .. فاستسلمت للامر الواقع ووافقت انه يتجوز عليها لكن اشترطت انها هى اللى تختارله العروسة وعملت اعلان فى الجرايد طلبت فيه عروسة عانس عشان متبقاش حلوة وفى نفس الوقت مش هتقدر تجيبله الولد .. وطبعا انتى قدرتى تخدعيها وتخربى مخطتها واتفاجأت بيكى بعد ماكان الجواز تم زى ما اتفاجأت انك قدرتى تسلبي قلبه وعقله وبقى يحبك بجنون ... وبصراحة انا كنت متشكك فى اعتقادها بانه بقى يحبك بجنون لغاية النهارده لما اتأكدت انه فعلا بيحبك
فقلت له : اشمعنى النهارده اللى اتأكدت من حبه ليا
قال : لان عبد القادر لما حس انه هيفقدك انتى وابنه قرر انه يتنازل عن كل مايملك مقابل الحفاظ على حياتك وده معناه انك اغلى عنده من كنوز الدنيا وهو ده الاختبار الحقيقى لاثبات صدق المشاعر ومعدن الحب الحقيقى الصادق
نظرت لخالد بدهشة ثم قلت له : انت ازاى عرفت التفاصيل الخاصة عن اخت الراجل اللى بتشتغل معاه ؟
قال : مش قولتلك اني كاتم اسراره ؟
قلت : ايوة .. بس انت كده مش كاتم اسراره لوحده .. ده انت كاتم اسراره واسرار الي خلفوه
رد خالد قائلا : انامش عايزك تقلقكي خالص ومن النهارده انا معاكي
ومش هسمح لاي حد ياذيكي تاني
نظرت له برضا واطمئن قلبي بكلامه
وابتسم خالد وهو يقول : انتي حكايتك نشفت ريقي يا بوسة
انا هقوم اجيب حاجة نشربها .. تحبي تشربي ايه؟
قلت : اي حاجة
قال : لحظة واحدة
وتركني خالد وترك الموبايل الخاص به علي المنضدة الى ان ياتي بمشروب من الخارج ..فاخذت الموبايل واتصلت بعبد القادر الذي بدا متلهفا.. لصوتي واخباري .. قلت : الو يا عبد القادر انا بوسة
قال : ايوة يا حبببتي .. طمنيني عليكي وعلي الي في بطنك ..اسمعيني يا حبيتي قبل الموبايل ما يقفل تاني .. انا هخلصك متخافيش .. بس انتي خدي بالك من نفسك
وفي تلك اللحظة .. دخل خالد فقمت باغلاق الخط وانا اشعر بالحرج وقلت :
طبعا انت كده افتكرت اني كنت بستغلك عشان اعمل المكالمة دي .. صح؟
نظر الي خالد بكل طيبةوقال : لا خالص .. انا متفهم موقفك ومش زعلان
نظرت له باسف وانا اقول : انا عارفة اني غلطانة لاني علي الاقل كان لازم استأذن منك
قال..صدقيني مش زعلان .. وعشان اثبتلك اني مش زعلان انا قررت اساعدك
واهربك من هنا
قلت : بتتكلم جد؟
قال : اه طبعا .. وعشان تصدقي اني بتكلم جد اتفضلي اتصلي بعبد القادر
وقوليله يجي حالا ياخدك من غير ما يتنازل عن مليم من ثروته
قلت : بجد يا خالد؟
قال : ايوة بجد .. لكن لو فضلتي واقفة مندهشة كده كتير انا هرجع في كلامي
وبالفعل اخذت الموبيل ووصفت لعبد القادر العنوان بالتفصيل بعد ان اخذته من خالد وقال لي عبد القادر انه سياتي علي وجه السرعة
انهيت المكالمة وظللت اشكر خالد على ما فعله من جميل
ظل خالد يتحدث معي كثيرا ونحن في انتظار قدوم عبد القادر
لكن فجأة سمعنا صوت سيارة اتت بالخارجفى اللحظة التى رن هاتف خالد
رد خالد قائلا : ايوة ..هو انتوا فين؟ .. طيب انا نازل حالا
ونزل خالد ليري القادمين له بالاسفل واخذت ادعو الله ان يرحل هؤلاء الزوار
قبل ان ياتي عبد القادر .. وبعد قليل .. فتح باب الغرفة ودخل رجلين ليس من بينهما خالد ويتضح من المنظر بانه ميعاد تغيير الوردية وانهما استلما مكان خالد .. اخذا الاثنين ينظران على ويقول احدهما للآخر : اهى هى دى !!!
فسألته قائلة : لو سمحت هو فين خالد؟
نظرا لبعضهما وهما يتغامزان ثم قال احدهما متسائلا : خالد ؟! .. هو عرفك اسمه ؟
ثم وجه كلامه لزميله وقال : اتفضل يا عم ..عمل معاها علاقة و عرفها اسمه
مع ان اخوه منبه عليه الف مرة ميقولش اسمه فى الشغل اللى من النوعية دى
ميقولش اسمة في الشغل الي من النوعية دي
رد الثاني قائلا : هو ده عيب الي يشغل اخوه معاه
سمعت حديثهما وصدمت من تلك المعلومة
فأردت أن اتاكد ان ما وصلني حقيقي فسألت احد الشابين
قلت : انا كنت طالبة من خالد طلب يوصله لاخوه
ممكن اعرف وصلله الطلب والا لأ ؟
رد الرجل قائلا : اكيد موصلوش .. ده ثابت بيه مشى .. هو انتي كنتي عايزة ايه من ثابت بيه ؟
قلت في نفسي : يا نهار مش فايت .. خالد طلع اخو ثابت بيه؟
وخالد هو الي طلب مني اتصل بعد القادر عشان يجي
عارفين معني كده ايه؟؟
