رواية خارج السرب الفصل الثالث3بقلم ليلي مظلوم


 ❤️خارج السرب ❤️

الجزء الثالث ..


فاقتربت منه وكأنها تريد التهامه ..او التهام تلك الكلمات التي دائما تكون ذريعة الرجال عندما يريدون استفزاز المرأة ..(الشرع حلل لي اربعة)..ولكن الرجال لا يعلمون انهم قد يقعون في ظلم كبير من جراء هذا التفكير ..فمن اخبرهم انهم يحق لهم التصرف بهذه الطريقة .

.الا يوجد ما يسمى العشرة ..??الا يوجد في قاموسهم ما يسمى 

جرح مشاعر انسان والوفاء ماذا عنه?  ..وقد يغفلون ايضا عن شيئ مهم جدا ..وهو ان مشاعرهم قبل الزواج ..

ستتغير بعده ..وتصبح الزوجة الثانية ..مثل الزوجة الاولى 

..فيطمحون الى الثالثة ..وربما الى الرابعة ..لهذا الحكم استثناءات ..

نعم قد يستغرب البعض من هذا القول… وهنا استذكر راي 

الدكتور شريعتي حيال هذا الامر ..


ونعود مجددا الى موقف باقر الذي ما كان الا مجرد مزحة منه لاختبار زوجته ..فهو لم

 يتزوج بامراة ثانية ..وما غيابه الا بسبب طبيعة عمله ..وعندما

 راى الغضب الجامح  الذي صدر من زوجته ..بدا يضحك بشكل هيستيري… اما شيماء فقالت له :اتضحك ايها الخائن ..?


فقال لها وهو لا يزال يضحك بشكل استفزازي :انا اضحك من ردة فعلك ..فهل انا مجنون

 لاتزوج من امراة اخرى ولدي عائلة احبها ..??!!(انا بمرة وحدة

 مش مخلص ..شو مجنون لاتزوج وحدة تانية)..


وهنا هدات ثورة شيماء ..وعرفت انها وقعت في فخ زوجها ..فبدات تضربه على صدره

 وهي تبكي ..مجنون ..انت مجنون ..اياك ان تختبرني بهذه 

الطريقة مرة اخرى.. لاني قد اقتلك واقتل زوجتك الثانية .

.انا لا اتحمل ان تاتي زوجة اخرى لتشاركني بك وبكل حياتك ..


فقال لها: لا بأس لابأس…

 اهداي… والآن علي ان اذهب الى زوجتي الثانية ..


فنظرت اليه بقسوة ولوم وعتاب…

 عندها عدل من جملته وقال ضاحكا: اقصد الى عملي ..!!!


فهمست له: حماك الله ..فانا لا اتصور وجودي في هذه الدنيا بدونك ..


فقال لها: اوصيك بالاولاد يا شيماء.. ان حصل اي مكروه ..فاهتمي بهم جيدا .

.واحسني تربيتهم ..وخففي قليلا من جرعة اهتمامك بنفسك ..


فقالت بغضب :بااااقر !!!توقف عن هذا الكلام…


ثم جهز باقر نفسه وانطلق الى

 عمله وهو لا زال يفكر بموقف زوجته ويضحك ..ويتمتم :تقتلني !!!يا لغرابة النساء!! مجانين ..


وبعدها انصرفت شيماء الى الاهتمام بنفسها ..واتصلت باحدى مصففات الشعر ..حتى 

تغير من نفسها ..غير آبهة بوصية زوجها ..حيث تركت اولادها برفقة العاملة ..التي لا ضرورة لوجودها ..انما هو غنج ودلال .

.فالعاملة لا تحل مكان الام مهما كانت طيبة وحنونة ..لان السرب الذي يغرد به الاطفال هو سرب اهلهم الحقيقيين ..وخاصة الام ..!

ولم تتوان شيماء لحظة واحدة عن التباهي بجمالها وعمل زوجها ..والمعاملة المميزة 

التي يعاملها بها ..غير مقدرة كل ذاك ..وكانت تدعو جاراتها الى 

منزلها ..لتتباهى امامهن فقط ..وهن كن يعلمن هذا ..ومع هذا ..كن يضحكن في وجهها 

..ويسخرن منها عندما ينفردن بجلساتهن 

الخاصة… وما كانت المعاملة التي تحظى بها الا كرمى

 لزوجها الجار الطيب الحنون الذي يشارك جيرانه في اتراحهم وافراحهم ..


وذات يوم اتصل باقر بزوجته كعادته ..كي يطمئن على عائلته ..وبالطبع فقد اظهرت

 له زوجته ان الجميع بخير ..وانهم يشتاقون الى وجوده ..

مع ان الاولاد كانوا في غرفتهم الخاصة ..والعاملة الى جانبهم ..

واخبرها زوجها انه سيعود الى المنزل خلال اليومين القادمين .

.ومر اليومان ..ولكن الاخير تاخر عن 




موعده وهذا ليس من عادته ..وشعرت شيماء بوخز في قلبها 

:ترى ما السر وراء تاخره ..وهي معتادة على صدقه ..ولكنها لا 

يمكنها ان تتصل به لتطمئن عنه ..وما كان امامها سوى 

الانتظار… ومراقبة عقارب الساعة التي تسير ببطء شديد .

.وهذه المرة الاولى التي قامت بها  بتحضير الطعام الذي يحبه ..حتى لا يفكر بالزواج بامراة اخرى ..



واخيرا رن جرس الباب ..فهرعت شيماء لتفتحه ..ظنا منها ان 


الطارق هو زوجها… ولكنها تفاجأت بوجود شاب غريب.. فقالت له :من انت ??


قال لها :اليس هذا منزل السيد باقر ..??


وكان السائل متيقنا من الاجابة ..الا ان سؤاله كان للتأكد فقط ..


فقالت شيماء بلهفة :بلى…ولكنه غير موجود الآن ..


قال لها بهدوء: اعلم هذا ..انا زميله في العمل… 


كلام الرجل لم يكن مطمئنا لها… ولم تتجرأ ان تساله عن السبب 

في معرفته خشية منها ان يخبرها بما لا تحب ..ولكنه استتلى: 

السيد باقر ..تعرض لهجوم من العدو هو وبعض اصدقائه ..وقد تم نقله الى المشفى.. 


ثم اطرق راسه ارضا… وكانه يخفي كلاما آخر ..وقال بهمس :

حالته خطرة ..وقد طلب مني ان اعطيك هذا الظرف ..


وما ان همت لتحمله ..حتى رن هاتف الرجل ..الذي قال بعد 


اجابته :انا لله وانا اليه راجعون… رحمه الله ..


وما ان سمعت شيماء تلك

 الجملة حتى ارتعدت فرائصها وقالت :ماذا هناك ??هل هذا 

الاتصال بخصوص باقر        

                  الجزء الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>