أخر الاخبار

رواية صاحبة النقاب الفصل الرابع

رواية❤️صاحبة النقاب ❤️

الجزء الرابع ..


لكن الملفت في الامر ان ام ساري لم تغضب او تظهر امتعاضها ..بل اكتفت بالابتسامة 

مرددة :ان وجدت عملا فارتدي   ما تريدين ..ولكني استبعد هذا ..واوقن ان فارس الاحلام سياتي لينتزع حلمك من بين يديك… اتدرين لماذا ??


فنظرت اليها ساري باستغراب متسائلة عن سبب سعادتها وبرودة اعصابها ..ولكن جواب امها اشبع فضولها حيث استتلت :لقد رايتك في الحلم وانت ترتدين الفستان الابيض وترقصين بفرح وسرور ..


ثم غمزت لها واكملت: افعلي ما تريدين ولكني اشعر بالتفاؤل بسبب هذا الحلم ..


واسرت ساري في نفسها: ليتك ياامي تدركين حجم معاناتي وتعرفين ان الاحلام الواقعية

 هي التي تشعرنا بالسعادة ..اما احلام النائمين فقد تكون كوابيس احيانا ..وربما تعطي الامل ولكنها تبقى احلاما في النهاية ..


وبعدها قالت :انا ساذهب لابحث عن عمل اليوم ..ولا تنسيا وعدكما لي ..اتفقنا ..


ثم خرجت من المنزل متفائلة ..ويبدو ان يومها كان سعيدا ..صحيح انها لم تجد عملا    ..ولكنها كانت توقن هذا في قرارة نفسها ..وارادت ان تتغير وتتوب من كل الشوائب الاجتماعية والدينية ان صح التعبير ..وعندما عادت الى المنزل في ذلك اليوم ..لم يكن امامها سوى 

صورة المراة المنقبة ..ووضعها في كفة الميزان الاخرى للعمل ..وعندما همت لتذهب الى غرفتها ..ناداها والدها: ساري ساري ..تعالي الى هنا يا عزيزتي ..


فاجابت: حاضر يا ابي ..ان كنت تريد ان تسالني عن العمل ..فلم افلح اليوم وسافلح غدا باذن الله ..


همس لها: لدينا ضيوفا في الصالة ويريدون رؤيتك ..


قالت باستغراب :من?? 


فاشار اليها ان ادخلي وستعلمين من.. 


فتوجهت نحو الصالة بخطوات ثقيلة ..وما ان اطلت حتى امطرت عليها السيدة بوابل الدعوات والشكر والامتنان ..نعم انها ام هاشم ..فنظرت ساري

 حولها ..وتذكرت ذلك اليوم ..ياالهي ان همها في ايجاد العمل قد انساها نفسها وكل ما حدث معها ..فاقتربت من ام هاشم ..وقالت لها: وكيف حال ولدك ..


فاشارت الى احدى الزوايا وقالت :انه هناك ..


ولم تنظر ساري الى وجه ذلك الشاب ..فهي بكل الاحوال لن تعرف ملامحه ..لانه ممتلئ بالندوب ..ويجلس على كرسي خاص ..ايعقل انه لا يستطيع السير وحده ..ما هذا بحق السماء ..?


واخترق جدار تاملاتها صوت والد هاشم الذي قال :لقد ابى ولدي الا ان ياتي الى هنا ويشكرك بنفسه ..


فنظرت اليه بحياء.. ولم تحدق جيدا بملامحه بل اكتفت بقول :حمدا لله على سلامتك ..


ثم غادرت المكان فقد كانت متعبة من كثرة السير والبحث عن العمل الذي تحبه والذي هو من ضمن اختصاصها ..ولم تيأس ابدا من محاولة بحثها في

 الايام التي تلت ذلك اليوم وهي تتذكر مظهر هاشم ..فكيف به وهو شاب في مقتبل العمر

 وقد قتل احلامه ذلك الحادث المؤسف الذي شوه آماله قبل وجهه ..


وبعد عدة ايام توجهت الى احدى الشركات ..ولاقت ترحيبا من اللجنة بعدما  قامت بالاستطلاع

 على بياناتها ..وابلغوها بقبولها فورا ..ولا حاجة للاتصال بها ..فهم يبحثون عن موظفين يحملون نفس شهاداتها 

..وتراءى الى ذهنها مباشرة نذرها في ارتداء النقاب ..فقالت لرئيس اللجنة :افرضوا ان

 التي امامكم الآن لم تكن محجبة فحسب بل ترتدي نقابا ايضا فهل سيؤثر هذا على عملها ..??


فقال لهابعد ان تفحص ملامحها جيدا :لا يهمنا يا آنسة شكل الموظفين بقدر ما تهمنا

 عطاءاتهم ..ووجودك وبقاؤك يعتمد على سلوكك ومهارتك في العمل ولا علاقة لنا في حياتك الخاصة ..


ففرحت لذلك فرحا كثيرا ..ولكن الرئيس استتلى :لقد تم قبولك بالفعل هنا ..ولكن

 لا يمكنك مباشرة العمل الا بعدشهر ..لاننا سنفتتح فرعا آخر ويتطلب الامر بعض الوقت ..


فقالت مبتسمة :لا يهم على الاقل اكون قد جهزت نفسي ..وقمت بدراسة كيفية العمل ..وهذا ما سيساعدني على اثبات قدراتي ..


فاعجب رئيس اللجنة بردة فعلها وقال :بالفعل نحن نحتاج الى موظفين مثلك ..بارك الله بك ..


ولم تسع الفرحة قلب ساري ..التي عادت الى منزلها والبشر في وجهها ..واخبرت عائلتها بما جرى معها ..فقالت لها امها :وهل سترتدين النقاب حقا يا ساري.. 


فقالت ساري بجدية :وهل كنت امزخ معكم حينما اخذت الوعد منكم ..فانا ساذهب الى السوق صباحا لاشتري ما تهواه نفسي ..


فالتفتت ام ساري الى والدها وقالت باستغراب وغضب ممزوجين :هل ستسمح لها حقا بتنفيذ قرارها ..


فقال لها :لقد وعدتها ..فهل تريدين ان ابدو امامها كالاطفال ..


فقالت :ولكن!!?? 


عندها قاطعتها ساري ..واحتضنتها ثم احتضنت والدها وقالت :انا اثق انكما لا تريدان الا سعادتي ..التي وجدتها اليوم ..


قالت امها: ولكنك لا زلت صغيرة فلم تريدين دفن نفسك منذ الآن ..


فقالت ساري بغيظ :لقد احترت بنفسي ان كنت صغيرة ام فاتني قطار الزواج ..اعرف ما تلمحين اليه يا ام ساري ..ولكن فرحة بهذا فلا تنغصي علي فرحتي ..


وبالفعل ففي اليوم التالي

 توجهت ساري الى السوق

 واشترت حلمها ..وعادت الى منزلها ..والتزمت غرفتها ..وقررت ان تولد من جديد ..الا ان والدتها

 اخترقت وحدتها وقالت لها :اريدك في امر هام فهلا سمعتني جيدا ..


               الجزء الخامس من هنا 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close