قصة ثلاثية بيت باكوس الجزء الثانى2بقلم محمد شعبان



قصة ثلاثية بيت باكوس الجزء الثانى

من غير جدال قال لي سعد "حاضر" و خد الشنطة اللي فيها هدومه و راح أوضة عمي و انا خدت شنطتي و دخلت الأوضة اللي كنت قاعد فيها انا و ابويا الله يرحمه و بعد كده فضلت قاعد فيها لوحدي لحد ما عمي  طردني من البيت، فضلت ابص في الأوضة و اتأمل حيطانها اللي وحشتني و بعد كده فتحت الشنطة اللي فيها هدومي و روحت ناحية الدولاب اللي أول ما فتحته سمعت سعد وهو بيقول بصوت عالي...

- الحق يا تيسير الحق... تعالى شوف انا لقيت أيه.

خرجت من أوضتي وروحت لأوضة سعد اللي لقيته واقف قصاد الدولاب اللي كان مفتوح و ف أيده ظرف لونه أصفر، بصيت للظرف و بصيت لسعد باستغراب و قولتله...

- أيه ده؟!

مد أيده ليا بالظرف وهو بيقولي...

- وانا برص هدومي في الدولاب لقيت الظرف ده!

مسكت الظرف اللي كان مصنوع من ورق لونه أصفر و قريت الكلام اللي مكتوب عليه بصوت مسموع و انا مستغرب...

- وصية رفعت عبد العال لأبن أخيه تيسير رضا عبد العال، بين قوسين (حُجة بيت باكوس)!!!!!

فتحت الظرف لقيتة جواه حُجة (عقد ملكية) بأسم أبو جدي لبيت في اسكندرية تحديدًا في منطقة اسمها باكوس و معاها لقيت ورقة مكتوب فيها بخط إيد عمي...


"تيسير... لو بتقرأ الورقة دي يبقى انا ميت، سامحني يا ابن اخويا عشان كنت قاسي  عليك بس ده والله كان لمصلحتك، دلوقتي انا ميت و مايجوزش عليا إلا الرحمة اللي اتمنى انك تدعيلي بيها، ركز في الكلام اللي هتقراه دلوقتي لأن ده ورثك...

قبل ما ابوك يموت اداني الحُجة دي و قال لي إن احنا لينا بيت تاني في اسكندرية غير البيت ده، بيت اسكندرية ده بتاع أبو جدك الله يرحمه.. بناه و حاول يعيش فيه لكن لظروف ما سابه واتنقل للقاهرة و خد البيت بتاع الدرب الاحمر ده و أجر البيت اللي في اسكندرية لواحد بس بعد كده الشخص ده سابه لسبب مجهول و من بعده أجر  جدك البيت لواحدة ست فضلت فيه لحد ما ماتت و لما جه جدك يسكن فيه ابوه قاله بلاش و بصراحة احنا مانعرفش السبب برضه، المهم ابوك ورث السر ده عن جدك و سمع كلامه و ماراحش البيت (هو بس احتفظ بالحُجة لحد ما مات) و قبل ما يموت ورثني السر ده و قال لي إن انا اورثهولك و انت تتصرف... انا سمعت كلام ابوك و فضلت محتفظ بالسر لحد ما موتت و اديك اهو عرفته، بس يا تيسير خليك فاكر إن ابو جدك قال لجدك مايروحش يسكن في البيت و جدك قال لابوك نفس الكلام و ابوك نقل لي كلامهم ده و انا نفذته من غير نقاش و اديني اهو بنقله لك زي ما اتقال لي، ماتسكنش في البيت بتاع باكوس ده يا ابني و حاول يأما تبيعه يأما تأجره أو تستغله بأي طريقة غير إنك تقعد فيه، انا كنت عاوز اعمل كده بس  صحتي و سني ماساعدونيش و كمان كلام ابوك اللي خوفني من البيت خلاني فضلت محتفظ بالسر من غير ما استغله... البيت مقفول من سنين و المفتاح بتاعه جوة الظرف مع الحُجة و الورقة دي... ده ورثك

عمك رفعت عبد العال"


خلصت قراية الورقة و بصيت في الظرف لقيت فعلًا جواه مفتاح شكله غريب كده؛ مسكت المفتاح و الحُجة و الوصية بتاعت عمي و بصيت لسعد و قولتله...

- أيه ده؟!

رد عليا سعد بتهكم..

- انت بتسألني انا أيه ده؟!... هي دي وصية عمي انا ولا عمك انت؟!

حطيت الحُجة و المفتاح و الوصية في الظرف و قعدت على سرير الأوضة و انا بقول لسعد...

- انا ماقصدش اسأل عن اللي لقيته؛ انا قصدي اسألك هنعمل ايه؟!

رد عليا سعد وهو بيقعد جنبي...

- والله انا شايف إننا نروح اسكندرية نعاين البيت و بعد كده نقرر هنعمل ايه!

رديت على سعد...

- يعني هتيجي معايا؟!

رد عليا...

- طبعًا يا اخويا هاجي معاك، احنا مالناش غير بعض.

قومت من عالسرير و روحت ناحية الباب و انا بقول له..

- تمام؛ حيث كده بقى اعمل حسابك إننا بكرة هنروح نركب القطر الصبح و نروح على اسكندرية و نسأل على باكوس و هناك أكيد هنلاقي البيت لما نسأل سكان المنطقة.

رد عليا سعد وهو بيخبط على بطنه...

- طب تمام... بس انا بقى دلوقتي جعان!

رديت عليه بصوت عالي و انا بروح ناحية أوضتي..

- اخرج اشتري لنا أي لقمة من برة عقبال ما ارص هدومي، المنطقة هنا مليانة مطاعم.

رد سعد و قال لي حاضر و انا بدأت ارص في هدومي جوة الدولاب وشيلت مع الهدوم الظرف اللي سعد لقاه، خرج سعد اشترى لنا أكل و بعد ما كلنا  دخلنا ننام لأننا هنسافر تاني يوم الصبح اسكندرية، دخل سعد نام في أوضة عمي و انا قعدت على السرير في أوضة ابويا و انا بفكر في الظرف و في الوصية لحد ما فجأة و انا قاعد سمعت صوت جاي من ورا الدولاب اللي قصاد السرير!

ركزت مع الصوت اللي بدأ يعلى ووقتها اكتشفت إنه صوت أغنية قديمة تقريبًا لام كلثوم؛ بس الصوت كان واضح انه خارج من راديو قديم أو تقريبًا خارج من جهاز جرامافون لإنه كان عمال يروح و يجي!

قومت من مكاني وروحت ناحية الدولاب اللي كل ما كنت بقرب منه الصوت كان بيعلى و بيوضح أكتر...

"على بلد المحبوب وديني  زاد ودي و البُعد كاويني... على بلد المحبوب وديني زاد ودي و البُعد كاويني"

دي كانت كلمات الاغنية القديمة اللي كانت جاية من ورا الدولاب، وقفت قصاد الدولاب و انا مستغرب و مش فاهم حاجة لحد ما جت لي فكرة، انا فكرت إن انا ازيح الدولاب من مكانه لأن من الواضح ان الصوت جاي من وراه؛ و فعلًا زيحت الدولاب و أول ما اتحرك من مكانه اكتشفت إن ورا الدولاب مافيش حيطة، ورا الدولاب كان في أوضة أو تحديدًا صالة كبيرة... صالة بيت تاني مليانة  عفش قديم و ف أخر الصالة كان في واحدة ست قاعدة بتشتغل مكنة خياطة و هي بتدندن مع صوت الأغنية اللي خارجة من الجرامافون اللي شغال جنبها!

بصيت لها و انا مش فاهم حاجة من اللي انا شايفه و قولتلها...

- انتي مين يا ست انتي و ايه اللي...

قاطعتني لما قامت وقفت و قالت بصوت عالي...

- بيت باكوس.. بيت باكوس... بيت باكوس.

فضلت تكرر في الجملة بسرعة و مع كلامها كان صوت الأغنية بيسرع هو كمان لحد ما فجأة لقيت الست دي اختفت من مكانها!

بصيت في الصالة اللي كنت واقف عند مدخلها على ست لكني مالقتهاش لحد ما فجأة سمعت صوت أنثوي بيغني من ورايا...

"يا حبيبي ده انا قلبي معاااك طول ليلي سهران وياك..."

لفيت عشان اشوف مين اللي بتغني لقيت نفس الست اللي شوفتها من شوية في الصالة  بس المرة دي كانت واقفة ورايا جوة الأوضة بتاعتي، شكلها كان مختلف لأن وشها كان شاحب جدًا و الفستان الموف الغامق اللي هي لبساه كان مليان تراب... شكلها كان بيوحي بإنها لسه خارجة من قبر حالًا، أول ما شوفت منظرها ده ابتديت أقرأ قرأن لكنها فجأة و مع بداية قرايتي للقرأن صرخت في وشي بصوت عالي و قالت نفس الجملة...

(بيت باكووووس)

أول ما قالت كده قربت مني بسرعة رهيبة و ابتدت تخنقني بكل قوة؛ حاولت اقاومها أو اشيل إيدها من على رقبتي لكنها كانت قوية جدًا، فضلت اضرغبها و احاول ابعدها عني لحد ما فجأة....


                     الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>