رواية حب ونصيب الفصل الاول1والثانى2بقللم ليلي مظلوم


رواية ❤️حب ونصيب❤️

الجزء الأول .. والثاني 


سهام هي فتاة جامعية ..ومن عائلة محافظة ..علاقتها مع اهلها كانت وطيدة جدا .

.تحب اهلها وتحترمهم ..      ولم تفكر يوما في ازعاجهم او معارضتهم ..بل على العكس ..كانت عائلتها هي عالمها

 الحقيقي ..والتحقت بالجامعة ..ولم تستطع ان تكوّن صداقات خاصة ..فمعاملتها مع الجميع   كانت حذرة ورسمية ..ولكن العواطف والعلاقات ابت الا ان تخترق عالمها ..فقد تعرفت الى زميل لها


 في الجامعة ..احبها بصدق ..وكان دائم التقرب منها ..مما لفت انتباهها واحبته ..وبعد مصارعة بينها وبينه وبينها وبين نفسها ..اعطته رقم هاتفها ..وتعدى   التواصل بينهما النظرات ..حتى اصبحت تحدثه يوميا ..وادمنت على الاطمئنان عنه 

وطبعا كان ذلك خفية عن اهلها ..وكانت بين الفينة والاخرى تشعر بعذاب الضمير تجاه   اهلها ..الا ان كلام رامي المعسول و(رامي هو زميلها)..كان   يريحها من هذا العذاب ..حيث كانت تتصرف معه في الجامعة وكانه غريب عنها ..لتعود ليلا فيتحدثان

 الى الهاتف وكانهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل ..وكان يشعر بالغيرة تجاهها ..ويعاتبها    كلما رآها مرت امام احدهم ..وكانت تفرح لهذا الاهتمام ..لانها ذات اخلاق عالية ..الا ان مشاعرها جعلتها تثق برامي ..الذي كان بالفعل محلا للثقة ..فبعد   

 مرور اربع سنوات من الزمالة بينهما ..اخبرها انه يريد ان يخطبها ..لانه لم يعد بمقدوره    رؤيتها ولو من البعيد فالعام الدراسي شارف على الانتهاء.. وهو يوقن انها سترفض رؤيته خارج الجامعة ..وطلب منها ان تخبر اهلها ..


-وماذا سأقول لهم ..??زميلي رامي يريد ان يخطبني ..وانا على علاقة معه منذ اربع سنوات ..لا اجرؤ على هذا ..

-ولكني ظننتك ستفرحين لهذا الخبر ..وحان لعلاقتنا ان تبصر النور.. لم يعد بمقدوري ان اتحمل البعد عنك ..

-حسنا اذن ارسل امك الى منزلنا وسادعي اني لا اعرف بهذا الامر ..وهكذا لن يشكوا بامري ..

-حسنا حسنا ..لك هذا يا حبيبتي وزوجتي المستقبلية ..


وبالفعل فان فرحة  سهام كانت  لا توصف ..واخيرا ستجلس الى جانب رامي دون خوف   وستحدثه امام الجميع غير مستغلة الفرص التي تسمح لها بذلك ..وبالطبع فان اهلها بعد الزواج سيسامحونها ان اكتشفوا الامر ..


وفي اليوم التالي ..حضرت ام رامي الى منزل سهام القابعة في غرفتها وقلبها يرقص من الفرح والخجل والانتظار ..وطلبت رؤية سهام ..واخبرت العائلة

 بامر ابنها ..وكان الجواب التقليدي ..نريد ان نستشير ابنتنا  وبعدها نرد لكم الجواب ..وبالفعل فان هذا ما قد حدث ..وبالطبع كان جواب سهام هو الموافقة ..حيث قالت لها امها.. 


-على ما اظن انه زميلك في الجامعة ..ماذا تعرفين عنه ..وكيف هو سلوكه ..?

-انت تعلمين اني لا انتبه لمثل هذه الامور ..وكل همي ان انجح بتفوق لكي اعمل ..وهذا هو هدفي الاهم ..

-ممم حسنا اذن.. ما هو رايك ?

-طالما انه زميلي فاننا سندرس سوية ونعمل بنفس الاختصاص ..وهذا امر مشجع ..


بعد العناق ..قالت الام.. 


-الزواج ليس العوبة نتسلى بها ..وكوني صادقة مع نفسك في ايام الخطوبة ..اتفقنا… 

-حسنا يا غالية ..ولكن ما هو راي ابي ??

-اخبرته بالامر وقال ان الراي رايك ..ولا يمكننا ان نحكم عليه الا من خلال العشرة ..اليس كذلك?? 

(مع نفسها)-آه لو تعلمين يا امي انني اعرفه منذ اربع سنوات واتحدث اليه ..كيف كانت ستكون ردة فعلك ..سامحيني ..


وتمت الخطوبة ..الا ان قلب ام سهام لم يلهف لهذا الصهر الجديد ..ربما هو تقارب الارواح ..او تنافرهم لست ادري ..والمهم في الموضوع انها لم. ترتح لهذه الخطوبة ..ولم تشأ ان تزعج ابنتها بهذا الامر

 ..وقالت لنفسها :ان كانت ابنتي متصالحة مع مشاعرها ..فانها بالطبع ستحسن الاختيار      ..وان يكون قرارها نابع من قلبها هذا افضل لانه على ما يبدو انها مغرمة به ..

ومرت عدة اشهر ..وكانت الفرحة تغمر قلب سهام ..وخاصة انها كانت تدرس مع رامي ..ويجلسان سوية حول الموقدة ويتسامران الاحاديث ..ويشعرها بدفء وصدق مشاعره ..مما زاد تعلقها به ..ورحل الشتاء


 البارد ..ليطل على لبنان فصل الربيع البهي ..ذلك الفصل الذي تغنى به الشعراء ..لانه فصل


 التجدد والنشاط ..فالناس في الغالب ينتظرون قدومه حتى يخرجوا من سجن الشتاء


 ..فيذهبون للتنزه في الاماكن التي تناسب هذا الطقس المعتدل ..(بعكسي انا اجمل شي فصل الشتا ..بعرف ما حدا سالني رايي ..بس اكيد في ناس متلي ولازم راعي مشاعرهن )..وقررت عائلة سهام الذهاب برحلة عائلية من اجل التنزه 


..ووجدت الاخيرة ان خروجها فرصة لتجدد الهواء في روحها وقلبها علها تدرس بحيوية اكثر .   .ومما زاد فرحها هو خروجها مع عائلتها التي تشكل الهالة لدعمها عاطفيا وعقليا ..وبدات تتامل


 الطبيعة بثوبها البهي ..وتطرب اذنها بصوت خرير المياه ..وتراقب الفراشات التي تتنقل   من زهرة الى زهرة لتعبر عن مشاعرها برقصات مختلفة ..كل تلك الاجواء كانت كفيلة لتعدل


 مزاج سهام ..وكانها مخدرة بالروعة والجمال ..ولكن شيئ ما عكر صفوها ..انه رنين هاتفها ..الذي حملته بين يديها خاصة عندما رات رقم رامي ..فاجابت مباشرة :


-اهلا حبيبي… يا الهي لو تعلم كم انا سعيدة الآن ..

-اين انت ??

-خرجت مع اهلي للتنزه ..فقد

مللت السجن في المنزل .

(بغضب شديد)-من سمح لك بالخروج ??ما هذه الفوضى يا بنت الحسب والنسب ??


رواية ❤️حب ونصيب❤️

الجزء الثاني ..


-ماذا ..هل جننت ..انا مع اهلي ..واخذت الاذن منهم ..

-ولكني خطيبك ولي الحق في اعطاء رايي ..

-وهل ان سالتك بعد موافقة اهلي سترفض ?

-طبعا !!وهل يحتاج هذا الى سؤال ..

اسمعني يا رامي ..لا حق لك بالتدخل في حياتي بهذه الطريقة طالما اننا لا زلنا في ايام   الخطوبة ..وعندما نتزوج سيختلف الامر ..

-هذا ان تزوجنا !!


ثم اقفل الهاتف ليعكر مزاج المسكينة ..التي شعرت ان الدم يغلي في عروقها ..وقلب

 الام جعل امها تلاحظ ذلك مع انها لم تسمع المحادثة بينهما ..فاقتربت منها بالرغم من قربها عاطفيا ..ثم ربتت على كتفها ..


-ما لي اراك حزينة ?

-لا شيئ! 

-ان اردت الكذب فاكذبي على شخص وآخر وليس علي ..هل نسيت اني امك واشعر باوجاعك ..

-انه رامي .قد غضب لكوني اتيت معكم ..

-مممم وبماذا اجبته ?

-اخبرته انه لا علاقة له بي الآن ..

-وهل انت نادمة على هذا الجواب ..

-اشعر اني قسوت قليلا عليه ..لقد اقفل هاتفه ولم يجب على اتصالاتي.. 

-ولكن الم تتصرفي عن قناعة ??

-بلى ..فهو يعرف جيدا اني لا احب لاحد ان يخترق حدودي التي لا تعنيه ..

-واعلمي ان غيرك من الفتيات من يتمنين هذا الاهتمام ..ان سمي اهتماما ..ولكن لاباس ..

-ايعقل انه قرر ان ينهي العلاقة بي.. 

-لا اظن ان هذا سببا كببرا ليقدم على هذه الخطوة ..ولكن اياك ان تبتدئيه انت بالكلام ..وسترين كيف سيغير رايه عندمت يهدأ.. 


وعند المساء عادت سهام الى المنزل وهي تشعر بالحزن والخيبة والشوق لرامي .

.ولكنها لم تخطئ على الاقل بنظرها ..والا فانها كانت ستتصل به بنفسها وتعتذر اليه ..

ومر يومان على هذه الحادثة ..وكانت سهام تراقب حساب رامي على الفيسبوك ..وتراقب آخر 

ظهور له على الواتسآب ..ولكنه لم يكن متصلا طيلة تلك الفترة ..وذات ليلة حملت هاتفها كعادتها لتراقبه ..وفقدت الامل من مبادرته الحديث معها ..فنظرت

 الى صورته على الهاتف ..لتقول له: الم تحن الى حبيبتك يا رامي ..اهكذا هانت عليك العشرة ..

وفجاة ارسل اليها ..


-مرحبا ..السلام عليكم مسا الخير ..

(بعد تفاجؤ )-اهلا رامي باشا ..

-ليس رامي من يحدثك بل قلبه ..

-واين هو رامي? 

-قرر ان يصالحك لانه لا يمكنه الاستغناء عنك ..واخبرني انه معك حق ..وعندما يتزوج

 بك سيكون له معك حديث آخر ..

(بعد الشعور بالراحة والابتسامة)-حسنا اخبره اني سامحته وانتظره بشوق فقد اشتقت اليه ..


وهكذا عادت المياه الى مجاريها ..وحاول رامي ان يسيطر على اعصابه كلما شعر بالغضب عندما يعلم بخروج سهام من المنزل دون اذنه ..وظنت سهام انها 

تعدت المرحلة الصعبة  معه ..وبما انه لم يظهر لها اي امتعاض ...واستطاع اخفاء ذلك

 عنها.. شعرت بالذنب تجاهه وقالت لنفسها: بما انه لن يعارض خروجي ما الضرر من سؤاله… وخاصة انني ذاهبة في رحلة عائلية وساغيب ليومين ..

وبعدها اتصلت به مباشرة ..


-اهلا بالوردة الفواحة التي تنثر عبيرها في ارجاء قلبي ..

-اهلا بك حبيبي ..بصراحة   لقد اتصلت لاخبرك اني ذاهبة في رحلة مع اهلي وبعض اقاربي ...فهلا ذهبت معنا 

(النبرة تغيرت )-كلا لا اريد الذهاب ..وبالطبع فان ابن خالتك سيذهب ..لهذا انت ايضا لن تذهبي .

-اتصلت لاخبرك بذهابي وليس لآخذ الاذن منك ..فانا ذاهبة مع اهلي ..وهم اكثر من اشعر معهم بالامان ..

-قلت لك لن تذهبي ..وكفاك هراء.. 

-رامي ..هل جننت ??

-كلا لم اجن ..ولكني لا اتحمل فكرة وجودك مع ابن خالتك في رحلة واحدة ..

-يا الهي انت لا تثق بي اذن ??

-لا دخل للثقة بك ..فان وثقت بجلالتك ..فاني لا اثق به هو ..وبالطبع سيبدا باختلاس النظر اليك ..

-لن اسمح لك بالتحدث عني  بهذه الطريقة ..

-سهام… اما علاقتنا او هذه الرحلة… وهذا آخر ما لدي لاقوله ..فاختاري ..وداعا ..


اقفل الهاتف.. وشعرت سهام بحرارة الموقف ..اليوم يطلب منها الاختيار بينه وبين الرحلة ..وغدا سيطلب منها ان تختار بينه وبين الطعام واللباس واشياء 

اكثر سخفا ..اين وعيه الذي كانت تحبه فيه ..وهل سيجعلنا الحب نتصرف بغباء   احيانا ..ام انها الغيرة ..بكل الاحوال لن اذهب ..لاني لن افرح حتى لو فعلت ..


وبعد قليل دخلت امها الى غرفتها تستعجلها الذهاب ..


-سهام سهام ..اين انت?? 

(وبعد رؤيتها).-الم تجهزي نفسك بعد ..

(بحزن وخيبة)-لن اذهب ..اشعر اني متعبة ..وقد اعكر صفوكم بذهابي ..

-هل انت متعبة حقا ..ام انك على شجار مع رامي ..

-امي حتى لو ذهبت لن اكون على ما يرام ..

(امها لنفسها)..لا اجد سعادتك 

مع رامي يا ابنتي ..ففي كل خروج لك. لتفرحي ..يعكر لك. مزاجك ..كم هو لئيم ..

(وبعدها قالت لسهام)-حسنا ابقي هنا ..وافرحي قلب رامي ..بصراحة عليك ان. تجهزي

 سلاحا قبل زواجك ..لاني اشعر انكما ستبقيان على خلاف دائم ..وستتشاجرون اكثر 

من تناولكم الطعام والشراب ..

                    الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>