قصة ❤️بصراحة ❤️
الجزء الرابع ..
وقد شعر علي بالصدمة من
ذاك الطلب الذي يعد غريبا بالنسبة اليه ..ولكنه خجل ان. يعبر عن ذهوله ..الذي كانت تتوقعه
المرسلة اليه ..فكيف سيتقبل فكرة ان تطلب منه فتاة ملتزمة وابنة حوزة ..رؤيته ..انها فكرة جنونية ..ولكن صراحة الفتاة جعلتها تعبر عما يدور في ذهنها ومكنوناتها ..فكتب اليها :علاوة على انك انت المبادرة للحديث معي ..وايضا انت المبادرة لطلب رؤيتي !!مع
انه من المفروض ان يكون طلبي انا ..اليس كذلك ??
فكتبت اليه :من الممكن اني اتوق لرؤيتك ..ومن الممكن انك لست متحمسا لهذه الفكرة ..ولكني. اتحدث بصراحة وهذا ما اعتدت عليه منذ صغري . .ليس المهم عندي من يبادر بالطلب بقدر الطلب نفسه ..فنحن لسنا اولادا صغار او مراهقين ..
فكتب اليها بعد ان ادهشته صراحتها :حسنا موافق .
واتفقا على ان يلتقيا في احدى المطاعم ذات المستوى الوسطي...والجدير بالذكر ان منال قد ارسلت اليه صورة غير واضحة المعالم قبلا ..لهذا فهي تستطيع معرفته جيدا ..اما هو فنظره سيخونه بالطبع ..ووصل قبلها الى المكان المنشود ..و عند وصولها ..اول ما وقع ناظريها عليه ..وعرفته مباشرة !!الا انه لم يفعل ..فاقتربت من مكان طاولته ..وقالت له :علي!!
عندها عرف انها هي ..فوقف وقال لها بكل خجل :اهلا تفضلي!!
عندها تربعت على الكرسي بكل ثقة ..والخجل قد غادر محياها في تلك اللحظات ..ولم يعرف القلق. والتلبك مكانهما في قلبها ..على عكسه هو ..فقد كان مرتبكا ..وبدا ذلك واضحا من تصرفاته ..لدرجة انه لم يقدر على طلب الطعام الذي يحبه ..وهي من اختارت نوع الطعام
لكليهما ..وكعادتها ..لم يكل لسانها من التحدث… حتى وهي تأكل ..ولو امكن ان يكون لها اكثر من لسان لما افرغت كل ما جعبتها ..الاحاديث كثيرة.. اما هو فكان يستمع اليها بشغف من جهة ..ويشعر بالارتباك من جهة اخرى لانه لاول مرة ياكل بواسطة الشوكة والسكين ..
تبا للاتكيت حين يخترق عالمنا ..فهو يقيدنا بقيود نحن بالغنى عنها احيانا ..وما اجمل البساطة والسجية ..
وكانت هي معتادة على تناول الطعام بتلك الطريقة ..لذلك ملات بطنها بسهولة ..على عكسه هو ..حيث تظاهر انه شعر بالشبع ..توخيا للاحراج ..
اما منال فعلى الرغم من انها كانت مشغولة بطعامها واحاديثها الشيقة ..الا انها غرقت ايضا بمعالم وجهه.. حيث كانت تتامله خفية عنه ..وبالعلن امام قلبها
وعقلها.. فسمرته الجذابة بالنسبة اليها كانت كافية بان تجعلها تغرق في بحر تكاوينه ..بشرة سمراء.. وشعر اسود ناعم ..بالاضافة الى العلامة التي تحتل خدوده المتورمة ..وبدون ان تشعر ..كانت تنظر اليه بشرود ..وكانه تحفة جميلة امامها الا ان ذات روح خجولة مرحة وجدية ..
وبعد انتهائهما من تناول الطعام.. قالت له :ما رايك ان نطلب الشاي ??
قال لها بارتباك ;كما تشائين ..
فنادت النادل وقالت له :اريد ان اطلب الشاي ..وان يكون الكأس من النوع العجمي ..
وقد اثار فضول علي ..هذا الطلب ..لانه لاول مرة يسمع في حياته ..الكأس العجمي!!
ولاحظت منال ذلك ..فقالت له بكل ثقة :ما الذ طعم الشاي في ذلك الكأس !!!
ويعد مرور ثلاثة ساعات ونصف من الزمن ..وكانها دقائق معدودة بالنسبة لكليهما ..قالت منال :علي ان اذهب الآن ..فالليل اوشك على الظهور ..
قال لها :حسنا ..وانا علي المغادرة ايضا ..
قالت له: هل اتيت بسيارتك??
فانا استقيت سيارة. الاجرة ..
قال لها: وانا ايضا ..!!
فقالت له بابتسامة مشرقة: اذن هيا لنذهب سوية ما رايك ..??وقبلها نتمشى قليلا ...بينما نجد سيارة الاجرة ..
قال لها :حسنا هيا بنا ..
وانطلق علي ومنال الى جانبه ولا زالت تتحدث عن نفسها ..فاستوقفها علي قائلا: ما شاء الله ..علي ان احسدك لان كل من في المطعم يعرفك ويناديك باسمك !!حتى ان مدير الصالة قد رحب بك ترحيبا خاصا ..
فقالت له باسمة: نعم هذا صحيح ✔ ايها الحسود ..فانا آتي دائما الى هذا المطعم برفقة صديقاتي ..
فهز راسه مرحبا بالفكرة :تقصدين صديقاتك في الحوزة ??!
قالت له :منهن زميلاتي في المدرسة ..والبعض الآخر اقاربي ..
فقال لها: هذا جميل ..!!لا بد وانكن تمضين وقتا ممتعا ..
قالت له: اصلي ما حدش واخد منها حاجة ..!!
فضحك الاثنان ..ونظرا الى بعضهما بطريقة غريبة ..وقال علي :لا بد وانك المحرك الاقوى بين صديقاتك ..تبدين ذات شخصية قوية وصريحة ..لم اجد اصرح منك في حياتي ..الا تخافين من اي شيئ في هذه الدنيا ..
فتنهدت وقالت :لكل شخص منا نقاط ضعف في حياته ..ولكني عملت على تقويتها ..فانا لا احب الهزيمة والانكسار والحزن ..لان هذا العمر سيمضي بافراحنا واحزاننا ..وارتباطاتنا ..
فتوقف قليلا ..ونظر اليها بتساؤل وبعدها قال :لقد اخبرتني بانك مخطوبة.. فهل هذا صحيح ??
