رواية حب مكتوب
الجزء الخامس
للكاتبه / مي علي
مروان قال لماما...
محمود ف المستشفي
انا قلبي وقف ساعتها
ماما قالت ...
ليه يابني كفا الله الشر اي اللي حصل
- مفيش امه تعبانه ودخلت المستشفي ولما نزلت امبارح ورجعت وش الصبح كنت معاه
والمستشفي مكنوش راضيين يدخلوها الا بعد ما اخدو مبلغ محترم
واللي حوشو ف سنه صرفو كلو ف خمس دقايق
- يعيني يابني ... طب وهيا عامله اي دلوقتي
- دخلوها العنايه المركزه وهو ياعيني مدمر اول مره اشوف محمود بيعيط
طول عمرو قوي بس الجبل مسيرو ينهار
- ربنا يرفع عنه يابني ويخليهاله
انا سمعت الكلمتين دول والدم نشف ف عروقي ودخلت اوضتي وفضلت اعيط ... انا مش عارفه اكون جمبه ومش عارفه اهون عليه اللي هو فيه
فضلت ادعي ربنا يقومهالو بالسلامه
عدي اسبوع كل يوم اخلي ماما تسأل مروان عليه لحد ما قلها أن مامته خرجت من العنايه المركزه وبقت احسن شويه
انا بقي كان لازم أكلمه لازم .. فروحت اتسحبت واخدت تليفون مروان وطلعت رقم محمود واخدته سجلته علي تليفوني ودخلت اوضتي واستنيت لحد ما كلهم نامو
ورحت متصله بيه
اول مره مردش .. استنيت شويه ورنيت تاني
رد قال...
الو
بصوت واطي قلت...
الو
- الو
تقريبا مسمعنيش
عليت صوتي شويه وقولت ...
ايوه يا محمود
- مين معايا
- انا مي
سكت شويه وبعدين قال...
مي حبيبتي عامله اي
- الحمدلله يا محمود انت عامل اي ومامتك اخبارها اي دلوقتي طمني والنبي
بصوت حزين قال ...
كويسه الحمدلله ... مي انتي بتكلميني منين
- من تليفوني ... اخدت رقمك من عند مروان ف الخفي واستنتهم اما ينامو عشان اكلمك
- يا مي كده مينفعش انتي كده بتحطي نفسك ف غلط لو حد دخل عليكي دلوقتي هتبقي مشكله ولو شافو رقمي علي تليفونك مروان مش هيسكت
- يعني الحق عليا اني عاوزه اطمن عليك انا كنت هتجنن
- متقلقيش انا كويس ووالله مش بلومك انا بس خايف عليكي يا مي ... اقفلي بقي يا حبيبتي وامسحي الرقم من عندك... واتطمني انا كويس امي بس تخرج من المستشفي وتبقي كويسه وانا هجيلك والله
- طب خلي بالك من نفسك
- والنبي والنبي خلي بالك انتي من نفسك عشان خطري
- حاضر يا محمود
- لا اله الا الله
- سيدنا محمد رسول الله
قفلت وروحت ع السرير بس معرفتش انام في حاجه ف قلبي مش مريحاني
ع الساعه سبعه الصبح حسيت بحركه بره وبعدين صوت بابا وماما ومروان بس مقدرتش اقوم اشوف في اي
نمت
صحيت ع الساعه تسعه كده لقيت ماما قاعده ف الصاله بره وحاطه أيدها علي خدها وساكته
- صباح الخير يا ماما
سكتت مردتش
- ماما ... ماما
- اي يا مي
- اي مالك اي اللي واخد عقلك
- بس يا مي والنبي مش فايقالك
- في اي طيب يا ماما مالك وفين مروان
- مروان وبابا راحو المستشفي
سألتها والسؤال بطئ علي لساني
- ليه يا ماما ؟!
- الساعه سبعه الصبح اتصل محمود بمروان .. أمه .. امه اتوفت بعد الفجر
قلبي اتنغز وحسيت برعشه جوايا ده بعد ما انا كلمته بساعتين
وكملت كلامها وقالت ...
يا حبيبي محدش معاه ولسه في غسن ودفنه وإجراءات ف كلم مروان يروحلو وابوكي كمان راح وياه ... ان لله وان اليه راجعون
انا ساكته مش عارفه انطق كل تفكيري كان ف محمود اللي ملوش ف الدنيا غير امه ... دلوقتي اتكسر ... مكنش بيحب حد ف الدنيا قدها
فضلنا انا وماما قاعدين كده كل واحده حاطه أيدها علي خدها وساكته
لحد قرب العصر
ماما رنت علي بابا .. كنسل عليها
وشويه معداش ربع ساعه وكانو جم
انا قمت وقفت اول ما دخلو ... ماما قالتلو ..
عملت اي يا احمد
مروان رد ....
خلصنا اجراءات المستشفي وغسلوها وكفنوها ودفناها علي اذان الضهر
- بسرعه كده هو مش عيالها الاتنين مسافرين .. كان يستني أما يجو
- هو مرضيش يقول لحد فيهم .... قال محدش فيهم سأل عليها وعارفين انها عيانه .. محدش ليه الحق يقف ف دفنتها وقال انا مش هسيبها تعفن لحد ما يفكرو يرجعو ... كفايه عليهم إني هبلغهم بالخبر ... عشان هما اصلا لو قعدو مليون سنه مش هيسألو عليها ... بس ده كل اللي قاله
روحت انا رديت بلهفه وحزن ...
هو كويس
بابا رد ...
ربنا يصبره يابنتي بصيت ف وشه حسيته اكبر مني .... الحزن عجز ملامحه كان واقف ثابت وانا عارف ان جواه بيموت
وهما بيدفنوها نزل معاهم وفضل جوه شويه لحد بعد ما طلعو وطلع وعينيه كلها دموع ووقف بعيد والشيخ بيقرا ويدعي وكلنا مشينا وهو فضل قاعد مرضيش يمشي
ماما قالت ...
وازاي تسيبه يا احمد كنت هاتو بالعافيه
- مينفعش يا امال مينفعش
مهما كانت دي امه وحقه يعمل اكتر من كده انا عمري ما شفت واحد بيحب امه اد محمود ده
انا واقفه حاسه ببرد جوايا عاوزه اكون جمبه اواسيه
الدموع واقفه علي طرف عيني ولو فتحت ف العياط مش هسكت
سبتهم ودخلت اوضتي وفضلت اعيط بحرقه
ماما دخلت ورايا وقالتلي ...
متعيطيش ... احنا لازم نقف جمبه يابنتي ونواسيه ملوش حد ... احنا دلوقتي ف مقام أهله
فضلت اعيط
اخدتني ف حضنها ...
بس يا حبيبتي بس
نمت من كتر العياط ف حضنها ... نيمتني وخرجت
صحيت بالليل ... البيت كلو ساكت وكلهم قاعدين محدش بيتكلم
مروان نزل مع محمود
ماما قالت ...
تأكلي
- مليش نفس
فضلت قاعده ساكته لحد ما مروان جه
سالته ماما عليه قالها...
زي ماهو تايهه ف الدنيا وتعبان بيموت
انا كنت بموت وانا سامعه كده وعاوزه أكلمه اطمن عليه
هتجنن يا ناس
بابا ومروان تاني يوم راحو وحضرو العزا ... كل ده مكنتش شوفته وكنت مستعده اعمل اي حاجه عشان اطمن عليه
عدي اسبوعين مفيش سيره عن اي حاجه خالص
لحد ما لقيت بابا ومروان داخلين ومحمود معاهم ....
