رواية هيلينا الفصل التاسع9بقلم ليلي مظلوم


رواية هيلينا 
الفصل التاسع
بقلم ليلي مظلوم 

-حسنا ..عندما تسنح الفرصة نتحدث في هذا الأمر ..


ثم غربت أمامه كشمس منطفئة ..وسمع صراخ 😱 هادي وهو يقول :انتبهي لهذا الطفل ..مللتك ومللت الحياة معك ..


ومرت عدة أيام ..وكانت هيلينا ذاهبة إلى الدكان لإحضار بعض الحاجيات ..وهي تجر ابنها بخطواته الأولى ..لتفاجأ بأحدهم يناديها :هيلينا هيلينا !!


فالتفتت وراءها لتجد سامي ..وشعرت بالإحراج والخوف ثم قالت بهمس :ماذا يريد مني ؟؟


-يجب أن افهم ما الذي حدث عندما اتصلت بي المرة الماضية ..


-الأمر مدبر من صديقك هذا بكل بساطة ..هو من اتصل بك ..ليدبر لي مكيدة ويقول بأنني فتاة غير شريفة لأنني واجهته بحبه لفتاة أخرى يصرف عليها المال ..هادي رجل متناقض ..لا أعرف كيف أتعامل معه "!


-هكذا إذاً ..ولكن أتعلمين لا يهم أمر خروجه مع النساء.. بقدر ما يجب أن يحترمك ويقدرك وخاصة أمام الناس ..


-إنه يتعمد تحقيري وإذلالي والنيل مني على ما أظن أنه يعاني من مرض نفسي ..وبالطبع يرفض الذهاب إلى الطبيب ..


-غريبة هذه الدنيا ..كم أتوق لو تسمعني زوجتي كلمات حانية ..وتشعرني بأهميتي كما تفعلين معه ..أحيانا أتمنى لو أستطيع أن أبرحه ضربا انتقاما لك   

..لقد عدلت عن قراري يا هيلينا ويمكنك الإتصال بي متى تشائين ..ومن أعماقي أطلب منك أن تعتبريني كأخ لك ..على الأقل أستطيع الاستماع إليك ونصحك ..أو ربما مساعدتك ..وسيكون حديثنا سريا للغاية اطمئني ..


-شكرا لك والآن علي الذهاب نتحدث لاحقا ..


وبالفعل كانت هيلينا تتحدث إلى سامي وتشكو إليه أفعال زوجها ..ويقوم بنصحها .وأحيانا كانت تلك النصائح تجدي نفعا ..فيتغير هادي لمدة زمنية محدودة ..ويعود إلى شخصيته ..وكان دائم الشكوك بزوجته 

..أو محاولة إثبات تهمة باطلة عليها.. ومما زاد الأمور سوءا أو لنقل تعقيدا هو زواج عادل أخ هادي من جميلة أخت هيلينا ..وهذا في المجتمعات الشرقية إما يكون علاقة متينة

 أو علاقة مهددة ..فينتقل عدوى المشاكل بين الزوجين إلى الزوجين الأخريين ..تحت

 شعار أخي وأختي… كان الزواج مباركا ..ولا أحد يعلم ما في البيوت من أسرار ..ونوعا ما المحافظة على الأسرار الزوجية ما لم تتعدّ حدودها أمر جيد ويساهم في نجاح العلاقة ..ولكن السكوت عنه إذا كان ظلما بالغا من طرف واحد فهذا يعد استهتارا وتهربا ..


ومرت الأيام ولا زال يحاول هادي أن يثبت تهمته على زوجته ..ولم يعد الأمر انتقاما بالنسبة إليه أو تشفّ..بل أصبح شكا حقيقيا ..هو أقنع نفسه أن زوجته خائنة ..ولا بد من اختبارها ..فأرسل أخاه عادل باتفاق معه إلى منزله بغيابه لاختبار هيلينا ..وما إن قرع الباب وفتحت له هيلينا حتى قالت :

-هادي ليس هنا ..ولماذا جميلة ليست معك ؟؟!!


-حسنا سأنتظره في الداخل ..وجميلة مشغولة بالأعمال المنزلية ..


-حسنا تفضل ..


وجلس عادل ولم يعرف كيف يبدأ اختباره ..وكانت هيلينا تقشر له البرتقالة وتحدثه عن أخيه وابنه ..وكيف أن هادي أصبح عديم المسؤولية ..وليته يهتم بالمنزل وما شابه ..وفجأة جرحت يدها ..ووجد عادل 

أنها الفرصة المناسبة ..فاقترب منها وأمسك يدها وهو يحمل منديلا ليمسح الدم ..ولكن لمساته تغيرت ..وشعرت هيلينا بذلك ..فوقفت غاضبة وقالت له :أخرج من منزلي أيها الوقح ..أنا زوجة أخيك كيف تفعل هذا ؟؟


-لم أفعل شيئا ..ولو كنت صاحبة أخلاق وشرف لما استقبلتني وحدي وسلمتني يديك… هذا مجرد كبرياء وادعاء!! 


-لو تجاوبت معك لكان الكلام قد اختلف ..والآن أخرج من منزلي وإلا اتصلت بهادي وجميلة وأخبرتهما عن وفائك وإخلاصك ..


فابتسم ابتسامة خبيثة وخرج من المنزل ..وهو يهز رأسه فرحا بأداء المهمة ..وذهب ليخبر أخاه عما حدث.. 

أما هيلينا فكان جسدها يهتز من وقع الصدمة ..ما هذا الذي حدث معها ؟؟..وما هي الرسالة التي يريد الكون أن يوصلها لها؟؟أليس كل ما يحدث


 معنا قد يكون رسالة لنا لصقل شخصياتنا ..إن لم نفهم المغزى من الرسالة الأولى ستتكرر ثانية وثالثة ..إلى أن نفهمها ..وتغادرنا بسلام وتعطينا نفحة من السلام ..


ولم تجد أحدا تخبره بما حدث لتفرغ غضبها إلا سامي الذي جن جنونه عندما علم بما حدث ..وتيقن أن هادي على معرفة بالأمر ..وإلا لن يكون أخاه جريئا إلى هذا الحد ..ولم يخبر هيلينا بإحساسه بل طلب 

منها أن تهدأ ..وترتاح ..وتهتم بطفلها ..وتنسى الأمر إن استطاعت ..وهو بدوره سيستدرج هادي بالحديث ويفهم منه إن كان الأمر مدبرا له ..وهنا بدأت الصداقة أو الأخوة تتعمق 

بين سامي وهيلينا ..وربما هناك بصيص من إحساس آخر لم يرد أي أحد منهما أن يزيد من توهجه ..لأن الكارثة ستقع حينها ..والأمر ليس بالهين ..وربما

 لو عرف هادي كيف يستعيد حب زوجته لما لجأت إلى سامي ..فكانت كلما تتعرض لمشكلة ما كان هو أول ما يخطر إلى بالها ..


وفي أحد الأيام طلبت من هادي أن يوصلها إلى منزل أهلها لأن منى قد عادت من السفر وتريد أن تراها ..وكان هادي دائما يتذمر إن ذهبت إلى منزل أهلها

 ..ولكنه هذه المرة أخبرها أنه سيذهب معها أيضا ..وبوجه بشوش ..استغربت الأمر ..ولكن


الأمور ستتوضح لاحقا ..حتى أنه تركها في منزل أهلها طوال النهار ..وذهب مساء ليحضرها ..وقد اشترى سيارة فخمة ..ربما ترك الأمر  مفاجأة لها ..وبدأ يطلق البوق بطريقة استفزازية ..وبمجرد أن خرجت حتى قالت له :

-لمن هذه السيارة ؟


-إنها لي ..هل هي جميلة ؟


-ولكن من أين أحضرت المال ؟؟


-هل أنت نكدة لدرجة أنك ستنغصين علي فرحتي بسؤالك هذا؟!


-لا ليس الأمر كذلك ..ولكنك أخبرتني أنك لا تملك المال ..وأنا على يقين أن تلك الفتاة قد سلبتك مالك كله ..أتظنني نسيت هذا ؟؟أم أنني عمياء؟


-لن أرد لك جوابا ..وستعرفين كل شيئ عندما نذهب إلى منزلنا الجديد؟؟!


-الجديد؟؟!!!!!!

                الجزء العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>