رواية من انت الفصل الثانى والعشرون22بقلم ليلي مظلوم


رواية  من أنت


الفصل الثانى والعشرون



في اليوم التالي استلمت لمى مكان عمل سماهر بما  أن الأخيرة فضلت الإنسحاب ..وصرت أتحجج أنني أحتاح ذاك الملف أو غيره لأراها ..وكانت تتهرب    من نظراتي بشكل واضح ..كدت أجن من تجاهلها أو تهربها ..فبعد كل الذي قلته لها لا زالت تتهرب مني ..لماذا تفعل ذلك ؟ما الذي يحصل الآن ..لقد أفهمتها أنني لن أتخلى عنها ..وأننا يجب أن ننعم  بمشاعرنا الجميلة ..فاخترقت ُجدار الصمت بيننا وسألتها بعد أن أحضرت لي الملف المزعوم ..:هل أنت بخير ؟


وسبّب سؤالي لها عاصفة هوجاء حتى قالت لي غاضبة :هل تحبني حقا ؟؟


-ما هذا السؤال ..بالطبع أفعل ..


-إذاً دعني أعيش بسلام ..


-ماذا تعنين ؟؟


-لايمكن أن نكون سوية طالما أن اختي تفكر بك من جهة ..وفادي من جهة أخرى.  


-فادي ؟؟هو الذي طلب مني أن أكون أبا له ..


-حامد .أقصد سيد حامد.. هل تتلاعب بمشاعري وتظن أنك قد تلمس شعرة من رأسي إن لم تجمعنا علاقة شرعية ..


-وهل طلبت منك ذلك ؟


-أليس هذا الذي فعلته مع سماهر سابقا ..


وعندما سمعت باسم سماهر عرفت أنها أخبرتها بكل شيئ. .فقررت أن أكون صادقا معها :سماهر كانت علاقة عابرة . 


قاطعتني غاضبة :وهل سأكون علاقة عابرة مثلها ..؟؟أنت أخبرتني بمشاعرك حتى دون أن تذكر الزواج بين كلماتك ..أليس الزواج ما يتوّج الحب ..


-آه ..أنت تريدين عريسا اذاً..هل هذا ما يزعجك ؟؟أم مشاعر أختك أم ماذا ..؟


-لقد زارتني سماهر البارحة. وأخبرتني عن كل علاقاتك ..فهل سيكون مصيري مثلهن… ؟


-بصراحة أنا لا أفكر في الزواج الآن.. ولكنني أحبك ..


-أيكون حبا دون زواج ؟؟


-لمى ...عليك أن تقدري ظروفي في الوقت الحالي . واتركي كل شيئ لوقته. .


-اطمئن أنا لا أريد عريسا ..ولا أريد أن أراك مجددا ..لم. يتبق إلا أيام قليلة حتى ينتهي العقد ..ولم يتبق إلا أيام ليأخذ راشد مني ولدي.. أنا رهينة الأيام   والظروف ..فتبا لكم أنتم صنف الرجال ..كيف تتلذذون بتعذيب النساء.. أنا لن أعود إلى هنا مجددا ..وافعل ما تريد ..


تلك المرأة ..آه منك يا لمى ..أنا لا أفكر في الزواج الآن ..ألا أستحق أن أعيش قصة حب معك ..أنا أحبك حقا ..وسأتزوج بك عندما تسمح ظروفي    بذلك ..ولكني لن أعدك بشيئ بعيد المدى ..علي أن أزوج علا أولا ..وأقنع أهلي ثانيا بأمر زواجي من امرأة مطلقة ..لن يوافقوا على علاقتنا ..لقد وضعتني في موقف صعب للغاية ..وسماهر هي السبب ..لقد زرعت في رأسها الشكوك ..وأنا أحصد الفراق ..فهل هناك أتعس مني ..

*************************************


غادرت المكتب ولم آبه للنتائج ..ثم اتصلت بعدنان ..وطلبت رؤيته حالا ..كنت أرتجف وكأنني أعاني من برد كانون ..وعندما لمح رجفتي في الهاتف حضر حالا إلى المقهى الذي اعتدنا أن نلتقي فيه ..وأخبرته بكل    شيئ...استمع إلي بإنصات مبالغ فيه ..وتحمل غضبي وحزني وكل انفعالاتي بقلب بارد ..مسكين عدنان ..لا أتصل به إلا لأسمعه تذمري من هذه الحياة.. لم نلتقِ يوما والابتسامة تعلو وجهي ..فهل يعرف هذا الرجل أنني أضحك وألهو كالأطفال أحيانا ..قال لي بهدوء: حامد رجل طيب. ..ولم أتوقع أن يقع في حبك ..أنا آسف ..ولكن أنت امرأة مطلقة ..وليس من السهل أن يتزوج بك لأن أهله من النوع الذي يعارض هكذا علاقات ..


-ما الذي يريده مني إذاً..


-إنه يريدك أنت !


-ولكن كيف يكون ذلك ..؟


-بصراحة لا أعلم ..هل أتحدث إليه ؟؟


-لاااا ..إياك أن تفعل هذا !!الأمور اتضحت أمامي ..هو لا يريدني زوجة ..بل يريدني عشيقة ..وهذا لن يكون إلا في أحلامه ..


لم أكمل جملتي  إلا ورن هاتف عدنان  ..فتغيرت ملامحه ..فقلت له: حامد؟


-المحبون يشعرون ببعضهم البعض ...نعم هو ..


-لا تخبره أنني إلى جانبك ..فقد اتصل بي مرات عديدة بعد خروجي ولكني لم أجبه لا أريد أن أسمع صوته ..


وأجاب عدنان: أهلا بالسيد حامد ..ولكني مشغول الآن . لا ليست معي ..هل هناك خطب ما ..لماذا ؟؟..حسنا نلتقي بعد ساعة ..


ثم أقفل الهاتف وقال لي بلهجة جادة :أنت عيني وهو عيني الأخرى ..لا يمكن أن أخدع أحد منكما ..ولكنني اضطررت إلى الكذب الآن احتراما لرغبتك ..ومع هذا فلم يصدقني ...لمى حتى لو لم تسوّ الأمور   بينكما كما يجب أو على النحو الذي تريدين ..إياك أن تحرقي نفسك بالعودة إلى راشد اتفقنا…


-لا أعدك بهذا ..يا عدنان ..فلقد أمسكني باليد التي تؤلمني ..بفادي… وهو ينتظر مني جوابا غدا ..


لم أنتبه يوما أن أسأل عدنان عن حاله ..فكانت لقاءاتنا تخصني وحدي ..أليس هذا أنانية   بحق الصداقة ..هل هو مرتاح البال مع زوجته ..بالطبع نعم ..هنيئا لها بهكذا زوج حنون ومتفهم ..ماذا تريد المرأة أكثر من ذلك. .


استأذنني عدنان بالرحيل ..فهو ذاهب لرؤية حبيبي أو الذي ظننت أنه كذلك ..ولا أحسده على ذلك الموقف ..وعندما حمل هاتفه وعلبة السجائر ووضعهما في جيبه ..قلت له بخجل: أنا آسفة يا عدنان ..أقحمتك في مشاكلي بشكل كبير ..


ابتسم عدنان ..ثم حدق بي بشكل غريب وقال :أنت غالية يا لمى ليتك تدركين ذلك حقا !!


وعادت بي الذاكرة إلى أيام الجامعة عن


دما كان يساعدني في الدراسة ..وكيف كان لقاؤنا

الأول ..وكيف أصبحنا صديقين حميمين ..لدرجة أن الجميع لم يصدقوا غير أننا عاشقين. .كان زواجه أمرا مفاجئا بالنسبة لي. .لم يحدثني عن حبه ..ولا عن زوجته ..ولا عن أولاده ..وربما حامد هو أقرب إليه في   تلك الأمور ..لا أعلم لماذا أرى في عدنان الشخص العراب ..الكاهن الذي ينصح المخطئين ..أو النبي الذي يكون قريبا من العامة ..عدنان وما أدراك ما عدنان 

              الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>