رواية بصراحة الفصل السادس6 بقلم ليلي مظلوم


 قصة❤️بصراحة ❤️..

.الجزء السادس ..


وهدأت ثورة وتساؤلات علي 

فجأة… ولم يُسمع الا صوت هدير الأمواج ..وعيونه تواجه   عيون منال.. وبقي للحظات

 وهو يتاملها ..عله يكون قد سمع شيئا خاطئا  ..ولكن كلمة لا انجب ..لم تفارق اذنيه… واعطت

 ترددا في ذهنه مع صفير الرياح التي تصارع هدير الامواج ..وبعد لحظات ..اشاح بناظريه عنها ..وتامل الرمال بيديه بعد ان اخذ حفنة منها ..ثم   رماها بهدوء وقال بصوت منخفض :لماذا لا تستطيعين الانجاب ..ما الذي ادراك ..هل تزوجت قبلا??!! 


فاخذت نفسا عميقا ..وقالت وهي مغمضة العينين :كلا لم اتزوج من قبل ..ولكني اعاني من مشاكل صحية ..وبسبب تلك العوارض اصبت بالعقم.. 


ولكن علي اصر على موقفه ..وتجاهل الذريعة السخيفة بنظره للقبول بكاظم كزوجا لها فقال: ولكن هذا ليس سببا مقنعا وجوهريا ..حتى ترمي  بنفسك في بحر المجهول ..فكري جيدا بهذا الامر حتى لا تغرقي ..لانه وان تم الزواج لا يمكنك التراجع !!!


فهزت منال راسها ..واعادت صياغة الكلمات في عقلها ..وقالت لنفسها: اعلم انك على حق ..واني اقنعت نفسي بصوابية ما افعل ..كالذي يسخر من   نفسه ..فعلا علي ان اعترف اني خائفة من هذا السفر !!وخائفة ان يكون كاظم قد بنى لي قلعة رملية ..تُدمَر مع اول هبوب الريح ..ويكون كل الذي اخبرني عنه مجرد اوهام كاذبة !!


فتاملت ملامح ذاك الاسمر ..الذي يبدو عليه علامات القلق عليها ..ويمكنك ملاحظة ذلك من بريق عينيه السوداوين ..اللتين تشعان بالحب  والحنان ..والمشاعر المختلطة التي لم يستطع نفسه ان يفسرها ..وبعدها قالت: معك حق اعدك ان. افكر بالامر ..ساحاول التحدث اليه بهذا الشأن ..


تلك الكلمات لم ترح قلب علي ..ويبدو ان صديقنا قد غرق في بحر الحب ..وغرقت معه  صديقتنا منال ..ولكن كل واحد منهما احتفظ بمشاعرها البادية للجنين في بطن امه ..


وفي ذلك اليوم عادت منال الى منزلها منهارة من التعب الجسدي والفكري ..ولكنها قررت ان تجلس قليلا مع عائلتها علها تجد بعض الراحة ..فصنعت القهوة ..وجلست الى جانب اهلها ..وكانها تخفي كلاما ما في جعبتها ..وهذا ليس من عادتها ..فهي لا تستطيع ان تخفي

 احزانها ..وتعد الرقم الاول بالنسبة للأشخاص الصريحين ..وبدات تنظر تارة الى امها ..وتارة الى ابيها ..وكانهما ايضا يريدان التحدث معها    بشأن ما ..فقالت منال: اشعر انك تريدين الافصاح عن شيئ ما ..ماذا هناك يا غالية ..?


فقالت امها بعد ان اتسعت حدقتا عينيها :نعم ..هذا ليس معقولا ..فلديك حس جميل ..


ثم جلست الى جانبها وامسكت يدها وقالت بقلق :لدي معارف في العراق ..وقد علمت انهم يسكنون بالقرب من مكان سكن كاظم ..واريد ان اطمئن   عنك بعد سفرك ..لذلك اقترح ان نسال عنه ..فربما قد اخفى علينا شيئا ما??! 


وهنا كانت الام خائفة من ردة فعل ابنتها ..ولكنها تفاجأت حينما قالت لها: معك حق يا امي ..دعيهم يسألون عنه ..واشكرك على حرصك ..


عندها قامت امها باحتضانها ..وهمست :وهل هناك ام. ليست حريصة على ابنتها يا منال ??


فضحكت منال ..وبدات تتحسس حضن امها وهي تقول لنفسها: ارجو ان يكون   هناك اي سبب جوهري لاتذرع به ..واترك كاظم ..وارتاح من عذاب الضمير ..لقد احببت علي في وقت غير مناسب ..


ثم سخرت بينها وبين نفسها: ليس الوقت فقط ..بل انا لا اناسبه كشريكة لحياته ..وقد يتخلى عني بعدما سمع بقصة عقمي ..ما اغباني !!انه لم يعترف لي بحبه حتى ..


واقول لمنال ..ليس من الضرورة ان يتفوه احدهم بكلمة احبك كي تتاكدي من مشاعره ..مع

 ان تلك الكلمة ان خرجت من القلب تعطي احساسا جميلا يتخلله الامان والراحة والطمأنينة والحنان ..ولكن هناك بعض التصرفات التي تعبر عن مشاعرنا تجاه احدهم ..لا تساوي 

الف كلمة احبك او اعشقك ..بل اكثر ..وحتى ان كانت نظرة قسوة او تذمر ..قد يكون

 في عمقها حب كبيييييير ..ولكن العاشق دائما يخاف من ردة فعل معشوقه ان عرف بمشاعره ..حتى لو كان متيقنا من ذلك ..


وبالفعل فان ام منال لم تكذب خبرا ..وسالت معارفها عن كاظم ..فاخبروها انه رجل ملتزم ..وووووو المعلومات كلها تطابق المعلومات التي اعطاها

 لمنال ..عدا انه منفصل عن زوجته ..فهي لا زالت زوجته بالفعل وتسكن معه بالمنزل نفسه ..وكان وقع هذا الخبر جميلا على

 مسامع منال ووالدتها ..لانه ذريعة قوية لتركه من جهة ..ومن جهة اخرى ..فان العروس   لن توافق على الزواج برجل متزوج لانه يستحيل ان تبني سعادتها على تعاسة الآخرين ..هذا هو السبب

 الذي جعلها تشعر بالراحة النفسية ..اضافة الى ان علي قد سكن قلبها ..ولن تستطيع ان تكون زوجة لاحدهم ..طالما ان الساكن باق فيه وبشدة ..!!


وما كان من منال الا ان اتصلت بكاظم وقالت له :انسَ كل ما بيننا ..فلست انا من ابني سعادتي على تعاسة الآخرين يا كاظم !!


فقال لها: لقد طلبت مني الطلاق ..وساطلقها قريبا ..لن تبقى في المنزل ..اعدك بذلك ..


فقالت له: كلا ..لا تفعل ذلك ..فلن اكون لك يوما ..وداعا ..


ثم اقفلت الهاتف ..وشعرت

 بالراحة ..وفي اليوم التالي كعادتها ذهبت لرؤية علي ..الذي كان ينتظر منها خبرا مفرحا ..و

لكن وقع ناظريه على خاتم

 الخطوبة  الذي لا زالت منال ترتديه ما يعني انها لم تنهِ علاقتها 

بخطيبها ..فشعر بالخيبة ..

               الجزء السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>