رواية بصراحة الفصل الاول1والثاني2 بقلم ليلي مظلوم


 
❤️بصراحة ❤️..

الجزء الأول ..

بقلم ليلي مظلوم



بصراحة تامة ابنتك لم يعد بمقدورها ان تنجب الاولاد ..اصبحت عقيما ..!!

هذا ما قاله الطبيب لوالدة منال ..التي كانت تنتظر خارجا وبلهفة ..بعد ان اخذت ابنتها الى الطبيب بسبب اوجاعها… وتبين انها وبسبب مرضها اصبحت عقيما ..


فاحمر وجه المستمعة غضبا وحزنا ويأسا ..وقالت متجاهلة ما سمعته :ومنال كيف حالها الآن ??


اجاب الطبيب والعرق يتصبب من جبينه :انها بخير .وساصف لها بعض الادوية ..وما عليها الا ان تاخذها بانتظام ..


وبعد سماعها لتلك الكلمات عادت عاصفة العقم لتهب في قلبها وروحها ..نحن البشر هكذا ..فللامنيات اولويات في حياتنا!!  ..وعلى سبيل المثال ..يكون الطالب ملهوفا ليسمع نتيجة نجاحه ..وعندما ينجح ..يطالب ربه بان ينال درجة تقدير ..وان نال مرتبة الجيد يطالب   بالامتياز وهكذا ..ولكن شتان بين ما سمعته ام منال عن عقم ابنتها ..وبين اسى الرسوب في الامتحانات ..وقالت  للطبيب متوسلة اليه :الا يوجد اي حل ??فابنتي عمرها سبعة عشر ربيعا ..ولم ترَ شيئا من هذه الحياة ..ولا اعلم كيف سانقل اليها الخبر ..لقد تدمرت حياتها ..فمن الذي سيرضى بالزواج بها وهي عقيم ..?!


اجابها الطبيب متحسسا الدموع في عينيها :المهم انها حية ترزق ..وستكون حياتها طبيعية   ..انها فتاة جميلة ..ولا اعتقد ان الزواج اهم من حياتها ..!!ومن يدري قد تجد من يتقبلها ايضا ..وبصراحة اكبر.. لقد عرفت بامر عقمها ..ولم تحرك ساكنا ..وكأن الخبر عادي بالنسبة اليها فلا تقلقي ..


ثم خطا خطوتين ..وقال :بالمناسبة يمكنك اخذها الى المنزل وانا آسف لهذا الخبر ..!!


ودخلت ام. منال الى غرفة ابنتها لتجدها تجهز اغراضها وهي تقول لها: لقد سمعت حديثك   انت والطبيب ..ولا ادري لم كل هذا الحزن والغضب ..ماذا ان اصبحت عقيما .??"!هذا امر عادي ...!


وحدقت امها بملامحها جيدا ..وتحسست انها بالفعل ليست مستاءة ..ربما لانها لا تعرف ما معنى الامومة بعد ..ولم تحب احدا ..ويكون العائق بينهما هو هذا السبب اللعين ..


ومرت عدة سنين ..وتعرفت خلالها منال الى عدة شباب ..كانت هي السباقة فيها الى انهاء العلاقة ..لانها لم تجد فيهم من يكون جديرا بها بالنسبة اليها   ..ولم تعترف لاي منهم بموضوع عقمها ..لانها كانت تشعر بالملل  من وجودهم  في حياتها خلال مدة قصيرة ..فهم كانوا يعاملونها كأميرة ويدللونها ويتحدثون اليها بطريقة مبتذلة ..ك  أأمري يا طفلتي شبيك لبيك انا بين يديك ..وهي لا تحب هذا النوع   من الرجال ..لانها توقن ان هذا الكلام ما هو الا  تصرف مؤقت ..بحيث يعاملونها بهذه الطريقة ..ليظهروا وجههم الآخر لاحقا ..وتموت العلاقة قبل ان تبدا ..لانها لم تصل الى المرحلة التي تشجعها على التحدث عن نفسها… او حياتها الخاصة ..


والجدير بالذكر انها فتاة ذكية ..وجميلة.. وصاحبة شخصية قوية ..ولديها ارادة وتصميم من فولاذ ..فهي لم تكمل دراستها واكتفت بشهادة الخامس الابتدائي ..ومع هذا ..اصرت ان تدخل الى الحوزة ..لتتعلم احكام دينها ..الا انها كانت متمردة نوعا ما ..فلا تقبل كل ما تسمع… وتجادل وتناقش ..وان لم تصل دوما الى النتيجة المبتغاة ..وان صح التعبير انها الجريئة المتمردة حقا ..حتى. ان البعض كان يتجنب مناقشتها لان اسئلتها جوهرية ..ولم تكن كاولئك الذين يعتبرون الدين هو في البعد عن الناس ..بل    على العكس ..كانت تمضي معظم وقتها على مواقع التواصل الاجتماعي ..وقلما يلفت انتباهها المنشورات ..الا الدينية لانها ضمن اختصاصها ..


وذات يوم لفت انتباهها احدى المنشورات ..التي تتحدث عن عن الكتيبة والحسد والجن .  .وهي لا تؤمن بمثل هذه الامور… فبدون ان تشعر بدات اناملها تخط رايها بكل واقعية ومنطقية… مما اعجب صاحب المنشور ..وبدا النقاش الهادئ ..وعلى ما يبدو ان صاحب المنشور ايضا قد اعجبته صاحبة التعليق ..وذهب ليتحدث  اليها على الخاص ..ولم تكن تمانع ذلك ..بل اكملت النقاش ..وتطور الكلام يوما بعد يوم ليتبادلا الخصوصيات ..وقد اخبرها انه قد طلق زوجته ..ويكبر منال بعشرين عاما ..وهو يسكن في العراق ..وووووو 

وقد شعرت بالراحة تجاهه ..لان حديثه جذاب ..ويساعدها في فهم الفقه والعقائد التي كانت تتلقاها في الحوزة ..وشعرت بالانجذاب نحوه ..ولاحظ هو ذلك ..واحب الامر ..ولم يعد بمقدوره ان يخفي مشاعره ..فكتب اليها ذات يوم :منال انت فتاة مميزة… وتعرفين عني كل تفاصيل حياتي ..وانا قد علمت سرك الحزين واشكرك على ثقتك بي ..


فكتبت اليه :حسب معرفتي بشخصيتك ..فان بعد هذه المقدمة هناك طلب ما ..


فرد :اريد ان اعرف هل يزعجك فارق العمر بينك وبين الذي ستتزوجينه ??


فاجابت :الحب لا يعرف الاعمار ..


فاكمل: والعرق?? 


فاجابت : ولا يهمني. الجنسيات بالطبع.. 


وهنا تجرا صاحبنا ..وكتب اليها :انا اسمي كاظم ..اسكن في العراق 





..مطلق ..ولدي ثلاثة اولاد ..واكبرك بعشرين عاما او اكثر قليلا ..لقد احببت   اسلوبك ..واود ان





 اذهب الى لبنان ..لاتعرف اليك ..واخطبك ..لاني احببتك حقا ..فهل هناك فرصة ما ..ام اعود من حيث اتيت ..??


قصة❤️بصراحة ❤️..

الجزء الثاني ..


فاجابته مباشرة :انا لست من اولئك الفتيات التي تتدلل فتطلب منك فترة معينة 

لتفكر ..وهي الموافقة على الطلب ..نعم لا مانع لدي ..ويمكنك المجيئ الى لبنان متى ما اردت وساخبر اهلي بذلك ..


فكتب اليها: الا يمانع اهلك الطريقة التي تعرفت بها الي ..وزيارتكم كعريس ..?!


فابتسمت منال بينها وبين نفسها ..ثم كتبت :يبدو انك يا كاظم لم تعرفني جيدا ..لا يخيفني

 اي شيئ في هذه الدنيا ..وافعل ما يحلو لي واجده امرا عاديا .

.اما بالنسبة الى اهلي فانهم يثقون بي ..ولا يعارضوني

 باي شيئ ..ربما بسبب اللهفة التي اصابتهم بعد الذي تعرضت له منذ عدة سنين ..


فاجابها: حسنا بعد ايام ساكون في دياركم ..ونتفق على كل الامور ..


اقفلت منال الجهاز ..ثم توجهت الى امها واخبرتها بكل شيئ ..فصعقت امها من الخبر ..

وقالت لها: يكبرك بعشرين عاما ايتها الغبية انه ليس في مثل 

سن والدك بل جدك ..هل انت رخيصة بنظر نفسك الى هذه الدرجة ..!?


فتأملت منال عيني امها جيدا ..وقالت بحزم: ولكن لديه ثلاثة اطفال ..مما يعني اني لست 

مطالبة بالانجاب ..وقد طلق زوجته ..فلا عائق بيننا 

..واخبري والدي بالامر لاني لن اتراجع عن قراري ..


فحوقلت امها وقالت لنفسها: ان اكثر ما يقصم ظهري هو عقمك يا ابنتي ..ولا اعتقد ان 

والدك سيعارض امرا كهذا ..فهو رجل ويعرف جيدا ما معنى ان يتزوج بامراة لا تنجب ..


ثم احتضنت ابنتها ..وقالت لها: هل ستذهبين الى العراق… وتتركيني وحدي هنا ..

انا اخاف عليك كثيرا ..


تلك الكلمات اضحكت منال ..فقلبها لا يعرف الخوف وهي لا تخشى شيئا في هذه الدنيا .

.فتفعل ما تريد ويحلو لها ..وليحصل ما يحصل ..هل

 هناك اصعب من الموت ..فهي حتى ان اقترب الموت منها سترحب

 به ولن تسال ..وخاصة انه اقترب منها كثيرا في صغرها فاصبح الامر عاديا بالنسبة اليها.. 


وهنا اقول ..عندما يكون الانسان ليس لديه شيئا ليخسره فانه بالطبع سيفعل ما يريده .

.ولا يهمه كلام الناس ..فالدنيا رخيصة بنظره ..والتمتمات ارخص

 بكثير ..ويشعر انه طائر في الهواء يحلق بجناحي اللامبالاة ..والدنيا ليست له ..ليس فيها اي طعم مميز ليتذوقه ويشعره بحلاوتها ..


وعلاوة على ذلك فقد حرمت من الامومة قبل ان. تعرف معناها.. وماذا يعني ذلك ..ان

 لا تنجب افضل بالنسبة اليها من الانجاب ..وخسران اولادها ..وتجرع الالم عليهم ان اصابهم اي مكروه ..


وبعد عدة ايام حضر كاظم ..وهو محملا بالهدايا ..التي تخص العرائس.. وبمجرد ان. راته

 والدتها دمعت عيناها ..وقالت :اه منك يا زمن حينما تجبرني 

ان. ارمي ابنتي في النار احتراما لرغبتها ..انها تبدو كابنته او اصغر سنا ..


وبعد عدة جلسات ..بدات

 نظرة الاهل تتغير حيال كاظم ..فهو رجل منفتح ..هادئ وقور تقي .

.وعلى ما يبدو انه سيصون ابنتهم ..اما بالنسبة الى 

منال فهي قد تعرفت اليه على النت ..ورات صوره وعرفت عنه

 كل شيئ تقريبا ..لذلك لم يتسلل احساس المعارضة والخوف 

الى قلبها.. وتشعر بالحنين اليه ..ولم تحدد اذا كان حبا او

 احتراما او اعجابا بفكره واسلوبه ..وايا يكن من كل ما ذكرته

 ..فيكفي انها تشعر بالسعادة عندما تكون الى جانبه ..


وتمت الخطبة ..وارتدت منال خاتم الخطوبة ..وتم الاتفاق على امور الزواج ..بحيث يعود

 الاخير الى لبنان بعد عدة اشهر ..ويكتب كتابه ..لينطلق

 بعروسته الى ارض الائمة ..فهي كانت تتوق الى الزيارة ..وقالت بينها

 وبين نفسها سازورهم يوميا .


.وبعد اسبوع عاد الغريب الى وطنه على امل العودة مجددا بعد ان. يكون قد جهز اموره


.. واتفقا ان يتواصلا خلال تلك الفترة عبر مواقع التواصل


 الاجتماعي… كل هذا ولم. يكن قلب العائلة. مرتاحا ..ولكن هذا ما تريده منال وسيسعدها !!


وبعد فترة اخبر كاظم منال انه سينقطع عن التواصل معها خلال الفترة القادمة ..لانه 

مشغول بالزيارة ..فشعرت بالملل.. وقالت لنفسها ..ساتصفح 


النت ..علي اجد ما يسليني ..


وفجأة وقع ناظريها على احدى الصفحات ..والتي كان صاحبها يضع صورته الشخصية ..


فبدات تتامل ملامحه ..وقد جذبها لون بشرته السمراء ..وعيونه


 الصغيرة الثاقبة ..ونظرته الحنونة ..وطلته الهادئة ..جماله كان 


جمالا عاديا ..ولكن صورته تسحر الناظر اليها وكانها تقول له


 تاملني جيدا فعيوني مليئة بالاسرار ..وهذا ما حصل مع منال .


.حيث بدات تتصفح صفحته منشورا منشورا ..وكان الكلام عاديا ..ثم دخلت الى صفحة المعلومات الشخصية ..لتفاجأ انه من


 ضيعة والدتها ..واكملت مهمتها لتروي فضولها اكثر واكثر ..وكل صورة له كانت تحمل الف معنى والف سؤال ..فقالت


 لنفسها: لا بد من ايجاد حجة حتى اتحدث اليه ..


ثم حدثها ضميرها ليقول لها: ولكنك فتاة مخطوبة ..اليس هذا نوعا من انواع الخيانة ..


ثم ردت نفسها: ليس الامر بكل هذا السوء ..فانا لن اتزوجه ..وساكتفي بسؤاله فقط 

عن ضيعة والدتي ..فهل سيجيبني .?


واخيرا استجمعت قواها وارسلت: مرحبا ..آسفة لدخولي الى الخاص ..ولكني وجدتك من 

سكان ضيعة والدتي ..واثارني فضولي لاسالك عنها?? 

                      الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>