رواية بصراحة الفصل الثالث3 بقلم ليلي مظلوم

الجزء الثالث ..

وعندما قرأ الرجل الرسالة ..اجاب باقتضاب :اهلا بك ..ما هي اسم ضيعة والدتك ?

وعندما اخبرته باسمها اجابها: نعم هي ضيعتي !!

عندها ارادت ان تطيل الحديث معه اكثر ..فكتبت له :هل تعرف هاني منصور ??!

فاجابها: طبعا ومن لا يعرف ذلك الرجل ??!الضيعة باكملها تعرفه !

فكتبت: انه خالي !!

فاجابها :اهلا تشرفت بك ..عن اذنك !!

وهنا شعرت منال ان طبع هذا الرجل غريب ..ولكنه وسيم ..وسيم بنظرها وكأن روحها نادت روحه ..وفي تلك الليلة لم تفارق صورته خيالها ابدا ..لتعود   في اليوم التالي الى فتح جهازها ..واول ما اطلت. عيونها على الشاشة.. كانت اصابعها قد ضغطت على صفحته الشخصية ..لتتصفحها مرة اخرى ..ولم تمل من ذلك وكأن 

سحرا اصابها ..وتذرعت بموضوع المنشورات..لتتحدث اليه مجددا ..وكان يجيبها باقتضاب ..مما اثار غضبها من بروده من جهة ..وفضولها للتعرف اليه   اكثر واكثر ..وتكرر هذا العمل يوما بعد يوم ..حتى شعرت انها ادمنت عليه وعلى الحديث معه ..ولكنها لم تجده يبادلها الاهتمام ذاته .

.ومر شهران وهي تمارس العمل نفسه ..حتى اصبح يشغل بالها ليلا ونهارا ..ونسيت امر   خطيبها الذي كان يتحدث اليها نادرا متذرعا بعمله ..وامور اخرى ..ولم تغضب منه ابدا بل على العكس كانت تشعر بالراحة ..ليتسنى   

 اليها روي فضولها تجاه هذا الكائن الجديد الذي دخل حياتها واسمه علي ..وكلما ازداد    تجاهله اياها..زاد فضولها لاختراق عالمه ..ومعرفة طريقة تفكيره ..فللوهلة الاولى لفت انتباهها شكله فقط ..وكانها تألفه منذ زمن بعيد ..

لماذا هكذا نحن البشر ..نسعى 

الى اختراق المجهول ..وتجاهل الواضح امامنا!!ولكن بعض الاطباع البشرية ..تموت مشاعرها او تهدأ ثورتها بسبب الاهمال ..

وهذا ما حصل مع منال ..التي قررت الا تتحدث اليه ثانية ..من يظن نفسه ?..ومهما يكن ..فللصبر حدود ..وان كان متعاليا برايها فهي متعالية اكثر منه ..

ومع هذا لم تعد تفكر بامر خطيبها لدرجة انها نسيت انها كانت تنسى انها مخطوبة احيانا     ..فهل علي هو السبب يا ترى ??ام انها لم تعد تحبه ..او لم. يكن هناك حبا بينهما من الاصل ..ولكن ماذا عن اعجابها بمواقفه ..

يحدث احيانا ان. نعجب باداء احدهم ..وما ان نصاب بعدوى هذا الاداء حتى يتغير شعورنا تجاه صاحبه .

ومر يومان ..على قرارها بمقاطعة الرجل المتعالي ..ليتعدل هذا القرار بمجرد وصول رسالة منه اليها ..وقد وردت على الشكل التالي :وينك مش عمتبيني ??!!!

وبمجرد ان رات تلك الكلمات حتى شعرت ان السعادة تملكت قلبها وروحها ..كالتي تنتظر 

شيئا ما ..وفضولها يرضى ان يرسل اليها ولو نقطة ..تلك الذرة (النقطة)لها مفعولها السحري على قلب وروح وعقل المرسل اليها الرسالة ..

فارسلت اليه ..وقلبها يرقص من الفرح على معزوفة روحها ..:انا هنا ..ولكني لم اعد ارغب بازعاجك !!

فارسل اليها ..وهي تراقب كلمتي (جاري الكتابة)..وكأن مصيرها سيتحدد بعد لحظات :لا ابدا ..لا يوجد اي ازعاج ..ولكن الوقت الذي تتحدثين 

به الي ..هو وقت العمل في الشركة التي اعمل بها ..ولا   استطيع ان. ابادلك الحديث كما يجب لاني اكون مشغولا احيانا ..واقتنص الفرص لاجيبك  ..وفي منزلي لا يوجد شبكة عنكبوتية ..لهذا الامر فقط لا اتحدث اليك ..

وبعد هذا الرد ..شعرت منال بقشعريرة فرح تسري في كل خلاياها ..لانه برر غيابه   وتجاهله اياها ..وهذا ان دل على شيئ ..فانه يدل على حرصه على عدم غضبها منه وعلى اهتمامه بها ..

وبعدها قرر علي ان يذهب الى منزل صديقه الذي لديه اشتراك عبر الشبكة العنكبوتيه ..يوميا ليتحدث الى منال حتى لا تغضب منه مجددا ..وقد تخلل الاحاديث تعارف واحداث عادية جدا ..تفتقر الى    الخصوصية ..وذلك لان صديق علي كان يجلس الى جانبه ..واحيانا يقرا المحادثة التي تدور بينهما ..لانها عبر جهاز الكومبيوتر وليس عبر الهاتف ..ففي ذلك الوقت لم يكن النت منتشرا بهذه الكيفية ..وقد اخبر علي منال بذلك ..والتي لم تغضب بدورها   هي ايضا ..لان احاديثها كانت عادية ..ولا داعي للخوف من اطلاع احد عليها ..ومع هذا فكانت بالنسبة اليها الروح التي تغذي العلاقة بينهما ..وطبعااااا كانت منال تنال درجة امتياز 

في ادائها ..حيث تكتب وتكتب وتكتب ..وليس على علي الا القراءة والتعليقات الخجولة .  .ك (ذهبت الى منزل جدي وفعلت كذا وكذا ..ذهبت الى السوق ..واشتريت الثياب وووو)وكانت

 اجابته ب (احسنتِ..عافاك الله ..مبارك وووو)..ولم تترك له مجالا ليتحدث عن نفسه ..او ربما هو هكذا بطبيعته .

.لا يحب ان يكشف عن خاصته امام احد ..او ربما لان صديقه جالس معه ..ويخجل ان يتحدث بحرية ..والمهم في الامر انه 

كان يجلس لساعات في منزل صديقه ..فقط ليقرا ما تكتبه تلك الفتاة التي اقتحمت حياته ..

وذات يوم ..وبينما كانت تراسله كعادتها ..وهو يستمع اليها بكل شغف ..خطر الى بال 

صديقتنا منال فكرة قد تكون عادية ..وقد يخيل الى البعض

 انها غريبة في ذاك الوقت ..حيث كتبت اليه :انا اراسلك 

منذ مدة لا يستهان بها ..ولكن الم يحن الوقت لكي اراك شخصيا ..ان لم يعد لديك اي مانع طبعا !!!!

                      الجزء الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا