رواية خارج السرب الفصل الاول1الثانى2بقلم ليلي مظلوم


روايةخارج السرب بقلم ليلي مظلوم 

الجزء الأول… والثاني 

اكاد أشعر انك انت العروس ..ما كل هذه الزينة يا شيماء?? الا تعلمين ان هذا محرم في الشرع ..

هذا ما قاله باقر لزوجته ..بمناسبة زفاف اخيه عدنان ..فاجابته وهي لا تزال تنظر الى نفسها

 في المرآة ..:الست جميلة ..بحق الله اخبرني ..!!

حدق بها مستغربا ..ثم قال :الواثق من جماله لا يلجأ الى مساحيق التجميل يا زوجتي الذكية ..

فوقفت وعيونها تلمع كيدا ..واقتربت من زوجها محاولة التخفيف من حدة غضبه

 قائلة :اثق بنفسي وكثيرا ..لكني لا اريد ان يقال ان سلفتي اكثر جمالا مني ..

ثم اظهرت امتعاضها بشفتيها 

..ولوحت كفها مستنكرة وحملت محفظتها وهي تقول :سنتاخر هيا بنا ..ولا ادري ما الذي اعجب اخاك بتلك العروس المزيفة ..

فتنفس غاضبا مخرجا زفرة استيائه وهو يتوقع مستقبلا غير زاهر بين السلفتين ...فعلى

 ما يبدو ان زوجته تنافس زوجة اخيه ربى قبل ان تصبح من عائلتهم بشكل رسمي ..

ثم حاول اللحاق بزوجته 

..ولكنه تذكر امرا ما ..نعم انهم اولاده الذين تركهم برفقة العاملة المنزلية ..فشيماء ليس لديها الوقت لتهتم بهم ..فكل همها ان

 تكون الأجمل ..وما ان اطل بهامته الحنونة على غرفتهم حتى 

ركض 🏃 نحوه ابنه محمد (ثلاث سنوات )..وعانقه بشدة ..اما هاني فبقي مشغولا مع العابه لانه يعرف تماما ان اهله لن

 ياخذوه معهم الى الحفل ..وعمره ست سنوات ..وهنا تنازل باقر لطفولته ..واقترب منه وهو لا يزال يحمل محمد بين ذراعيه

 ثم قال له: احبك يا هاني !!وساقبلك قبل خروجي لاني عندما اعود لا اريد ان. اسمع اي تذمر من العاملة ..كن عاقلا ايها البطل ..

الا ان هاني التزم الصمت ..وبقي اهتمامه محصورا بتلك الالعاب ..وعندما سمع باقر

 مناداة زوجته تستعجله الذهاب ..سرق قبلة من خد ولديه ..واعطى تعليماته للعاملة ..وغادر المكان بجسده الا ان. روحه بقيت هناك… 

وفي حفلة الزفاف ..كانت شيماء تستشعر انها الاجمل في الحفلة وما غذى هذا 

الاحساس هو كلمات المديح التي سمعتها من الحضور ..(انت الاجمل!! تبدين اصغر من سلفتك !!زوجك محظوظ !!الخ )..ومع كل 

كلمة كانن تزدادا فخرا واعجابا بنفسها ..وتقول :انا زوجة المقاوم الذي يدافع عنكم ايها السادة ..اترون كم نحن عائلة مهمة .

.!!جمال وعفة وشرف 

واخلاق ..والاهم من هذا كله ..التربية الحسنة لولدينا التي نسعى اليها انا وزوجي ..

قال لها احدهم :عليك ان تنجبي فتاة لتكون نسخة عنك وعن جمالك يا شيماء.. 

فابتسمت بمكر وقالت :افكر في هذا الموضوع لاحقا ..فلدي الكثير من الثياب التي 

لم ارتدها ..وكما تعلمون فثياب المراة الحامل لا تكون مزركشة كما يجب ..

وكان باقر يستمع اليها 

..واكثر ما استفر مسامعه هو قولها :زوجي رجل مقاوم !!يا لتلك المراة الا تدرك قدسية هذا العمل ..حتى تتعالى على الناس

 ..وهي لا تعلم انه يعرض نفسه للخطر من اجل عائلته ووطنه

 .كما انه يعمل عملا اضافيا حتى يلبي طلباتها الكثيرة .هداها الله ما هذه المراة الغريبة .

.وكان حبه لها كفيلا بغفران اخطائها المتكررة ولكن الى متى. .

انتهى حفل الزفاف ..وعادت

 العائلة الى المنزل ..واول ما فعله باقر هو الاطمئنان عن حال ولديه ..اما شيماء فكانت متعبة ..لذلك ذهبت الى غرفتها

 وتمددت على السرير ...وصورة ربى لا تفارق خيالها ..بالفعل ..فستانها لا يحظى بجمال ملفت ..وملامحها بسيطة ..كم ان

 زوجها غبي ..كيف استطاعت ان تدخل الى قلبه ..ولكنها تبدو قليلة الكلام ..وتدعي احترامها 

لنفسها ..فهي تتصرف بلطف


 زائد ..وابتسامتها لا تفارق وجهها ..(وهنا علي ان اقول ان هذه الصفات كانت في مخيلة شيماء فهل ربى هي كذلك فعلا?)… 

واخترق حبل تفكيرها 


دخول زوجها الى الغرفة ..وهو يقول لها: عافاك الله ..لقد تعبت كثيرا اليوم ..بالمناسبة لقد طلبوني في العمل ..وعلي الذهاب غدا ..

فقفزت من مكانها كالمجنونة .

.وقالت بغضب :ولكنك اتيت البارحة ..ما هذا الدوام القاسي ??

فتنهد قائلا: انت تعلمين 


طبيعة عملي ..وربما لا اعود الى هنا الا وانا على النعش ..

فوضعت يدها على فمه وقالت بحسرة: لا سمح الله ..الا تعلم كيف سيكون مصيري ان

 حدث لك اي مكروه ..

فاجاب بثقة: النبي (ص)..مات تاركا وراءه امة باسرها ..لا تقلقي الله موجود وهو كفيل 

بعباده ..هيا لننام فانا متعب ايضا وعلي الاستيقاظ باكرا ..

ومرت عدة ايام وشهور ..والحال على ما هو عليه… ولم يتغير الا زيادة عمر الاشخاص في 


صفحات الأيام… وجاء يوم عيد الاضحى المبارك ..وذهب

 باقر مع زوجته لزيارة اخيه عدنان ..واستقبلتهم ربى بحفاوة .

.وبعد الجلوس وتناول بعض اطراف الحديث قالت شيماء :هل ذهبت الى الطبيبة يا ربى ??

قالت :نعم… ولكن مالي لا ارى ولديك معك ..??

فشعرت شيماء بالارتباك ..ولكنها احبت ان تنقذ نفسها ..فاردفت قائلة ووجهها 


يقطر دما ..ولسانها ينفث سما :لا بد وانها اخبرتك انك ستنجبين بنتا حتى اجبت سؤالي بسؤال آخر ..


رواية 💞خارج السرب 💞..

الفصل الثاني 


واستغربت ربى ردة فعل شيماء.. احساسها اخبرها انها ردت 

بعدوانية ..ولكن حسن الظن الذي وعدت نفسها ان تغوص في 

اعماقه جعلها تستغفر ربها بينها وبين نفسها ..وتحوقل بلسانها 

بتمتمة ..ثم قالت بثقة: وما المشكلة ان كنت ما انتظره هو 

انثى ..الست انت من الاناث ام ماذا ??هل يعقل ان امك لامت قدرها حين انجبتك ..?


وقد رافق جوابها ابتسامة مريحة وتجاهل ملحوظ لما قد تظنه 

شيماء التي شعرت بالغيظ منها ..ولكن عدنان انقذ الموقف 

..وقال: انها تحمل ذكرا في احشائها ..وسنسمي الطفل على اسم ابي جابر ..


فرمقت سلفها بنظرة عدوانية ..وكانه اخبرها خبرا مؤسفا 

..وحولت نظرها الى زوجها لتقول له: علينا ان. نذهب الآن يا باقر.. لقد شعرت بالملل ..


فعاتبها بنظراته ..ولكن باقر من النوع الذي يهرب من المواقف 

المحرجة ..وادرك انه حان وقت الرحيل ..والا فانه سيصبح 

اعداء هو واخيه ان بقيت شيماء تغني على موسيقى اعصابه ..انه يحب اخاه ولا يريد ان يكون بينهما اي غشاوة سيئة ..


ومرت الأشهر وانجبت ربى ابنها البكر ..واسمياه جابر كما كان 

مقررا سابقا ..ولم تسلم ايضا من لسان شيماء التي قالت :ما اقبح هذا الطفل انه لا يشبه اباه ابدا ..


فاجابتها ربى: الاطفال اجمالا يولدون على هذا النحو ..ويوما 

عن يوم يتغيرون ..لذلك لا يوجد طفل قبيح او وسيم ..المشكلة في العيون التي تحدق ..


فاغتاظت شيماء من جوابها ..وقالت بقسوة: لو طرقت الحي منزلا منزلا ..وسالتهم من الاجمل انا ام انت فسيقولون انا ..لذا لا تتعالي علينا بجمالك .

.

فهزت ربى راسها موافقة على كلامها ..مترفعة عن اصدار اي 

ردة فعل حيال شيماء.. فبنظرها ليس المهم ما يقال ..المهم هي الحقيقة ..وعلاوة على ذلك فان ولدها من اجمل الاطفال 

..وستكرس حياتها له لتخرج منه رجلا محترما تقيا… 


ومع مرور الايام ..حملت ربى ايضا ..بطفل آخر ..وقد شعرت 

شيماء بالغيرة منها ..وكانت قد اتخذت قرارا بعدم الانجاب ..الا 

ان حمل ربى ودلال زوجها لها جعلها تغير ما نوته سابقا.. وانصفها القدر لتحمل هي ايضا… وكانت  تترقب نتيجة الاشعة 

لتعرف نوع الجنين الذي ستنجبه ربى ..واخيرا عرفت ما لم 

يكن بالحسبان ..فربى تحمل في احشائها ذكرا ..وشيماء انثى 

..ولتخرج نفسها من بحر التساؤلات حولها ..تظاهرت انها فرحة 

لهذه النتيجة ..فهي طوال عمرها تحلم ان. تنجب فتاة بجمالها .

.وبالطبع ستكون ابنتها جميلة وستسميها جميلة ايضا… 


وهنا اريد ان اتدخل لاقول لشيماء ..الجمال يجذب العيون 

..والاخلاق تجذب القلوب ..فان فقدنا عيوننا لن نموت ..وان فقدنا قلوبنا فالموت حتفنا… 



مرت عدة اشهر وانجبت شيماء جميلتها ..وربى انجبت حسنها 

..حيث اسمت ابنها حسن..كانت تشعر ربى ان. ولديها عالمها 

الاجمل ..واخذت على نفسها عهدا ان تسعى قصارى جهدها 


لتؤمن لهما كل متطلباتهما الاخلاقية والتربوية ..والمادية ان استطاعت ..وكان يقول لها عدنان: لا تصرفي طاقتك اكثر من 

اللازم ..وتنسي زوجك وانت تغوصين في بحر ولديك.. 


مع ان ربى لم تكن تقصر في حق زوجها ومنزلها ..الا ان 

اهتمامها الأكبر كان لولديها ..ومرت سنة كاملة ..والكل على 

الحال الذي هو عليه ..الا ان العمر نقص ليس اكثر ..وكانت 


شيماء تتضايق احيانا بسبب عمل زوجها ..وذات يوم قالت له: 

باقر انا افخر بك لكونك رجل مقاوم ..والكل يحسدني على 


معاملتك الطيبة ..وحنانك الفائض بحقي وحق الاولاد ..وانا ادرك هذا جيدا ..ولكن غيابك لمدة خمسة عشر يوما متواصلة امر لا يطاق… 



فنظر اليها بحنان… ثم امسك يدها قائلا: اعلم يا شيماء انك 

تشتاقين الي ..وتخافين علي ايضا ..ولكن هذه طبيعة عملي .

.اخبريني ما هو الحل برايك ??ولا انكر ان المال له تاثيره على 

نفسي ..وبهكذا دوام اتقاضى الاجر اكثر ..ولكني اشعر 


بالحماس ايضا ..واحب عملي ..وعندما اخلد الى النوم هناك 

اول وآخر صورة تكون في ذهني هي انت والاولاد ..


فازاحت يدها بسرعة ..ثم وقفت كالمجنونة ..ورمقته بنظرة 

ريب وشك ..ولوحت اصبعها في الهواء متوعدة :ما معنى هذا 

التبرير ??اخشى ان تكون متزوجا باخرى !"!


اكملت كلامها ..الا ان نظرات العتاب اكملت المهمة ..حيث حدق 

باقر بعينيها بطريقة غير مفهومة ..وجوابا فيه عدة احتمالات .. 

ان امراته مجنونة ??كيف تفكر اني متزوج باخرى ..وربما معها 

حق ..فغيابي عن المنزل بهذه الطريقة يجعلها تشك بذلك 

.

.ايعقل ان اكون متزوجا باخرى??!! 😅



ثم نظر ارضا ..ولوى شفتيه ..وتظاهر بالرجل المذنب ..وجلس 

على السرير ..ونظر الى نفسه في المرآة التي عكست صورة 

شيماء ايضا ..وقال بصوت حزين: الا يحق لي ان اتزوج بامراة اخرى?? 


فصرخت ..ثم حملت قارورة عطر ..ورمتها ارضا لتفرغ غضبها .

.وبعدها اعلنت موقفها: لا لاااااااا يحق لك ذلك ..انتم الرجال 

لم تفهموا من الدين الا الزواج باربع ..تبا لكم جميعا…

 اترضى ان اتزوج برجل آخر ايها المجنون ??


فنظر اليها بدهشة واشار اليها باصبعه: انت امراة يا شيماء 


كيف تفكرين بهذه الطريقة ..اما انا فيحق لي الزواج باربع نسوة ..

                الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>