رواية عوانس جاردن سيف الجزء الثامن بقلم حنان حسن


 """""""""" رواية عوانس جاردن سيف """"""""""

""""""""""""""" الجزء الثامن """"""""""""""

اسرعت الى غرفة عبد القادر لاطمئن عليه واخبره بهروب ست الكل وتهديدها الذى القته لى امس .. فتحت غرفته بلهفة .... لكن لم اجده بها ..

قلت ربما ذهب لعمله ..

ثم فكرت ان اذهب لغرفة حماتي اسألها علها تعرف شيئا عنه .. دخلت غرفتها فتفاجأت    بعبد القادر يجلس بغرفة امه واضعا يده فوق رأسه ممسكا بموبايله .. اقتربت منه وققلت له : انت هنا وانا دايخة عليك من الصبح .. انا كنت مرعوبة عليك لما عرفت ان ست الكل هربت وروحت اوضتك ولما ملقتكش جيت لماما اسألها عليك

سمع عبد القادر كلامى ثم نكس رأسه فى الارض ولم يعقب

تعجبت من امره فسألته : هو في ايه؟ وفين حماتي؟

نظر الي في صمت ثم ناولنى هاتفه مفتوحا على رسالة من ست الكل تقول فيها : امك    معايا يا عبد القادر .. لو عايز تحافظ علي حياتها وترجعلك بالسلامة طلق بوسة علي يد مأذون واطردها من البيت وساعتها امك هترجعلك

وخلي بالك .. لو معملتش كده مش هتشوف امك تاني وابقي اقرا علي روحها الفاتحة

وقفت امامه مذهولة من هول ما قرأت في تلك الرسالة ثم نظرت في وجه عبد القادر  ..فوجدت الدموع تملأ عينيه حزنا علي امه .. اخذت الموبيل وارسلت لست الكل رسالة كتبت فيها بالنيابة عن عبد القادر :

موافق علي طلبك .. الطلاق هيتم الليلة

واعدت بعدها الهاتف مرة اخري لعبد القادر الذى قرأ ما كتبت ثم قال لى :

ليه عملتي كده؟

قلت :ست الكل مريضة   بداء العظمة .. والاهانة اللي انت اهنتهالها مش هتعديها بسهولة وامك دلوقتي في خطر بجد خصوصا ان ست الكل 

بعد جرحك ليها في    كرامتها بقت عاملة زي الوحش الجريح اللي ممكن يفترس اي حد قدامه .. عشان كده لازم تطلقني يا عبد القادر

وانا مش هبقي زعلانة عشان عارفة انه غصب عنك وان مفيش قدامك حل تانى

اقترب مني وضمني بحضنه    وهو يقول :لكن انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك .. انتي وابني اللي في بطنك بقيتوا كل حاجة ليا في الدنيا

قلت : انا هرجع اعيش مع اخواتي مؤقتا لغاية ما ترجع امك وانا وابنك هنبقي كويسين     ومفيش خوف علينا .. اهم حاجة دلوقتي انك  تلحق تنقذ امك من ايد المجنونة دي

حاول عبد القادر ان يثنينى عن قرارى لكن قبل ان يتكلم  وضعت يدي علي فمه وانا اقول : مفيش حل غير كده ..  تعالي دلوقتي حالا نروح للمأذون

وروح هات امك عشان مينفعش تسيبها تحت رحمتها وانت عارف ان امك  مريضة

نظر الي عبد القادر وعينه تملأها الدموع

وقال : المفروض اللي تكون طالق  مني هي ست الكل مش انتي

وانا مش هعدي اللي هي   عملتة ده وهتدفع تمنه غالي .. بس انا مش هقدر اطلقك يا بوسة .. مستحيل

انا كده ممكن اموت من القلق عليكي انتي وابني اللي في بطنك..

ارجوكي انسي موضوع الطلاق وتعالي نفكر في حل تاني

ضممته لصدري واخذت اربت علي ظهره وهو بحضني وقلت له :

حبيبي .. الطلاق مش هيفرق معايا في حاجة وسواء كنت مراتك او كنت طليقتك هفضل احبك ولغاية اخر يوم في عمري هفضل احبك

وابنك انا هحافظ عليه لانه حتة منك ومني

واخذت امسح دموعه وانا اسأله : بجد والنبي انت بتعيط اوي كده وهتموت

عشان خايف تبعد عني؟

قال : ايوة يا بوسة .. انا بحبك اوي وممكن يحصلي حاجة لو بعدتي عني

قلت : ولما انت هتموت عليا اوي كده يا ابن المفكوكة؟

ليه كنت بتخرجني من اوضتك و قفايا يأمر عيش؟

وليه كنت بتسيبني انام لوحدي يابن المبقعة ؟

نظر الي عبد القادر بعد ان سمع ابن المبقعة وقال لى :

لا انا بقول اننا لازم نلحق الماذون فعلا قبل ما يقفل 

ابتسمت لتلك المزحة وقلت : انا هجهز شنطتى علي ما انت تلبس عشان نروح للماذون

عندما وجدني مازلت مصممة رأيته يمسح الدموع التي عادت تنهمر من عينيه مرة اخري وهو يداري وجهه بيده فكان لازاما على ان انهى الامر سريعاا

لخطورة وجود حماتي العجوز التي تعاني الامراض في يد تلك المرأة المجنونة .. فقلت له : يلا بسرعة عشان ترجع والدتك للبيت

ثم اقتربت منه اريد ان اعانقه لعلمى انها ستكون المرة الاخيرة التى يحق لى معانقته قبل

 ان يتم الطلاق فقلت له : عايزاك تحضني اوي

اقترب مني عبد القادر وضمنى

 الي صدره كا طفل الذى يعلم انه يودع امه للمرة الاخيرة وشعرت بدموعه الساخنة تنزل علي كتفي فقلت له : بالله عليك

 متصعبش الموضوع عليا .. وبعدين اكيد ست الكل بتطلب منك تطلقني عشان هي بتحبك وده معناه انها هتحافظ عليك  بعد ما اسيبك

ابتعد عني عبد القادر وهو ينظر الي وكأنه تذكر شيئا مهما

ثم رد قائلا : انا عرفت دلوقتي  ايه الهدف من طلب ست الكل اني اطلقك

قلت : ايه هو الهدف ده؟

قال : ست الكل كان في دماغها هدف خطير هبقي اقولك عليه بعدين

واخذ عبد القادر يحدث نفسه وكانه تذكر امرا ما واخذ يقول :

بالرغم من اني كنت حاسس ان في حاجة مش طبيعية بتحصل

الا  اني  لم انتبه لها غير دلوقتي

وشوية ولقيت عبد القادر هب واقفا بعدما بدا انه قد اتخذ قرار ما

قال : لازم ست الكل ..تقف عند حدها وتخرج من حياتي للابد

وعشان كده انا هطلقك فعلا يا بوسة لان في حاجة لازم اعملها وبسرعة

عشان اخلص من الشيطانة اللي اسمها ست الكل

ثم انتفض قائما وقال : اسمعي يا بوسة .. انا هطلقك فعلا وهتروحي تعيشي

مع اخواتك

تركني عبد القادر وذهب ليأتي لي بحقيبة مليئة بالنقود كان يخفيها بعيدا عن الجميع

 ويخفيها حتي عن ست الكل وقال : خذي الفلوس دي

فسالته قائلة : بتاعة ايه الفلوس دي؟

قال : ده  نصيبي من الشراكة اللي كانت بيني وبين اخو ست الكل ...

قلت : هو انت كنت مشارك اخوها ؟

قال : ايوة كنت مشاركه في مصنع وطلبت منه نفك الشراكة

بسبب مشاكل بيني وبينه لكن هو اتعلل بانه معندوش سيولة كافية

واعطانى 2 مليون جنيه وكتب علي نفسه بالباقي شيكات

وطلب مني عبد القادر ان اخذ ذلك المبلغ لانه يخشي ان يتركه بالمنزل فتعود ست الكل وتاخذه

واقترح ان يودع تلك

 النقود باسمي في احد البنوك

وبالفعل اخذنا النقود معنا ونحن في طريقنا للماذون ووضعها باسمي في البنك

وبعدها اخدني للماذون وطلقني وصور واقعة الطلاق فيديو وارسله لست الكل .. ثم اخذني

 بسيارته ليقوم بتوصيلي

 لبيت اخواتي لانه كان لا يأمن علي بالعيش وحدى فى اى مكان آخر وقد اعطانى مبلغ كبير من    

 المال كى اكفى احتياجاتى وكان ذلك قبل ان نصل لبيت اخواتى بجاردن سيف

 الذى لم يكن يعلم عنها شئ والعجيب انه انبهر بها واخذ يروى

 لى كم كان يتمنى ان يكون من سكان مثل هذه المناطق التى كان يشاهدها فى المسلسلات

واخيرا .. وصلنا الى البيت فصعد معي وسلمني لاخواتي ثم نظر لي  والدموع بعينيه ..فهو لم يعد يستطيع ان ياخذني بحضنه او يلمسني مرة    اخري بعد ان اصبحت محرمة عليه ولذلك اكتفى بان يملأ عينه بالنظر الى ثم سألنى :

الموبايل بتاعك  معاكي .. صح ؟

قلت : ايوة

قال : عايزك تتواصلي معايا على الموبايل علي طول عشان اتطمن عليكي وعلي ابنى

قلت : حاضر

ثم نظر لاخواتي البنات وعمتي وقال : مش هوصيكم علي بوسة

من فضلكم خدوا بالكم منها

ثم نظر الي وهو يقول : اشوف وشك بخير يا بوسة .. الموبايل اوعي تسيبيه من ايدك لاني هكلمك باستمرار

نظرت اليه والدموع بعيني وقلت بصوت مخنوق : حاضر..

وغادر عبد القادر

وظللت  اتابعه ..حتي غادر من امامي واختفي عن ناظري واغلقت اختي خلفه الباب فانبهت وقتها لوجودى وسط اخوتى وكن ينظرن لى وكأننى 

 كائن فضائى هبط عليهم من السماء .. فقد اخذن يتاملن ملابسي وحقائبي ومظهري   الجديد دون ان ينطقن بكلمة واحدة

اما انا ..فلم اكن احتمل 

التفكير فيما فعلن معي واتفاقهن  مع ست الكل علي واتحادهن معها ضدي بالرغم من انني لم اقصر معهن

وكنت ارسل لهن بالنقود التي تساعدهن علي المعيشة واطمن عليهن باستمرار .. كان من 

الممكن ان اعمل  بالحكمة التي تقول ..عقاب الندل اجتنابه ولكنني اردت ان انسي ما مضي وابدأ معهن صفحة جديدة

وجلست لاتفق معهن علي

 اننا سنبدأ من جديد ووعدتهن بتوفير عيشة رغدة لنا جميعا واننا سنعوض ما فاتنا من سنين ونحن في  الحرمان واول

 دليل  لاثبات نيتي انني اشرت عليهن بان   ننتقل جميعا للعيش في شقة اكبر

من تلك الشقة الضيقة .. وطبعا وافقن علي الفور

و بالفعل ..اخذت اختي الكبيره ومعها عمتي بالبحث عن شقة..مناسبة

حتي وجدتا شقة جميلة .. وواسعة.. وبفرشها وسعرها مناسب جدا كما كن يقلن

وبالفعل جهزنا انفسنا جميعا للانتقال للشقة الجديدة بعد ان اخبرت عبد القادر باننا

 سننتقل لشقة جديدة ورحب بالفكرة وطلب مني ان ارسل له

 العنوان الجديد بمجرد ان اعرفه

واحضرت شقيقتى الكبيرة سيارة  حملنا عليها امتعتنا وذهبنا بعد ان ودعنا جاردن سيف وايام الضنك التى عشناها بها

اخذنا نفرش بالشقة التي كنت اراها لاول مرة..وكانت شقة جميلة بالفعل

ولكن عيبها الوحيد انها في منطقة منعزلة عن الناس ولم يكن ذلك  يشغلني

لكن ماشغلنى واشعرنى بالضيق هو اختفاء هاتفى بعد مغادرتنا الشقة القديمة مباشرة 

ولم اجد الفرصة لشراء هاتف آخر والشقة بمنطقة بعيدة جدا عن

 منطقتنا القديمة وعن القاهرة كلها فشعرت بالضيق لعدم

 استطاعتى التواصل مع

 عبد القادر ولم استطع 

اخباره بالعنوان الجديد .. ففكرت ان ابحث فى كل الشنط لعلى اجده فى واحدة منهم

وفى اثناء بحثى بشنطة يد اختى بسيمة وجدت شيكا بمبلغ مليون جنيه فاعتقدت بانه

 كان ثمن وشايتهن بى واعطاء ست الكل الخطاب وعقد الزواج

 العرفى لها .. ولكن ماجعلنى انتفض فزعا هو تاريخ تحرير الشيك الذى كان بتاريخ الامس فقط ...

شيك بمليون جنيه بتاريخ الامس !!!

اتدرون ما معنى هذا ؟!!!

                      الجزء التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>